حكم الشراء من الانترنت
من شروط البيع معرفه الثمن ومعرفه المبيع، حتى تزول الجهاله عن العوض والمعوض؛ فان الجهاله تسبب الخلافات والمنازعات مما يكون له الاثر الظاهر في وقوع العداوات بين المسلمين والتهاجر والتقاطع والتدابر الذي نهى الله تعالى عنه وحذر منه. وحيث ان معرفه السلع يتوقف تحققها على الرؤيه او الصفه الواضحه فنرى انها لا تتبين الا بالمقابله والمشافهه ومشاهده المبيع ومعرفه منفعته ونوعيته، وقد لا يحصل ذلك على التمام اذا كان التعاقد بواسطه الشاشات او المكالمات التي يقع فيها التساهل في البيان، والمبالغه في مدح الانتاج، وفي ذكر محاسن المنتجات؛ كما هو ظاهر في كثير من الاعلانات والدعايات التي تنشر عبر الصحف والمجلات – فانها لا تتحقق او اكثرها عند الاستعمال.
وعلى كل حال فاذا تحقق شرط البيان والمعرفه للثمن والمثمن، وزالت الجهاله – فانه يجوز التعامل والتعاقد بيعا وشراء بواسطه الهاتف وبواسطه الشاشه او الانترنت او غيرها من الوسائل التي يستفاد منها، وتؤمن المفسده والغرر والاستبداد بالمصالح واكتساب الاموال بغير حق، فاذا اضيف شيء من هذه المحاذير لم تجز المبايعه بهذه الوسائل؛ فكم حدث بسببها من الخسارات الفادحه وافلاس الكثير من ذوي الاموال الطائله ، مع ما يحصل بعدها من المنازعات والمخاصمات التي انشغل بحلها القضاه والحكام، والله اعلم.
