احوال السلف مع الوقت
تعالي و بركاته
(( اقوال السلف و غيرهم فاهمية الوقت و قيمته ))
اهتم الاسلام بالوقت و ربما اقسم الله بة فايات
كثيرة فقال الله تعالي ( والعصر ان الانسان لفى خسر ), و قال تعالى ( والليل اذا
يغشي والنهار اذا تجلى ), كما قال الله تعالي ( والفجر و ليال عشر )
وغيرها من الايات التي تبين اهمية الوقت و ضرورة اغتنامة فطاعة الله
والعمر هو راس ما ل الانسان الذي ينفق منه، و مهما كثر فهو قليل،
ومهما طال فهو قصير، و الامال تختمها الاجال، و من هنا حض الاسلام علي المبادرة بالعمل الصالح و عدم ضياع اي لحظة من لحظات العمر فغير ما يفيد، و من مظاهر ذلك ما جاء فحديث البخارى “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ” (3)، و ما جاء فحديث ابن ابى الدنيا باسناد حسن” اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، و صحتك قبل سقمك، و غناك قبل فقرك، و فراغك قبل شغلك، و حياتك قبل موتك ” (4)
وقد قال >ابو بكر الصديق< ]: “انكم تغدون و تروحون فياجل ربما غيب عنكم علمه، فان استطعتم ان تنقضى الاجال و انتم فعملالله – و لاتستطيعون هذا الا بالله – فسابقوا فمهل باعمالكم قبل ان تنقضى اجالكم فتردكم الي سوء اعمالكم، فالوحا الوحا، النجاء النجاء، فان و راءكم طالبا حثيثا امره، سريعاسيره “
وما قاله >عمر بن الخطاب< ] هو نموذج صالح لكل العاملين والمسؤولين، حين جاء >معاوية بن خديج< يبشرة بفتح الاسكندرية فوصل الي المدينة و قت القيلولة فظن انه نائم يستريح بعدها علم انه لا ينام فذلك الوقت،وقال ل
>معاوية <: لئن نمت النهار لاضيعن حق الرعية ، و لئن نمت الليل لاضيعن حق الله، فكيف بالنوم بين هذين الحقين يا >معاوية <؟ “
وقال >ابن قيم الجوزية <: وقت الانسان هو عمرة فالحقيقة و هو ما دة حياتة الابدية فى النعيم المقيم و ما دة معيشتة الضنك فيالعذاب الاليم و هو يمر مر الحساب فما كانمن و قتة للة و بالله فهو حياتة و عمرة و غير هذا ليس محسوبا من حياتة و ان عاش فية عيش البهائم فاذا قطع و قتة فالغفلة و السهو و الامانى الباطلة و كان خير ما قطعة بهالنوم و البطالة فموت ذلك خير له من حياته ”
ومن اقوال السلف الصالح كذلك فحفظ الوقت :
قال شعبة : “لا تجلسوافارغين فان الموت يطلبكم“
وقال الحسن : “ابن ادم انما انت ايام كلما ذهب يوم ذهب بعضك“
وقال عمر بن عبد العزيز : “ان الليل و النهار يعملان فيك فاعمل فيهما“
وقال ابن مسعود : “ما ندمت علي شيء ندمى علي يوم غربت شمسة نقص فية اجلى و لم يزدد فية عملي“
وقال الحسن : “يا ابن ادم نهاركضيفك فاقوى الية ( اي بالطاعات)”
“
وعن نافع : “ان ابن عمر كان فبيتة يتوضا لكل صلاة و المصحف فيما بينهما“
كان من دعاء ابى بكر الصديق رضى الله عنة : اللهم لا تدعنا فغمرة و لا تاخذنا علي غمرة و لا تجعلنا من الغافلين .
كان من دعاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه : اللهم انا نسالك صلاح الساعات و البكرة فالاوقات .
قال الحسن البصرى رحمة الله : يا ابن ادم انما انت ايام فاذا ذهب يوم ذهب بعضك و قال : ادركت اقواما ما كانوا علي اوقاتهم اشد منكم حرصا علي دارهمكم و دنانيركم .
ما من يوم ينشق فجرة الا و ينادي : يا ابن ادم انا خلق جديد و علي عملك شهيد فاغتنم منى فانى لا اعود الي يوم القيامة .
والحياة كما عبر عنها الشاعرالعربى دقيقة معدودة :
دقات قلب المرء قائلة له***ان الحياة دقائقوثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها*** فالذكر للانسان عمر ثاني
والانسان العاقل من يغتنم هذة الدقيقة و الساعات قبل ان تمر، كما قال الشاعر:
اذا هبترياحك فاغتنمها***فعقبي جميع خافقة سكون
ولاتغفل عن الاحسان فيه***فلا تدريالسكون متي يكون
وقد قال امير الشعراء >احمد شوقي<: ان “امس” الذي فات ومضي صار قديما قدم عصر “عاد” الضارب فالقدم ، لان “الماضي” ما ض سواء كان قريبااو بعيدا، فهو – “الماضي” القريب او البعيد- سواء من حيث انه مضي و لن يعود،يقول:
وامس كعاد، و ان كان من قريب الخيال لطيف الصور
وكان الرسول صلي الله علية و سلم [ فيحياتة من احرص الناس علي اغتنام جميع لحظة من لحظات و قتة لصالح الاسلام و المسلمين،مهما كانت الاوضاع قاسية و حرجة ليعلم المسلمين اغتنام اوقات عمرهم المحدودة ، و لاينبغى التقصير فالقيام بالواجبات حتي فاحلك الايام و اخطرها·
كما كان السلف الصالح من احرص الناس علي اغتنام اوقاتهم، فمن اقوالهم الشهيرة فهذا الصدد: ” الوقت كالسيف ان لم تقطعة قطعك “، اي ان لم تقطعة باستخدامة بالعمل المبرور و السعى المشكور قطعك بالذل و الخسران و الضياع و الهوان،
وقال >الحسن البصري< يرحمهالله و هو يحض علي العمل و اغتنام فرصة العمر القليلة : “يا بن ادم انت ايام، كلما ذهبيوم منها ذهب بعضك، و يوشك اذا ذهب بعضك ان يذهب كلك و انت لا تعلم، فاعمل، فاليوم عمل و لاحساب، و غدا حساب و لا عمل“·
وهنالك احاديث كثيرة توضح ذلك: فعن
معاذ بن جبل رضى الله عنة قال قال رسول الله صلي الله علية و سلم “ لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسال عن اربع: عن عمرة فيما افناة و عن شبابة فيما ابلاة و عن ما له من اين اكتسبة و فيما انفقة و عن علمة ما ذا عمل بة ؟ “,
وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلي الله علية و سلم ” نعمتان مغبون فيهما كثيرمن الناس: الصحة و الفراغ “,
وعن انس رضى الله عنة قال قال رسول الله صلي الله
علية و سلم: ” ان قامت الساعة و بيد احدكم فسيلة فان استطاع ان لايقوم حتي يغرسها فليفعل ”
فالايات و الاحاديث تشير الي اهمية الوقت فيحياة المسلم لذا فلابد من الحفاظ علية و عدم تضيعة فاعمال ربما تجلب علينا الشر و تبعدنا عن طريق الخير, فالوقت يمضى و لا يعود مرة اخرى. ولقد طبق مفهوم اهمية الوقت فصدر الاسلام, و من ذلك:
1 – ذكر الطبرانى فالجامع الكبير: فعن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال سمعت عمربن
الخطاب
يقول لابي: ما يمنعك ان تغرس ارضك ؟ فقال له ابي: انا شيخ كبيراموت غدا فقال له عمر: اعزم عليك لتغرسنها, فقال عمارة : فلقد رايت عمربن الخطاب يغرسها بيدة مع ابي”
2-قال ابن عبدالبر فجامع بيان العلم:– عن نعيم بن حماد قال: قيل لابن مبارك: الى
متي تتطلب العلم ؟قال: حتي الممات ان شاء الله ”
3 – قال سيدنا عبدالله بن مسعود رضى الله عنه: انى لامقت الرجل ان اراة فارغا ليس فشى من عمل الدنيا و لا عمل الاخرة ”
4- روى ان ابا الدرداء رضى الله عنه, و قف ذات يوم امام الكعبة بعدها قاللاصحابه ” اليس
اذا اراد احدكم سفرا يستعد له بزاد ؟ قالوا: نعم, قال: فسفر الاخرة ابعد مما تسافرون !
فقالوا : دلنا علي زادة ؟ فقال: ( حجوا حجة لعظائم الامور, و صلوا ركعتين فظلمة الليل لوحشة القبور, و صوموا يوما شديدا حرة لطول يوم نشوره).
5- يقول عبدالرحمن ابن الامام ابى حاتم الرازى ” ربما كان ياكل و اقرا علية و يمشي
واقراعلية و يدخل الخلاء و اقرا علية و يدخل المنزل فطلب شيء و اقرا عليه ” فكانت ثمرة هذا المجهود و ذلك الحرص علي استغلالالوقت كتاب الجرح والتعديل فتسعة مجلدات و كتاب التفسير فمجلدات عدة و كتاب السند فالف جزء.
وتدبراخى المسلم معى ما قالة ذلك الحكيم ” من امضي يوما من عمرة فغيرحق قضاه, او فرض اداة او مجد اثلة او حمد حصلة او خير اسسة او علم اقتبسة فقدعق يومة و ظلم نفسه“
……………..
لذا علينا ان نستغل الاوقات و ان نجعل حياتنا كلها للة فلا نضيع من
اوقاتنا ما نتحسر علية يوم القيامة فالوقت سريع الانقضاء فهو يمر مر
السحاب و فذلك قيل:
مرت سنين بالوصال و بالهنا فكانها من قصرها ايام ثم انثنت ايام هجر بعدين فكانها
منطولها اعوام ثم انقضت تلك السنون و اهلها فانهاوكانهم احلام
فلتحسن اخى المسلم استغلال و قتك فيما يعود عليك و عل امتك بالنفع في
الدنيا و لاخرة فما احوج الامة الي رجال و نساء يعرفون قيمة الوقت ويطبقون ذلك فالحياة
ومن اقوى ما استغلت بة الاوقات
قراءة القران الكريم و حفظه
طلب العلم الشرعى بالجلوس فحلق العلم و مطالعة الكتب
مجالسة الاخوان الطيبين للتذاكر
زيارة المرضي ففيها فضل عظيم
وغيرها من الطاعات و العبادات
اللهم و فقنا لا ستغلال الاوقات
- أحوال السلف مع الوقت