افضل مقالات مفيدة بالصور مواضيع جميلة

احب الاعمال الى الله تعلى

احب الاعمال الى الله تعلى 20161009 1866

احب الاعمال الى الله تعلى

 

احب الاعمال الى الله تعلى 20161009 1866

اما بعد ايها المسلمون :
اخرج الطبراني يرحمه والله وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا جاء الى النبي فقال: يا رسول الله، اي الناس احب الى الله؟ واي الاعمال احب الى الله؟ فقال رسول الله : ( احب الناس الى الله تعالى انفعهم للناس، واحب الاعمال الى الله سرور يدخله الى مسلم او يكشف عنه كربه او تقضي عنه دينا او تطرد عنه جوعا، ولان امشي مع اخ في حاجه احب الي من ان اعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينه شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء ان يمضيه امضاه ملا الله قلبه رجاء يوم القيامه ، ومن مشى مع اخيه في حاجه حتى تتهيا له اثبت الله قدمه يوم تزول الاقدام، وان سوء الخلق ليفسد الدين كما يفسد الخل العسل)).

حديث عظيم تضمن ما يورث حب الله وحب الخلق ، وما يدعو الى لاخوه بين المسلمين ، وما يقوي العلاقات بين المؤمنين.

اعلان 3

توجيهات نبويه كريمه تزكو بها النفوس ، وتصلح بها المجتمعات ، وتسعد بها الافراد والجماعات . قيم اجتماعيه عظيمه لم يشهد التاريخ لها مثيلا، ومبادئ حضاريه لم تعرف البشريه لها نظيرا، ذلكم انها توجيهات من لا يصدر عن الهوى، ان هو الا وحي يوحى [النجم:4].

اخوه الاسلام، وحول هذا الحديث العظيم سنقف عده وقفات نستمتع عندها بتوجيهات نبينا الكريم عليه افضل الصلاه وازكى التسليم . خصوصا اننا مقبولون على شهر عظيم ، يتنافس فيه المسلمون على فعل الخير وادخال السرور على اخوانهم المسلمون.

الوقفه الاولى: حول قوله صلى الله عليه وسلم ((احب الناس الى الله انفعهم للناس )).في هذه العباره الكريمه تاكيد على بذل النفع للمسلمين بوجوه النفع المختلفه ، وباشكاله المتعدده ، فذلكم سبب عظيم للفوز بالاجر الكبير والثواب الجزيل.

ومن اعظم النفع لهم قضاء حاجاتهم واعانتهم في ذلك، سواء اكانت حاجتهم الى المال او العمل او الوظيفه ، او الى بذل كلمه طيبه او الى دفع ظلم ، او الى المشاركه بالمشاعر في الاتراح والافراح ، او الى غير ذلك من الحاجات التي تختلف باختلاف اسبابها وبتنوع اشكالها.

وهذه قاعده عامه في الشرع المطهر ، قاعده مشروعيه المواساه بين المؤمنين ، والحرص على قضاء حاجات المسلمين، ومن هذا المنطلق جاء في هذا الحديث قوله تمثيلا لجزئيات هذه القاعده : ((ولان امشي مع اخ في حاجه احب الي من ان اعتكف في هذا المسجد شهرا))، وقوله: ((ومن مشى مع اخيه في حاجه حتى تتهيا له اثبت الله قدمه يوم تزول الاقدام )).

وفي مقام التفصيل والبيان يقول : في حديث اخر ( وارشادك الرجل في ارض الضلال لك صدقه ، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقه ، واماطتك الحجر والشوكه والعظم عن الطريق لك صدقه ، وافراغك من دلوك في دلو اخيك لك صدقه )

ولهذا كله حرص اهل الخير والفضل على انهاء حاجات المؤمنين ، واسداء النفع للمسلمين على مر العصور ، يقول حكيم بن حزام رضي الله عنه: ( ما اصبحت صباحا قط فرايت بفناء داري طالب حاجه قد ضاق بها ذرعا فقضيتها ، الا كانت من النعم التي احمد الله عليها، ولا اصبحت صباحا لم ار بفنائي طالب حاجه ، الا كان ذلك من المصائب التي اسال الله عز وجل الاجر عليها) [3].

ايها الاخوه : وختاما لهذه الوقفه اذكر بخطر مضره الناس والسعي بما يسبب لهم المشاكل والضرر..وهو ما يفهم من قوله ( احب الناس الى الله انفعهم للناس ) فالمفهوم لهذا الحديث ( ابغض الناس الى الله اضرهم للناس ) فلنحذر ان يبغضنا الله ونحن لا نعلم ، وذلك بجلب وبيع وتشجيع ما يضرهم في دينهم ودنياهم .

الوقفه الثانيه : حول قوله صلى الله عليه وسلم ( واحب الاعمال الى الله سرور تدخله الى مسلم او تكشف عنه كربه او تقضي عنه دينا او تطرد عنه جوعا ) لقد اكد هذا الحديث العظيم على صفات خاصه من قضاء حوائج المسلمين لعظيم اجرها وكبير ثوابها، وهذه الصفات هي الحرص بقدر الامكان على عون المسلم في تنفيس كربته او قضاء دينه او طرد جوعه، قال :في حديث اخر ((اطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني)) رواه البخاري [4]، ويقول : ((الا رجل يمنح اهل بيت ناقه تغدو بعس اي: قدح كبير وتروح بعس، ان اجرها لعظيم )) متفق عليه [5].

وفي شان ثواب التجاوز عن الدين او قضائه عن المدين جاء في الصحيحين ان رسول الله قال: ((كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: اذا اتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله ان يتجاوز عنا، فلقي الله عز وجل فتجاوز عنه )) [6]،

وعن عبد الله بن ابي قتاده ان ابا قتاده طلب غريما له فتوارى عنه، ثم وجده بعد ذلك فقال اي: المدين : اني معسر، فقال: الله؟ قال: الله، قال: فاني سمعت نبي الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: (( من سره ان ينجيه الله من كرب يوم القيامه ، فلينفس عن معسر او يضع عنه ) رواه مسلم [7].

خصال عظيمه التزم بها الصالحون وعمل بها المتقون، قال ابو هريره رضي الله عنه: كنا نسمي جعفر ابا المساكين؛ كان يذهب الى بيته، فان لم يجد شيئا اخرج لنا عكه من عسل اثرها عسل فنشقها فنلعقها [8]، وكانت لابي برزه الاسلمي جفنه من ثريد في الغدو والعشي للارامل واليتامى والمساكين [9]،

وكان علي بن الحسين رضي الله عنه وعن ابيه وعن جده يحمل الخبز بالليل على ظهره يتتبع به المساكين في الظلمه ويقول: “ان الصدقه في سواد الليل تطفئ غضب الرب” [10]،

قال محمد بن اسحاق رحمه الله: “كان ناس من اهل المدينه يعيشون لا يدرون من اين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل فعلموا انه منه، ولهذا قيل: كان يعول مائه اهل بيت من المدينه ” [11]،

وعن شعبه رحمه الله قال: “لما توفي الزبير لقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير فقال: كم ترك اخي من الدين؟ فقال: الف الف، قال: علي منها خمسمائه الف.

الوقفه الثالثه : حول قوله صلى الله عليه وسلم ( احب الاعمال الى الله سرور تدخله على مسلم ) ان من الخصال التي حث عليها هذا الحديث ورغب فيها ، الحرص على الشديد على ادخال السرور والسعاده على المسلمين ، وذلك بتطييب خواطرهم بكلمه طيبه او مساعده ممكنه بالمال او الجاه ، او بمشاركه بمشاعر طيبه في اوقات الحزن ، وعند التعرض لما يعكر الصفو ويضيق الصدر.

جاء في الحديث عن انس رضي الله عنه عن النبي انه قال: (( من لقي اخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك ، سره الله جل وعلا يوم القيامه )) رواه الطبراني باسناد حسن [12].

ولهذا ذكر نبي الرحمه صلوات الله وسلامه عليه بالاتصاف بكل مظهر يوجب السرور ، وبكل مسلك يدخل على الاخرين السعاده والحبور، يقول عليه الصلاه والسلام: ((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق)) رواه مسلم [13]، ويقول ايضا: (( تبسمك في وجه اخيك صدقه )).وفي حديث اخر في فضل ادخال السرور على المريض بالزياره ( من اتى اخاه المسلم عائدا ، مشى في خرافه الجنه حتى يجلس ، فاذا جلس غمرته الرحمه ، فان كان غدوه ، صلى عليه سبعون الف ملك حتى يمسى ، و ان كان مساء ، صلى عليه سبعون الف ملك حتى يصبح )

وقد التزم سلف هذه الامه وهم خيارها بتلك الاخلاق الفاضله والقيم العظيمه ، فكان بكر بن عبد الله المزني يلبس كسوته وهو يعيش عيش الاغنياء، يلبس كسوته ثم يجيء الى المساكين يجلس معهم ويحدثهم ويقول: “لعلهم يفرحون بذلك” [15].

وفي ختام هذه الوقفه اذكر ايضا بخطر ، ادخال الخوف والضيق والخطر على قلوب المسلمين ..فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( واحب الاعمال الى الله سرور تدخله الى مسلم ) ومفهوم الحديث ( ان ابغض الاعمال الى الله حزن تدله الى مسلم ) فلنتق الله في ابائنا وامهاتنا واولادنا وزوجاتنا ، وسائر اخواننا المسلمين ..فلا نحرص على تضييق صدروهم وازعاجهم بما يعكر صفو حياتهم .

ايها الاخوه في الله : هذه بعض الوقفات حول هذا الحديث العظيم وللحديث بقيه ، اسال الله تعالى ان ينفعنا بها ..كما اساله تعالى ان يغفر لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب .. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

الخطبه الثانيه :
الحمد لله، الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له يعلم ما كان وما يكون. وما تسرون وما تعلنون. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق المامون، صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون. وسلم تسليما كثيرا الى يوم يبعثون.

ايها الاخوه في الله : وبعد ان انهينا الوقفه الثالثه ..فنبدا هذه الخطبه بالوقفه الرابعه :
وهي حول قوله صلى الله عليه وسلم ( ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء ان يمضيه امضاه ملا الله قلبه رجاء يوم القيامه ،) فمن القيم العاليه التي حث عليها هذا الحديث وبين عظيم اجرها التحلي بالصبر عند الغضب وعند ثوراته ، والاتصاف بكظم الغيظ عند اشتداده،

فالصبر عند الغضب وكظم الغيظ عند وجوده ، خصله من خصال الصالحين، وصفه من صفات المتقين، امر الله تعالى بها في اكثر من ايه ، فمن ذلك قوله تعالى ( وسارعوا الى مغفره من ربكم وجنه عرضها السموات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين [ال عمران:133، 134].

قال الطبري رحمه الله : “الكاظمين الغيظ يعني: الجارعين الغيظ عند امتلاء نفوسهم منه، يقال: كظم فلان غيظه اذا تجرعه فحفظ نفسه ان تمضي ما هي قادره على امضائه ، باستنكارها ممن غاظها وانتصارها ممن ظلمها” [16]، ويقول القرطبي: “كظم الغيظ رده في الجوف والسكوت عليه وعدم اظهاره لا بقول ولا بفعل ، مع قدره الكاظم على الايقاع بعدوه” [17].
ورسولنا يبين عظيم فضل كظم الغيظ فيقول: ( من كظم غيظا وهو قادر على ان ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور ما شاء ) ..

الوقفه الخامسه والاخيره : حول قوله صلى الله عليه وسلم (وان سوء الخلق ليفسد الدين كما يفسد الخل العسل))

ان في هذا الحديث ذما لسوء الخلق ، وبيانا لعاقبته الوخيمه ، ذلكم ان الاخلاق السيئه سموم قاتله ، ومهلكات واقعه ، ورذائل واضحه ، روى الطبراني وغيره عن انس رضي الله عنه عن النبي قال: ( ان العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الاخره وشرف المنازل وانه لضعيف في العباده ) وفي حديث اخر يقول صلى الله عليه وسلم ( ما من شيء اثقل في ميزان المؤمن يوم القيامه من خلق حسن، وان الله يبغض الفاحش البذيء )

قال بعض السلف: “سوء الخلق سيئه لا تنفع معها كثره الحسنات، وحسن الخلق حسنه لا تضر معها كثره السيئات”، كيف وقد روى احمد وغيره بسند صحيح عن ابي هريره رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، ان فلانه تكثر من صلاتها وصيامها وصدقتها غير انها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: ( هي في النار )، قال: يا رسول الله، ان فلانه تذكر من قله صلاتها وصيامها وانها تتصدق بالاثوار من الاقط ولا تؤذي جيرانها، قال: ((هي في الجنه ))

اخوه الايمان : هذا ما تسير حول هذا الحديث العظيم ، من وقفات والمسلم الفطن يستطيع ان يستخرج من الكلمه الواحده عده فوائد تعود عليه وعلى مجتمعه بالخير في الدنيا والاخره .. فاسال تعالى ان يجعلني واياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه.

 

  • احب الاعمال إلي الله تكشف عنه كربته
السابق
افضل اكل سريعه
التالي
ما هي الحلول للتخلص من تعفن الواح الجبس للاسقف