رباعيات خيام
“ماذا سيكون تاثير الموت علي؟ وعلى الاخرين؟ لا شيء، ستنشر الصحافه نبا موتي، كخبر مثير ليس لاني مت، بل لان موتي سيقترن بحادثه مثيره “، بهذه الكلمات التي قالها الاديب يوسف السباعي في روايته “طائر بين المحيطين”، توقع مصيره ونهايته التي سيؤول اليها..
في مثل هذا اليوم، وقبل 27 عاما.. تم اغتيال السباعي، في قبرص علي يد اثنين من المتطرفين العرب، اثناء حضوره مؤتمر لمنظمه التضامن الافريقي الاسيوي، بعد ان دافع بشراسه عن موقفه الداعم للسلام الذي قام به السادات، وتاييده لمعاهده السلام.
ولد يوسف السباعي، في عام ١٩١٧، في منطقه الدرب الاحمر بالقاهره ، وحصل علي البكالوريا من القسم العلمي من مدرسه شبرا الثانويه ، والتحق بالكليه الحربيه وتخرج فيها عام ١٩٣٧، وتولى العديد من المناصب، حيث اشتغل في التدريس في سلاح الفرسان بالكليه الحربيه ، وكذلك مديرا للمتحف الحربي، وعين سكرتيرا عاما للمجلس الاعلى لرعايه الفنون والاداب والعلوم الاجتماعيه ، وشغل موقع سكرتير عام منظمه تضامن الشعوب “الافرو اسيويه “.
تم تعينه عضوا بمجلس اداره “روزاليوسف”، ثم رئيسا لمجلس اداره “دار الهلال”، ورئيسا للتحرير عام ١٩٧١، وفي عام ١٩٧٣، اختير وزيرا للثقافه ، وفي عام ١٩٧٦ شغل موقع رئيس اتحاد الاذاعه والتليفزيون.
علاقته بالابداع والكتابه والفكر، بدات في وقت مبكر، حيث كان والده محمد السباعي المترجم والكاتب يرسله وهو لايزال صبيا، بمقالاته الي المطابع، وحفظ رباعيات الخيام عن ظهر قلب، من تلك النسخه التي ترجمها والده عن الانجليزيه ، وتاثر بكتاباته بشكل كبير انعكس على ثقافته ورؤيته الابداعيه فيما بعد.
لم يكن اديبا عاديا، بل كان من طراز خاص وسياسيا على درجه عاليه من الحنكه والذكاء، فكانت له رؤيته السياسيه والاجتماعيه في رصده الاحداث، الي جانب كتاباته الرومانسيه ، حيث قدم 22 مجموعه قصصيه واصدر عشرات الروايات، اخرها العمر لحظه 1973، وحصل على جائزه الدوله التقديريه في الاداب في العام ذاته، بالاضافه الى عدد كبير من الاوسمه .
ساهم بدور بارز في انشاء المجلس الاعلى لرعايه الفنون والاداب، ونادي القصه وجمعيه الادباء، والتي تاسست بقرار جمهوري من الرئيس جمال عبدالناصر عام 1956، ليصفه بعدها توفيق الحكيم بانه “رائد الامن الثقافي”.
كانت اعماله هي الاعلى توزيعا، ويتم تحويلها مباشره الى افلام، والتي كان يصفها نقاد بانها اكثر اهميه من الروايات نفسها، ووصفوها بانها واقعيه رمزيه ، ومن اعماله نائب عزرائيل، يا امه ضحكت، ارض النفاق، اني راحله ، رد قلبي، طريق العوده ، وجفت الدموع ونحن لا نزرع الشوك، وكان السباعي دائم الحالم بعوده الحقوق العربيه .
