مواضيع عامة مفيدة جميلة بالصور

بحث حول اللاشعور

بحث حول اللاشعور 20161022 1057

بحث حول اللاشعور

بحث حول اللاشعور 20161022 1057

بحث: مفصل حول الشعور واللاشعور ..
هل كل مالا نفهمه عن طريق الشعور يمكن فهمه برده الى اللاشعور ؟

طرح المشكله : كان الاعتقاد السائد عن الحياه النفسيه انها شعوريه ، حيث يمكن عن طريق الشعور فهم وتفسير كل فاعليات النفس . لكن ماهو ملاحظ انه قد تصدر سلوكات تفلت من مراقبه الشعور ، ولا يستطيع من ثم تفسيرها ، الامر الذي ادى بالبعض الى افتراض وجود اللاشعور ، والقول انه يمكننا من فهم وتفسير ما يعجز الشعور عن تفسيره ؛ فهل فعلا يمكن ان نفهم باللاشعور مالا نستطيع همه عن طريق الشعور ؟

اعلان 3

محاوله حل المشكله :
1-ا- يرى البعض ، ان الحياه النفسيه قائمه على الشعور وحده ، وهو الاساس الذي تقوم عليه ، فيكفي ان يحلل المرء شعوره ليتعرف بشكل واضح جلي على كل ما يحدث في ذاته من احوال وخبرات نفسيه وكل ما يقوم به من افعال وسلوكات ، فالشعور هو اساس الحياه النفسيه ، وهو الاداه الوحيده لمعرفتها ، وان الشعور والنفس مترادفان ، ومن ثم فكل نشاط نفسي شعوري ، وما لا نشعر به فهو ليس من انفسنا ، ولعل من ابرز المدافعين عن هذا الراي الفيلسوفان الفرنسيان ” ديكارت ” الذي يرى انه : « لا توجد حياه اخرى خارج النفس الا الحياه الفيزيولوجيه » ، وكذلك ” مين دو بيران ” الذي يؤكد على انه : « لا توجد واقعه يمكن القول عنها انها معلومه دون الشعور بها » . وهذا يعني ان معرفه المرء لذاته واحواله يتوقف على الشعور ولا وجود لما يسمى ب” اللاشعور ” .

1- ب- وما يثبت ذلك ، ما يعتمده انصار هذا الموقف من حجه مستمده – اولا – من ” كوجيتو ديكارت ” القائل : « انا افكر ، اذن انا موجود » ، وهذا يعني ان الفكر دليل الوجود ، وان النفس البشريه لا تنقطع عن التفكير الا اذا انعم وجودها ، وان كل ما يحدث في الذات قابل للمعرفه ، والشعور قابل للمعرفه فهو موجود ، اما اللاشعور فهو غير قابل للمعرفه ومن ثم فهو غير موجود .
اذن لا وجود لحياه نفسيه لا نشعر بها ، فلا نستطيع ان نقول عن الانسان السوي انه يشعر ببعض الاحوال ولا يشعر باخرى مادامت الديمومه والاستمراريه من خصائص الشعور .
ثم ان القول بوجود نشاط نفسي لا نشعر به معناه وجود اللاشعور ، وهذا يتناقض مع حقيقه النفس القائمه على الشعور بها ، ولا يمكن الجمع بين النقيضين الشعور واللاشعور في نفس واحده ، بحيث لا يمكن تصور عقل لا يعقل ونفس لا تشعر .
واخيرا ، لو كان اللاشعور موجودا لكان قابلا للملاحظه ، لكننا لا نستطيع ملاحظته داخليا عن طريق الشعور ، لاننا لا نشعر به ، ولا ملاحظته خارجيا لانه نفسي ، وماهو نفسي باطني وذاتي . وهذا يعني ان اللاشعور غير موجود ، وماهو موجود نقيضه وهو الشعور .

1-ج- ولكن اذا كان صحيح ان كل ماهو شعوري نفسي ، فليس بالضروره ان كل ماهو نفسي شعوري ؛ بدليل ما تثبته التجربه من صدور بعض سلوكات التي لا يستطيع الشعور تفسيرها ، وهذا معناه ان التسليم بان الشعور هو اساس الحياه النفسيه وهو الاداه الوحيده لمعرفتها ، جعل جزء من السلوك الانساني مبهما ومجهول الاسباب ، وفي ذلك تعطيل لمبدا السببيه ، الذي هو اساس الذي تقوم عليه العلوم .
كما ان الملاحظه ليست دليلا على وجود الاشياء ، حيث يمكن ان نستدل على وجود الشئ من خلال اثاره ، فلا احد يستطيع ملاحظه الجاذبيه او التيار الكهربائي ، ورغم ذلك فاثارهما تجعلنا لا ننكر وجودهما .

2- ا – بخلاف ما سبق ، يذهب الكثير من انصار علم النفس المعاصر ، ان الشعور وحده ليس كاف لمعرفه كل خبايا النفس ومكنوناتها ، كون الحياه النفسيه ليست شعوريه فقط ، لذلك فالانسان لا يستطيع – في جميع الاحوال – ان يعي ويدرك اسباب سلوكه . ومادام الشعور لا يستطيع ان يشمل كل ما يجري في الحياه النفسيه ، فهذا يعني وجود نشاط نفسي غير مشعور به ، الامر الذي يدعو الى افتراض جانبا اخر من الحياه النفسيه هو ” اللاشعور ” ، ولقد دافع عن ذلك طبيب الاعصاب النمساوي ومؤسس مدرسه التحليل النفسي ” سيغموند فرويد ” الذي يرى ان : « اللاشعور فرضيه لازمه ومشروعه .. مع وجود الادله التي تثبت وجود اللاشعور » . وعليه فالشعور ليس هو النفس كلها ، بل هناك جزء هام لا نتفطن – عاده – الى وجوده رغم تاثيره المباشر على سلوكاتنا وافكارنا وانفعالاتنا ..

2 – ب- وما يؤكد ذلك ، ان معطيات الشعور ناقصه ولا يمكنه ان يعطي لنا معرفه كافيه لكل ما يجري في حياتنا النفسيه ، بحيث لا نستطيع من خلاله ان نعرف الكثير من اسباب المظاهرالسلوكيه كالاحلام والنسيان وهفوات اللسان وزلات الاقلام .. فتلك المظاهر اللاشعوريه لا يمكن معرفتها بمنهج الاستبطان ( التامل الباطني ) القائم على الشعور ، بل نستدل على وجودها من خلال اثارها على السلوك . ومن الحجج التي تثبت وجود اللاشعور وفعاليته في توجيه الحياه النفسيه نذكر :
– هفوات اللسان وزلات الاقلام : ان الناس – في حياتهم اليوميه – قد يقومون بافعال مخالفه لنواياهم ومقاصدهم ، تظهر في شكل هفوات وزلات تصدر عن السنتهم واقلامهم تغير المعنى باكمله ، وهذه الهفوات والزلات لها دلاله نفسيه لاشعوريه كالنفور والكره والغيره والحقد .. وليست كلها صادره عن سهو او غفله كما يعتقد البعض .
– الاحلام : يعتبر الحلم مناسبه لظهور الميول والرغبات المكبوته في اللاشعور في صور رمزيه ، فالحلم – بالنسبه لفرويد – نشاط نفسي ذو دلاله لا شعوريه يكشف عن متاعب وصراعات نفسيه يعانيها النائم تحت تاثير ميولاته ورغباته ، فيتم تحقيقها بطريقه وهميه .
– النسيان : عندما يفشل الانسان في تحقيق رغبه او تقترن الذكرى عنده بحادث مؤلم ، فانه يلجا الى كبت تلك الرغبه او الذكرى في اللاشعور ، ويتهرب من ذكرها او تذكرها ، فتصبح بالنسبه اليه منسيه مجهوله ، لكنها تبقى تؤثر في سلوكه .
– الحيل : وهي كثيره كحيله التعويض ، اي تعويض الشعور بالنقص ، كالشخص القصير الذي يلبس الاحذيه ذات الكعب العالي . وحيله النكوص ، وهي رجوع الشخص سلوكيا للوراء ، كالكبير الذي يلعب مع الصغار تحقيقا للرغبه او بحثا عن لذه ….
– كما اثبت الطب النفسي ان الكثير من الامراض والعقد والاضطرابات النفسيه يمكن علاجها بالرجوع الى الخبرات والاحداث ( كالصدمات والرغبات والغرائز .. ) المكبوته في اللاشعور.

2- ج- لا شك ان مدرسه التحليل النفسي قد ابانت فعاليه اللاشعور في الحياه النفسيه ، لكن اللاشعور يبقى مجرد فرضيه قد تصلح لتفسير بعض السلوكات ، غير ان المدرسه النفسيه جعلتها حقيقه مؤكده ، مما جعلها تحول مركز الثقل في الحياه النفسيه من الشعور الى اللاشعور ، الامر الذي يجعل الانسان اشبه بالحيوان مسير بجمله من الغرائز والميول المكبوته في اللاشعور.

3- ان الحياه النفسيه كيان متشابك يتداخل فيه ماهو شعوري بما هو لاشعوري ، فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياه النفسيه ، واللاشعور يمكننا من فهم الجانب اللاواعي منها ، اي ان الانسان يعيش حياه نفسيه ذات جانبين : جانب شعوري وجانب لا شعوري ، وان ما لا يستطيع الشعور تفسيره ، نستطيع تفسيره برده الى اللاشعور .

حل المشكله : وهكذا يتضح ، ان الانسان يعيش حياه نفسيه ذات جانبين : جانب شعوري يمكننا ادراكه والاطلاع عليه من خلال الشعور ، وجانب لاشعوري لا يمكن الكشف عنه الا من خلال التحليل النفسي ، ومادام الشعور وحده غير كاف لمعرفه كل ما يجري في حياتنا النفسيه ، فانه يمكن ان نفهم عن طريق اللاشعور كل ما لا نفهمه عن طريق الشعور .

السابق
صورة رمزية منوعه
التالي
كلمات اغنية السبع وصايا