الوجه المشرق للحضارة الغربية

يقع كثير من المثقفين بالخطا ويغلب عليهم الوهم، حين يعتقدون ان المستوى المعيشي لامه من الامم هو نتاج حضاره معينه ، كما يعتقد اخرون ان استنهاض الامه نحو الافضل انما يتحقق بتكريس قاعده (التقليد) للمجتمعات التي نجحت في الوصول بانسانيتها الى اعلى مراتب الرفاهيه والتطور.
والواقع ان هذا مجانب للحقيقه ، والمنطق الطبيعي للتطور، فليس هناك حضاره على وجه الارض قامت على اساس الخلط العشوائي لان هذا النهج غير خاضع الى معادلات التفاعل وضوابط الحضاره .
لذلك قام زعماء النهضه في اوروبا بتطبيق منهجهم الذي يتلخص بتطويع ناصيه التكنولوجيا وامتلاك مقدرات الاقلاع الحضاري.
ان الوجه المشرق للحضاره لا يمكن تحقيقه الا ببناء مؤسسات الحضاره ، والاقتباس القائم على اساس المنطق من الحضارات المجاوره ، او تلك التي يتم اقتباسها عن طريق الاحتكاك سواء بتبادل المنافع التجاريه او العلميه .
فاذا رجعنا الى الوراء وتعمقنا بدراسه الحضاره الاوروبيه التي يمكن القول ان جذورها عربيه واسلاميه فالعرب يعتبرون رواد في هذا المجال، فهجرتهم الى امريكا، ومختلف البلدان الاوروبيه يعود الى الحرب العالميه الاولى، وكم من مؤسسه اوروبيه سجلت انجازات ضخمه في ظل مهاجرين عرب، وكم من اختراع وعمل فني احدث ضجه عالميه وكان وراءه خبير عربي فلو اخذنا على سبيل المثال عندما عبرت حضاره المسلمين الى اوروبا من خلال بلاد الشام والاندلس اثناء الحروب الصليبيه ، وكان للتجار المسلمين دور فاعل في التاثير على الحضاره الغربيه ، ويمكننا تلمس هذا التاثير من الكلمات الانجليزيه ذات الاصل العربي مثل كلمه الله (Allah) كيمياء (Chemistry) المناخ (Almanac) الجبر (Algebre) البرسيم (Berseem) جمل (Camel) قطن (Cotton) اللون القرمزي (Crimson) قهوه (Coffee) معجون (Majoon) مطرحه (Mattress) ريال (Rial) زعفران (Saffron) ريح السموم (Simoom) الكحول (Alcohol) سكر (Sugar)…. الخ.

فتراكم التجارب مع تحديد قاعده الانطلاق والاصرار المتواصل بوعي على دعم الثقه بقواعد الحضاره الى جانب غربله التجارب المتنوعه وحسن الاستفاده من تجارب الاخرين هو الطريق الراشد لتحقيق الوثبه الحضاريه .

ان الامه العربيه والاسلاميه في ايامنا الحاضره مطالبه بالحاح اكثر من اي وقت مضى بان تستوعب هذه الحقيقه وتعمل على تجاوز العقبات التي تحول دون بروز امتنا على المسرح العالمي في المجال العلمي والطبي والاقتصادي.