الكرم دال على النساء لانه كالبستان لشربه وحمله ولذه طعمه ، ولا سيما ان السكر المخدر للجسم يكون منه ، وهو بمثابه خدران الجماع مع ما فيه من العصير ، وهو دال على النكاح لانه كالنطفه . وربما دل على الرجل الكريم الجواد النافع لكثره منافع العنب ، فهو كالسلطان والعالم والجواد بالمال ، فمن ملك كرما كما وصفناه تزوج امراه ان كان عازبا ، او تمكن من رجل كريم ، ثم ينظر في عاقبته وما يصير من امره اليه بزمام الكرم في الاقبال والادبار ، فان كان ذلك في ادبار الزمان وكانت المراه مريضه هلكت من مرضها ، وان كانت حاملا اتت بجاريه ، وان كان يرجو فرجحا او صله او مالا من سلطان او على يد حاكم او سلطان او امراه كالام والاخت والزوجه ، حرم ذلك وتعذر عليه ، وان كان عقد نكاحها تعذر عليه وصول زوجته اليه ، وان كان موسرا افتقر بعد يسر ، وان كان في اقبال ونفاق في سوقه وصناعته تعذرت وكسدت ، وان كان ذلك في اقبال الزما والصيف فالامر على ذلك بالضد منه ، ويكون جميع ذلك صالحا والعنب الاسود : في وقته مرض وخوف ، وربما كان سياطا لمن ملكه على قدر عدد الحب ، ولا ينتفع بسواد لونه مع ضر جوهره . والعنب الابيض في وقته عصاره الدنيا وخيرها ، وفي غير وقته مال يناله قبل الوقت الذي كان يرجوه