النكاح في المنام
من راى انه عريس ولم ير امراته ولا عرفها ولا سميت ولا نسبت له الا انه سمي عريسا، فانه يموت او يقتل انسانا ويستدل على ذلك بالشواهد، فان هو عاين امراته او عرفها او سميت له، فانه بمنزله التزويج.
ومن راى انه تزوج اصاب سلطانا بقدر المراه وفضلها وخطرها ومعنى اسمها وجمالها ان عرف لها اسما او نسب.
وان راى انه طلق امراته، فانه يعزل عن سلطانه الا ان يكون له نساء حرائر واماء، فانه نقصان شيء من سلطانه.
وان راى بعض ابناء الدنيا انه ينكح زانيه اصاب دنيا حراما.
وجميع النكاح في المنام اذا احتلم صاحبه فوجب عليه الغسل فليس برؤيا.
وان راى رجل انه ياتي امراه معروفه ، فان اهل بيتها يصيبون خيرا في دنياهم.
وان راى انه لم يغشاها ولكن نال منها بعض اللمم، فان غنى اهل بيتها يكون دون ذلك لان الغشيان افضل وابلغ.
وان راى او رؤي له انه ينكح امه او اخته او ذات الرحم، فان ذلك لا يراه الا قاطع لرحمه مقصر في حقهم فهو يصل رحمه ويراجع.
وان راى ان امراته متصنعه مضطجعه معه فوق ما هي في هيئتها ومخالفه لذلك، فانها سنه مخصبه تاتي عليه ويعرف وجه ما يناله منها، فان كانت امراه مجهوله فهو اقوى ولكن لا يعرف صاحبها وجه ما يناله من السنه .
وان راى انه ولد له غلام اصابه هم شديد، فان ولد له جاريه اصاب خيرا، وكذلك شراء الغلام والجاريه .
ولو رات امراه لها زوج انها تزوجت باخر اصابت خيرا وفضلا، واما ان تزوجت المراه زوجا غير زوجها في المنام، فانه نفع يدخل عليها او على اهل بيتها او زوجها من شريك يشاركه او ولد يعاونه او صانع يخدمه ويعمل له، واما من نكح امراته في المنام، فانه يظفر بما يحاوله في امور صناعته.
وان راى الرجل المتزوج انه تزوج باخرى اصاب سلطانا، ولو تزوج بعشر كان ذلك له صالحا، كل ذلك اذا عاين امراته او سميت له او عرفها، وكذلك المراه اذا تزوجت برجل مجهول ولم تعاينه ولا عرفته ولا سمي لها، فانها تموت.
ومن راى انه يدخل على حرم المملوك او يضاجعهن، فانها حرمه تكون له باولئك الملوك ان كان في الرؤيا ما يدل على بر وخير والا فانه يغتاب تلك الحرم.
وقال القيرواني: اما عقد النكاح للمراه المجهوله اذا كان العاقد مريضا مات، وان كان مفيقا عقد عقدا على سلطان او شهد شهاده على مقتول لان المراه سلطان والوطء كالقتل والذكر كالخنجر والرمح سيما الافتضاض الذي فيه جريان الدم عن الفعل، وان كانت معروفه او نسبت له او كان ابوها شيخا، فانه يعقد وجها من الدنيا اما دارا او عبدا او حانوتا او يشتري سلعه او ينعقد له من المال ما تقر به عينه، وان تاجل وقته حتى يدخل بالزوجه وينال منها حاجته فيتعجل ما قد تاجل.
ورؤيا المضاجعه في الفراش الواحد واللحاف الواحد والمخالطه تجري مجرى النكاح والقبله .
وان راى كانه تزوج باربعه نسوه يستفيد مزيدا من الخير لقوله تعالى ” فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع “.
وان راى كانه تزوج امراته رجل اخر وذهب بها اليه، فانه يزول ملكه ان كان من الملوك وتبطل تجارته ان كان من التجار.
وان راى انه زوج امراته لرجل وذهب بذلك الرجل الى امراته، فانه يصيب تجاره رابحه زائده ، والعرس لمن يتخذه مصيبه ولمن يدعى اليه سرور وفرح اذا لم ير طعاما.
وحكي ان رجلا اتى ابن سيرين فذكر له انه ينكح امه، فلما فرغ منها نكح اخته وكان يمينه قطعت، فكتب ابن سيرين جوابه في رقعه حياء من ان يكلم الرجل بذلك، فقال: هذا عاق قاطع للرحم بخيل بالمعروف مسيء الى والدته واخته.
ومن راى كان الخليفه نكحه، نال ولايه ، وان نكحه رجل من عرض الناس اصاب فرجا من الهموم وشفاء من الامراض.
ومن راى كان شيخا مجهولا ينكح امراته، فانه ينال ربحا وزياده ، فان الشيخ جده، فان نكحها شاب، فان عدوا له يخدمه ويحثه على الظلم وسوء المعامله ، والمنكوح اذا كان محبوسا فرج عنه.
ومن راى كانه ينكح امه الميته في قبرها، فانه يموت لقوله تعالى ” منها خلقناكم وفيها نعيدكم “.
ومن راى كانه نكح جاريه نال خيرا.
وان راى انه ينكح امراه على غير وجه الاباحه ، فانه يطلب امرا من غير وجهه ولا ينتفع به.
وان راى الرجل كانه ينكح عبده او امته نال زياده في ماله وفرحا بما ملكه.
وان راى كان عبده يجامعه، فان عبده يستخف به، وقيل من راى كانه طلق زوجته استغنى لقوله تعالى ” وان يتفرقا يغن الله كلا من سعته “. وقيل ان هذه الرؤيا تدل على ان صاحبها يفارق ملكا كان يصحبه، فان النساء ذات كيد كالملوك والطلاق فراق، وقيل ان طلاق المراه للوالي عزله وللصانع ترك حرفته، فان طلقها رجعيه ، فانه يرجع الى شغله.
ورؤيا الوطء يدال على بلوغ المراد مما يطلبه الانسان او هو فيه او يرجوه من دين او دنيا كالسفر والحرث والدخول على السلطان والركوب في السفن وطلب الضال لان الوطء لذه .
ورؤيا افتضاض البكر العذراء يدل على معالجه الامور الصعاب كلقيا بعض السلاطين كالحرب والجلاد وافتتاح البلدان وحفر المطامير والابار وطلب الكنوز والدواوين والبحث عن العلوم الصعاب والحكمه المخفيه والدخول في سائر الامور الضيقه ، فان فتح واولج في منامه نجح في مطلوبه في يقظته، وان انكسر ذكره او حفي راسه واتته شهوته دون ان يولجه ضربه جده او ضعفت حيلته او استماله هواه عما اراد، او بذل له مال عما طلبه حتى تركه على قدر المطالب في اليقظه .
ومن راى انه غيور، فانه حريص.
واما نكاح المحرمات: فان وطاه اياهن صلات من بعد اياس وهبات في الام خاصه من بعد قطيعه لرجوعه الى المكان الذي خرج منه بالنفقه والاقبال من بعد الصد الا ان يطاهن في اشهر الحج او يكون في الرؤيا ما يدل عليه، فانه يطا بقدمه الارض الحرام ويبلغ منها مراده، وان كانت قد تمت لذته وتكون نطفته ماله الذي ينفقه في ذلك المكان الطيب الذي لا يمله طالب، وان رجع منه طالبته نفسه بالعوده اليه، ومن احرز في يده شيئا من نطفه او راها في ثوبه نال مالا من ولد او غيره.
واما مناكحه الميت: فان المفعول به ينال من الفاعل خيرا، فاما الحي فلعله ينال من ميراثه او من احد من اهل بيته او عقبه، واما الميت فلعل الحي يتصدق عنده او يصل اهله او يترحم عليه، وان كانت المنكوحه الميته مجهوله ، فانه يحيا له امر ميت يطلبه اما ارض خربه يعمرها او بئر مهدومه يحفرها او ارض ميته يحرثها او مطلب ميت يحييه بالطلب ووجود البيئه والانصار الا ان يضعف ذكره عند المجامعه او يكسل عند الشهوه ، فانه يحاول ذلك ويعجز عنه.
وان راى انه ينكح ذا حرمه من الموتى، فان الفاعل يصل المفعول به بخير من صدقه او نسك او دعاء.
وان راى ميتا معروفا ينكح حيا وصل الى الحي المنكوح خير من تركه الميت او من وارثه او عقبه من علم او غيره، والقبله بعكس ذلك لان الفاعل فيها يصيب خيرا من المفعول به ويقبله.
وان راى انه ينكح ميتا معروفا، فان المفعول به يصيب من الفاعل خيرا من دعاء او صله .
ومن راى انه تزوج بامراه ميته ودخل بها، فانه يظفر بامر ميت يحتاله وهو في الامور بقدر جمال تلك المراه ، فان لم يكن دخل بها ولا غشيها، فان ظفره بذلك الامر يكون دون ما لو دخل بها.
ولو رات امراه ان رجلا ميتا تزوجها ودخل بها في دارها او عندها، فان ذلك نقصان في مالها وتغير حالها وتفريق امرها، فان كان دخل بها الميت في دار الميت فهي مجهوله ، فانها تموت، وان كانت الدار معروفه للميت فهي على ما وصفت نقصان في مالها، وقيل لو رات امراه ان ميتا نكحها، فانها تصيب خيرا من موضع لا ترجوه كما ان الميت لا يرجى، وكذلك نكاح الرجل الميت، ومن نكح امراه في دبرها حاول امرا من غير وجهه.
ولو رات امراه ان زوجها الميت ينكحها فان كانت مريضه او كان عندها مريض لحقه واتصل به والا كان ذلك شتاتا في بيتها او عله في جسمها الا ان يكون مع ذلك ما يدل على الصلاح مثل ان يقول لها اني لست بميت او ترى انه مع ذلك قد دفع اليها تبنا او وهبها شعيرا، فانه خير يحيا لها لم تكن ترجوه او قد يئست من ميراثه او عقبه او من زوج ان كانت ارمله او من غائب يقدم عليه ان كان لها غائب.
واما نكاح الانعام: المعروفه منها دليل على الاحسان الى من لا يراه او النفقه في غير الصواب ان كانت مجهوله ظفر بمن تدل عليه تلك الدابه من حبيب او عدو وياتي في ذلك ما لا يحل له منه، فان كانت الدابه هي التي نكحته كان هو المغلوب المقهور الا ان يكون عند ذلك غير مستوحش ولا كان من الدابه او السبع وشبهه اليه مكروه، فانه ينال خيرا من عدوه او ممن لم يكن يرجوه، وقد يدل ذلك على وطء المحرمات من الاناث والذكران اذا كان مع ذلك شاهد يقويه.
وان راى انه ينكح بهيمه معروفه ، فانه يصل بخيره من لا حق له في تلك الصله ولم يؤجر على ذلك، فان كانت البهيمه مجهوله ، فانه يظفر بعدو له في نفسه وياتي في ظفره به ما لا يحل له ولا استحق العدو ذلك منه، وكذلك لو كان ما ينكح غير البهيمه من الطير والسباع ما خلا الانسان.
واما الوطء في الدبر، فانه يطلب امرا عسيرا من غير وجهه ولعله لا يتم له ويذهب فيه ماله ونفقته ويتلاشى عنده عمله لان الدبر لا تتم فيه نطفه ولا تعود منه فائده كما يعود من الفرج.
والزنى: من راى كانه زنى، فانه يخون، وقيل يرزق الحج، وقيل ان الزنا بامراه رجل معروف طلب مال ذلك الرجل وطمع فيه، والزاني بامراه شابه واضع ماله في امر محكم غير مضيع له، وان اقيم الحد على هذا الزاني دل على استفاده فقه وعلم في الدين ان كان من اهل العلم وعلى قوه الولايه وزيادتها ان كان واليا.
ومن راى انه يجمع بين زان وزانيه ولا يرى الزانيه ، فانه رجل دلال يعرض متاعا ويتعذر عليه.
ورؤيه الحيض: يدل للحامل على غلام.
وان راى الرجل انه حائض وطىء مالا يحل وطؤه واتى محرما.
وان راى انه نكح امراته وهي معرضه عنه فربما الثابت عليه دنياه، وان راها حاضت كسدت صناعته.
ومن راى ان امراته حائض انغلق عليه امره، فان ظهرت انفتح عليه ذلك الامر، فان جامعها عند ذلك تيسر امره.
واما الجنابه : فمن راى انه جنب اختلط عليه امره، فان اغتسل ولبس ثوبه خرج من ذلك، وكذلك المراه .
واما القبله : للشهوه ، فانها تجري مجرى النكاح ولغير الشهوه ، فان الفاعل يقبل على المفعول ويقصد اليه بمجيئه او بسؤال وحاجه فينالها ان كان قد امكنه منها او تبسم له ولم يدفعه عنها ولا انكر فعله ذلك عليه.
واما النظر الى الفرج: فمن راى كانه نظر الى فرج امراته او غيرها من النساء نظر شهوه او مسه، فانه يتجر تجاره مكروهه .
وان راى انه نظر الى امراه عريانه من غير علمها، فانه يقع في خطا وزلل.
واما تشبه المراه بالرجل: فان رات المراه كان عليها كسوه الرجال وهيئتهم، فان حالها يحسن اذا كان ذلك غير مجاوز للقدر، فان كانت الثياب مجاوزه للقدر، فان حالها يتغير مع خوف وحزن.
وان رات كانها تحولت رجلا كان صلاحها لزوجها.
واما التخنث: فمن راى كانه مخنث اصاب هولا وغما.