الصراخ يعد عقابا فاشلا لانه يشيع في البيت مناخا متوترا يمس كل من يعيشون فيه، والبيت الذي تعلو فيه الاصوات هو مناخ مناسب لانتاج افراد مرضى بامراض نفسيه ، كالقلق والاكتئاب، فالطفل الذي تصرخ امه دائما في وجهه، وتؤنبه باستمرار، سيشعر تلقائيا بانه فرد غير مقبول، والجميع يبغضونه،ولا يرتاحون لتصرفاته.
هذا بالاضافه الى كون الصراخ يحدث ما يسمى بالرابط السلبي لدى الطفل، بمعني انه يذكره بمواقف سيئه يتالم لتذكرها وتجترها ذاكرته بمجرد سماع الصراخ، وقد يدوم معه طوال حياته، ومهما كبر فان اي رفع للصوت امامه يعيد لديه تلك المشاعر السلبيه التي استشعرها وهو طفل ضعيف.
كذلك فان اسلوب الصراخ في وجه الابناء يمثل قدوه سيئه لهم في التعامل مع الاخرين، حيث يتشربون هذا السلوك، ومن ثم يبدؤون في ممارسته تجاه الاطفال الاصغر منهم في العائله والمدرس وقد نرى البنت تصرخ في وجه امها او ابيها والولد كذلك، وطبعا يكون من العبث حينئذ ان ننهاهم عن ذلك، كيف وقد ربيناهم على الصراخ وكان هو وسيله التفاهم بيننا وبينهم؟
من نتائج الصراخ الدائم في وجه الاطفال انه ينتج جيلا مشاغبا يتسم بالعصبيه والعناد وربما العدوانيه ، فبعد اجراء دراسه شملت 110 من الاسر الامريكيه تضم اطفالا تتفاوت اعمارهم ما بين ثلاثه وخمسه اعوام، اعلن معهد العلوم النفسيه في “اتلانتا” عن نتائج هذه الدراسه وكانت كالاتى:
(اكدت الدراسه ان هناك علاقه قطعيه بين شخصيه الطفل المشاغب الكثير الحركه ، وبين الام العصبيه التي تصرخ دائما وتهدد باعلى صوتها حين تغضب، و المقصود بالطفل المشاغب- كما جاء في هذه الدراسه – هو الطفل الذي لا صبر عنده والعنيد والمتمرد والعدواني نحو الاخرين حتى والديه، والذي لا يلبث ان يجلس حتى يستعد مره اخرى للقيام واللعب او العراك مع احد اخوته).