يتميز عصرنا الحديث بانه عصر الفضاء، حيث تمكن الانسان من كشف اسرار الكون والوصول الى حقائق مذهله غيرت نظرتنا الى العالم من حولنا. والعجيب ان نجد هذه الحقائق جليه واضحه في كتاب انزل قبل اكثر من 1400 سنه في زمن كانت علوم الفضاء عباره عن شعوذه ودجل وخرافات واساطير!
وقد ادوع الله هذه الحقائق الكونيه في كتابه لتكون دليلا لكل مشكك في هذا العصر يرى من خلالها نور الحق وعظمه رساله الاسلام… ومن اهم هذه الحقائق:
1- اكتشاف بدايه الكون
من اهم اكتشافات القرن العشرين ان العلماء دحضوا فكره الكون الازلي الخالد! واثبتوا بالبرهان القاطع ان للكون بدايه على شكل انفجار هائل سمي الانفجار العظيم، وقد بدا العلماء يكتشفون تفاصيل هذا الانفجار وقالوا بان الكون كله كان كتله واحده فانفجرت وتشكلت الماده وخلال بلايين السنين تطور الكون الى شكله الحالي.
ونرى بعض العلماء يفضلون استخدام مصطلحات اكثر دقه من “انفجار” مثل “تباعد” او “كثافه ” المهم انهم يريدون ان يصلوا الى نتيجه تقول ان الكون بدا من كتله واحده (رتقا) ثم تباعدت اجزاؤها (انفتقت) وشكلت النجوم والمجرات والارض
القران سبق علماء الغرب في الحديث عن نشوء الكون باسلوب علمي دقيق!
ان القران سبق علماء الغرب باربعه عشر قرنا الى النتيجه ذاتها في قوله تعالى: (اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما) [الانبياء: 30]، والسؤال لكل من ينكر صدق القران: من كان يعلم زمن نزول القران بان الكون كان كتله واحده (رتقا) ثم انفتقت وتشكل الكون الذي نراه؟ اليس هو الله جل وعلا!
2- اكتشاف توسع الكون
ربما يكون اهم اكتشاف كوني في القرن العشرين ايضا ما كشفه العلماء حول توسع الكون، حيث وجدوا ان المجرات تتحرك مبتعده عن بعضها بسرعات كبيره جدا مما يسبب اتساع الكون بشكل مذهل.
الكون يتوسع بسرعه هائله لا نحس بها، ولكن العلماء استطاعوا قياسها بالاجهزه الحديثه ، هذه الحقيقه لم يكن لاحد علم بها زمن نزول القران!
هذه النتيجه وصل اليها العلماء بعد تجارب مريره ومراقبه طويله ونفقات باهظه على مدى قرن من الزمان، والعجيب ان القران كشف لنا حقيقه اتساع الكون قبل 14 قرنا في قوله تعالى: (والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون) [الذاريات: 47]، وبذلك يكون القران اول كتاب اشار الى توسع الكون، اليست هذه معجزه تستحق التفكر؟!
3- اكتشاف نهايه الكون
نظريات كثيره وضعت لتصور نهايه الكون، تختلف فيما بينها ولكن العلماء يتفقون على ان للكون نهايه ، ولا يمكن ان يستمر التوسع لما لانهايه بسبب قانون انحفاظ الطاقه الذي يقرر ان كميه الماده والطاقه في الكون ثابت، وبالتالي سوف يتوقف الكون عن التوسع ويبدا بالانكماش على نفسه والعوده من حيث بدا!
تصور العلماء ان الكون عباره عن ورقه مسطحه ومنحنيه قليلا، وسوف تنكمش وتطوى على نفسها في نهايه حياه الكون!
العجيب ان القران اشار الى هذه النهايه للكون بل وحدد شكل الكون وهو مثل الورقه المنحنيه ، وهذا الشكل هو الذي يقرره معظم العلماء اليوم. يقول تعالى: (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين) [الانبياء: 104]، فسبحان الله!
4- اكتشاف الثقوب السوداء
انها ظاهره عظيمه بحثها العلماء لاكثر من نصف قرن وتاكدوا اخيرا من وجودها وهي ما سمي: الثقوب السوداء. حيث يؤكد العلماء ان النجوم تكبر حتى تنفجر وتنهار وتتحول الى ثقب اسود بجاذبيه فائقه تجذب لها كل شيء حتى الضوء لا تسمح له بالمغادره فلا نراها ابدا!
ويصف العلماء هذه المخلوقات بثلاث صفات: فهي لا ترى، وهي تجري وهي تكنس وتجذب اي شيء يقترب منها، والعجيب ان القران كشف لنا هذه النتيجه الدقيقه في قوله تعالى: (فلا اقسم بالخنس * الجوار الكنس) [التكوير: 14-15]. والخنس: اي التي تخنس فلا ترى، والجوار: اي التي تجري بسرعه ، والكنس: اي التي تجذب وتكنس صفحه السماء… وهذا ما يقرره العلماء، فسبحان الله!
5- اكتشاف النجوم النابضه
من الاكتشافات التي احدثت ضجه في القرن العشرين “النجوم النابضه ” وهي عباره عن نجوم في السماء تصدر صوتا يشبه صوت المطرقه ، ولذلك سماها العلماء “المطارق العملاقه ” ويقول العلماء انها تصدر موجات ثاقبه تخترق اي جسم في الكون، فهي طارقه وثاقبه وهذه النتيجه وصل اليها العلماء بعد مراقبه ودراسه طويله .
النجم الثاقب احد اهم الظواهر الكونيه المحيره للعلماء!
ولكن القران كشف الحقيقه ذاتها بكلمات بليغه ومعبره حيث اقسم الله بهذه النجوم فقال: (والسماء والطارق * وما ادراك ما الطارق * النجم الثاقب) [الطارق: 1-3]. انها ايات تشهد على صدق منزلها سبحانه وتعالى.
6- اكتشاف النسيج الكوني
وفي القرن الحادي والعشرين قام العلماء باضخم عمليه حاسوبيه على الاطلاق كان هدفها اكتشاف شكل الكون، واستخدموا الكمبيوتر العملاق بمشاركه ثلاث دول هي الولايات المتحده الامريكيه والمانيا وبريطانيا. وبعد جهود عظيمه قام السوبر كمبيوتر برسم صوره مصغره للكون.
لقد كانت المفاجاه ان الكون ظهر على شكل نسيج!! واستنتج العلماء ان المجرات تتوضع على خيوط نسيج محكم وقوي وتمتد خيوطه لملايين السنوات الضوئيه ، ويقولون ان الكون قد حبك بالمجرات.
هذا هو كوننا الذي نعيش فيه… خيوط من المجرات تمتد لملايين السنوات الضوئيه وتشكل نسيجا حبك باحكام مذهل!
المفاجاه ان القران كشف لنا سر هذا النسيج بدقه مذهله يؤكد فيها ان السماء هي عباره عن نسيج محبوك، وذلك في قوله تعالى: (والسماء ذات الحبك) [الذاريات: 7]. والسؤال: كيف علم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقه الكونيه الدقيقه لو لم يكن رسولا من عند الله؟!
7- اكتشاف الحياه في الفضاء
بعد اكتشاف اثار لحياه بدائيه على سطح احد النيازك القادمه من الفضاء الخارجي، بدا العلماء بالسفر عبر الفضاء لاكتشاف المخلوقات الكونيه ، وبعدما تاكدوا من وجود الماء على سطح المريخ وكواكب اخرى، اصبح لديهم حقيقه كونيه تقول: ان الحياه منتشره في كل مكان!
هناك شبه اجماع لدى علماء الفلك بوجود حياه غيرنا في الكواكب البعيده !
هذه الحقيقه التي لم يتاكد منها العلماء الا في القرن الحادي والعشرين، طرحها القران في القرن السابع الميلادي في قوله تعالى: (ومن اياته خلق السماوات والارض وما بث فيهما من دابه وهو على جمعهم اذا يشاء قدير) [الشورى: 29]. وبالفعل يقول العلماء ان هناك امكانيه كبيره لاجتماع سكان الارض بمخلوقات من الفضاء! فمن الذي اخبر النبي الامي عليه الصلاه والسلام بذلك؟
8- اكتشاف البناء الكوني
طالما نظر العلماء الى الكون على انه فضاء واسع وفراغ مستمر، ولكن الاكتشافات الجديده بينت ان الكون عباره عن بناء محكم اطلقوا عليه البناء الكوني، ولم يعد لكلمه “فضاء” اي معنى في ظل الاكتشافات الجديده . فالمجرات تشكل كتل بناء، وتربط بينها الماده المظلمه والطاقه المظلمه التي لا نعرف عنها شيئا حتى الان!
المجرات تشكل كتل بناء في الكون والماده المظلمه تملا الكون!
العجيب ان القران لم يستخدم ابدا كلمه “فضاء” بل وصف السماء بانها “بناء” وذلك في قوله تعالى: (الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء) [البقره : 22]. وفي ايه ثانيه نجد الحقيقه ذاتها في قوله عز وجل: (والسماء وما بناها) [الشمس: 5]. وهذه الكلمات تؤكد ان القران دقيق جدا من الناحيه العلميه بما يشهد على صدق هذا الكتاب العظيم.
9- اكتشاف الدخان الكوني
لسنوات طويله اعتقد العلماء ان الكون يحوي غبارا كونيا تبين اخيرا ان هذا الغبار هو عباره عن “دخان كوني” يشبه الدخان الذي نعرفه، وتوجد منه كميات ضخمه في الكون منذ بدايه تشكله. واظهرت التحاليل لجزيئات غبار التقطها علماء وكاله ناسا انها لا تشبه الغبار، بل هي دخان يعود تشكله الى بدايات خلق الكون قبل مليارات السنين.
هذا هو الدخان الكوني الذي ظنه العلماء غبارا لسنوات طويله …
والمفاجاه ان القران وصف لنا بدايه خلق السماء في قوله تعالى: (ثم استوى الى السماء وهي دخان) [فصلت: 11] والسؤال لكل من يشك بهذا القران، من اين جاء محمد صلى الله عليه وسلم بهذا العلم قبل اربعه عشر قرنا؟!
10- اكتشاف الماده المظلمه
يوجد سباق اليوم بين علماء الفلك على اكتشاف الماده المظلمه ، وهي ماده تملا الكون وتشكل نسبه كبيره منه. وقد وجد العلماء ان النجوم والمجرات تتوضع عبر هذه الماده المظلمه ، والماده المظلمه شديده وتسيطر على توزع الماده المرئيه في الكون.
الماده المظلمه شديده جدا وتشغل (مع الطاقه المظلمه ) اكثر من 96 % من الكون!
في كتاب الله تعالى وصف دقيق لهذه الماده المظلمه والتي سماها القران: السماء! يقول تعالى: (وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم) [فصلت: 12]، فالنجوم تزين السماء طبعا نحن لا نرى السماء مباشره بل نرى النجوم وهي تزين السماء. وهذه السماء شديده جدا، يقول تعالى: (وبنينا فوقكم سبعا شدادا) [النبا: 12] وهي السموات السبع… فسبحان الله.
وبعد…
والله يا احبتي لو ان القران لا يحوي سوى هذه الحقائق الكونيه العشره لكفى بها دليلا على صدق واعجاز هذا الكتاب العظيم، فكيف اذا علمنا ان القران يحوي مئات الحقائق العلميه في البحار والجبال والارض والطب والنفس… وكلها تشهد على صدق قول الحق تبارك وتعالى: (سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اولم يكف بربك انه على كل شيء شهيد) [فصلت: 53].