في خان «ابو طاقيه » المتفرع من حاره اليهود، تعلم محمد جابر من احد اليهود المصريين صنعه «سبك التراب»، وعندما جاء ميعاد الخروج اكمل «جابر» واقرانه الطريق وظلت المسابك مفتوحه ، وتعمل بشكل جيد، واورثوا المهنه لابنائهم، الذين اكملوا الطريق، الا ان الاحوال ساءت، وترك الكثيرون المهنه وغادروا «الصاغه »، وبقى القليلون يحلمون بالمغادره مثل من سبقهم.
وتعتمد صنعه «مسابك التراب» على «رايش» ورش المشغولات الذهبيه والفضيه ، فاثناء العمل على تشكيل المشغولات تتطاير ذرات دقيقه من المعادن النفيسه تصعب رؤيتها بالعين المجرده ، يطلق عليها «الرايش»، وتختلط بالاتربه الموجوده في ورش العمل.
ويقوم اصحاب ورش المشغولات بجمع التراب من ورشهم في «براميل» صغيره ، وبيعها الى اصحاب مسابك التراب، وهناك يتم تجميع هذا التراب وتحميصه فوق نيران شديده ، ثم يوضع في «بوتقه » غير قابله للانصهار، مع رمال ومواد اخرى مثل البيكربونات واكسيد الرصاص الخام كمواد مساعده على صهر المعادن، وبفعل الحراره العاليه وانصهار المعادن يقلب المزيج للتاكد من ان المزيج «استوى» في البوتقه ، وتحولت كل المعادن الموجوده بها للحاله السائله .
وتصب المعادن بعد الوصول للحاله السائله في قالب من ماده «الزهر»، المعروفه بتحملها للحراره ، ونظرا لان «المعدن الغالي بيبقى تقيل» فما يصل القالب في البدايه هو «الخبث»، المكون من الاكاسيد والسيليكون، وبعدها ينزل «المعدن الغالي».
وبعد ان يبرد السائل المصبوب تظهر السبيكه الاولى التي يكون بها خط فاصل، واضح للعين، نظرا لاختلاف كثافه «الخبث» عن «المعدن الغالي»، وتكون «دقه واحده » باداه ثقيله كافيه لفصل السبيكه الى سبيكتين.
وترمى سبيكه «الخبث»، وتاخذ سبيكه المعادن النفسيه ، ويصنع بها ثقب صغير يطلق عليه «شنيشه »، تعرف منه نسبه الذهب والفضه في السبيكه .
ويمكن ان تباع السبيكه الاوليه التي يمتزج بها الذهب والفضه كما هي، او تتعرض لعمليه اخرى تسمى «التبويط» او «التطهير»، وفيها تسلط نار شديده وهواء على السبيكه ، وتؤدي شده النار المسلطه على السبيكه الى تحول كل ما هو غير فضه وذهب الى سائل ثم بخار، وهنا تاتي المرحله الاخيره التي تسمى «الحل»، وفيها يعرض الذهب والفضه على جهاز يسمى «الكذاب»، ويستخدم فيه حمض النتريك القوى، فتتحول الفضه الى سائل يشبه الماء، يطلق عليها «فضه حل»، والذهب الى سائل اكثر كثافه يطلق عليه «ذهب حل»، وتضاف الى كل منهما مواد «تخشنها» ثم تبرد في سبائك.
وتذهب السبائك النهائيه الى معمل تحليل يحدد نسبه الذهب او الفضه في السبيكه من اجل دمغها وترقيمها، «ويصبح المنتج النهائي ذهب حل او فضه حل 997 او 998»، كما يحدد سعر السبيكه من خلال حساب حاصل ضرب الوزن في العيار.
ويتعرض اصحاب «مسابك التراب» للكثير من المصاعب لا تنحصر في ظروف العمل المدمره للصحه ، التي تخلو من اي وسيله للامن الصناعي، فاستيراد المشغولات الذهبيه وانتقال ورش المشغولات للعمل الالي قللا من كميه «التراب» التي يشترونها، وبالتالي قللا من اعمالهم.
كما ان الانهيار الامني الذي صاحبته اعمال سرقه محال «الصاغه » وورش المشغولات قلل من ثقه اصحاب رؤوس الاموال في السوق فقل العمل وقل «الهالك».
ويقول حمدي جابر: «يعني مثلا كان الاول يبقى في خواجه ولا حاج عنده شغل يديه ل20 او 30 ورشه ويديهم مصنعيتهم، دلوقتي كله خايف يديك شغل لانك مش حمل حاجه ، يعني وانت قاعد في ورشه تطلع ناس تثبتك وتسرق الحاجه ، هتديله منين؟.
ويفكر «حمدي» الان في بيع ارث والده، والخروج من المهنه ، والبحث عن «لقمه عيش في حاجه تانيه .. انا هقعد هنا اعمل ايه؟ احرس حيطان؟ لو في خير والله العظيم ما همشي. هشقى للممات بس الاقي مقابل. الاقي حد يقول احنا بنعمل ايه، التصنيع هنا ميت. موتونا».
- احلى المشغولات الذهبية
- البحث عن الذهب والفضة
- صور الذهب الفضه
- صور الذهب والفضة
- صور سلاسل ذهب ثقيلة
- صور عن الذهب والفضة
- صور معلاق الفضة