افضل مقالات مفيدة بالصور مواضيع جميلة

اوتيتم من العلم الا قليلا کم بدون علم

اوتيتم من العلم الا قليلا کم بدون علم 20161011 271

اوتيتم من العلم الا قليلا کم بدون علم 20161011 271

اوتيتم من العلم الا قليلا کم بدون علم

لعلم من الادوات المهمه التي اعطاها الله للانسان ليرقى بها في الدنيا, وليتعرف بها على ربه وخالقه فيرقى بها في الاخره , وللعلم مناحي كثيره فهناك العلوم الغيبيه التي تاتى بها الرسالات السماويه و التي تتكلم عن اسماء وصفات الخالق العظيم وصفات الملائكه والجن والروح والجنه والنار والحساب وما شابه ذلك. وهناك العلوم الكونيه التي تختص بالارض والشمس والكواكب والنجوم والاجرام السماويه وخواص الماده والضوء والصوت وما شابه ذلك ويمكن معرفه الكثير منها بالحسابات المعروفه وقوانين الطاقه والماده وهناك العلوم الانسانيه والفلسفه والمنطق, و غيرها الكثير.

ولقد شهدت الاونه الاخيره تطورا هائلا فى العلوم بعد التطور الهائل في سبل الاتصال وبعد وضع الكثير من المعلومات على شبكه الانترنت فمع كل يوم جديد يضاف الى هذه الشبكه الاف المعلومات ويتم مناقشه الاف الرسائل في الجامعات من الماجستير والدكتوراه واذا اضافت كل رساله معلومه واحده للبشريه فان كم المعلومات التراكمي للانسان يصبح هائلا.

اعلان 3

ويوجد الان مصدران معتمدان للنشر العالمي الجيد وهما:

(1) قاعده بيانات SCOPUS

(2) قاعده بيانات ISI

وتعتمد بيانات كل منهما على مصادر المعلومات المتاحه لكل منهما عن طريق الابحاث العالميه المنشوره في المجلات العالميه المتميزه . و تقدر قيمه الابحاث العلميه المتميزه بعدد مرات رجوع الباحثين اليها والاستزاده من تلك المعلومات.

وقد سجلت قاعده بيانات SCOPUS عدد 2946 بحثا متميزا في عام 2000 بينما ازداد العدد الى 5545 في عام 2008 بينما ارتفع الى 77651 بحثا في عام 2009. وبينما كانت عدد الدول المشتركه في شبكه المعلومات الدوليه قليلا وقت انشائها فانه قد ارتفع ليصل الى 233 دوله تضيف رصيدها العلمي اليومي اليها في زياده مضطرده . بل ان الدول تتباهى باستعمال رصد المؤشر H-index في قائمه النشر للابحاث العلميه المتميزه وتتصدر ذلك الولايات المتحده بمؤشر قيمته 891 درجه (مما يعنى 3652547 بحثا متميزا) تليها انجلترا بمؤشر قيمته 538 درجه بينما القيمه البحثيه لمصر 76 درجه (مما يعنى ان مصر هي الخمسين على مستوى العالم في البحث العلمي).

و بعد كل ما سبق نقرا في كتاب ربنا حتى يومنا هذا و الي قيام الساعه “وما اوتيتم من العلم الا قليلا” 85 الاسراء, و قد نزلت هذه الايه منذ اكثر من 14 قرنا من الزمان في وقت كان العلم بالفعل قليل, فلم يكن بمقدور احد ان يعترض علي ان علمه و علم اهل زمانه كلهم قليل, و بمضي الزمان حتى وصلنا الي زماننا الحالي الذي اتسع فيه العلم و تشعبت فروعه, و تراكمت ابحاثه في كل المجالات التي خطرت و التي لم تخطر علي البال, فجاب الانسان معظم الارض دراسه و تعميرا, و دخل في اعماقها و غاص في بحارها, و انطلق في الفضاء و صار ياتي بالعلم من علي بعد مليارات السنوات الضوئيه , فتراكمت المعارف بشكل مذهل يفوق قدرات العقل البشري علي التصور, فكان لابد من سؤال هام, هل مازال العلم قليلا في زماننا حتى يخاطبنا الله بقوله “وما اوتيتم من العلم الا قليلا” 85 الاسراء.

يقول الطبري في تفسيره بان هناك خلاف حول المخاطبين بهذه الايه , فهناك من يقول بان الايه تخاطب اهل زمان النبي صلي الله عليه و سلم فقط, و هناك من يقول بانها عامه لكل زمان, و هو ما انتصر له الطبري و غيره الكثير من المفسرين لان خطاب العموم (و ما اوتيتم) في الايه واضح انه لكل زمان.
يقول ابن كثير في تفسيره لهذا الايه الكريمه (اي وما اطلعتم عليه من علم الا على القليل فانه لا يحيط احد بشيء من علمه الا بما شاء تبارك وتعالى والمعنى ان علمكم في علم الله قليل). وفى قصه موسى عليه السلام والخضر عليه السلام (ان الخضر نظر الى عصفور على حافه السفينه فنقر فى البحر نقره اي شرب منه بمنقاره فقال يا موسى ما علمي وعلمك وعلم الخلائق فى علم الله الا كما اخذ هذا العصفور من البحر).

و من الملفت للنظر ان الله خاطب عموم البشر فقال (و ما اوتيتم من العلم) و لم يخاطب الفرد فيقول (و ما اوتيت من العلم) مع انها قد تكون صحيحه في كل زمان الي قيام الساعه , لان علم اي انسان بمفرده مهما بلغ قليل الي علوم الاخرين, و لا يساوي حتى ما يشربه عصفور من النهر!, و يكفي ان تنظر الي مكتبه بيتك لتتحقق من قولي, فلو كنت تملك غرفه مليئه بالكتب فسوف تشعر امامها بالعجز العلمي, فكل هذا علم انت لا تعرف منه الا القليل, و ليس امامك في العمر الكثير لتعرفه و مهما طال الاجل فهو قصير, و مكتبتك هذه مكتبه صغيره اذا قورنت بالمكتبات العامه , و لذا فمهما عرفت من اي علم فهو ضئيل. ولما سئل العالم الانجليزي الكبير نيوتن عن مدى علمه فقال (مثل ظلطه ملونه على شاطئ المحيط). ولما سئل العالم الالماني اينشتاين قال (ان علمه لا يعدو ان يكون طابع بريد الصقوه في مسله فرعونيه ), ولما سئل الفيلسوف الفارسي السعدي قال (لا تنظر الى الشمس يكفي انك تعيش على القليل من نورها.. فما بالك بنور الله!).

فما بالك ايها الانسان لو جمعت علوم الاولين و الاخرين, و قال لك رب العالمين “وما اوتيتم من العلم الا قليلا”

فالله سبحانه وتعالى يعطى من العلم من يشاء بالقدر الذي يشاء في الوقت الذي يشاء. والاعجاز العلمي في هذه الايه الكريمه ان العلم الهائل الذي تم تحصيله الى اليوم كان غائبا عن الناس سابقا وان العلم كلما ازداد كلما كان ذلك اعترافا بالنقص في العلم البشرى قبل اكتشافه, وان هذا النقص سيستمر الى قيام الساعه , و العلم كلما تقدم اثبت لاهله بان الجهل في زياده مستمره بدرجه تفوق العلم الذي وصلوا اليه, فكل معلومه نكتسبها تطرح علي العقول العديد من الاسئله التي تحتاج الي بحوث علميه تستغرق سنوات و ربما وصلنا الي اجابه و ربما لم نصل, فيكون الذي نحصله من العلوم باستمرار اقل مما هو مطروح من اسئله تحتاج الي اجوبه , و لهذا يقول جوي بول (معلوماتنا كقطر في دائره ، فكلما اتسع القطر يتسع المحيط اضعافا، لعل الاجيال القادمه تستطيع ان تتقدم في اعمالها العلميه وتكتشف اسرارا جديده عن الكائنات، لكنه من المؤسف جدا فينبغي ان نقاوم غرورنا ونعترف باننا لا نعلم شيئا عن اسرار الخلقه وعن سر الوجود، فرموز الحياه والموت وفلسفه الخلق واشياء كثيره اخرى الغاز قد لا يكشف عنها العلم في القريب العاجل).

و هذه الايه اتت في سياق الكلام عن الروح التي نحيا بها “ويسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا”, و منذ عهد النبي صلي الله عليه و سلم و معرفه كنه الروح و اسرارها امل يراود الكثير من العلماء, و مع ذلك فقد ظلت حتى يومنا هذا غيب لا ندرك حقيقته بكل ما اوتينا من علم, و لا نعرف عنها الا اثرها من الاحياء و الاماته . و اذا تركنا الروح و انطلقنا في عالم الجسد نجد الجهل الفاضح في كل الاتجاهات فكم من مرض عجز الطب عن شفائه, و فهم كيفيه حدوثه, و امام القلب و العقل و النفس يقف العلم حائرا لم يصل الي الشيء الكثير في مجال كشف وفهم الطريقه التي يؤدى بها كل منهم عمله، و كيف يحدث ربط بينهم بحيث يكون الانسان وحده متكامله لا خلل فيها, فالامور التي لم يتوصل الطب الي ادراكها اكثر من تلك التي تم التوصل اليها حتى وقتنا هذا.

و اذا سالنا كيف تحول تراب الارض الي هذا الانسان المبدع و ما حوله من كائنات حيه مسخره لاجله, لوجدت جهلا اكبر لا شفاء له الا في وحي رب العالمين الي رسله و انبيائه الكرام.

و اذا سالنا عن احصاء دقيق لكل الكائنات الحيه التي تعيش علي الارض و تحت التراب, و في الجو و البحار و الانهار و المحيطات, و لو سالت عن كل كائن و تفصيل معيشته و كيف يرزقه رب العالمين, و لو سالت عن عدد قطرات المطر و حبات الرمال في الصحراء و اوراق الاشجار و الازهار و عن الانفس متى تولد و متى تموت, و ما يحدث لها بين المولد و الاماته , و غيرها الكثير من الاسئله التي لا تجد مجيب, و لو وجدت مجيب لما اجابك الا بالقليل, و صدق الله اذ يقول {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقه الا يعلمها ولا حبه في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين }الانعام59.

و اذا تركنا الانسان بارضه و توجهنا الي فضاء كونه نري ابعادا لا يحصيها العلم تثبت انه كلما تقدم العلم وتطورت الاكتشافات الكونيه ادرك العلماء ضعفهم وعجزهم امام عظمه الكون، وادركوا جهلهم باسراره وعجائبه, فعلماء الكون يعترفون بان علمهم محدود فما وصلوا اليه من تقدم لم يكشف اكثر من 5% من اسرار هذا الكون العجيب, فهناك كواكب و مجرات كثيره لم يكتشفها الانسان، و لم يصل العلم بعد الي حواف الكون المنظور, فكيف بما وراءه من عوالم و اكوان, و سكان لا يعلمهم الا رب العالمين, و العلم لا يقدم لنا حول نشاه الكون ومن خلق الوجود ولماذا خلق الكون وهل توجد كائنات حيه اخرى؟ الا العديد من الاسئله التي لا تجد اجابات.

  • ان اعتراف العلماء بقله معلوماتهم عن الكون رغم التطور الهائل الذي شهده العصر الحديث، يعني ان الله تبارك وتعالى لا يسمح لاحد من خلقه ان يحيط بشيء من العلم الا باذنه، ولذلك قال تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء) 255 البقره , ومهما تطور العلم سيبقى علم العلماء محدودا وقليلا، فينبغي علي كل انسان ان يعترف بجهله، وان لا يكابر في دعوى العلم لانه غايه الجهل كما قال امير المؤمنين علي رضي الله عنه (من ادعى من العلم غايته فقد اظهر من جهله نهايته), فالاعترف بالجهل هو بدايه طريق العلم, حتى تحصل على ما تجهله، وتدرك ما لم تعرفه ، و تذكر دوما قول الله تعالى ( ويسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا ) 85 الاسراء, حتى تعرف الحجم الطبيعي لعلومنا امام علم الله المحيط الشامل الذي قال عن نفسه {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما } الطلاق12, و قال ايضا{ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم واحاط بما لديهم واحصى كل شيء عددا} الجن28.
السابق
بالصور ملابس الاطفال
التالي
الطعميه السوريه