افضل مقالات مفيدة بالصور مواضيع جميلة

دور المراة في تربية الاجيال

دور المراة في تربية الاجيال 20161014 1789

دور المراه في تربيه الاجيال

دور المراة في تربية الاجيال 20161014 1789

الامه بابنائها وبناتها، باجيالها البناءه المهياه لنشر رايه الاسلام خفاقه ودحر عدوان ملل الكفر والطغيان…
ان بناء الاجيال هو الذخر الباقي لما بعد الموت… وهو لذلك يستحق التشجيع والاهتمام اكثر من بناء القصور والمنازل من الحجاره والطين.
وحيث ان التربيه ليست مسؤوليه البيت وحده؛ اذ هناك عوامل اخرى تساهم في تربيه الاجيال، فسوف نتناول الدور التربوي للمراه المسلمه في تنشئه الجيل الصالح.
انه لحلم يراود كل ام مسلمه تملك الايمان شغاف قلبها، وتربع حب الله تعالى وحب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على حنايا نفسها، ان ترى ابنها وقد سلك سبل الرشاد، بعيدا عن متاهات الانحراف، يراقب الله في حركاته وسكناته، ان تجد فلذه كبدها بطلا يعيد امجاد امته، عالما متبحرا في امور الدين، ومبتكرا كل مباح يسهل شان الدنيا.
انها امنيه كل ام مسلمه ، ان يكون ابنها علما من اعلام الاسلام، يتمثل امر الله تعالى في امور حياته كلها، يتطلع الى ما عنده عز وجل من الاجر الجزيل، يعيش بالاسلام وللاسلام.
وسيبقى ذلك مجرد حلم للام التي تظن ان الامومه تتمثل في الانجاب، فتجعل دورها لا يتعدى دور اله التفريخ…! او سيبقى رغبات واماني لام تجعل همها اشباع معده ابنها؛ فكانها قد رضيت ان تجعل مهمتها اشبه بمهمه من يقوم بتسمين العجول…! وتلك الام التي تحيط ابناءها بالحب والحنان والتدليل وتلبيه كل ما يريدون من مطالب سواء الصالح منها او الطالح، فهي اول من يكتوي بنار الاهواء التي قد تلتهم ما في جعبتها من مال، وما في قلبها من قيم، وما في ضميرها من اواصر؛ فاذا بابنها يبعثر ثروتها، ويهزا بالمثل العليا والاخلاق النبيله ، ويقطع ما امر الله به ان يوصل.
والام المدلله اول من يتلقى طعنات الانحراف؛ واقسى الطعنات تتمثل في عقوق ابنها.
ولنا ان نتساءل عن اهم ما يمكن للام ان تقدمه لابنائها.
اولا: الاخلاص لله وحده:
ان عليها قبل كل شيء الاخلاص لله وحده؛ فقد قال تعالى : ((وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاه ويؤتوا الزكاه وذلك دين القيمه )) [البينه : 5]، فاحتسبي اختي المؤمنه كل جهد تكدحينه لتربيه الاولاد، من سهر مضن، او معاناه في التوجيه المستمر، او متابعه الدراسه ، او قيام باعمال منزليه … احتسبي ذلك كله عند الله وحده؛ فهو وحده لا يضيع مثقال ذره ، فقد قال جل شانه : ((وان كان مثقال حبه من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين)) [ الانبياء: 47] فلا تجعلي للشيطان سلطانا ان قال: اما ان لك ان ترتاحي..؟!
فالرفاهيه والراحه الموقوته ليست هدفا لمن تجعل هدفها الجنه ونعيمها المقيم.
والمسلمه ذات رساله تؤجر عليها ان احسنت اداءها، وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم المراه بخصلتين بقوله: (خير نساء ركبن الابل نساء قريش: احناه على ولد في صغره، وادعاه على زوج في ذات يده)(1).
ثانيا: العلم:
والام المسلمه بعد ان تحيط بالحلال والحرام تتعرف على اصول التربيه ، وتنمي معلوماتها باستمرار.
قال تعالى : ((وقل رب زدني علما)) [طه: 114] فهذا ديننا دين يدعو الى العلم، فلماذا نحمل الاسلام قصور تفكيرنا وتخلفنا عن التعلم، ليقال: ان الاسلام لا يريد تعليم المراه … وان الاسلام يكرس جهل المراه ؟!
لا… ان تاريخنا الاسلامي يزخر بالعالمات من مفسرات ومحدثات وفقيهات وشاعرات واديبات. كل ذلك حسب هدي الاسلام؛ فلا اختلاط ولا تبجح باسم العلم والتحصيل!
فالعلم حصانه عن التردي والانحراف وراء تيارات قد تبهر اضواؤها من لا تعرف السبيل الحق، فتنجرف الى الهاويه باسم التجديد والتحضر الزائف، والتعليم اللازم للمراه ، تفقها واساليب دعويه ، مبثوث في الكتاب والسنه . ومما تحتاج اليه المراه في امور حياتها ليس مجاله التعلم في المدارس فحسب، وانما يمكن تحصيله بكل الطرق المشروعه في المساجد، وفي البيوت، وعن طريق الجيران، وفي الزيارات المختلفه … وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بال اقوام لا يفقهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يعظونهم ولا يفهمونهم؟! ما بال اقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون؟ والله ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويعظونهم ويامرونهم وينهونهم، وليتعلمن اقوام من جيرانهم ويتعظون او لاعاجلنهم بالعقوبه )(2). فهيا ننهل من كل علم نافع حسب ما نستطيع، ولنجعل لنا في مكتبه البيت نصيبا؛ ولنا بذلك الاجر ان شاء الله .
ثالثا: الشعور بالمسؤوليه :
لا بد للمراه من الشعور بالمسؤوليه في تربيه اولادها وعدم الغفله والتساهل في توجيههم كسلا او تسويفا او لا مبالاه .
قال تعالى : ((يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجاره )) [التحريم: 6] فلنجنب انفسنا واهلينا ما يستوجب النار.
فالمحاسبه عسيره ، والهول جسيم، وجهنم تقول: هل من مزيد؟! وما علينا الا كما قال عمر رضي الله عنه : (حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا، وزنوا اعمالكم قبل ان توزنوا، وتجهزوا للعرض الاكبر).
ولن ينجي المراه انها ربت ابنها لكونها طاهيه طعامه وغاسله ثيابه؛ اذ لا بد من احسان التنشئه ، ولا بد من تربيه ابنائها على عقيده سليمه وتوحيد صاف وعباده مستقيمه واخلاق سويه وعلم نافع.
ولتسال الام نفسها: كم من الوقت خصصت لمتابعه اولادها؟ وكم حبتهم من جميل رعايتها، ورحابه صدرها، وحسن توجيهاتها؟!
علما بان النصائح لن تجدي ان لم تكن الام قدوه حسنه !
فيجب ان لا يدعى الابن لمكرمه ، والام تعمل بخلافها. والا فكيف تطلب منه لسانا عفيفا وهو لا يسمع الا الشتائم والكلمات النابيه تنهال عليه؟! وكيف تطلب منه احترام الوقت، وهي اي امه تمضي معظم وقتها في ارتياد الاسواق والثرثره في الهاتف او خلال الزيارات؟! كيف.. وكيف؟
اختي المؤمنه : ان ابنك وديعه في يديك، فعليك رعايتها، وتقدير المسؤوليه ؛ فانت صاحبه رساله ستسالين عنها، قال تعالى : ((يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجاره عليها ملائكه غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون)) [التحريم: 6].
اما متى نبدا بتوجيه الصغير؟! فذلك اذا احس الطفل بالقبيح وتجنبه، وخاف ان يظهر منه او فيه، فهذا يعني ان نفسه اصبحت مستعده للتاديب صالحه للعنايه ؛ ولهذا يجب ان لا تهمل او تترك؛ بل يكون التوجيه المناسب للحدث بلا مبالغه ، والا فقد التوجيه قيمته. وفي كل تصرف من تصرفات المربيه وكل كلمه من كلماتها عليها ان تراقب ربها وتحاسب نفسها لئلا تفوتها الحكمه والموعظه الحسنه ، وان تراعي خصائص النمو في الفتره التي يمر فيها ابنها، فلا تعامله وهو شاب كما كان يعامل في الطفوله لئلا يتعرض للانحراف، وحتى لا توقع اخطاء التربيه ابناءنا في متاهات المبادئ في المستقبل يتخبطون بين اللهو والتفاهه ، او الشطط والغلو؛ وما ذاك الا للبعد عن التربيه الرشيده التي تسير على هدي تعاليم الاسلام الحنيف؛ لذلك كان تاكيدنا على تنميه معلومات المراه التربويه لتتمكن من معرفه : لماذا توجه ابنها؟ ومتى توجهه؟ وما الطريقه المثلى لذلك؟
رابعا: لا بد من التفاهم بين الابوين:
فان اخطا احدهما فليغض الاخر الطرف عن هذا الخطا، وليتعاونا على الخير بعيدا عن الخصام والشجار، خاصه امام الابناء؛ لئلا يؤدي ذلك الى قلق الابناء، ومن ثم عدم استجابتهم لنصح الابوين.
خامسا: افشاء روح التدين داخل البيت:
ان الطفل الذي ينشا في اسره متدينه سيتفاعل مع الجو الروحي الذي يشيع في ارجائها.. والسلوك النظيف بين افرادها.
والنزعات الدينيه والخلقيه ان ارسيت قواعدها في الطفوله فسوف تستمر في فتره المراهقه ثم مرحله الرشد عند اكثر الشباب، واذا قصر البيت في التربيه الايمانيه ، فسوف يتوجه الابناء نحو فلسفات ترضي عواطفهم وتشبع نزواتهم ليس الا.
فالواجب زرع الوازع الديني في نفوس الابناء، ومن ثم مساعدتهم على حسن اختيار الاصدقاء؛ وذلك بتهيئه الاجواء المناسبه لاختيار الصحبه الصالحه من الجوار الصالح والمدرسه الصالحه ، واعطائهم مناعه تقيهم من مصاحبه الاشرار.
سادسا: الدعاء للولد بالهدايه وعدم الدعاء عليه بالسوء:
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على انفسكم، ولا تدعوا على اولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على اموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعه يسال فيها عطاء فيستجاب لكم)(3).
واولا واخيرا: ينبغي ربط قلب الولد بالله عز وجل لتكون غايته مرضاه الله والفوز بثوابه ((فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه)) [الانبياء: 94]. وهذا الربط يمكن ان تبثه الامهات بالقدوه الطيبه ، والكلمه المسؤوله ، والمتابعه الحكيمه ، والتوجيه الحسن، وتهيئه البيئه المعينه على الخير، حتى اذا كبر الشاب المؤمن تعهد نفسه: فيتوب عن خطئه ان اخطا ويلتزم جاده الصواب، ويبتعد عن الدنايا، فتزكو نفسه ويرقى بها الى مصاف نفوس المهتدين بعقيده صلبه وعباده خاشعه ونفسيه مستقره وعقل متفتح واع وجسم قوي البنيه ، فيحيا بالاسلام وللاسلام، يستسهل الصعاب، ويستعذب المر، ويتفلت من جواذب الدنيا متطلعا الى ما اعده الله للمؤمنين المستقيمين على شريعته: ((ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكه الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنه التي كنتم توعدون)) [ فصلت: 30].
كانت ابنه هادئه مهذبه يجللها الحياء.
وبعدما دخلت المرحله المتوسطه بدا التغير عليها…
راها والدها وقد لونت احدى خصال شعرها باللون الاخضر، فلما سال والدتها عن ذلك مستغربا قالت: ما العمل؟! هكذا تفعل معلمتها في المدرسه ؛ اذ تلون خصله شعرها حسب لون فستانها! ثارت ثائره الرجل، وما كان منه الا ان اقسم ان لا يعلم بنتا له بعد اليوم!!
رويدك ايها الاب الغيور! فبالعلم حياه القلوب ولذه الارواح، وبه يعرف الدين ويكشف عن الشبهات.
ان ديننا الاسلامي دين علم، وام المؤمنين عائشه رضي الله عنها كانت علما في ذلك؛ حيث حفظت وروت كثيرا من الاحاديث النبويه داخل المنزل الشريف. ومثلها كانت امهات المؤمنين رضوان الله عليهن وذلك استجابه لهدي هذا الدين:
– عن الشفاء رضي الله عنها قالت: دخل علينا النبي -صلى الله عليه وسلم- وانا عند حفصه رضي الله عنها فقال لي: الا تعلمين هذه رقيه النحله كما علمتها الكتابه ؟(4).
فالعلم مطلب شرعي للرجل والمراه على السواء. فلماذا نضيق واسعا، ونحمل الاجيال وزر معلمات كن قدوه سوء؟!
نحن بحاجه الى القدوه الحسنه ، وغرس التعاليم الشرعيه الصحيحه .
– يجب ان لا يهمل تعليم البنات؛ فقد قيل: تعليم رجل واحد هو تعليم لشخص واحد، بينما تعليم امراه واحده يعني تعليم اسره بكاملها. وبتعليم بناتنا وتنشئتهن النشاه الصالحه نردم الهوه الكبيره التي تفصل امتنا عن التقدم في كثير من ديار المسلمين.
بل ان ديننا الاسلامي بلغ فيه حب العلم والترغيب في طلبه ان دعا الى تعليم الاماء من نساء الامه ؛ كي تزول غشاوه الجهل، وتسود المعرفه الواعيه ، وقبل ذلك ليعبد الله على بصيره وتستقيم الاجيال على امر الله.
وفيما رواه الامام البخاري رحمه الله قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ايما رجل كانت عنده وليده فعلمها فاحسن تعليمها، وادبها فاحسن تاديبها، ثم اعتقها فتزوجها فله اجران(5).
هذا اذا روعي في التعليم المنطلقات الشرعيه .
وقد عرف اعداؤنا اهميه العلم؛ فاسرعوا اليه؛ ولكن على اسس علمانيه ، وعرفوا اثر المعلمه ؛ فعملوا على افسادها، وبافسادها اضلوا الاجيال منذ مطلع هذا القرن. ومما يؤسف له ان العلمانيين والملاحده قد سبقوا اصحاب العقيده السليمه الى تعليم المراه ، فعاثت نساؤهم في العالم الاسلامي تخريبا وافسادا نتيجه لما يربين عليه الاجيال من مبادئ ضاله ومضله ، وكان لتاسيسهن الجمعيات النسائيه الدور الكبير في صرف بناتنا عن طريق الهدى والرشاد.
فلا بد من بديل اسلامي لنحصن بناتنا بالتربيه الرشيده ، حتى لا يكون موقفنا مجرد النقد واللوم، وذلك بالتعليم النافع، واساليب الدعوه الجاده بين بنات جنسهن.
– لا بد من اعداد المراه اعدادا مناسبا لرسالتها باعتبارها انثى؛ اضافه الى العلوم الشرعيه الواجب عليها تعلمها، فاذا اتقنت ذلك وكانت ممن اوتي موهبه غنيه ، وعقلا خصبا، وفكرا نيرا، وتعلمت غير ذلك من العلوم والفنون فان هذا حسن؛ لان الاسلام لا يعترض سبيلها ما دامت لا تتعدى حدود الشرع الحنيف.
وقد كانت نساء السلف خير قدوه في التادب والحياء خلال خروجهن وتعلمهن؛ اذ كانت المراه المسلمه تتعلم ومعها دينها يصونها، وحياؤها يكسوها مهابه ووقارا بعيدا عن الاختلاط والتبذل.
اما وقد تمثل التعليم في عصرنا في المدارس الرسميه ، فلا بد ان تتولى المراه تعليم بنات جنسها، لا ان تعلم المراه في مدارس الذكور او في مدارس مختلطه ، ولا ان يعلم الرجل في مدارس الاناث؛ فذلك من اعمال الشياطين.
وحتى في ديار الغرب المتحلل بدات صرخات مخلصه تدعو الى التراجع عن التعليم المختلط بين الجنسين وتنادي بالعوده الى الفطره السليمه التي تنبذ الاختلاط. لقد تبين بعد دراسات عديده ان البنين والبنات يحتاجون الى معامله مختلفه ؛ نظرا للاختلاف في تطورهم الجسمي والذهني، كما ان الاختلاط يجر الى ما لا تحمد عقباه من مفاسد يندى لها الجبين؛ هذا فضلا عن اختلاف الماده الدراسيه التي يحتاجها كل من البنين والبنات.
– فالمنهج المدرسي للفتاه ينبغي ان يتناسب مع سنها مما يعدها لوظائفها الاصليه : ربه بيت، اما، وزوجه ؛ لتضطلع بمهمتها التي تنتظرها، وتقوم بادائها بطريقه سليمه ؛ مما يهيئ الحياه الناجحه لها ولاسرتها المقبله ، ويجنبها العثرات، ويجعلها داعيه خير تتفرغ واخواتها المؤمنات لوظيفه اعداد النشء الصالح، وانعم بها من وظيفه لاعداد الاجيال، لا لجمع الاموال وتتبع مزاجيات الفراغ!
– الواجب ان تكون معلمات الاجيال المسلمه نخبه صالحه تحمل هم الاسلام، وتسير بخطوات ايجابيه في تعليم الاجيال المسلمه وتثقيفها، وتزويد بناتنا باساليب التربيه التي تفيدهن مستقبلا، لا بحشو الاذهان بقضايا لا تفيد ولا تغني في الحياه العمليه شيئا.
انها خير منقذ لطالباتها من الوقوع في احضان الانحراف والالحاد؛ فهي تعلمهن الفضيله بسلوكها واقوالها: تنمي شخصيتهن، وتشحذ عقولهن، وتنقل اليهن الحقائق العلميه مع حقيقه ثابته وهي: ان نجاح الجيل وتفوقه لا يتمثل اطلاقا في مدى ما يحفظ، بل فيما يعي ويطبق، ثم ان التفوق في الدراسه ليس غايه وهدفا… بل الفائز حقا هو من فاز بالدار الاخره وسعى لها سعيها وهو مؤمن.
هذا؛ ومع اننا نرفض ان تكون اجيالنا ضحايا الاهمال واللامبالاه ، فاننا نؤكد على الام المعلمه ؛ اذ عليها ان تقوم اولا بواجبها الاساس كزوجه صالحه ، وام مربيه تحسن تربيه اولادها، ومن ثم تربي اولاد الاخرين، ولا تنسى ان فرض العين اولى من فرض الكفايه .
– وقد حدد علماؤنا القدماء صفات المعلم المسلم في التعامل مع طلابه، وذكروا افضل الاداب لاتباعها، وعلى ضوء تلك الاداب؛ فعلى المعلم او المعلمه :
اخلاص النيه لله تعالى : وان تقصد بتعليمها وجه الله وتحتسب الثواب منه وحده، وتتطلع الى الاجر الجزيل الذي ذكره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: من دل على خير فله مثل اجر فاعله(6).
فلا تعمل لاجل المكانه ولا لمدح الناس ولا للراتب وحده، وانما عملها في سبيل الله، وتكون قدوه للناشئات في ذلك، والا… فان فاقد الشيء لا يعطيه، وانى للاعمى ان يقود غيره ويرشده للطريق السليم؟!
ان تقوم بعملها وتربي الاجيال على ادب الاسلام: فيتعلمن العلم ويتعلمن الادب في ان واحد؛ وقد قال تعالى : ((يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون)) [الصف:2].
اما ان تاتي الطالبه كل يوم بقصه جديده حدثتها بها معلمتها مما ينبو عن الذوق السليم، او بتقليعه جديده جاءت بها احدى المدرسات مما تتنافى مع ديننا، فهذا اسلوب من اساليب الهدم لا البناء!
على معلمتنا المسلمه ان تنضبط بتعاليم الشرع، ولا تستهين بمخالفته مهما بدت المخالفه بسيطه ؛ فان ذلك السوء ينطبع في نفس الجيل ويصعب بعد ذلك ازالته.
ان تكون حسنه المظهر تهتم بحسن هندامها باعتدال؛ فالمظهر الانيق يعطي نتائج ايجابيه في نفس الطالبه فتحترم معلمتها، ويعين ذلك على العمل بنصائحها، والعكس صحيح… وان تركز على ان يعتاد الجيل الاهتمام بالجوهر لا المظهر، مع الابتعاد عن توافه الموضات المتجدده .
وليس من الاسلام ان تكون احاديث طالبات المدارس مقتصره على زي المعلمه وتسريحه شعرها، وجمال فستانها، وهاتفها الجوال الظاهر للعيان. وللاسف؛ فان بعض المدرسات يتبادلن اشرطه الافلام والمجلات الاباحيه مع بعض الطالبات؟! فيا لخيبه مسعاهن!
ان تتحلى بمكارم الاخلاق التي يدعو لها الدين ولا سيما الصبر فتحسن التلطف في تعليم الطالبات مما يجعلهن بعيدات عن التجريح والتشهير؛ فتكون بحق داعيه بالحكمه والموعظه الحسنه عملا بقوله تعالى : ((ادع الى سبيل ربك بالحكمه والموعظه الحسنه وجادلهم بالتي هي احسن)) [النحل: 125].
والمدرسه الحكيمه تنوع في الطريقه التي تخاطب بها طالباتها حسب مقتضى الحال، وحسب سن الطالبات، ولا يفوتها ان التعامل الطيب الحنون يجذب الطالبات اليها والى المبادئ التي تنادي بها… وليس من الدين الجفاف في المعامله ابدا! فالمعلمه كالام الرؤوم تتعاطف مع تلميذاتها وتشفق عليهن وتشجع المجيده منهن، ولتذكر ان نتائج التشجيع والمدح افضل من التوبيخ والتقريع؛ فتشحذ همه طالباتها نحو الخير ببث الثقه في انفسهن، وتحبيبهن بالفضائل دون ان تثبط عزيمتهن.
وان احتاجت الى عقوبتهن او تنبيههن يوما ما فلتجعل الطالبات يشعرن ان العقوبه انما هي لاجل مصلحتهن، ولو كانت بشكل غير مباشر؛ فان ذلك اشد تاثيرا، ولتشعرهن انها حريصه عليهن وعلى سمعتهن ومستقبلهن، ولتربط توجيهاتها بالدين وسلوك السلف الصالح؛ ليصبح الدافع الاساس في اعمالهن هو الدين لا المصلحه ولا المجتمع… وكل ذلك باعتدال من غير مبالغه لئلا يؤدي الى نتائج عكسيه .
ولتكثر المعلمه من ذكر نماذج نساء السلف الصالح في الاجيال الخيره حتى تبتعد الاجيال الجديده عن الانبهار بنساء الغرب المنحل.
ومن صفات المعلمه المسلمه التواضع: فذلك من خلق الاسلام وقد قال تعالى لنبيه الكريم: ((واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين)) [الشعراء: 215]. فتبتعد عن المفاخره والمباهاه ، والا اصبحت اضحوكه حتى امام طالباتها اللاتي يزهدن فيها وفيما تدعو اليه. والمعلمه التي تعامل طالباتها بصلف وكبرياء لن تجني غير كرههن لها، والمعلمه التي تسخر من طالباتها ولو بالهمز واللمز تترك جرحا غائرا في نفس اولئك الطالبات. فاين هي من ادب الاسلام الذي حذر من تلك المثالب بقوله تعالى : ((ويل لكل همزه لمزه )) [الهمزه : 1]. واين القدوه الواجبه عليها والمنتظره منها؟!
وان تكون المعلمه يقظه في رسالتها: فهي يقظه لجزئيات المنهج المدرسي لتستفيد منها كما يجب، وتوظفها لخدمه عقيدتها؛ فلا يدرس العلم بمعزل عن العقيده .
وينبغي ان تكون المعلمه يقظه لما يتجدد من احداث يوميه : فلا تدعها تمر دون استفاده منها، بل بالطرق والحديد ساخن كما يقال فتعلق على الحادثه التعليق المناسب في حينه.
وعليها ان تلاحظ تصرفات طالباتها، فتزجرهن عن سيئ الاخلاق، وترغبهن في حسنها بطريقه سليمه ولا تلجا للتصريح اذا نفع التلميح.
تستفيد من النظريات التربويه : شريطه ان تتناسب مع قيمنا، فتستثير اذهان طالباتها بالاسئله الموجهه والمفيده ، مما ينمي شخصياتهن وينقل الحقائق العلميه لعقولهن.
وعليها ان تشجع ذوات المواهب والكفاءات بالثناء على اعمالهن وتصرفاتهن، ولتذكر ان بدايات الابتكار على مقاعد الدراسه .
تتعاون مع زميلاتها المدرسات: فالتفاهم والوئام بين اعضاء الاسره المدرسيه يفسح للمديره القيام بعملها ومتابعه العمليه التعليميه ، والارتفاع بمستوى الاداء الوظيفي… بدلا من ان يكون عملها حل المشكلات التي تعملها المدرسات الفارغات…
تتعاون مع اسر الطالبات: فهن شريكات في عمل واحد، وعلاقتها مع الام علاقه محبه وتقدير وتعاون لما فيه خير الطالبات، فتساعد على تثقيفهن؛ ويتم ذلك من خلال حلقات ارشاديه للامهات؛ فتعقد المدرسه الندوات وتقيم المحاضرات التي تدعى لها الامهات، سعيا لتضافر الجهود، لوضع الاجيال امام رؤيه واضحه للحياه الا وهي: العمل لمرضاه الله تعالى ، والا فما تبنيه المدرسه يمكن ان تهدمه الاسره والعكس صحيح.
اخواتي المعلمات: ان رسالتكن جليله وهي امانه في اعناقكن وسيسالكن عنها رب العباد. انها رساله اعداد الاجيال المؤمنه بربها وصد كل هجوم فكري يحاول التسلل الى حصوننا، وغرس الفضائل الساميه في النفوس، والعلوم النيره في العقول.
والمعلمه الصالحه لن تنساها طالباتها، بل تبقى في ذاكرتهن يشدن بامجادها وفضائلها، وياتسين بجميل خصالها ((وللدار الاخره خير للذين يتقون افلا تعقلون)) [الانعام: 32].
المراه والمجتمع:
ان كثيرا من الفتيات، ما ان تنتهي احداهن من الدراسه النظاميه حتى تهجر الكتب، بل والمطالعه عموما، وتنتكس الى الاميه لارتباطها المعدوم بالكتاب، وتصبح اهتماماتها المحدوده لا تتعدى لباسها وزينتها والتفنن في الوان الطعام والشراب، وهي هموم دنيويه قريبه التناول، لا غير…
– المراه المسلمه عضو في مجتمع الاسلام، فهي مؤثره ومتاثره به، لا شك في ذلك؛ فهي ليست هامشيه فيه او مهمله ، ولا يصح بحال ان تكون سلبيه او اتكاليه ، وان كان الامر كذلك فهو الجحود عينه، والنكران للجميل، والابتعاد عن الايثار والتضحيه .
امتنا الاسلاميه تنتظر من يعيد لها امجادها من ابنائها البرره وبناتها الوفيات.
– وللمسلمه حضور اجتماعي واضح في كل ما هو نافع، وهكذا ينبغي ان يكون.
فعليها ان تضع نصب عينيها حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: لا تكونوا امعه تقولون: ان احسن الناس احسنا، وان ظلموا؛ ظلمنا ولكن وطنوا انفسكم ان احسن الناس ان تحسنوا، وان اساؤوا فلا تظلموا(7).
– للمراه رساله تربويه هادفه للرقي بمجتمعها…
وتبدا هذه الرساله بايفاء حق جيرانها، فتعلم الجاهله ما تحتاجه لدينها ودنياها، وفي ذلك خدمه تؤديها للاجيال الناهضه ؛ فتصبح اجتماعات الجارات ليست للقيل والقال، بل للارتفاع باسرنا المسلمه من الاهتمامات السطحيه الساذجه الى افاق ساميه ؛ فكل حديث يمكن ان تحوله المسلمه الصالحه الى حديث هادف، حتى الحديث التافه لن تعدم المسلمه اللماحه ان تحوله للعبره والتامل، والجارات الصالحات يتدارسن افضل السبل لتربيه اولادهن وحل مشاكلهن.
ومن الصور المشرقه في التعاون بين الجارات:
ان احد الابناء كان يسرق المال من جيب ابيه وينفقه على ثله من اصحابه الذين كانوا يشجعونه على ذلك العمل المشين.
عرفت الام ذلك عن طريق جارتها الناصحه التي ساعدتها في اجتياز الازمه ، بمدارسه المشكله والنظر في جذورها، ومن ثم احتواؤها وايجاد الحل المناسب.
ومن ذلك ان امراه كانت تكمل دراستها العليا، وحيث ان لها اطفالا بحاجه الى رعايه ، فقد تكفلت جارتها بالعنايه باطفالها تحتسب الاجر: اجر الاحسان الى الجار، واجر تخفيف الكربه عن جارتها التي من الممكن ان تتعرض لضغوط نفسيه عصيبه لو لم تجد الصدر الحنون من جارتها المسلمه .
وبالمقابل يجب ان لا ننسى الفضل لاهله، فكلتاهما تشارك في الاجر. وهذه احدى صور التضامن بين الجيران بدلا من الجفاء الذي عم وطم.
– ومن مهام المراه المسلمه ان توطد العلاقات الحميمه بين الاقارب: من صله للارحام، وزياره للمرضى، ومشاركه في الافراح… وغير ذلك من اعمال الخير مما يشيع روح التعاون والمحبه ، فتنشا الاجيال على مثل الاسلام، وقيمه الساميه ، بالتعامل الطيب وبالمحاكاه الودوده . وعلى المراه المسلمه ان تشجع كل بادره خيره تبدو من اجيالنا الناشئه ، فتهنئ بنجاحهم، وتفرح لتفوقهم.
اما ما نسمعه عن خروج التافهات الى الساحات العامه ليشجعن المباريات؛ فذلك ليس من التشجيع المشروع؛ فضلا عن انه لا يدل بحال على وعي المراه لما يناسبها من مهام.
– وبالمقابل ان تتيح الفرصه لمناقشه الصغار وسماع ارائهم وتقدير اعمالهم الناجحه دون ضجر، ولنذكر ان من يعتبره بعض الناس طفلا كثير الثرثره قد يكون ممن له شان في المستقبل، وكثره اسئلته ما هي الا دليل على قوه ملاحظته، وتعبير عما يجيش في نفسه التواقه للمعرفه والاطلاع. ولا ننسى الاثر الطيب في توجيه الصغار وتشجيعهم.
سمعنا ان محاضره كانت تتحدث بطلاقه تبهر كل من تسمعها من بنات جنسها، وكان من اكثر ما اثر فيها ان جاراتها ومعارف ابيها كانوا يستمعون لخطبها ويشجعونها وهي لا تتعدى السادسه من عمرها.
فعلينا الا نبخل بكلمه طيبه نشجع بها صغارنا؛ فالكلمه الطيبه صدقه ، والتوجيه الهادف لن يعدم له اثر، والكلمه المخلصه تصل الى القلوب بلا حواجز.
من المهام الاساسيه للمراه المسلمه ان تساهم في تحصين الاجيال بالثقافه الاصيله والعقيده الصحيحه ، ولا تترك قياده الاجيال بيد العابثات اللاتي يركبن كل موجه من اجل الوصول الى اهدافهن في تخريب النشء.
فمن خلال مشاركتها في المراكز الثقافيه وعدم ترك هذا المجال الهام لغيرها من صاحبات المذاهب الهدامه . ممن جعلن همهن ان تكون هذه المراكز بؤره للافساد ووسيله للتخريب.
ومن الصور المشرفه مساهمه المسلمه في الجمعيات النسائيه الخيريه لتحافظ على وجهتها السليمه من خلال مشاركتها بما تقدر عليه، بالمحاضرات والندوات والنشاطات الاجتماعيه الطيبه والمتنوعه ؛ فتصبح تلك فرصه طيبه لها للتعلم والتعليم وتوجيه الاجيال، فتستفيد وتفيد في ان واحد، ورب كلمه طيبه ونصيحه مخلصه تاخذ بيد الامهات والمعلمات والمربيات نحو الخير، وتبعدهن عن الاخطار التربويه ، وتصل بالنشء الى التقدم والفلاح.
اننا اذ نطلب مساهمات المراه والاستفاده من عمرها الذي ستسال عنه وعن علمها الذي تعلمته، لا نعني بذلك التزامها بعمل رسمي مهني تداوم فيه ولو ادى ذلك الى اهمال حق زوجها ورعايه ابنائها ولا نعني المراه العامله التي تعود الى بيتها مكدوده الجسم مثقله النفس بهموم العمل؛ فانى لامثال هذه المكدوده المتعبه ان تفيد الاجيال التي تنتظر اللمسه الحنون منها، فلا يجدون لديها الا الزجر والتانيب؛ لان امهم متعبه وتريد ان ترتاح من عناء العمل طوال يومها!… وبنفس الوقت لا يعني هذا ان تترك الاعمال الممكنه التي تتناسب مع فطرتها ولا تشق عليها كتطبيب النساء، وتعليمهن الخياطه ونحوها؛ ولا تترفع عن اعمال يمكن ان تسد بها ثغره طيبه في مجتمعها.
انها وهي المسلمه التي تريد ان تربي الاجيال على تعاليم الدين يجب ان تبذل جهدها في تنقيه الوسائل الاعلاميه من كل ما يهدم الاخلاق ويسيء للمثل العليا. ولا يخفى ان الاعلام يؤدي وظيفه من اخطر وسائل الغزو الفكري الحديث. وقد اهتم به المروجون لافكارهم وتنوعت ادواته من اذاعه وتلفزيون وصحافه ومجلات وسينما ومسرح وكتب وفيديو و…. واكثرها يعتمد على الاثاره ويتفنن في طرق مخاطبه الغرائز وعداوه الدين وتعاليمه، وتدعو بمجملها وفي غالب احوالها الى التحلل والسفور والتمرد على الفطره ، والتطبيل والتهليل لكل خبث وخبيث، مما يشيع الخنا والفجور، ويشكك بالشخصيه المسلمه وقدرتها على الابداع، حين يصفونها دائما بالمتخلفه ، فتنشا الاجيال وقد فقدت ثقتها بنفسها؛ وكان الابداع والتفوق مقصوران على الكفار وحدهم؛ واما المتدينون فهم المتخلفون مما يشعر الاجيال بالدونيه والصغار، وهذه توجيهات خبيثه تنفث سمومها في مجتمعاتنا، فلا بد من تحصين الاجيال ضد هذا الغزو الفكري المركز.
– والمسلمه الواعيه تتعامل مع الاعلام بفطنه وحذر، ولا يفوتها ان من مقاصد التشريع الاسلامي حفظ الكليات الخمس وهي: الدين، والعقل، والنسب، والنفس، والمال، فاذا وجدت المسلمه ما يعمل على اضاعه هذه الكليات او بعضها فيجب ان تسعى ما امكنها لتكون حائلا دونه. اننا نناشد الاقلام النسائيه لنصر الفضيله ، وتسفيه راي شياطين الانس وبيان زيفهم وضلالهم.
لا بد من مواجهه العدو الماكر بتخطيط سليم وعمل مضاد، واذا لم نبذل الجهد لتدعيم الاخلاق الفاضله وترسيخ العقيده السليمه ، ندمنا حيث لا ينفع الندم؛ فقد تكرس الخرافه والمثل الهابطه ، وتعيش الاجيال وهي تستنشق ذلك العبق القاتم.
ومن المزايا التي اختصت بها نساؤنا في الماضي كثره القصص يسلين بها الاطفال، ويجذبنهم للاسره ولمعتقداتها.
فلماذا تترك نساؤنا المثقفات ابناءهن هدفا لقصص جرجي زيدان (وامثاله) يشوهون تاريخنا ويسيئون الى مثلنا؟
فلنساهم في الاعلام المقروء والاعلام المسموع كل واحده بقدر طاقتها، حتى الاناشيد ينبغي ان تنظمها المسلمه ليترنم بها ابناؤنا، ولتحل محل الاغاني الهابطه ، ولتغرد الاجيال بكلمات عذبه تظهر الصوره الوضيئه للاسلام ومثله الساميه ، وتستميل قلوب الناشئه للخير.
وكذلك الحال في المجالات والقصص والروايات التي تعلم في كثير من حالاتها خداع الاخرين في سبيل المال وتكرس القيم والافكار الخاطئه ، من العنف او اللامبالاه ، او العقوق وغير ذلك من سيئ الاخلاق؛ فان واجب المسلمه ان تستفيد من وسائل المعرفه السريعه هذه، حتى تصبح منبرا يعلم الخير ويدعم العقيده ، ويثقف العقل، وفي الوقت ذاته يروح عن النفس.
– ان اخطر انواع الاعلام الحديث هو التلفزيون؛ اذ زاحم الاسره في توجيه ابنائها وبناتها وذلك بجاذبيه مدروسه ، وغزو مستور، وشياطين الانس تؤزه لهدم كل فضيله . وقد قال الرئيس الفرنسي السابق ديغول متحدثا عن اثر التلفاز: اعطني هذه الشاشه اغير لك الشعب الفرنسي.
ولو علمنا ان كثيرا من الاسر قد تخلت عن دورها نهائيا في مهمه التربيه العقديه والفكريه ، واسلمت ابناءها للتلفزيون يصنع بهم ما يحلو له من التوجيه وغرس المفاهيم والعقائد المغايره في كثير من الحالات لعقائدنا وحضارتنا؛ لقدرنا اي واجب يحتم على المثقفه المسلمه ان تستفيد من امكاناتها ان كانت تحسن كتابه القصه او الانشوده او الحوار او المقاله .
يجب ان لا تتردد المسلمه في النزول الى ميدان الاعلام، لمواجهه الفتح الاعلامي الذي يصب في اذان الناشئه صباح مساء.
فمن اجل ابنائنا ومن اجل مستقبل افضل، ولكي يبقى صوت الحق عاليا؛ فان على المسلمه ان تساهم في وضع الماده الصالحه البديله عما يسيء لدينها وعقيدتها، وتنشط فلعل كتابتها تكون سدا حائلا دون تسرب الخبث؛ لان من يقدم له الطعام فيشبع لن يشتهي الفضلات ولن يقدم على تناولها.
اختي المسلمه :
لا تتعللي بالاسباب فتقولي: انا متعبه الصحه ، كثيره الالتزامات، ضيقه الاوقات؛ فاغتنام الوقت والصحه والغنى من تعاليم شرعنا الحنيف؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك(8).
– فاذا نظمت المراه حياتها واستفادت من جزئيات وقتها، وضنت به ان يستهلك في الطهي وفضول الكلام… فاننا عند ذلك لن نسمع لها شكوى من ضيق الوقت؛ فتلتفت الى واجبها داعيه للخير وقدوه لغيرها، تثري الفكر في المجالات التربويه والصحيه التي تعود بالفائده على الاجيال المؤمنه والمجتمع الاسلامي باسره، وتبذل جهدها لايجاد بديل اسلامي لمواجهه هذا الزخم الهائل من الهجمه الفكريه ، وتدافع عن حوزه الدين في مجتمع الذئاب الذين يدابون على التخطيط والعمل لصرف الناس عن دينهم.
ان على المراه المسلمه ان تنبذ الراحه الموهومه ، والنوم والكسل الذي ران على نفوس الكثيرات، وتجتهد لتقوم بواجبها نحو امتها المسلمه ، ونحو اجيالها الرشيده بما تقدر عليه، وتستثمر وقتها بما يفيد؛ مع انتهاز الفرص المناسبه ؛ علنا نزيل الظلمه الحالكه التي المت بامتنا… ونورث الخير للاجيال القادمه … والا بقيت امالنا حبيسه لا تتعدى صدورنا، وبقيت اجيالنا في مؤخره الركب بدلا من قيادته.

السابق
قصة النملة وسيدنا سليمان للاطفال
التالي
الحمام في المنام