افضل مقالات مفيدة بالصور مواضيع جميلة

الطفل والضرب وتكوين شخصيته

الطفل والضرب وتكوين شخصيته 20161013 871

الطفل والضرب وتكوين شخصيته

الطفل والضرب وتكوين شخصيته 20161013 871

الاسره هي المؤسسه التربويه الاولي التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في احضانها حتى يشب ويستطيع الاعتماد على نفسه بعدها يلتحق بالمؤسسه الثانيه وهي المدرسه المكمله للمنزل ولكن يبقى وتتشكل شخصيه الطفل خلال الخمس السنوات الاولى اي في الاسره لذا كان م الضروري ان تلم الاسره بالاساليب التربويه الصحيه التي تنمي شخصيه الطفل وتجعل منه شابا واثقا من نفسه صاحب شخصيه قويه ومتكيفه وفاعله في المجتمع …..

وتتكون الاساليب غير السويه والخاطئه في تربيه الطفل اما لجهل الوالدين في تلك الطرق او لاتباع اسلوب الاباء والامهات والجدات او لحرمان الاب او الام من اتجاه معين فالاب عندما ينحرم من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفه او العكس بعض الاباء يريد ان يطبق نفس الاسلوب المتبع في تربيه والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبه للام
وساتطرق هنا لتلك الاتجاهات الغير سويه والخاطئه التي ينتهجها الوالدين او احدهما في تربيه الطفل والتي تترك باثارها سلبا على شخصيه الابناء

اعلان 3

سنتحدث في هذا المقال ان شاء الله عن تلك الاساليب والاتجاهات الخاطئه واثرها على شخصيه الطفل وهي :
1- التسلط
2- الحمايه الزائده
3- الاهمال
4- التدليل
5- القسوه
6-التذبذب في معامله الطفل
7-اثاره الالم النفسي في الطفل
8-التفرقه بين الابناء وغيرها …
فكونوا معنا…..

التسلط او السيطره

ويعني تحكم الاب او الام في نشاط الطفل والوقوف امام رغباته التلقائيه ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت مشروعه او الزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وامكانياته ويرافق ذلك استخدام العنف او الضرب او الحرمان احيانا وتكون قائمه الممنوعات اكثر من قائمه المسموحات

كان تفرض الام على الطفل ارتداء ملابس معينه او طعام معين او اصدقاء معينين

ايضا عندما يفرض الوالدين على الابن تخصص معين في الجامعه اودخول قسم معين في الثانويه قسم العلمي او الادبي…او …. او …… الخ

ظنا من الوالدين ان ذلك في مصلحه الطفل دون ان يعلموا ان لذلك الاسلوب خطر على صحه الطفل النفسيه وعلى شخصيته مستقبلا

ونتيجه لذلك الاسلوب المتبع في التربيه …
ينشا الطفل ولديه ميل شديد للخضوع واتباع الاخرين لا يستطيع ان يبدع او ان يفكر…
وعدم القدره على ابداء الراي والمناقشه …
كما يساعد اتباع هذا الاسلوب في تكوين شخصيه قلقه خائفه دائما من السلطه تتسم بالخجل والحساسيه الزائده ..
وتفقد الطفل الثقه بالنفس وعدم القدره على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الانجاز ..
وقد ينتج عن اتباع هذا الاسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر اشياء الاخرين لان الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحريه والاستمتاع بها .

الحمايه الزائده

يعني قيام احد الوالدين او كلاهما نيابه عن الطفل بالمسؤوليات التي يفترض ان يقوم بها الطفل وحده والتي يجب ان يقوم بها الطفل وحده حيث يحرص الوالدان او احدهما على حمايه الطفل والتدخل في شؤونه فلا يتاح للطفل فرصه اتخاذ قراره بنفسه وعدم اعطاءه حريه التصرف في كثير من اموره :
كحل الواجبات المدرسيه عن الطفل او الدفاع عنه عندما يعتدي عليه احد الاطفال

وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل لاسيما اذا كان الطفل الاول او الوحيد او اذا كان ولد وسط عديد من البنات او العكس فيبالغان في تربيته …..الخ

وهذا الاسلوب بلا شك يؤثر سلبا على نفسيه الطفل وشخصيته فينمو الطفل بشخصيه ضعيفه غير مستقله يعتمد على الغير في اداء واجباته الشخصيه وعدم القدره على تحمل المسؤوليه ورفضها اضافه الى انخفاض مستوى الثقه بالنفس وتقبل الاحباط

كذلك نجد هذا النوع من الاطفال الذي تربي على هذا الاسلوب لايثق في قراراته التي يصدرها ويثق في قرارات الاخرين ويعتمد عليهم في كل شيء ويكون نسبه حساسيته للنقد مرتفعه
عندما يكبر يطالب بان تذهب معه امه للمدرسه حتى مرحله متقدمه من العمر يفترض ان يعتمد فيها الشخص على نفسه

وتحصل له مشاكل في عدم التكيف مستقبلا بسبب ان هذا الفرد حرم من اشباع حاجته للاستقلال في طفولته ولذلك يظل معتمدا على الاخرين دائما .

الاهمال

يعني ان يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه او الاستجابه له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب وقد ينتهج الوالدين او احدهما هذا الاسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الابناء واهمالهم المستمر لهم

فالاب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج ولا ياتي الا بعد ان ينام الاولاد والام تنشغل بكثره الزيارات والحفلات او في الهاتف او على الانترنت او التلفزيون وتهمل ابناءها
او عندما تهمل الام تلبيه حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور

والابناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهيه والاهمال فتنعكس باثارها سلبا على نموهم النفسي

ويصاحب ذلك احيانا السخريه والتحقير للطفل فمثلا عندما يقدم الطفل للام عملا قد انجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك وتطلب منه عدم ازعاجها بمثل تلك الامور التافهه كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجه مرتفعه ما في احد المواد الدراسيه لا يكافا ماديا ولا معنويا بينما ان حصل على درجه منخفضه تجده يوبخ ويسخر منه ، وهذا بلاشك يحرم الطفل من حاجته الى الاحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في الاسره ويشعر تجاهها بالعدوانيه وفقدان حبه لهم

وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعه التي ينتمي اليها ما ينمي هذه الحاجه ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه
وهذا يفسر بلاشك هروب بعض الابناء من المنزل الى شله الاصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم المفقوده هناك في المنزل

وتكون خطوره ذلك الاسلوب المتبع وهو الاهمال اكثر ضررا على الطفل في سني حياته الاولى باهماله ,وعدم اشباع حاجاته الفسيولوجيه والنفسيه لحاجه الطفل للاخرين وعجزه عن القيام باشباع تلك الحاجات

ومن نتائج اتباع هذا الاسلوب في التربيه ظهور بعض الاضطرابات السلوكيه لدى الطفل كالعدوان والعنف او الاعتداء على الاخرين او العناد او السرقه او اصابه الطفل بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالاوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين .

اثاره الالم النفسي

ويكون ذلك باشعار الطفل بالذنب كلما اتى سلوكا غير مرغوب فيه او كلما عبر عن رغبه سيئه
ايضا تحقير الطفل والتقليل من شانه والبحث عن اخطاءه ونقد سلوكه
مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون مترددا عند القيام باي عمل خوفا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم
وعندما يكبر هذا الطفل فيكون شخصيه انسحابيه منطويه غير واثق من نفسه يوجه عدوانه لذاته وعدم الشعور بالامان يتوقع الانظار دائمه موجهه اليه فيخاف كثيرا لا يحب ذاته ويمتدح الاخرين ويفتخر بهم وبانجازاتهم وقدراتهم اما هو فيحطم نفسه ويزدريها .

التذبذب في المعامله

ويعني عدم استقرار الاب او الام من حيث استخدام اساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مره ويثاب على نفس السلوك مره اخرى

وذلك نلاحظه في حياتنا اليوميه من تعامل بعض الاباء والامهات مع ابناءهم مثلا : عندما يسب الطفل امه او اباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ، بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل امام الضيوف فيجد انواع العقاب النفسي والبدني فيكون الطفل في حيره من امره لا يعرف هل هو على صح ام على خطا فمره يثيبانه على السلوك ومره يعاقبانه على نفس السلوك
وغالبا ما يترتب على اتباع ذلك الاسلوب شخصيه متقلبه مزدوجه في التعامل مع الاخرين ، وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معامله زوجته متقلبه متذبذبه فنجده يعاملها برفق وحنان تاره وتاره يكون قاسي بدون اي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في اسرته في غايه البخل والتدقيق في حساباته ن ودائم التكشير اما مع اصدقائه فيكون شخص اخر كريم متسامح ضاحك مبتسم وهذا دائما نلحظه في بعض الناس ( من برا الله الله ومن جوا يعلم الله )
ويظهر ايضا اثر هذا التذبذب في سلوك ابناءه حيث يسمح لهم باتيان سلوك معين في حين يعاقبهم مره اخرى بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات ايضا يفضل احد ابناءه على الاخر فيميل مع جنس البنات او الاولاد وذلك حسب الجنس الذي اعطاه الحنان والحب في الطفوله وفي عمله ومع رئيسه ذو خلق حسن بينما يكون على من يراسهم شديد وقاسي وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب فادى به الى شخصيه مزدوجه في التعامل مع الاخرين .

التفرقه

ويعني عدم المساواه بين الابناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس او ترتيب المولود او السن او غيرها نجد بعض الاسر تفضل الابناء الذكور على الاناث او تفضيل الاصغر على الاكبر او تفضيل ابن من الابناء بسبب انه متفوق او جميل او ذكي وغيرها من اساليب خاطئه

وهذا بلاشك يؤثر على نفسيات الابناء الاخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون الحقد والحسد تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصيه انانيه يتعود الطفل ان ياخذ دون ان يعطي ويحب ان يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الاخرين ويصبح لا يرى الا ذاته فقط والاخرين لا يهمونه ينتج عنه شخصيه تعرف مالها ولا تعرف ما عليها تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها .

صراخ الامهات في البيوت !!!!
ظاهره جديده تسللت الى حياتنا وبيوتنا واصبحت مرضا خطيرا بل وباء مزعجا ينتشر :النار في الهشيم ، الظاهره الصراخ المستمر للزوجه ” الام” طوال اليوم حتى لا يكاد يخلو منه بيت او تنجو منه اسره لديها اطفال في المراحل التعليميه المختلفه .

ففي معظم بيوتنا الان وبسبب الاعباء المتزايده على الام بسبب العمل وصعوبه الحياه وسرعه ايقاعها ومشاكلها الاجتماعيه والاقتصاديه والضغوط النفسيه المتزايده ، وربما ايضا بسبب طموحات المراه التي تصطدم غالبا بصخره الواقع المر والمعاكس ، بالاضافه الى مسئوليه الام في مساعده اطفالها في تحصيل وفهم استيعاب دروسهم ودس المعلومات في رؤسهم بعد ان فقدت المدرسه دورها ، الامر الذي جعل الام في موقف صعب لا تحسد عليه ، فكيف لها بعد يوم عمل شاق وطويل ومعاناه في العمل وفي الشارع في رحلتي الذهاب والعوده ، وربما بسبب القهر الذي تشعر به من الرجال تجاهها خارج المنزل، واحيانا داخله ، كيف لها بعد كل ذلك ان تقوم بدورها في تربيه وتنشئه اطفالها وتقويم سلوكياتهم واصلاح ” المعوج” منها امام طوفان من التاثيرات السلبيه تحيط بهم من كل جانب في زمن القنوات المفتوحه والدش والانترنت والموبايل والاعلانات الاستفزازيه ؟؟

وكيف لها بعد ان تعود الى بيتها مرهقه ومنهكه وغالبا محبطه ان تدرس الدروس والمعلومات والارشادات والتوجيهات في عقول ابنائها في برشامه مركزه يصعب عليهم غالبا ابتلاعها !

وهنا ظهر المرض ومعه الكثير من الامراض المختلفه ، وكثرت الضحايا وامتلات عيادات الاطباء بامهات معذبات تجمعهن غالبا ظروف متشابهه وهي انشغال الاب بعمله او سفره للخارج ، واعتقاده الخاطئ ان دوره يقتصر على توفير الاموال لاسرته واعتماده الكامل على الزوجه في التربيه والتنشئه ومساعده الاطفال في تحصيل دروسهم ..
الامر الذي شكل عبئا كبيرا على الزوجيه وضغطا مستمرا على اعصابها الخطوره هنا انه مع تطور اعراض المرض والتي تبدا كالعاده ” ذاكر يا ولد .. ذاكري يا بنت اسكت يا ولد حرام عليكم تعبتوني …الخ

تقوم الام ذلك بانفعال وحده ثم بصوت عال ورويدا رويدا تبدا في الصراخ وتفقد اعصابها تماما وتتحول الحياه في البيت الى جحيم ..
وهنا يبدا الاطفال في الاعتياد على الصراخ ويتعايشون معه فهم يصبحون عليه ويمسون عليه ” اصحي يا ولد الباص زمانه جاي .. نامي يا بنت عشان تصحي بدري ” اطفي التليفزيون يا بني ادم ابقوا قابلوني لو فلحتم الخ المهم في هذا الجو يبدا كبار الاطفال في التعامل مع اشقائهم الاصغر باسلوب الصراخ .
( وهنا يزداد صراخ الام للسيطره على الموقف .. ولو فكر احد يوما في ان يستعمل السلم بدلا من المصعد للصعود الى شقته فسوف يسمع صراخا يصم الاذنين ينبعث من معظم الشقق وعندما يحضر الاب بعد يوم شاق واجه خلاله ضوضاء وصراخا في كل مكان في العمل في الشارع ويكون محملا غالبا بمشاكل وصراعات واحباطات وربما ايضا بصراخ الضمير في زمن اصبح الماسك فيه على دينه ,امانته ونزاهته واخلاقه كالماسك الجمر بيده او بكلتا يديه المهم عند عوده الاب يحاول الجميع افتعال الهدوء تجنبا لمواجهات حتميه قد لا تحمد عقباها ، ولكن لان الطبع يغلب التطبع ، لان المرض يكون قد اصاب كل افراد الاسره ..
فان الاب يفاجا بالظاهره بعد ان اصبحت مرضا مدمرا فيبدا المناقشه مع زوجته .
ماذا حدث ؟ وما الذي جرى لكم؟ صوتكم واصل للشارع ؟

فتبكي الزوجه المسكينه وتنهار وتعترض : نعم انا اصرخ طوال النهار انا قربت اتجنن ولكنه الاسلوب الوحيد الذي استطيع التعامل به مع اولادك
اقعد معانا يوم وجرب بنفسك وهنا ربما يحاول الزوج احتواء الموقف ودعوه زوجته المنهاره للهدوء وربما يطيب خاطرها بكلمه او كلمتين ولكن – وهذا هو الاغلب حدوثا للاسف – ربما ينحرف الحوار الى الجهه الاخرى خاصه عندما يؤكد الزوج لزوجته انه هو الاخر على اخره وتعبان ومحبط وعايز ياكل وينام وهنا قد تصرخ الزوجه حرام عليك حس بيه شويه اتكلم امتي معاك ؟
ساعدني انا محتاجه لك ويرد الزوج غالبا وانا محتاج لشويه هدوء حرام عليك انت وكلمه وكلمتين يجد الزوج نفسه في النهايه يصرخ هو الاخر ، فلا اسلوب يمكن التعامل به مع هؤلاء سوي الصراخ وتفشل محولات بعض العقلاء من الازواج في احتواء الموقف والتعامل مع الظاهره ” الصارخه ” بالحكمه والمنطق والهدوء
ويستمر الجحيم الانهيار
فالى متى ستظلين تصرخين يا سيدتي ؟
وربما اردت ايضا ان اضع هذه الظاهره الخطيره على مائده البحث والدراسه ، وان استنفر الجميع لمحاوله البحث عن اسبابها وعلاجها ولعل من المناسب ان اطرح سؤالا اخيرا :
ايه اللي جرى للدنيا ؟
اين امهات الزمن الجميل ؟
هل كانت امهاتنا يصرخن مهما زاد عدد افراد الاسره ؟
وهل فشلن في تربيتنا وتنشئتنا ؟
ولماذا اذن الكثيرون منا رجالا ونساء فاشلون في تربيه اطفالهم ورعايه اسرهم ؟
لماذا اصبح الصراخ هو اللغه الوحيده للحوار ، بل السمه المميزه والمسموعه لبيوتنا ؟

هذه بعض النصائح التي ارجو ان تساعدك عزيزتي الام على عدم الغضب :
1- الاستعاذه من الشيطان الرجيم بصوره مستمره و انت تشاهدين من طفلك ما يثير فيك الغضب ، سواء اقام بكسر الاشياء في البيت ، ام بضرب اخته او اخيه الصغير ، ام بالصراخ .. رددي الاستعاذه من الشيطان و انت تتوجهين اليه لتمنعيه من فعله الخاطئ ، او لاصلاح ما افسد ، او لغير ذلك .
2- انظري الى طفلك طويلا حين يكون نائما ، و تاملي في براءته و ضعفه ، و خاطبي نفسك : هل يستحق هذا المسكين ان اضربه او اصرخ في وجهه و اثور عليه ؟!
و حين يريد الغضب ان يثور في نفسك على طفلك عندما يرتكب ما يثير فيك هذا الغضب .. تذكري صورته و هو نائم ضعيف ، لا حول له و لا قوه ، و ملامح البراءه مرسومه على وجهه .. و حاولي ان تثبتي هذه الصوره في مخيلتك .. فان هذا يساعدك كثيرا على كبح جماح غضبك .
3- ضعي نتائج الدراسه السابقه في ذهنك ، و تذكريها حينما تبدا شعله الغضب بالاشتعال في نفسك ، و فكري : غضبي لن ينفع في تاديبه0 غضبي سيزيده شغبا و عنادا و تمردا . اللهم اعني على التحكم في اعصابي0 اللهم اشرح صدري .
4- اشغلي نفسك باي عمل اخر و انت تعلنين لطفلك انك ستحاسبينه على خطئه او اهماله او ذنبه .. فيما بعد .. و هذه بعض الامثله :
– ساعرف شغلي معك بعد ان انهي اعداد الطعام .
– فكر كيف ستواجه اباك عندما يعلم بما فعلت .
ان هذا التاجيل يساعد على اطفاء ثوره الغضب في نفسك ، وهو ، في الوقت نفسه ، يشعر الطفل ان خطاه لن يمر دون حساب .

اربعه اخطاء في تربيه الابناء

يقول ابو عمر يوسف بن عبد البرالقرطبي في كتابه جامع بيان العلم وفضله :
” تبقى حال الطفل ماثله امام المربي حين تربيته ، كما تتجلى حال المريض امام الطبيب حين معالجته ، يراعي حالته ومقدرته ومزاجه فيكون اثر التربيه اتم واعظم ثمره ” هذا القول لابن عبد البر هو اساس معامله الكبار مع الصغار ..
ويختلف اسلوب التعامل مع الطفل من شخص لاخر ومن طفل لطفل …

ومن وقت لاخر … وسنستعرض بعض الاساليب الخاطئه في التعامل مع الطفل لنتجنبها قدر المستطاع … وهذه الاساليب نوجزها في النقاط التاليه :

اولا : الصرامه والشده :
يعتبر علماء التربيه والنفسانيون هذا الاسلوب اخطر ما يكون على الطفل اذا استخدم بكثره … فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب ذلك ، .. اما العنف والصرامه فيزيدان تعقيد المشكله وتفاقمها ؛ حيث ينفعل المربي فيفقد صوابه وينسى الحلم وسعه الصدر فينهال على الطفل معنفا وشاتما له باقبح واقسى الالفاظ ، وقد يزداد الامر سوءا اذا قرن العنف والصرامه بالضرب …
وهذا ما يحدث في حاله العقاب الانفعالي للطفل الذي يفقد الطفل الشعور بالامان والثقه بالنفس كما ان الصرامه والشده تجعل الطفل يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكله فقط ( خوف مؤقت ) ولكنها لا تمنعه من تكرار السلوك مستقبلا .

وقد يعلل الكبار قسوتهم على اطفالهم بانهم يحاولون دفعهم الى المثاليه في السلوك والمعامله والدراسه .. ولكن هذه القسوه قد تاتي برد فعل عكسي فيكره الطفل الدراسه او يمتنع عن تحمل المسؤوليات او يصاب بنوع من البلاده ، كما انه سيمتص قسوه انفعالات عصبيه الكبار فيختزنها ثم تبدا اثارها تظهر عليه مستقبلا من خلال اعراض ( العصاب ) الذي ينتج عن صراع انفعالي داخل الطفل ..

وقد يؤدي هذا الصراع الى الكبت والتصرف المخل ( السيئ ) والعدوانيه تجاه الاخرين او انفجارات الغضب الحاده التي قد تحدث لاسباب ظاهرها تافه .

ثانيا : الدلال الزائد والتسامح :
هذا الاسلوب في التعامل لا يقل خطوره عن القسوه والصرامه .. فالمغالاه في الرعايه والدلال سيجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعيه ناجحه مع الاخرين ، او تحمل المسؤوليه ومواجهه الحياه … لانه لم يمر بتجارب كافيه ليتعلم منها كيف يواجه الاحداث التي قد يتعرض لها … ولا نقصد ان يفقد الابوان التعاطف مع الطفل ورحمته ، وهذا لا يمكن ان يحدث لان قلبيهما مفطوران على محبه اولادهما ، ومتاصلان بالعواطف الابويه الفطريه لحمايته، والرحمه به والشفقه عليه والاهتمام بامره … ولكن هذه العاطفه تصبح احيانا سببا في تدمير الابناء ، حيث يتعامل الوالدان مع الطفل بدلال زائد وتساهل بحجه رقه قلبيهما وحبهما لطفلهما مما يجعل الطفل يعتقد ان كل شيء مسموح ولا يوجد شيء ممنوع ، لان هذا ما يجده في بيئته الصغيره ( البيت ) ولكن اذا ما كبر وخرج الى بيئته الكبيره ( المجتمع ) وواجه القوانين والانظمه التي تمنعه من ارتكاب بعض التصرفات ، ثار في وجهها وقد يخالفها دون مبالاه … ضاربا بالنتائج السلبيه المخالفته عرض الحائط .

اننا لا نطالب بان ينزع الوالدان من قلبيهما الرحمه بل على العكس فالرحمه مطلوبه ، ولكن بتوازن وحذر. قال صلى الله عليه وسلم : ” ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا ” افلا يكون لنا برسول الله صلى عليه وسلم اسوه ؟

ثالثا: عدم الثبات في المعامله :
فالطفل يحتاج ان يعرف ما هو متوقع منه ، لذلك على الكبار ان يضعوا الانظمه البسيطه واللوائح المنطقيه ويشرحوها للطفل ، و عندما يقتنع فانه سيصبح من السهل عليه اتباعها … ويجب مراجعه الانظمه مع الطفل كل فتره ومناقشتها ، فلا ينبغي ان نتساهل يوما في تطبيق قانون ما ونتجاهله ثم نعود اليوم التالي للتاكيد على ضروره تطبيق نفس القانون لان هذا التصرف قد يسبب الارباك للطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض وفي بعض الحالات تكون الام ثابته في جميع الاوقات بينما يكون الاب عكس ذلك ، وهذا التذبذب والاختلاف بين الابوين يجعل الطفل يقع تحت ضغط نفسي شديد يدفعه لارتكاب الخطا .

رابعا : عدم العدل بين الاخوه :
يتعامل الكبار احيانا مع الاخوه بدون عدل فيفضلون طفلا على طفل ، لذكائه او جماله او حسن خلقه الفطري ، او لانه ذكر ، مما يزرع في نفس الطفل الاحساس بالغيره تجاه اخوته ، ويعبر عن هذه الغيره بالسلوك الخاطئ والعدوانيه تجاه الاخ المدلل بهدف الانتقام من الكبار، وهذا الامر حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : عليه الصلاه السلام ” اتقوا الله واعدلوا في اولادكم”.

الانماط السلبيه في تربيه الطفل
تتبع الاسره عده انماط في تربيه الطفل والتي تؤثر على تكوين شخصيته وهى :
النمط الاول : الاسراف في تدليل الطفل والاذعان لمطالبه مهما كانت .
اضرار هذا النمط :
1-عدم تحمل الطفل المسئوليه
2- الاعتماد على الغير
3- عدم تحمل الطفل مواقف الفشل والاحباط في الحياه الخارجيه حيث تعود على ان تلبى كافه مطالبه
4- توقع هذا الاشباع المطلق من المجتمع فيما بعد
5- نمو نزعات الانانيه وحب التملك للطفل

النمط الثاني : الاسراف في القسوه والصرامه والشده مع الطفل وانزال العقاب فيه بصوره مستمره وصده وزجره كلما اراد ان يعبر عن نفسه
اضرار هذا النمط :
1- قد يؤدى بالطفل الى الانطواء او الانزواء او انسحاب فى معترك الحياه الاجتماعيه
2- يؤدى لشعور الطفل بالنقص وعدم الثقه في نفسه
3- صعوبه تكوين شخصيه مستقله نتيجه منعه من التعبير عن نفسه
4- شعوره الحاد بالذنب
5- كره السلطه الواليه وقد يمتد هذا الشعور الى معارضه السلطه الخارجيه في المجتمع
6- قد ينتهج هو نفسه منهج الصرامه والشده في حياته المستقبليه عن طريق عمليتي التقليد او التقمص لشخصيه احد الوالدين او كلاهما
النمط الثالث : النمط المتذبذب بين الشده واللين ، حيث يعاقب الطفل مره في موقف ويثاب مره اخرى من نفس الموقف مثلا اضرار هذا النمط :
1- يجد صعوبه في معرفه الصواب والخطاء
2- ينشا على التردد وعدم الحسم في الامور
3- ممكن ان يكف عن التعبير الصريح عن التعبير عن ارائه ومشاعره
النمط الرابع : الاعجاب الزائد بالطفل حيث يعبر الاباء والامهات بصوره مبالغ فيها عن اعجابهم بالطفل وحبه ومدحه والمباهاه به
اضرار هذا النمط :
1- شعور الطفل بالغرور الزائد والثقه الزائده بالنفس
2- كثره مطالب الطفل
3- تضخيم من صوره الفرد عن ذاته ويؤدى هذا الى اصابته بعد ذلك بالاحباط والفشل عندما يصطدم مع غيره من الناس الذين لا يمنحونه نفس القدر من الاعجاب

النمط الخامس : فرض الحمايه الزائده على الطفل واخضاعه لكثير من القيود ومن اساليب الرعايه الزائده الخوف الزائد على الطفل وتوقع تعرضه للاخطار من اي نشاط .
اضرار هذا النمط :
1- يخلق مثل هذا النمط من التربيه شخصا هيابا يخشى اقتحام المواقف الجديده
2- عدم الاعتماد على الذات
النمط السادس : اختلاف وجهات النظر في تربيه الطفل بين الام والاب كان يؤمن الاب بالصرامه والشده بينما تؤمن الام باللين وتدليل الطفل او يؤمن احدهما بالطريقه الحديثه والاخر بالطريقه التقليديه
اضرار هذا النمط :
1- قد يكره الطفل والده ويميل الى الام وقد يحدث العكس بان يتقمص صفات الخشونه من والده
2- ويجد مثل هذا الطفل صعوبه في التميز بين الصح والخطاء او الحلال والحرام كما يعانى من ضعف الولاء لاحدهما او كلاهما .
3- وقد يؤدى ميله وارتباطه بامه الى تقمص صفات الانثويه

في تربيتنا لابنائنا ، لماذا نكرر ذات الاخطاء ؟

(فاقد الشيء لايعطيه..) ، والاباء الذين لم يسلموا بالمهارات التربويه ليس بوسعهم ان يربوا ابناءهم او يسقونهم عصير خبراتهم، فهم يربون، كما تربوا ويكررون مع ابنائهم نفس الاخطاء التي كان اباؤهم يقترفونها معهم، ويتعاملون مع التربيه كارث لا كمسئوليه ، ودور يجب ان يهيئوا لهم.

هل يجب ان (نعيد) تربيه الاباء ليقوموا بدورهم نحو ابنائهم كما يجب?

سؤال عريض تفرضه ممارسات يوميه يلخصها اعتراف اب لثلاثه اطفال كان الضرب رد فعل ابي الوحيد علي كل ما افعله سواء كان خطا ام صوابا، وبتكرار الضرب تبلد جسدي، ولم اعد اشعر باي الم، وكبرت وتزوجت، ووجدت نفسي اعامل اطفالي كما كان ابي يعاملني، فلا اسمع لهم ولا احاول البحث عن اسباب تصرفاتهم، اضرب وفقط، ثم اندم وابكي وحدي، ولا اعرف هل كان ابي (رحمه الله) يندم ايضا ام لا ؟ انني افعل ذلك رغما عني ولا استطيع ان اكف عنه.

وتقول ام لطفلين:
(ابنتي ذات السبع سنوات لا تجد مني سوي التوبيخ والتحقير، وعندما تفعل اشياء تظنها هي انجازات مثل: اختيار جورب يناسب لونه لون سروالها، اشعرها بانها لم تفعل شيئا، وارد عليها باقتضاب، هكذا كانت تعاملني امي، واذا اعترضت سقط كفها علي وجهي، واليوم مع ضغوط الحياه وهموم الزوج والبيت والاولاد لا اجد في نفسي الرغبه او القدره علي مصادقه ابنتي، او اشعارها بالثقه في نفسها، رغم انني عانيت كثير ا من معامله امي لي، ولكن ما باليد حيله .
مجرد استسهال
د. حامد عمار – واستاذ التربيه بجامعه عين شمس – يؤكد ان التربيه بالوراثه مشكله عربيه ، فهناك افتقار حاد للتجديد التربوي، والاباء والامهات يستسهلون ولا يطورون انفسهم من اجل ابنائهم.
ويطالب بادراج المناهج التربويه في المرحله الجامعيه لتاهيل الشباب من الجنسين لممارسه ادوارهم كاباء وامهات، كما يقترح عقد دورات تدريبيه لحديثي الزواج حول الاساليب التربويه المثاليه .
وكيفيه مواجهه مشكلات التعامل اليومي مع الابناء ، ويشير د. عمار الي ان المهارات التربويه جزء من الثقافه العامه التي يجب ان يتسلح بها كل ابوين حسب درجه تعليمهما وثقافتهما.
ويقدم للوالدين والمربين مجموعه ارشادات تمثل اطارا للتربيه الناجحه :
– تقديم القدوه السلوكيه بديلا للنصح المباشر.
– استخدام الضرب كبديل اخير في حاله استنفاذ جميع وسائل الاقناع والتفاعل النفسي والحوار لان الضرب يؤدي الي نتائج سلبيه و العنف يولد عنفا مضادا.
– اشعار الطفل بالثقه ، وبانه اهل للانجاز والعطاء، فاذا اصر علي شيء غير متاح يمكن اقناعه بالبدائل وتحبيبه فيها.
مثلا هو يصر علي ارتداء ملابس لاتناسب الطقس ويرفض غيرها، يمكن للام حينئذ ان توفق له اكثر من طاقم، وتمدح مظهره في كل منها، وتسال اباه عن رايه، وهكذا.
– عدم تسفيه اسئله الاطفال مهما كانت خياليه او محرجه او تافهه حتي لايشعر بالتحقير.
– احترام تفكير الطفل وعقله حسب سنه وعدم اجباره علي ان يفكر مثل الكبار.
– تنميه القدره علي الاختيار عند الصغير باصطحابه لشراء ملابسه ولعبه، واقتراح اماكن مختلفه للنزهه ليفاضل بينها مع الحذر من ان يستخدم هذا الحق في غير مكانه، مثل الذهاب الي الامتحان او عدم الذهاب.

من مظاهر التقصير والخطا في تربيه الاولاد
بالرغم من عظم مسؤوليه تربيه الاولاد الا ان كثيرا من الناس قد فرط بها، واستهان بامرها، ولم يرعها حق رعايتها، فاضاعوا اولادهم، واهملوا تربيتهم، فلا يسالون عنهم، ولا يوجهونهم.
واذا راوا منهم تمردا او انحرافا بداوا يتذمرون ويشكون من ذلك، وما علموا انهم هم السبب الاول في ذلك التمرد والانحراف.. كما قيل: القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء
والتقصير في تربيه الاولاد ياخذ صورا شتى، ومظاهر عديده تتسبب في انحراف الاولاد وتمردهم، فمن ذلك ما يلي:
1- تنشئه الاولاد على الجبن والخوف والهلع والفزع:
فمما يلاحظ على اسلوبنا في التربيه – تخويف الاولاد حين يبكون ليسكتوا؛ فنخوفهم بالغول، والبعبع، والحرامي، والعفريت، وصوت الريح، وغير ذلك.
واسوا ما في هذا- ان نخوفهم بالاستاذ، او المدرسه ، او الطبيب؛ فينشا الولد جبانا رعديدا يفرق من ظله، ويخاف مما لا يخاف منه.
واشد ما يغرس الخوف والجبن في نفس الطفل- ان نجزع اذا وقع على الارض، وسال الدم من وجهه، او يده، او ركبته، فبدلا من ان تبتسم الام، وتهدئ من روع ولدها وتشعره بان الامر يسير- تجدها تهلع وتفزع، وتلطم وجهها، وتضرب صدرها، وتطلب النجده من اهل البيت، وتهول المصيبه ، فيزداد الولد بكاء، ويتعود الخوف من رؤيه الدم، او الشعور بالالم.
2- تربيتهم على التهور، وسلاطه اللسان والتطاول على الاخرين، وتسميه ذلك شجاعه :
وهذا خلل في التربيه ، وهو نقيض الاول، والحق انما هو في التوسط.
3- تربيتهم على الميوعه ، والفوضى، وتعويدهم على الترف والنعيم والبذخ:
فينشا الولد مترفا منعما، همه خاصه نفسه فحسب، فلا يهتم بالاخرين، ولا يسال عن اخوانه المسلمين، لا يشاركهم افراحهم، ولا يشاطرهم اتراحهم؛ فتربيه الاولاد على هذا النحو مما يفسد الفطره ، ويقتل الاستقامه ، ويقضي على المروءه والشجاعه .
4- بسط اليد للاولاد، واعطاؤهم كل ما يريدون:
فبعض الوالدين يعطي اولاده كل ما سالوه، ولا يمنعهم شيئا ارادوه، فتجد يده مبسوطه لهم بالعطاء، وهم يعبثون بالاموال، ويصرفونها في اللهو والباطل، مما يجعلهم لا يابهون بقيمه المال، ولا يحسنون تصريفه.
5- اعطاؤهم ما يريدون اذا بكوا بحضره الوالد، خصوصا الصغار:
فيحصل كثيرا ان يطلب الصغار من ابائهم او امهاتهم طلبا ما، فاذا رفض الوالدان ذلك لجا الصغار الى البكاء؛ حتى يحصل لهم مطلوبهم، عندها ينصاع الوالدان للامر، وينفذان الطلب، اما شفقه على الولد، او رغبه في اسكاته والتخلص منه، او غير ذلك؛ فهذا من الخلل بمكان، فهو يسبب الميوعه والضعف للاولاد.

6- شراء السيارات لهم وهم صغار:
فبعض الوالدين يشتري لاولاده السياره وهم صغار، اما لان الابن الح عليه في ذلك، او لان الاب يريد التخلص من كثره طلبات المنزل، ويريد القاءها على ولده، او ان الابن الح على الام، والام الحت على الاب، او لغير ذلك من الاعتبارات.
فاذا تمكن الولد من السياره فانه- في الغالب- يبدا في سلوك طريق الانحراف، فتراه يسهر بالليل، وتراه يكثر الخروج من المنزل، وتراه يرتبط بصحبه سيئه ، وربما اذى عباد الله بكثره التفحيط، وربما بدا في الغياب عن المدرسه ، وهكذا يتمرد على والديه، فيصعب قياده، ويعز ارشاده.
7- الشده والقسوه عليهم اكثر من اللازم:
اما بضربهم ضربا مبرحا اذا اخطاوا- ولو للمره الاولى- او بكثره تقريعهم وتانيبهم عند كل صغيره وكبيره ، او غير ذلك من الوان الشده والقسوه .
8- شده التقتير عليهم:
فبعض الاباء يقتر على اولاده اكثر من اللازم، مما يجعلهم يشعرون بالنقص، ويحسون بالحاجه ، وربما قادهم ذلك الى البحث عن المال بطريقه او باخرى، اما بالسرقه ، او بسؤال الناس، او بالارتماء في احضان رفقه السوء واهل الاجرام.
9- حرمانهم من العطف والشفقه والحنان:
ما يجعلهم يبحثون عن ذلك خارج المنزل؛ لعلهم يجدون من يشعرهم بذلك.
10- الاهتمام بالمظاهر فحسب:
فكثير من الناس يرى ان حسن التربيه يقتصر على الطعام الطيب، والشراب الهنيء، والكسوه الفخمه ، والدراسه المتفوقه ، والظهور امام الناس بالمظهر الحسن، ولا يدخل عندهم تنشئه الولد على التدين الصادق، والخلق الكريم.
فمن الوالدين- ابا كان او اما- من يفرض وصايه عامه ، ويضع سياجا محكما على اولاده بنين وبناب حتى بعد ان يتزوجوا؛ فتراه يتدخل في شؤونهم الخاصه ، وياتي بيوتهم على غره ، ويفرض اراءه التي قد تكون مجانبه للصواب. وهذا من الخلل في التعامل مع الاولاد؛ فاللائق بالوالد ان يترك اولاده يعيشون حياتهم الخاصه بهم، والا يكون حجر عثره في طريق سعادتهم.
ولا يعني ذلك ان يترك مناصحتهم، ودلالتهم على ما فيه صلاحهم وفلاحهم، وانما المقصود من ذلك لزوم الاعتدال في شتى الاحوال.

من الاخطاء الشائعه في تربيه الاولاد

هناك اخطاء وممارسات شائعه في تربيه البنين والبنات تقع احيانا عن جهل واحيانا عن غفله واحيانا عن عمد واصرار ولهذه الممارسات الخاطئه اثار سلبيه على استقامه الابناء وصلاحهم من ذلك:
• تحقير الولد وتعنيفه على اي خطا يقع فيه بصوره تشعره بالنقص والمهانه والصواب هو تنبيه الولد على خطئه اذا اخطا برفق ولين مع تبيان الحجج التي يقتنع بها في اجتناب الخطا.
• اذا اراد المربي زجر الولد وتانيبه ينبغي الا يكون ذلك امام رفقائه وانما ينصحه منفردا عن زملائه.
• الدلال الزائد والتعلق المفرط بالولد وخاصه من الام يؤدي الى نتائج خطيره على نفس الولد وتصرفاته وقد يكون من اثاره زياده الخجل والانطواء وكثره الخوف وضعف الثقه بالنفس والاتجاه نحو الميوعه والتخلف عن الاقران.
• فكره استصغار الطفل واهمال تربيته في الصغر فكره باطله والصواب ان تبدا التربيه ويبدا التوجيه منذ الصغر من بدايه الفطام حيث يبدا التوجيه والارشاد والامر والنهي والترغيب والترهيب والتحبيب والتقبيح.
• من مظاهر التربيه الخاطئه عند الام عدم السماح لولدها بمزاوله الاعمال التي اصبح قادرا عليها اعتقادا منها ان هذه المعامله من قبيل الشفقه والرحمه للولد ولهذا السلوك اثار سلبيه على الولد.. من هذه الاثار فقدان روح المشاركه مع الاسره في صناعه الحياه وخدمات البيت ومنها الاعتماد على الغير وفقدان الثقه بالنفس ومنها تعود الكسل والتواكل.
• ومن مظاهر التربيه الخاطئه ان لا تترك الام وليدها يغيب عن ناظريها لحظه واحده مخافه ان يصاب بسوء وهذا من الحب الزائد الذي يضر بشخصيه الولد ولا ينفعه.
• ومن الاخطاء تفضيل بعض الاولاد على بعض سواء كان في العطاء او المعامله او المحبه والمطلوب العدل بين الاولاد وترك المفاضله .
• ومن ذلك احتقار الاولاد واسكاتهم اذا تكلموا والسخريه بهم وبحديثهم مما يجعل الولد عديم الثقه بنفسه قليل الجراه في الكلام والتعبير عن رايه كثير الخجل امام الناس وفي المواقف الحرجه .
• ومن الاخطاء الشائعه فعل المنكرات امام الاولاد كشرب الدخان او سماع الاغاني او مشاهده الافلام الساقطه مما يجعل من الوالدين والمربين قدوه سيئه .

اخطر ما تصنعه للطفل..

اخطر على نفسيه الطفل من الخوف ان تبث فيه الاحساس بالذنب عن طريق تحقيره او حمله على الخجل من نفسه…فالفكره التي تغرسها في الطفل ان به نقصا لن يفلح في علاجه مهما يحاول ..وانه لهذا يستحق العقاب, هو اسوا ما يمكن ان يغرس في نفس الطفل, وان يحيق الضر بكيانه العاطفي.
ومع ذلك, فان الاشياء التي يحقر الاباء ابناءهم بسببها, وربما عانوا من اجلها مراره الاحساس بالذنب في صباهم على ايدي ابائهم…مثال على ذلك ان الاطفال مجبولون على مداعبه اعضائهم الجنسيه , مدفوعين على ذلك باللذه التي يجنونها دون ان يدركوا لهذا سببا….
وبرغم ان الاباء انفسهم قد مروا بتلك المرحله نفسها الا انهم يتخذونها ماده يصبون عليها التحقير, ويبثون في نفس الطفل بسببها الاحساس بالذنب والعار…وخير لنفسيه طفلك ولا شك..ان تدرك ان ما يفعله انما هو شيء طبيعي بحت..او هو على الاقل طبيعي ما لم يتماد فيه الطفل. وعليك ان تجد الدافع الذي دفع طفلك الى ذلك. فعسى ان يكون الدافع نوعا من الحرمان العاطفي يعوض عنه باجتلاب اللذه .
وافضل علاج لهذا ليس التعنيف والتحقير, بل ان تعمل جاهدا على ان تحل شيئا اخر محله يجني منه الطفل متعه وسرورا, اما التعنيف فلا يعقب سوى انطواء الطفل على نقيصته.

التحقير شيء..والعقاب شيء اخر
……احيانا في بعض انواع العقاب..تكمن في انه ينزع عن الرغبه في الانتقام..مهما تحاول دمغه بانه قصاص عادل, والقصاص معناه ان تجعل الجزاء على قدر الذنب, واضعا نصب عينيك مصلحه الطفله لا مصلحتك انت او راحتك..فاذا كان القصاص ما توقعه, فهو شيء ضروري كي يشب الطفل اوفر نضجا, ويتعلم ان للحياه قانونا يجب طاعته, اما اذا كان ما توقعه بالطفل انتقاما, فهناك تكمن الخطوره …ولكي تفرق بين القصاص والانتقام اجب عن السؤال: اتراك يكون عقابك للطفل ان قلب مائده خاويه معادلا لعقابك به ان قلب المائده وعليها اطباق من اطعمتك المفضله ؟
وينبغي ان يكون هدف القصاص دائما التربيه , وان يضع الاب نصب عينيه انه ينبغي ان يخرج للحياه رجلا تقوم اراؤه على العداله , وحكمه على الانصاف, ومعاملته للناس على اساس الود والتعاطف.

اربط بين الذنب والجزاء
على ان يكون العقاب والتخويف لن يحفزا الطفل ابدا على ان يرغب في ان يكون صالحا…وانما الذي يحفزه على ذلك اطمئنانه الى حبك وتشجيعك…والعقاب ليس شيئا دافعا, وانما هو اشبه بالفرمله تضغطها كلما لاح خطر, ومن ثم وجب ان يقترن العقاب بالخطا في اللحظه نفسها, حتى يتم الارتباط بين الضرر الذي وقع, وبين الالم الناشيء عنه, وتظل هذه الرابطه سببا في منع تكرار الخطا مره اخرى..
ولا تحسب ان العقاب معناه ان تظهر لطفلك انك لا تحبه, وانما اجعل همك ان يرى طفلك ان العقاب كان لمصلحته هو لا لمصلحتك انت, ولا لمصلحه شخص اخر.
وبالنسبه لانواع العقاب…..فان العقاب يختلف من شخص لاخر…ويكون تقديره من وجهه نظر الطفل لا من وجهه نظر عنف الاب او لينه…فاذا كان العقاب البدني يصلح لبعض الاطفال, فانه على التحقيق لا يصلح لاطفال اخرين..يكون اثره في نفسيتهم شديدا حتى ليقضوا العمر وهم في خوف منه مقيم…
ومهما يكن من لون العقاب, فلا تحاول قط ان تشعر الطفل بالضعه او الحقاره او النقص, وعندي انه ليس ثمه الا احساس واحد يدفع الطفل الى ان يكون امينا مثاليا عادلا منصفا, ذلك هو الاحساس بالكرامه واحترام الذات, فاذا منحته هذا الاحساس مع الحب امكنك الركون الى ان طفلك سيشب على خير ما تنشده له من الصفات..

عبارات لا ينبغي قولها للطفل
.. ~*-_(( انك غبي جدا ))_-*~ ..
عاده ما يقول الاباء هذه العباره عند الغضب, لكنك ان تعودت قولها فان طفلك قد يبدا في تصديقها, جرب بدلا عنها قول :”كان ذلك شيئا سخيفا ان تفعله .. اليس كذلك؟ “.
.. ~*-_(( انظر الى كل مابذلته من اجلك ))_-*~ ..
بكلمات اخرى “لو لم تولد انت فان حياتي كانت ستكون افضل”، ان ذلك سخيف فعلا, فالاطفال لم يطلبوا ان يولدوا, تذكر انه بكونك والده فانه ينبغي عليك تقديم التضحيات .
.. ~*-_(( انك كذاب ولص ))_-*~ ..
معظم الاطفال قد يستولون على شيء ما ليس ملكا لهم ثم ينكرون معرفتهم بذلك حين مطالبتهم به، انه برده فعل صحيحه منك فانهم سيتعلمون من هذه التجارب ويستمرون في ذلك بدلا من اتهامهم بانهم لصوص وكذبه .
.. ~*-_(( اني ساقوم بتركك ))_-*~ ..
فيما انت متجه ناحيه باب المتجر تهم بالخروج صائحا: “ان لم تات خلال هذه الدقيقه فاني ساغادر المكان”، هذه العباره قد تعمل فقط على تعزيز الخوف الاساسي الشائع لدى الاطفال بانك قد تختفي ولا تعود ابدا، جرب ان تعطه دقائق معدوده كتحذير، اعطه الاختيار اما ان تحمله او ان يمسك هو بيدك .
.. ~*-_(( ينبغي عليك دائما ان تطيع الكبار ))_-*~ ..
ان الطفل الذي يلقن ان يطيع جميع البالغين يمكن ان يكون فريسه سهله للخاطفين ومستغلي الاطفال، علم طفلك احترام البالغين، لكن اشرح له انه قد يكون هناك اوقات ليس من الامان خلالها اطاعه البالغين، وذلك اذا حصل مثلا ان حاول غريب ان ياخذ الطفل معه او حاول احد الاشخاص الكبار ان يغريه بالاحتفاظ ببعض الاسرار.
يتعرض الكثير من الاطفال الى سوء المعامله من قبل الاهل والبيئه التي يعيشون بها..
هنا سنستعرض اهم عوامل سوء معامله الاطفال.. ويجب ادراك خطورتها والتصحيح منها قدر المستطاع..
للوصول الى افضل طريقه في التعامل مع الاطفال..

وهاهي العوامل:
عوامل اجتماعيه وثقافيه (البيئه ): الفقر.. كثره الابناء.. العزله .. الحراك الاجتماعي (التنقل).. الضغوط النفسيه ..
عوامل مرتبطه بالقائم على تربيه الرعايه (الوالدين).. خبرات سوء المعامله .. الاضطرابات العاطفيه (خلافات زوجيه ).. الادمان.. (حبوب.. خمور.. مخدرات..).. الانفصال في سن مبكر.. الحاجه لضبط الاطفال.. اسلوب تاديبي غير مؤثر..
عوامل مرتبطه بالطفل.. كثير التشويش.. كثير الحركه وعالي النشاط.. مستوى عال من التهور والانقياد.. عديم الطاعه لرغبات الوالدين..
كل هذه العوامل تعتبر من مخاطر سوء المعامله .. التي تؤدي الى ضياع الطفل وتنشئته تنشئه سيئه .

السابق
اشكال بوكيهات ورد طبيعي
التالي
طريقة عمل التلبينة النبوية وفوائدها