الغسيل الكلوي مرتين في الاسبوع اثاره على المريض
تتولى الكليتان مهمه تخليص الجسم من السموم واخراجها منه عبر البول. كما انها المسؤوله عن توزيع الماء والاملاح في جسم الانسان. وحين تفشل الكلى في القيام بهذه الوظائف، فلا بد من غسيل اصطناعي لهما.
منذ 40 عاما يغسل ويلي كولر كليتيه ثلاث مرات اسبوعيا لحوالي ثماني ساعات في كل مره . كل هذا من اجل استبدال ما توقف جسده عن انجازه، اي تنقيه الدم.
صدم كولر حين ابلغه الطبيب، وهو في سن الخامسه عشره ، بتلف كليتيه بعد مده اقصاها سته اشهر. في البدء استسلم كولر وامتنع عن مغادره المنزل، لكن ذلك تغير بعد حين. “اكتشفت ان غسيل الكلى ليس حكما بالاعدام، بل على النقيض تماما. حينها فقط ادركت سريعا ان اليه غسيل الكلى المدعوه “الديال” انقذت حياتي”.
“الديال” بديلا عن الكليتين
لا ينقل الدم المواد المغذيه فحسب، بل ايضا السموم الناتجه عن تبادل هذه المواد. تنقي الكليتان الدم من هذه السموم وتخلص الجسم منه عبر البول. وتقوم الديال بهذه المهمه عند الافراد الذين يعانون من فشل او خطا كلوي، اذ يتم ضخ الدم من الجسم عبر خراطيم صناعيه موصوله بجهاز تنقيه الدم. ويتكون الاخير من اغشيه سائله يرشح الدم عبرها ليخرج من الجهه الاخرى نظيفا خاليا من السموم ليتم ارجاعه مره اخرى الى الجسم. يذكر انه لا بد من تكرار هذه العمليه ثلاث مرات اسبوعيا للمريض الواحد.
الحاجه للمساعده
حوالي 80.000 مريض يعالج في المانيا بالديال. 85- 90% منهم تتم معالجتهم في مركز الديال للدم، وفي حالات نادره تجري العمليه ذاتها في المنزل. وقد خضع كولر مره واحده فقط الى الديال المنزلي، الا ان سلبياته طغت على ايجابياته على حد قوله: “في غسيل الكلى المنزلي تتولى انت الاهتمام بكل شيء من بناء الجهاز وحتى ادخال الابره بالوريد بمساعده شريكك. لابد من تواجد شريك لك لاتمام العمليه “.
انطلاقا من ايمانه بان غسيل الكلى قد يشكل عبئا على الشريك،، لم يرغب كولر باشراك شريكه بالعمليه ، مصرا بذلك على اعتماده على ذاته. لذا يجد نفسه في صراع بين اعتماده على ذاته او على غيره. ولكن لا بد للمريض من بذل الجهد لغسل كليتيه بذاته: “الامر بسيط جدا بالنسبه للمريض: لا بد لي من غسل دمي والا ساموت”.
ادخال الابره بالوريد بطريقه احترافيه امر لا بد منه في عمليه الديال، فمن اجل السماح بتمرير اكبر كميه ممكنه من الدم في اقصر وقت، يجب على الجرح الناتج عن الابره ان يكون كبيرا بالحجم المناسب. وتخدم العمليه المدعوه “شنت” في تحقيق هذا الامر، اذ يتم وصل الوريد بالشريان في الساعد من خلال عمليه جراحيه صغيره .
يوضح البروفيسور ديتر باخ، من مركز الكلى في كريفيلد، الهدف من طريقه “شنت” المعروفه منذ الستينيات: “هذه الطريقه تسمح بتكبير وتوسيع وتطويل وتحسين تدفق الدم الوريدي”.
لاثار الجانبيه للديال
لكل نوع من الديال اثار كبيره على حياه المرضى، وهذه الاثار مرتبطه بمواعيد الغسل او الديال ومكان المركز المسؤول عن العمليه او المنزل. كما ان لكل نوع من انواع غسيل الدم اثار جانبيه وخسائر كبيره . ويقول المريض بالفشل الكلوي مايكل كيتنر: “يترتب على غسيل الكلى مستويات سالبه من مخزون الكالسيوم والفوسفات في الجسم. ولذا يرتفع احتمال اصابه المريض بهشاشه العظام وترسبات في الاوعيه الدمويه والمفاصل”. يذكر بان كيتنر قام باول غسيل للكلى وعمره 17 عاما.
وبعد سنوات من الانتظار، تمكن كيتنر من الحصول على كليه جديده والتي رافقته 10 سنوات بكفاءه ، لكنه اليوم يحتاج الى غسيل دمه من جديد باستخدام طريقه الديال. الا ان طبيعه عمله كاختصاصي كمبيوتر تمنعه من الحضور ثلاث مرات اسبوعيا لساعات عديده في المركز المختص.
لذا يعتمد كيتنر في تصفيه دمه من المواد السامه على طريقه غسيل الكلى البيريتوني. ويتطلب هذا النوع من الغسيل اجراء عمليه بسيطه لوضع قسطره عبر جدار البطن. هذه القسطره مهمه لعمل الغسيل ويمكن تثبيتها في جدار البطن تحت المخدر الموضعي.
تتبع طريقه غسيل الكلى البريتوني اسلوب التنقيه ، فعن طريق القسطره يتم ادخال سائل الغسيل البريتوني مرتفع الضغط الاسموزي الى البطن. ويفصل السائل عن الدم الغشاء البيريتوني المحيط بالامعاء. وتتحرك السموم الضاره والسوائل الزائده عن الحاجه من الدم باتجاه السائل البريتوني نتيجه لاختلاف الضغط الاسموزي بين الدم والسائل ثم يتم سحب السائل البريتوني من البطن واستبداله باخر جديد. وبهذه الطريقه ، لا يسمح للبكتيريا وغيرها من المواد الضاره البقاء في الانابيب. ويتم اجراء هذه العمليه ليلا لمده ثماني ساعات وعلى مدار سبعه ايام بالاسبوع.