مواضيع عامة مفيدة جميلة بالصور

الفقر المفتعل والمغالاة في المهور

الفقر المفتعل والمغالاة في المهور 20161019 948

الفقر المفتعل والمغالاه في المهور

الفقر المفتعل والمغالاة في المهور 20161019 948

الحمد لله رب العلمين، والصلاه والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الامين، اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا، انك انت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه، وادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
ايها الاخوه الكرام، مع الدرس الثالث من الدروس الاجتماعيه المتعلقه بشان الزواج، تحدثنا في الدرس الماضي عن معالجه الفقر الحقيقي، واليوم ننتقل الى موضوع اخر وهو معالجه الفقر المفتعل.
عقبات الفقر المفتعل

لفقر المفتعل معناه انك اذا كنت بحاجه ماسه الى مدفاه تتقي بها البرد، وثمن المدفاه المعتدل الف ليره ، ومعك الف ليره ، فتوجهت الى بائع المدافئ، فاذا ثمنها عشره الاف ليره ، هذا الثمن غير صحيح، وغير معقول ومفتعل، انت كنت قادرا على شراء هذه المدفاه ، لكنك الان اصبحت عاجزا، فهذا بشكل مبسط هو الفقر المفتعل.
اولا: حينما شرع الشرع الحكيم المهر للمراه شرعه تكريما لها، فالمراه شيء ثمين، وشيء نفيس، لا يمكن ان تاخذها بلا شيء.
من اخذ البلاد بغير حرب يهون عليه تسليم البلاد
***
مشروعيه المهر لضمان كرامه المراه
احيانا لسبب او لاخر يقال لك: المهر درهم فضه ، شيء جميل، لكن من مضاعفات هذا التصرف ان الزوج اذا غضب من زوجته لسبب تافه جدا طلقها، ومفارقه الزوجه او تطليقها امر يسير، لا يكلف شيئا، دائما يكون الطلاق سيفا فوق رقبتها، فحينما يكون لها مهر، والمهر معقول، فقبل ان يقول لها: طلقتك، او قبل ان يهددها بالطلاق، او قبل ان يستهين بها عليه ان يفكر مرات كثيره ، لذلك جعل الله المهر للزوجه تكريما لها.
لكن الشرع الحكيم ما اراد ان يكون المهر عقبه دون الزواج منها، في الاصل هو تكريم لها، لكن مع الممارسات الخاطئه صار المهر عقبه تمنع الزواج منها، لذلك كانت المغالاه في المهور احد بنود الفقر المفتعل.
شيء اخر، سالني اخ كريم: اليس من واجب الزوجه ان تخدم زوجها ؟ قلت: نعم، الا ان هذا اذا نص في العقد، في عقد الزواج صار هذا عقد خدمه لا عقد زواج، فمن باب تكريم المراه التكريم الامثل ان موضوع الخدمه لا يدخل في عقد الزواج.
لكن الاعراف، وهي احد مصادر التشريع تقتضي ان الرجل يكسب الرزق، والمراه تقوم بشؤون البيت، اما اذا ادخلنا هذا في صلب العقد فقد قلبناه من عقد زواج الى عقد خدمه .
هناك قصه توضح هذا المعنى، رجل كريم يحمل اجازه في اللغه ، يترجم، فعمل عند مكتب تجاري، فهذا الاخ المترجم لكرم اخلاقه ولتواضعه ولحبه لاصحاب هذا العمل كان اذا جاءهم ضيف كان يقوم، ويبادر الى صنع الضيافه المناسبه لهم، تواضعا ومحبه وتبرعا، وتفانيا في عمله، لكنه انسان يحمل اجازه مترجم، وهم تقبلوا هذه المبادره بكل امتنان، بعد حين تغير مدير المكتب، فاراد ان يضع عقودا يوضح بها، او قرارات تنظيميه ينظم فيها اعمال من في المكتب، فهذا الذي كان يقدم الضيافه طوعا ومحبه وتواضعا لاصحاب المكتب التجاري عندما راى في مهماته الاساسيه صنع هذه الضيافه ترك العمل كله، ومعه الحق.
الموضوع دقيق جدا، اذا نص في عقد الزواج على وجوب الخدمه انقلب العقد من عقد زواج الى عقد خدمه ، وهذا امتهان للمراه ، لكن المراه الكريمه لا تستنكف ان تطبخ، وان تنظف، وان تعتني باولادها، وان تعتني بزوجها، وان تهيئ لزوجها اللباس والطعام والشراب، وكل ما يؤمن له راحته، هو خارج البيت يكسب الرزق، وهي داخل البيت تعتني بشؤون زوجها واولادها، اما اذا نص هذا في العقد فقد صار عقد خدمه ، وعقد الزواج اشرف من هذا بكثير، انه اقدس عقد بين انسانين على الاطلاق.
﴿ وكيف تاخذونه وقد افضى بعضكم الى بعض واخذن منكم ميثاقا غليظا ﴾
( سوره النساء )
اذا: شرع المهر في الاصل تكريما للمراه ، وتعبيرا عن مكانتها، وعن كرامتها، اما ان يكون المهر عقبه يمنع زواجها فهذا ما اراده الشارع الحكيم، ولا قضت به السنه النبويه الشريفه ، انه من انحراف المسلمين في عصور تخلفهم، ومن جعل الفتاه سلعه يبتز بها الرجال.
افضل الصداق ايسره
الان ماذا قال النبي عليه الصلاه والسلام ؟ اخرج ابو داود والحاكم وصححه، وقد ورد هذا الحديث في نيل الاوطار، يقول عليه الصلاه والسلام:
(( خير الصداق ايسره ))
[ابو داود بلفظ: خير النكاح ايسره]
الصداق هو المهر، وقال عليه الصلاه والسلام للرجل الذي قد طلب منه ان يزوجه بامراه قد وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم قال له:
(( اذهب فالتمس ولو خاتما من حديد ))
[متفق عليه عن سهل بن سعد]
من منكم يستطيع ان يعرب خاتما، كان، فل ماض ناقص، فما الذي حذف اذا ؟ حذفت كان واسمها وبقي خبرها، اي اذهب والتمس، ولو كان الملتمس خاتما من حديد.
اذا الفكره الاولى: ان افضل الصداق ايسره، هذا الكلام موجه الى اولياء الفتيات.
اوهام منتشره والرد عليها
الوهم الاول: عظم المهر يحول دون الطلاق
بالمناسبه ، اذا كنت ايها الاخ الكريم وليا، كنت او زوجا او ابا، اذا توهمت ان عظم المهر يحول دون طلق المراه فانت واهم، لان الزوج بامكانه ان يكاره زوجته مكارهه لا تحتمل حتى تطلب الخلع، وان تهب له كل شيء، لا يمكن ان تقوم سعاده زوجيه على ضمانات ماليه ابدا، لا يمكن ان يكون الزواج الناجح مبنيا على ضمانات ماليه ، السعاده الزوجيه اساسها حسن الاختيار والثقه المتبادله بين الزوجين، فهذا الذي تسمح له ان يتزوج ابنتك ان كنت واثقا من اخلاقه، ومن دينه، ومن امانته، اياك ان تحاسبه يسيرا، واياك ان تعد المال ضمانه لنجاح الزواج، اما اذا لم يكن موضع ثقه ، لو كتب لها خمسه ملايين فلا يكفي هذا ضمانا لسعادتها.
اذا المهر شرع تحقيقا لكرامه المراه ، ولم يشرع عقبه يحول بينها وبين الزواج واذا توهم الانسان ان المهر يحول بين الزوج والطلاق، فالذي يعتقد هذا واهم، لان الزوج بامكانه ان يكاره زوجته حتى تطلب المخالعه ، ومعلوم عندكم ان التي تطلب المخالعه ليس لها شيء.
الوهم الثاني: ارتفاع المهر يضمن مستقبل الفتاه
عندنا اعتقاد خاطئ اخر، ان ارتفاع المهر يضمن للفتاه مستقبلها، ماذا قال الله عز وجل ؟
﴿ المال والبنون زينه الحياه الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا﴾
( سوره الكهف )
بعضهم قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، والله اكبر، اذا قلنا لان ثمه تفسيرا لهذا، فالانسان اذا سبح الله، وحمده، وكبره، ووحده فقد عرفه، واذا عرفه سار على منهجه، واذا سار على منهجه سعد في الدنيا والاخره .
هناك تفسير اخر وجيه:
﴿ والباقيات الصالحات ﴾
اي الاعمال الصالحه ، لكن ادق ما في الايه :
﴿ خير عند ربك ثوابا وخير املا ﴾
اي اذا كنت تتامل ان المال يسعد فانت واهم، عملك الصالح وتطبيق السنه ، هو ضمان نجاح هذا الزواج، فنجاح الزواج لا يكون بالمال او البيت، فاحيانا الاهل يقولون لك: بيت بالحي الفلاني بالمساحه الفلانيه بالفرش الفلاني بالحلي الفلانيه ، بتحديد قيم الحلي ونوع الحلي، ثم العمل، فالعمل يجب ان يكون لك اسم في الشركه ، فلا نقبل العمل عند ابيك، يتوهم الاباء ان هذه الضمانات تضمن لفتاتهم السعاده الزوجيه ، وهي في الحقيقه لا تضمن، العمل الصالح وتطبيق منهج الله عز وجل هو الضمان، (
خير املا )، اي: لا تعقد الامل لا على المال، اعقده على توفيق الله عز وجل، اعقده على حفظ الله، لان الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿ ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وان تنتهوا فهو خير لكم وان تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وان الله مع المؤمنين ﴾
( سوره الانفال )
﴿ الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين ﴾
( سوره البقره )
﴿ ان الله مع الصابرين ﴾
( سوره البقره : ايه رقم ” 153 ” )
هذه المعيه معيه خاصه ، فالله عز وجل مع المؤمنين بالتاييد والنصر، والتوفيق والحفظ، هذه معيه خاصه ، ولكن اذا قال الله عز وجل:
﴿ وهو معكم اين ما كنتم ﴾
( سوره الحديد: ايه رقم ” 4 ” )
فهذه معيه عامه مع كل الخلق، معهم بعلمه، لكنه مع المؤمنين بحفظهم وتاييدهم، ونصرهم وتوفيقهم، وهذه المعيه الخاصه لها ثمن، وقال الله:
﴿ وقال الله اني معكم لئن اقمتم الصلاه واتيتم الزكاه وامنتم برسلي وعزرتموهم واقرضتم الله قرضا حسنا ﴾
( سوره المائده : رقم الايه ” 12 ” )
لذلك الاعتقاد الخاطئ ان المهر الغالي او ان المغالاه في المهر تضمن مستقبل الفتاه ، هذا وهم كبير، لا يضمن مستقبل الفتاه الا ان تكون في طاعه الله، والا ان يكون زوجها، واهل زوجها صالحين، فالله سبحانه وتعالى يتجلى على كل بيت تقام فيه شعائر الله، وفي هذا البيت يقام فيه الاسلام.
يقول عملاق الاسلام عمر رضي الله عنه: << الا وان احدكم ليغالي بصداق امراته حتى يبقى له في نفسه عداوه >>.
احيانا يضغط على الزوج ضغطا مع ضغط مع ضغط مع تعنت، نريد كذا، حفله فلانيه ، ضيافه فلانيه ، الحلي الفلانيه ، البيت الفلاني، وهو متعلق بهذه الفتاه ، لكن مع تتالي الضغوط ينشا الحقد، لذلك حينما تاتي هذه الفتاه الى البيت ينتقم منها اشد الانتقام، يقمعها قمعا شديدا، يمارس عليها كل الوان الشده ، ويحدث الحقد، فالضغط الشديد على الخاطب من اجل الظهور بمظهر فخم امام الاسر وامام الناس، هذا من شانه ان يولد الحقد في نفوس الخاطبين، << الا وان احدكم ليغالي بصداق امراته حتى يبقى له في نفسه عداوه >>.
ويقول عليه الصلاه والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه الامام احمد في مسنده:
(( ان اعظم النكاح بركه ايسره مؤنه ))
هذا الاعتقاد الثاني ايضا خاطئ.
الوهم الثالث: المغالاه في المهور مظهر للافتخار والشرف
الاعتقاد الثالث: ان المغالاه في المهور مظهر للافتخار والمباهاه والشرف، وهو عكس ذلك، لكن من اين ياتيك الشرف ؟ من البذل لا من الاخذ، الاخذ اسمه ابتزاز، وهو خلق دنيء، فاذا اردت ان ترفع ثمن البضاعه ، وان تستغل حاجه الشاري اليها، وان تستغل ان هذه البضاعه مفقوده ، وليست موجوده في السوق، وهي عندك وحدك، وان الذي يطلبها في اشد الحاجه اليها، اذا رفعت السعر عليه اضعافا مضاعفه الا تشعر بالدناءه ؟ هذا هو الابتزاز، فالشرف ليس في الاخذ، الشرف في العطاء، في البذل، الاخذ ابتزاز، اما العطاء فهو الشرف، فكل من يتوهم اننا لو فرضنا على الخاطب مئتي الف، ومئتي الف، ونصف مليون، ونصف مليون، وهناك في العمله الصعبه ضمان للتضخم النقدي، فان اكثر الاباء يحسب حساب طلاق ابنته قبل ان يزوجها، وكان الاصل هو الطلاق، لذلك اذا قال: اريد مئتي الف بالعمله الصعبه ، ويحسبها على العمله الصعبه او على الذهب، استبدله بالعملات الاخرى، فهذا ليس فخرا، وليس شرفا، الشرف في البذل وفي التساهل.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( رحم الله رجلا سمحا اذا باع، واذا اشترى، واذا اقتضى ))
[البخاري]
فطبعا هذا ليس بيعا وشراء، لكن يقاس عليه التعامل مع الخاطب.
يقول سيدنا عمر رضي الله عنه، يقول: << الا لا تغالوا في مهور النساء، فانها لو كانت مكرمه في الدنيا، وتقوى عند الله عز وجل، لكان اولاكم بها نبي الله، ما علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح شيئا من نسائه، ولا انكح شيئا من بناته على اكثر من اثنتي عشره اوقيه >>.
اي الف وخمسمئه ليره ، فلا تزوج بمهر اعلى، ولا زوج بناته بمهر اعلى، والان هناك مهر المثل، واخواننا القضاه الشرعيون جزاهم الله عنا خيرا يعرفون مهر المثل، فكل فتاه بحسب مستواها، ومستوى ابيها لها مهر، هذا المهر مقبول، اما اذا رفعنا المهر بلا سبب، او اذا الغيناه، وبالمناسبه الغاء المهر يجعل العقد فاسدا، لا اقول: باطلا، يجعله فاسدا، لذلك هذا العقد الفاسد، يصحح بمهر المثل، فالمهر تعبير عن كرامه المراه .
هناك اولياء امور واباء يسعون الى التكسب عن طريق تزويج بناتهم، لذلك هذا الولي ليس من شانه ان يقبل خاطبا فقيرا، لا يقبل الا خاطبا غنيا يحل مشكلات الاسره ، وفي الاعم الاغلب ان الولي الفقير لا ياتيه خاطب غني، فالناس يميلون دائما الى المشابه لاحوالهم حين زواجهم، فغالبا الذي يطلب المهر الغالي ليغتني عن طريق ابنته لا ياتيه هذا الخاطب، ما الذي يحصل ؟ هذه الفتاه يفوتها قطار الزواج، والحقيقه في ايه قرانيه ذكرتها لكم كثيرا حار فيها العلماء، حينما قال الله عز وجل:
﴿ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ﴾
( سوره النور: ايه ” 33 ” )
فانا لا اصدق ان في الارض كلها ادنى المؤمنين ايمانا يمكن ان يجبر فتاته، اي ابنته، او جاريته، كما يقول بعض المفسرين، لا يمكن ان يجبر فتاته على الزنا من اجل ان يكتسب منها، لكن بعض المفسرين قالوا: ” ان عضل الفتاه وعدم تزويجها، ربما قوى فيها، دافع الشهوه “، ربما قوى فيها دافع الخروج من البيت.
اعرف قصصا كثيره ان اباء متعنتين غالوا في مهور فتياتهم، وضعوا الشروط التعجيزيه لخاطبين فتياتهم، حتى انتهى به الامر الى انه استيقظ فلم يجد ابنته في البيت، هربت مع فتى احلامها، ما الذي قوى فيها دافع الشهوه ؟ تعنته ووضعه الشروط القاسيه ، هذا معنى قول الله عز وجل:
﴿ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردن تحصنا ﴾
عاده سيئه : اخذ الولي من مهر الفتاه
شيء اخر، في عادات سيئه جدا في بعض المناطق في البلاد الاسلاميه ، ان المهر هو للاب، يقبض الاب مهر ابنته كاملا، ويضعه في جيبه، وانتهى الامر، لذلك قال الله عز وجل:
﴿ واتوا النساء صدقاتهن نحله ﴾
( سوره النساء، ايه ” 4 ” )
المهر تستحقه المراه ، المراه التي تزوجت المهر لها وحدها، قال بعض المفسرين: اضاف الله سبحانه وتعالى صدقاتهن، اي المهور، اضافه ملك، احيانا الاضافه تكون اضافه تشريف، الدليل:
﴿ لا تخرجوهن من بيوتهن ﴾
( سوره الطلاق: ايه ” 1 ” )
البيت لزوجها، وفي السجلات باسم زوجها، لكن الله اضافه اليها لا اضافه ملك، ولكن اضافه اشراف، فالزوجه بيتها مملكتها، هي الامره الناهيه في البيت، وفي شؤون البيت، وهذا مما يؤكد شخصيتها، ويثبت انوثتها.
شيء اخر، هذه الايه نزلت في مناسبه ، ان بعضا ممن كان في عهد النبي عليه الصلاه والسلام ياخذ مهر ابنته، فجاءت الايه لتنهى عن ان تؤخذ المهور، بل ان تدفع الى الزوجات، لان المهر في الاصل تمليك لها.
لقد قضى سيدنا عمر بن الخطاب في ولي زواج امراه ، واشترط على زوجها شيئا لنفسه، و قد يكون ولي المراه عمها، قد يكون اخاها، قد يكون ابعد من ذلك، فلما جاءها الخاطب قال له: هذه المراه مهرها مئه الف، وخمسين الف لي، هذا هو الشرط، فرفعت هذه القضيه لسيدنا عمر، بماذا حكم، ذكر الاوزاعي ان سيدنا عمر قضى ان هذا المبلغ الذي دفع الى ولي الزوجه ، وقبضه هو للزوجه ، واعاده اليه “، فالمهر كله للزوجه .
ورجل اخر زوج ابنته على الف دينار، وشرط على الخاطب الف دينار اخرى، فقضى عمر بن عبد العزيز للمراه بالفين.
اذا تاتي النصوص والاحكام لتؤكد ان المهر للمراه .
لكن كما قال الله تعالى عز وجل:
﴿ فان طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ﴾
( سوره النساء: ايه ” 4 ” )
المهر للمراه .
جواز اخذ الاب خاصه من مهر الفتاه
لكن اذا كان ابوها فقيرا فدفعت له جزءا منه هذا موضوع ثان، لان العبد عندما يسامح الشرع لا يتدخل، لو انها وهبت اباها بعض مهرها فهذا شيء اخر، لو انها اعطت زوجها بعضا من مهرها فهذا شيء اخر ايضا.
لكن بعض الائمه ذكر ان الاب وحده يمكن ان ياخذ جزءا من مهر ابنته، ولاسباب، وهي مقبوله عند الله عز وجل، اما العم، او الاخ، او ولي الزوجه ، هؤلاء جميعا لا يمكن ان ياخذوا شيئا، لكن الاب جاز ان ياخذ.
عن جابر بن عبد الله ان رجلا قال:
(( يا رسول الله، ان لي مالا وولدا، وان ابي يريد ان يجتاح مالي، فقال: انت ومالك لابيك ))
[ابن ماجه]
احيانا هناك ضروره ، والفتاه تاذن وتهب، اصبح هذا موضوعا اخر، على الا يجحف بهذا الاخذ، ان كانت هي في اشد الحاجه اليه، ينبغي الا يظلمها في هذا الاخذ، والحديث معروف:
(( من اكل من مال ابنه شيئا فلياكل بمعروف ))
[ورد في الاثر]
الاثر السيئ في المغالاه في المهور
حينما نغالي في المهور تكسد سوق الزواج، وتنشا سوق السفاح، دائما وابدا، اما نكاح او سفاح، اذا وضعنا العراقيل، والسدود، والمثبطات امام سبيل الزواج، فالبديل هو السفاح، وان لم يكن السفاح يصبح الناس ايامى، معنى ايامى اي لا ازواج لهم، ولا ازواج لهن، وهذا شعور بالحرمان، شعور بالوحشه ، ثم ان هذه المهور اذا غلت انفقت اسرافا وتبذيرا، وهذا منهي عنه.
وحينما يرفع المهر، ماذا يفعل الاب حينما يرفع مهر ابنته ؟ كانه يغشها بوضع العراقيل امام زواجها، لانه قد ينفر الخاطب، قد يعود خائبا، قد لا يستجيب، قد يشعر بالابتزاز فيرفض، فاحد اسباب عضل الفتاه ، وعدم تزويجها المغالاه في مهرها.
والله انا اقول لكم: ان عشرات القصص، واعرف ان زواجا ناجحا موفقا لشاب مؤمن، مكتف، ولطلبات اهل الزوجه غير المعقوله ، انصرف عن هذا البيت، وانصرف خاطب ثان وثالث ورابع، واصبحت الفتاه كاسده فاتها قطار الزواج.
ومره ثانيه ، وثالثه اقول: ان اقوى دافع على الاطلاق في الجنس البشري دافع الامومه ، والذي يحرم ابنته حقها في الزواج، وحقها في ان تكون اما فقد اساء اليها ابلغ اساءه .
فبعض الاباء السذج يقول: يا بنيتي، صدر البيت لك، هذا كلام ليس له معنى ابدا، انه يطعمها، والاكل موجود.
الاسراف في تجهيز البيت وتاثيثه
ثم ان عقبه ثانيه ترد في موضوع الفقر المفتعل، هو الاسراف في تجهيز البيت واثاثه، والحقيقه كلما بالغنا في المظاهر سد طريق الزواج، وكلكم يعلم ان غرفه الضيوف احيانا لا تستخدم الا مره او مرتين في العام، غرفه في البيت ثمنها مليونان، ثمن الغرفه خمسمئه الف، غرفه جلوس جيده تصلح لاستقبال الضيوف، غرفتين كانطلاق للزواج جيد، غرفه نوم، وغرفه جلوس تصلح لاستقبال الضيوف، ممكن، لكن تجميد غرفه لاستعمالها في العام يوم او يومين او خمسه ايام بملايين الليرات هذا لا يجوز، لذلك المغالاه في المساحات و المغالاه في الفرش، والاساس، و المغالاه في غرف الطعام، في غرف طعام، بمئات الالوف، والزوج بخيل، ما دعا شخصا لتناول الطعام، لا يوجد داع، مادام ليس هناك نيه لاقامه ولائم مثلا فلمن هذه الغرفه اذا ؟.
سيدنا علي رضي الله عنه، يقول: <<في اخر الزمان قيمه المرء متاعه >>.
فالانسان لضعف ايمانه، ولانحرافه عن الطريق السوي، ولضعف دينه، وقله اعماله الصالحه يستنبط مكانته من مساحه بيته، ومن اثاث بيته، ومن نوع مركبته، ومن موقع بيته، فقيمه المرء متاعه، لكن قيمه المرء في الحقيقه هي ايمانه وعمله الصالح.
النبي عليه الصلاه والسلام جهز فاطمه الزهراء فلذه كبده وريحانه فؤاده، جهزها في خميله وقربه ووساده ، الخميله من نوع المخمل، خميله ، وقربه ووساده ، وقال:
((انما فاطمه بضعه مني، يؤذيها ما يؤذيني ))
كان النبي e قدوه ، ولما طلبت السيده فاطمه خادما قال لها كلمه لو عرفنا ابعادها لسعدنا، قال:
((والله يا فاطمه لا اوثرك على فقراء المسلمين ))
[ورد في الاثر]
ما عد نفسه واسرته فئه والناس فئه ثانيه ، بل عد النبي الكريم نفسه واسرته والمسلمين اسره واحده ، فان يخص ابنته بخادمه لعل هذا على حساب فقراء المسلمين، قال لها:
((والله يا فاطمه لا اؤثرك على فقراء المسلمين ))
ثم ان النبي عليه الصلاه والسلام يقول في الحديث الصحيح الذي رواه الامام احمد والنسائي وابو داود:
((احق ما يكرم الرجل به ابنته او اخته ))
اكرام اهل الزوجه من اكرامها
اي ان اكرام الفتاه واكرام الاخت كما فسر العلماء هذا الحديث باكرام اهل زوجها، فالعلاقات الطيبه مع اهل الزوجه ، فقد تجد اسر كثيره لا يوجد اي علاقه بين اهل الزوج واهل الزوجه ، فبينهم عداوه ، و بغضاء، وهذه العداوه لا بد ان تنتقل الى الفتاه ، لذلك اكرام اهل الزوجه ، والعنايه بهم، والترحيب بهم، وزيارتهم، هذا من اكرام الفتاه .
فمن عنده بنت زوجها فان احد اكبر ابواب اكرامها اكرام اهل زوجها، يدعوهم، يزورهم، تستانس، احيانا لا ينتبه الانسان الى هذه النقطه ، الزوج يقسو على زوجته في شتم اهلها، وفي بيان نقائصهم، تتمزق الفتاه ، هم اهلها، امها وابوها، وزوجها يكرههم.
اخواننا الكرام، نصيحه لوجه الله، الزوج العاقل الذي يريد ولاء زوجته له احد اسباب ولاء الزوجه اكرام اهلها، لو لم تكن قانعا بمواقفهم، يوجد عندنا قاعده رائعه جدا، ” اد الذي عليك، واطلب من الله الذي لك “، فانت كن كاملا، هذه امها، وهذا ابوها، وهذا اخوها، فاذا اكرمتهم فاكرامهم ليس لهم، انما اكرامهم لزوجتك، فلذلك من اكرام الزوجه ان تكرم اهلها، يوجد ازواج و اصهار يحاسبون اهل زوجاتهم حسابا عسيرا، قناص للكلمات، كل غلطه بكفره ، هكذا ابوك قال لي، هذه لم تناسبني، لن ادخل الى بيته بعد الان، ولاتفه سبب، وضعوا الخبز، ولم يكن ساخنا، هذا اهمال، فيتخذ حجه واهيه جدا في الضيافه ، او في الزياره ، ويقطع العلاقه نهائيا، الزوج من عدم حكمته عندما قطع العلاقه مزق زوجته، الاب اب، والام ام، وغضب الزوج من اهل زوجته لا يحيل هذه العلاقه مقطوعه .
لذلك ايها الاخوه ان من اكرام المراه اكرام اهلها، اكرام اهلها اكراما لها، واكرام اهلها يعود خيره على الزوج، فتطمئن الزوجه ، اما الذي اظنه ان اسعد زوجه في الارض هي التي تشعر ان اهلها واهل زوجها على وفاق، ترتاح، لان هذا زوجها، وهؤلاء اهلها، ومن الصعب جدا ان تميل بجانب على جانب اخر.
من عقبات الفقر المفتعل: بذل الاموال الطائله في الولائم
الان العقبه الثالثه من عقبات الفقر المفتعل، بذل الاموال الطائله بمناسبه الولائم.
الحقيقه اني اشعر بوجود ظاهره الان ليست وسام فخر، البذخ والاسراف الشديد في ولائم الاعراس، وفي الاحتفالات، لدرجه ان نفقه عرس واحد، او عقد قران واحد مع الاسراف والتبذير، يكفي لتزويج عشره رجال، او مئه احيانا، ومره خمسمئه ، شاب يحتاجون اشد الحاجه الى غرفه تؤويهم، والى زوجه تكفيهم، فلا يجدون، وعرس واحد في فندق فخم تزيد نفقته على تزويج مئه شاب. ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين
لذلك اخواننا الكرام،( ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين)، اي ان انفاق الاموال كان تحضر الزهور بالطائره من هولندا، والثياب من فرنسا، والطعام من مكان كذا والعرس مختلط، ووزعت فيه الخمور، وجلبت الراقصات، وعلى بطاقه الدعوه : الطيبون للطيبات.
﴿ ولا تبذر تبذيرا * ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا﴾
( سوره الاسراء )
الان النبي عليه الصلاه والسلام يقول في الحديث الصحيح الذي اورده الترمذي يقول عليه الصلاه والسلام:
(( طعام اول يوم حق، وطعام يوم الثاني سنه ، وطعام يوم الثالث سمعه ، ومن سمع سمع الله به ))
فالنبي عليه الصلاه والسلام لا يريدنا ان ننزلق الى اطعام الطعام من اجل التفاخر، وليمه العرس سنه ، ان تدعو الناس الى طعام بمناسبه الزواج هذا سنه ، والان بعد الطعام الاحتفال، عقد قران تتلى فيه المدائح النبي e، تلقى كلمات توجيهيه ، يوزع نوع من الحلوى في الصيف، وفي الشتاء نوع اخر، فاطعام الطعام من السنه ، والاحتفال من السنه ، وانا افضل الف مره ان يكون هناك حفل عقد قران، اولا ما الفرق بين النكاح والسفاح ؟ النكاح اعلان، حينما تدعو مئتي رجل لحضور عقد قران، وتتلى في هذا العقد قصه المولد، وتتلى مدائح النبي عليه الصلاه والسلام، تلقى كلمات توجيهيه ، هذا اسمه اعلان، فالاعلان من لوازم النكاح، لكن من دون اسراف ولا مخيله ، والان في هناك تقليد والله انا اشجعه كثيرا، يوزع كتاب قيم، وما من بيت ما فيه مصحف بل فيه عشرون مصحفا، خمسين، مع انه اعظم الكتب على الاطلاق، لكن لما توزع مصحفا ما اضفت شيئا جديدا، البيت فيه مصاحف، لكنك اذا وزعت كتابا في الحديث الشريف، كتابا في الفقه، اسال اهل العلم في اختيار هذا الكتاب، احيانا كتاب قيم جدا، هذا الكتاب اذا وزع مع مضي الزمن تتشكل مكتبات اسلاميه في البيوت، الان تتشكل مكتبات كلها صحون، فلو وزع كتاب قيم بثمن الهديه تتشكل مكتبات في البيوت جميعا، شيء جميل جدا، وانا افضل اذا كان احب اخ ان يوزع كتابا يسال اهل العلم عن اي كتاب يشتري، كتابا في الادعيه ، كتابا في الاحاديث، كتابا بالفقه مختصر، كتابا ملخص احياء علوم الدين، الان له ملخصات جيده ، كتاب قيم جدا يوزع هديه .
وقد اعجبني جدا تقليدا اخر، فقد حضرت عقد قران لم يوزع شيء، العاده توزع الهديه مع بطاقه الدعوه ، والذين يدعون الى هذا العقد من اغنياء البلد، لم يوزعوا شيئا ففوجئت وقلت: لعل التوزيع في اثناء الحفل، وفي الحفل لم يوزعوا شيئا، لكن خطيبا قام يخطب وقال: “اصحاب الدعوه توقعوا ان يكون ثمن هذه الهدايا قريبا من سبعمئه الف ليره ، والحاضرون يبلغون الف شخص، وكل شخص هديته ثمنها سبعمئه ليره ، فالمبلغ سبعمئه الف، اودعت عند رجل موضع ثقه ، ليزوج بها الشباب المسلمين “.
حضرت اربع عقود مثل هذا العقد، المبلغ تسعمئه ، او الف، او مليون تقريبا كل عقد، هذا المبلغ هو ثمن الهدايا، رصد لتزويج الشباب المسلم، هذا ايضا تقليد، الى متى نحن نتباهى بهذه العلب، وهذه الصحون، ونشتريها من بلاد بعيده ، ويذهب ثمنها من انتاجنا ومن قوتنا ؟ اما ان تقدم كتابا يسهم في تشكيل مكتبه في بيوت المسلمين، او ان تسهم بتزويج شاب.
لذلك المتباريان، من هما المتباريان ؟ اللذان يصنعان الولائم للتباهي وللتنافس، المتباريان لا يجابان، ولا يؤكل طعامهما.
روى احد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم اولم على بعض نسائه، بمدين من شعير، ويروي لنا انس رضي الله عنه قصه وليمه اخرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: اقام النبي عليه الصلاه والسلام بين خيبر والمدينه ثلاثا يبني عليه لصفيه بنت حيي، فدعوت المسلمين الى وليمته، ما كان فيها الا خبزا ولحما.
انه طعام طيب، لكنه معقول، احيانا ترى شيئا يدمي القلب، اربعه اخماس الطعام القي في القمامه ، طعام نفيس جدا، وسمعت الان خبرا سارا، ان جمعيه تعمم على كل المحتفلين باعراسهم، واقامه الولائم في بيوتهم، او في بعض الصالات، يخبرونها، فتاتي عند انتهاء الوليمه ، فتاخذ كل ما على الطاولات، وباساليب جيده جدا توضع في اطباق، وفي اكياس محكمه ، وتوزع على بيوتات فقيره فورا.
مره حضرت دعوه عقد قران مع طعام عشاء، دهشت ان هذا الطعام كثير جدا، والضيوف لم ياكلوا خمسه، بقي في نفسي تساؤل، في اليوم التالي سالت احد المقربين من الداعي، قال لي كلمه والله اثلجت قلبي، قال لي: والله ما ضاع من هذا الطعام حبه رز، كل هذا الطعام وضع في علب، وفي اطباق، وذهب به الى بعض المياتم، واكل هؤلاء الايتام، اطيب الطعام، اسبوعا باكمله.
فاذا احب انسان ان يقيم وليمه ، وحفظ الباقي من الطعام في عنايه فائقه ، يوزع على بيوتات فقيره فلا مانع، بل هذا شيء جميل جدا، القصد ان تحفظ هذه النعمه ، دققوا في قول النبي عليه والسلام:
((يا عائشه ، اكرمي مجاوره نعم الله، فان النعمه اذا نفرت قلما تعود ))
والله ايها الاخوه ، اعرف اشخاصا كانوا يلقون الطعام في القمامه ، والله وصل بهم الفقر الى انهم ينقبوا في القمامه ، فاتلاف الطعام، القاء الطعام في القمامه ، الترفع عن بقايا الطعام هذا لا ينبغي.
﴿ وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ﴾
( سوره الاعراف: ايه ” 31 ” )
قال: ما اولم النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من نسائه ما اولم على زينب، اولم بشاه .
ويا ايها الاخوه ، لا زلنا في مبحث الفقر المصطنع الذي يضعه اولياء الفتيات امام خاطبي فتياتهم، بحيث تغدو هذه الطلبات تعجيزيه ، وبحيث تجعل الزواج شبه مستحيل، عندئذ ينحرف الشباب، كما هو موجود في واقعنا.
الموضوع الذي سناخذه في الدرس القادم موضوع مهم جدا، كيف ان اولياء الفتيات يكونون عقبه امام زواج فتياتهن ؟ وما حكم الشرع حينما يغدو الولي عقبه كاداء امام زواج الفتات ؟ كيف ان القاضي هو ولي من لا ولي له، او ولي من كان وليه متعنتا، موضوع دقيق جدا نحاول ان ناخذه في درس قادم ان شاء الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين

اعلان 3

 

السابق
اسماء حلوة للفيس مزخرفة
التالي
ترتيب محافظات مصر من حيث المساحة