العقل الباطن والتكرار
اغلبنا يضحك على بعض الاعلانات التي نستغرب غايتها وهدفها، لذلك يمر الاعلان مرور الكرام ونضحك وينتهي الامر.
واذا بالاعلان التلفزيوني يعود ليظهر مره اخرى، فنحاول ان نفهم، ونتساءل لماذا يتم صرف مبالغ طائله على اعلان في نظرنا فاشل نوعا ما؟! ويستمر الاعلان بالظهور مره تلو مره ، الى ان نعتاده، نظريه التكرار يعلم الشطار، نظريه قديمه وفعاله ايضا، يقول وزير اعلام هتلر «اكذب حتى يصدقوك».
ولنضرب مثالا لبعض الشركات الحديثه التي تعرض لك منتجات اطاله الشعر او علاج العقم او حتى تقويه السلاح، كلها منتجات غير مصنفه طبيا لهذا الغرض وكلها اثبتت فشلها، ولكن مع تكرار الاعلان يتسرب الينا الشك انه ربما تكون هناك نسبه من الصحه في هذه المنتجات.
الامر كله استهداف صريح للعقل الباطن او اللاوعي، فتكرار الامر على الانسان يزرعه في عقله الباطن، فيسترجعه بين الفتره والاخرى، ولا يزرع الاعلان في العقل الا بعد تكراره مرات عديده ، تلك نتائج دراسات علم النفس التي افادت بان برمجه العقل الانساني تعتمد على الاحاسيس والمشاعر اكثر من برمجه العلوم والحقائق، بل انه ربما يتم اقناعك بفكره غير منطقيه بتاتا بانها حقيقه مسلم بها، وذاك يقودنا الى المعتقدات التي ينشرها الغرب، والتي يكررها منذ عقود، وكل ما علينا هو الاستماع اليها وتصديقها لان التكرار كبير، مثل افلام هوليوود التي قصدت وضع شخصيه العربي دائما ك»ارهابي» الى ان توغل هذا الفكر في المجتمع الغربي، واصبح الامر من المسلمات بان كل عربي هو ارهابي، لان عقولهم تبرمجت على هذا، وكلما راوا لحيه تذكروا التفجير والقتل، عقولهم الباطنه اصبحت بمثابه قاعده بيانات تستدعي ما تم برمجته بها.
البرمجه السلبيه من اخطر انواع البرمجيات في العقل الباطن للانسان، فلا يكاد يمر عليه امر الا وحوله الى سلبي، بل لا يبحث عن العوامل المحيطه بالحدث، فقط يحكم من خلال تجاربه السابقه والتي ربما تكون نتيجه زراعه سلبيه في العقل، مثل نظريه المؤامره التي تم زراعتها في عقل العربي بشكل يظن من خلاله ان كل العالم يحاول ان يفتك به ويحاول تدميره بشتى الطرق، وايضا على مستوى الطلاب تجد احد الطلاب يقول ان المدير يكرهه والمعلم يكرهه والطلاب يكرهونه، وربما تكون الحقيقه بعيدا عن ذلك، ولكنه دائما يستدعي هذه الفكره من عقله الباطن ليطبقها.
اذا ما علينا سوى زرع البرمجه الايجابيه لعقولنا الباطنه ، لنستدعيها مع كل حدث لننظر الى الامر من الناحيه المضيئه ونتصرف وفق هذه البرمجه .