ان العاقد عليك هو زوجك شرعا الا انه لا يخفى على نظرك الكريم ان الزواج انما يشهر بين الناس بالحفل الذي يكون عقبه الدخول عاده ، فهذا امر معتبر جرى به عرف الناس ولابد من مراعاته، وهذا لما قد يترتب على كثره اللقاء بينك وبين زوجك من امور قد لا تحمد فيما بعد، لاسيما وان الواقع شاهد بكثره حصول الخلافات في مثل هذا الوقت وفي مثل هذه الحاله ، وربما جر ذلك الى الطلاق قبل الدخول، فيكون الزوج العاقد قد خلا بزوجته قبل الدخول بها وربما عاشرها ثم فارقها قبل ان يشهر النكاح والدخول بالحفل المعروف المتعارف عليه، ولذلك كان التوسط هو خير الامور واحسنها، فبدل ان يكون اللقاء طويلا فليكن لقرابه نصف ساعه او قريبا منها، ولا مانع في بعض الاحيان ان يصل الى اكثر من ذلك ولكن مع مراعاه راي الوالده الكريمه في ذلك.
واما عن الزياره الاسبوعيه الى بيتكم فلا ريب ان زياره واحده في الاسبوع ليست بالكثيره ، ولكن طالما ان امك ترفض هذا الاسلوب فاوضحي لزوجك ان لديكم اعرافا معتبره وان كثره زيارته توقعكم في الحرج، فليجعلها اذن في الاسبوعين مره او كل عشره ايام مره ، هكذا بكل صراحه ، فهذا اقرب طريق واخصر اسلوب، فالصراحه والوضوح مطلوبان ولكن مع الرفق وحسن العباره ومع بيان ان محله في بيتكم هو الترحاب؛ فقد حل اهلا ونزل سهلا؛ ولكن لكم اعرافكم المعتبره ، ولذلك فان ارادك فليبادر الى الدخول بك ويعجل بحفل الزفاف لينتهي الامر ويزول الاشكال.
واما عن خروجك للقائه خارج بيتكم دون علم اهلك فهذا الفعل ليس بالحرام لانه زوجك، ولكن عليك بلزوم امر اهلك وان لا تتعاملي بمثل هذا الاسلوب، فكوني بين خلقين تسيرين عليهما دوما: الوضوح والصراحه والتاني والتمهل؛ ونعني بذلك ان تكوني صريحه مع اهلك ومع زوجك، وان تتمهلي فلا تستعجلي في امورك، فان الفتاه الرصينه الهادئه تزداد في عين زوجها وتكبر في عين اهلها، فكوني كذلك، وانت كذلك باذن الله تعالى.
نسال الله عز وجل ان يشرح صدرك وان ييسر امرك وان يوفقك لما يحبه ويرضاه.
