تمكن علماء الفلك من رصد واحده من اقدم المجرات الحلزونيه ، و يعود تاريخها الى قبل ثلاثه مليارات عام بعد حدوث ما يعرف ب “الانفجار العظيم”.
وتقول النظريات حول كيفيه تشكيل المجرات ان الكون كان لا يزال مكانا فوضويا جدا لدرجه لا تسمح بتشكل مثل هذه المجرات الحلزونيه بهذا الشكل التام، حيث كان من المعروف ان ذلك يستغرق وقتا اطول حتى تتمكن الجاذبيه من ان تضع الاشياء بهذا الشكل الدقيق والانيق.
لكن الفريق العلمي الذي قام بالدراسه ، والتي نشرت بمجله نيتشر العلميه ، يقول ان هذه المجره التي تم رصدها ويطلق عليها اسم بي اكس 442 قد حصلت على دفعه من قوه الجاذبيه التي تحتاجها لتكون هذا الشكل الحلزوني، وذلك من خلال مجره اصغر منها تدور حولها ويطلق عليها اسم “مجره قزمه ”.
ورصد الفريق العلمي هذه المجره بوصفها الوحيده التي تتخذ هذا الشكل الحلزوني من خلال المسح الفضائي لنحو 300 مجره قام بها تلسكوب هابل الفضائي ، وشعر الفريق بالمفاجاه حين رصدوا هذه المجره الحلزونيه التي تشبه مجره درب التبانه .
ويقول الباحث الرئيسي بهذه الدراسه ديفيد لو من معهد دنلاب لعلوم الفلك والفيزياء الفلكيه بجامعه تورنتو لبي بي سي: ” ما تعلمناه عند النظر الى المجرات في هذه الحقبه من الزمن هو انها تكون نشيطه جدا في حركتها.”
ولالقاء نظره قريبه لمجره “بي اكس 442″، ذهب الفريق لاستخدام اجهزه رصد بتقنيه الاشعه تحت الحمراء في مرصد فلكي في هاواي، حيث تستطيع تلك الاشعه اختراق الغبار والهيدروجين في الفضاء التي تقع بين كوكب الارض والمجرات الاخرى.
واكدت الملاحظات التي توصلت اليها الدراسه ما توصلت اليه من قبل احدى الاشارات الظاهره في بيانات التلسكوب الفضائي هابل بان مجره “بي اكس 442″ كانت تحاط عند جوانبها بمجره اصغر منها يطلق عليها اسم “المجره القزمه ”.
واضاف ديفيد لو: “يمكن بوجود مجره تدور في الجوار ان ي تعطي قوه جاذبيه دافعه تكون بمثابه عامل اضافي يساعد على تكوين المجره بي اكس 442 ، وتضعها ضمن تلك الامثله الظاهره للعين مثل مجره الدوامه التي نرى تفاصيل كثيره متعلقه بها.”
وبعد اثبات ان مثل هذه المجرات الحلزونيه كانت تتواجد في مثل ذلك الوقت المبكر من عمر الكون، يقول “ديفيد لو ” ان فريقه يريد الان ان ينظر الى عمليات مسح فضائيه اكبر وعلى نطاق اوسع من ذلك، وخاصه عمليات المسح التي يقوم بها تلسكوب هابل الفضائي حاليا والمعروفه باسم عمليات المسح كاندلز[1].