لايلدغ المومن من الجحر مرتين
فالحديث مخرج في الصحيحين وغيرهما ولفظه كما في صحيح البخاري: لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.
ومعناه اجمالا: التحذير من التغفل وتكرار الخطا، والحث على التيقظ واستعمال الفطنه .
ونقل الحافظ في الفتح عن ابي عبيد قال: معناه لا ينبغي للمؤمن اذا نكب من وجه ان يعود اليه.
ويؤيد هذا المعنى سبب ورود الحديث كما في كتب السيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قاله عندما ظفر بابي عزه القرشي الجمحي الشاعر بعد احد، وكان قد من عليه في بدر عندما اخذ مع الاسرى بعدما تعهد ان لا يقاتل النبي صلى الله عليه وسلم ولا يحرض على قتاله بشعره، فنقض هذا العهد واشترك مع قريش في قتال المسلمين يوم احد، فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله وقال: لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.
وقال بعضهم: الحديث لفظه خبر ومعناه امر، اي ليكن المؤمن حازما حذرا لا يؤتى من ناحيه الغفله فيخدع مره بعد اخرى، وقد يكون ذلك في امر الدين كما يكون في امر الدنيا وهو اولاهما بالحذر.
وقيل: معناه من اذنب ذنبا فعوقب به في الدنيا فانه لا يعاقب به في الاخره ، وقيل: المراد بالمؤمن هنا: المؤمن الكامل الذي اوقفته معرفته وتجربته على غوامض الامور حتى صار يحذر مما سيقع، واما المؤمن المغفل فقد يلدغ من الجحر الواحد مرارا.
ومن الامثله ان ينخدع المؤمن بقول كاذب اوعهد منافق بعدما جرب عليه الكذب والخيانه كما اراد ابو عزه ان يفعل بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: والله لا تمسح عارضيك بمكه وتقول: خدعت محمدا مرتين.
- لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين