افضل مقالات مفيدة بالصور مواضيع جميلة

الحوافز الدينية في الحث على العمل

الحوافز الدينية في الحث على العمل 20161006 165

الحوافز الدينية في الحث على العمل 20161006 165

الحوافز الدينيه في الحث على العمل

تلعب الحوافز الدنيويه بانواعها الماديه والمعنويه دور كبير في تحسين الاداء ومضاعفه الجهد والتي لانستطيع ان نقلل من قيمتها وجدواها في منظمات الاعمال، ولكن نستطيع تعزيزها وتقويتها من خلال مفهوم اخر للحوافز وهي الحوافز الدينيه .
وكما اشرنا سابقا ان الحافز المناسب هو ذلك الحافز الذي يتلاءم ويتوافق مع دافعيه العامل . وهنا تكمن الصعوبه في تقديم الحوافز الدنيويه بسبب تباين دوافع العاملين وكما وضحتها النظريات التي تناولت الدوافع.
اما الحوافز الدينيه فهي تعتمد على الدافع الديني الذي يمتلكه كل عامل ، ولا نختلف ان هذا الدافع الديني ايضا قد يتفاوت من عامل للاخر، لكن نقول ورغم هذا التفاوت يبقى هذا الدافع موجودا في جميع لعاملين ، بل يمكن تقويته وتعزيزه خصوصا ونحن نعيش في مجتمع يرفض العلمانيه ويولي الدين الاسبقيه في كل شيء.
فالانسان المسلم مهما كان مقدار ايمانه فانه يرغب في دخول الجنه ويخشى من عذاب النار ولقد ربط الدين الاسلامي _ وهذا من مميزات ديننا الحنيف _ بين الايمان وبين العمل الصالح يقول الله تعالى : ” من عمل صالحا من ذكرا او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياه طيبه ولنجزينهم اجرهم باحسن ماكانوا يعملون ” النحل ايه (97)
وقال تعالى : ” ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لايبغون عنها حولا” الكهف ايه (107-108)
اما عن طبيعه هذا العمل الصالح فانه لايشمل على العبادات وحدها كالصلاه والصيام والصدقات وغيرها وانما يشمل ايضا على كل ماهو خالص لوجه الله تعالى .
فالاكل والشرب ان كان يراد منها الحصول على القوه والطاقه من اجل الاستمرار في طاعه الله فهو من العمل الصالح ويثاب الانسان عليه.
النوم ان كان من اجل استعاده النشاط وطاعه الله فهو عمل صالح ويثاب المسلم عليه.
الطلب على العلم _ اي نوع من مجالات العلوم _ اذا كان الغرض منه طاعه الله ونفع المجتمع به فهو من العمل الصالح ويثاب الطالب عليه.
وغيرها من الامور التي تكون لنا متعه وفائده دنيويه وفي نفس الوقت اذا اخلصناها لله تكون تكون عمل صالح ولكن كل ذلك بشرط النيه الصادقه لله وكما قال سيد الخلق عليه افضل الصلاه والسلام “انما الاعمال بالنيات … وانما لكل امرى ما نوى ”
والذي نريد ان نصل اليه هو ان عمل الفرد في المنظمه من اجل اطعام نفسه وعياله عباده ومن الاعمال الصالحه التي يؤجر عليها .
ومن هنا تقوم فكره الحوافز الدينيه والتي تقوم على حث العاملين على اداء اعمالهم بالشكل الذي يناولون فيه رضا خالقهم اولا ثم حصولهم على رضا ادارتهم وبالتالي استمرارهم في العمل بالمنظه ثانيا .
واخيرا ننوه ان هذه الحوافز الدينيه لاتشمل العاملين فقط بل يمكن ان تحسن من اداء المدراء لان المدراء ايضا يؤجرون عندما يخلصون في اداء اعمالهم ويقومون بواجبتهم تجاه موظفيهم.
وفيما يلي نقدم مجموعه من الحوافز الدينيه وهي :-
اولا: حوافز دينيه (للمدراء والعاملين) تتعلق بالرقابه الذاتيه :

تعتبر وظيفه الرقابه احد مكونات العمليه الاداريه ومن الوظائف الهامه والتي لا غنى عنها لاي نشاط بني على التخطيط ولقد اولى الاسلام وظيفه الرقابه اهتماما خاصا فهي اساس الثواب والعقاب بل انها احد اسماء الله سبحانه وصفه من صفاته الحسنى الا انه هو الرقيب اذ يقول الحق تبارك وتعالى في محكم اياته ” واتقوا الله ان الله كان عليكم رقيبا ” سوره النساء ايه (1) . والمقصود بالرقابه الذاتيه وهي ” ان يراقب الانسان نفسه بنفسه في قوله وفعله في نيته ومقاصده وفي تصرفاته ودوافعه السلوكيه “[1]
فالرقابه الذاتيه للمسلم تبعده عن الانحرافات وتجلعه ملتزما باحكام الله في اداء انشطته خاصه ان النفس اماره بالسوء فلا بد من محاسبتها ورقابتها وتقويتها . فالاسلام ينمي لدى الفرد الاحساس بالمسئوليه والسعي نحو الاخلاص في العمل لان الله سبحانه وتعالى يراه ويسمعه وسوف يحاسبه وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى ” ان الله لايخفى عليه شئ في الارض ولا في السماء”سوره ال عمران ايه (5).
“يعلم خائنه العين وما تخفي الصدور “غافر ايه (19)
“واعلموا ان الله يعلم مافي انفسكم فاحذروه” البقره ايه (235)
“وهو معكم اينما كنتم ” الحديد ايه (4)
“الم يعلموا ان الله يعلم سرهم ونجواهم وان الله علام الغيوب” التوبه (78)
وغيرها من الحوافز اللالهيه التي تعمر القلوب بخشيه الله والخوف من عقابه تعالى.
كما تهدف هذه الرقابه عن الكشف عن الاخطاء لتصحيح الانحرافات ومحاسبه المقصرين المفسدين ومكافاءه المخلصين المجتهدين وفي ذلك يقول تعالى ” فمن يعلم مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره” سوره الزلزله
ويقول تعالى “ليجزي الله كل نفس ما كسبت” سوره ابراهيم الايه (5).
واسلوب الرقابه الذاتيه في الشريعه الاسلاميه يعتبر املا منشودا في الانظمه والافكار الاداريه الوضعيه بل اصبحت تنادي به المداخل السلوكيه في الدراسات الاداريه باعتبارها نوعا من الرقابه التي تحقق جدواها في منظمه الاعمال [2]
وتتسع مفهوم الرقابه في الاسلام من رقابه ذاتيه الى رقابه جماعيه ، فالاسلام لايحث الفرد على محاسبته ومراقبه لنفسه فحسب ، بل يحثه على مراقبه غيره تلك المراقبه التي تعني الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوه الى الخير وفي ذلك يقول تعالى ( ولتكن منكم امه يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون ) وقال تعالى ( كنتم خير امه اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) وعن ابي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من راى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ) رواه مسلم ،،ان هذه كلها حوافز تساعد منظمات الاعمال في التخلص من بعض الصفات الغير محموده التي تنشر او قد تنتشر بين موظفيها كالغش والاختلاس والكذب وعدم الاخلاص وغيرها من الصفات التي تعيق نجاح اي منظمه في الوصول الى اهدافها المنشوده .
ثانيا : حوافز دينيه تتعلق باداء الاعمال بالشكل المطلوب
من مميزات ديننا الاسلامي على انه دين يحقق لنا النجاح في الدنيا قبل النجاح في الاخره لانه يحث على العمل وينبذ الكسل والخمول ، وما حاله التخلف والتقهقر التي نعيشها الا بسبب عدم تمسكنا بمبادئه وقيمه . فهو لايحثنا على اداء الاعمال فحسب بل الى حد الاتقان فيها فعن عائشه رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه )
وفي موضع اخر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ان الله يحب المومن المحترف )[3]
فحب الله تعالى يعتبر اكبر حافز وهو الغايه التي يسعى اليها كل مسلم. كما ان العمل بحد ذاته من الامور الموجبه لحب الله تعالى فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( احب العباد الى الله انفعهم لعياله )
وفي موضع اخر يوازي الرسول صلى الله عليه وسلم بين اداء العمل بالشكل المطلوب بالجهاد . عن رافع بن خديج الانصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( العامل بالحق على الصدقه كالغازي في سبيل الله حتى يرجع الى بيته ) رواه احمد ومن الاحاديث ايضا التي تحث على اداء الاعمال بالشكل المطلوب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير الكسب كسب العامل اذا نصح )
ثالثا : حوافز تحث على استشاره العاملين دينيه (للمدراء)
يرفض الاسلام الاستبداد بالراي حمايه للمسلمين من هوى الحكام او قصوره في الادراك ، فالشورى هي امر الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم اذ يقول في الايه 159 من سوره ال عمران : ” فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ”
وهي امر للمؤمنين ولكل من استعصى عليه امر من امور الدنيا ه في ذلك يقول الحق تبارك وتعالى في الايه 38 من سوره الشورى : ” والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاه وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ”
وعن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( ما استغنى مستبد برايه وما هلك احد من مشوره ) وعنه ايضا قال : ( ماتشاور قوم قط الا اهتدوا لارشد امرهم )
وبالرغم من ان النبي صلى الله عليه وسلم كان معصوما من الخطا اذ قال الحق تبارك وتعالى في وصفه في القران الكريم في الايه (3) من سوره النجم : ( لاينطق عن الهوى ) فرسول الله صلوات الله وسلامه عليه لم يكن مستبدا برايه فكل امر لم يرد بشانه نص صريح ولم ينزل فيه وحي اخذ النبي برايا صحابه وكان ذلك بمثابه قدوه يقتدي بها الصحابه والولاه من بعده، فكثيرا ما كان يشاور ابا بكر الصديق حتى سمي وزير النبي وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( يد الله مع الجماعه )، ( ما راء المسلمون حسنا فهو عند الله حسن )

اعلان 3

رابعا:حوافز دينيه ( للمدراء ) تتعلق بالمسؤوليه تجاه العاملين ”
المسئوليه في جوهرها الالتزام بتنفيذ واجبات محدده ويعتبر القائد مسولا عن تحديد مسئوليه الرؤساء والولاه . وكل منا مسئول في حدود امانه العمل الذي كلف به. ويؤكد ذلك قول ابن عمر رضى الله عنه حيث قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته، الامام راع ومسؤل عن رعيته والرجل راع في اهله ومسؤل عن رعيته والمراه راعيه في بيت زوجها ومسئوله عن رعيتها والرجل راع في مال ابيه ومسئول عن رعيته وكل راع مسئول عن رعيته ”
وعن الرسول صلى الله عليه وسلم ايضا انه قال في امانه تحمل المسؤليه  :
” ما من عبد يسترعيه الله رعيه ، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنه ”
” ان الله سائل كل راع عما استرعه حفظ ذلك ام ضيعه حتى يسال الرجل في اهله بيته ”
فالمسئوليه في الاسلام محدوده يحاسب عليها من تولاها فحين تولى عمر بن الخطاب الولايه قال في خطبته بعد ان حمد الله واثنى عليه :
” اما بعد فقد ابتليت بكم وابتليتم بي وخلقت فيكم بعد صاحبي ابي بكر فمن كان بحضرتنا باشرناه بانفسنا ومهما غاب عنا ولينا اهل القوه والامانه فمن يحسن نزده حسنا ومن يسئ نعاقبه ويغفر الله لنا ولكم ”
ويكشف لنا عمر بن الخطاب استشعاره بالمسئوليه عندما اسرع يعدو في يوم صائف خلف بعير شارده من ابل الصدقه ، وقد لامه على ذلك على بن طالب بقوله : اذللت الخلفاء من بعدك يا ابن الخطاب ، فقال له عمر :” لاتلمني يا ابا الحسن فو الذي بعث محمدا بالنبوه لو ان عناقا ذهب بشاطى الفرات لاخذ بها عمر يوم القيامه ”

 

 

السابق
حقائب من الجينز
التالي
ماء زمزم_فوائد ماء زمزم