فلز اصفر براق على هيئه كتل بامكانها عكس الضوء اما صفائحه الرقاق فتبدو خضراء اللون او زرقاء. اما الذهب المقطع تقطيعا دقيقا – مثله مثل المساحيق المعدنيه الاخرى – فيتميز باللون الاسود بينما توجد انواع اخرى من الذهب يتدرج لونها بين الياقوتي والارجواني.
وياتي الذهب في المجموعه الانتقاليه رقم (11) من الجدول الدوري، ورقمه الذري (79)، ووزنه الذري (196.967)، ويبلغ وزنه النوعي (19.3). وينصهر الذهب في درجه حراره قدرها (1063) درجه مئويه ، ويغلي في (2500) مئويه . والذهب موصل جيد للحراره والكهرباء، ولا يفوقه في هذه الصفه سوى الفضه والنحاس .
خصائص الذهب
يعتبر الذهب الخالص من اكثر انواع المعادن القابله للطرق والسحب، حيث يمكن ضربه او طرقه حتى كثافه تصل الى (0.000013) سم. كما يمكن تشكيل سلكا ذهبيا طوله (100) كم من كميه قدرها (29) جرام. والذهب واحد من اكثر المعادن ذات الملمس الناعم اذ تبلغ صلابته من (2.5) الى (3) على مقياس الصلاده .
والذهب من المعادن الخامله جدا وهو لا يتاثر بالهواء او الحراره او الرطوبه . وهو لا يذوب في الحوامض المركزه المعدنيه المعروفه امثال حامض الهيدروكلوريك، والكبريتيك، والفوسفوريك، والنتريك ولكنه يذوب في الماء الملكي الذي يعد مزيجا من حامضي الهيدروكلوريك والنتريك المركزين حيث يتحرر الكلور الحديث التولد فيذيب الذهب. وهناك حوامض اخرى تؤثر في الذهب مثل حامض التلمريك ومحلول كلوريد الحديد الساخن وغيرهما.تاريخ معدن الذهب
لما كان الذهب منتشرا في اماكن عديده من الكره الارضيه ، اضافه الى وجوده حرا في الطبيعه ، ولغلو ثمنه واستعماله نقودا في شتى امصار العالم اصبحت معرفته ايسر من معرفه غيره من الفلزات. كما ان صفاته الطبيعيه قد جعلت منه معدنا شائع الصيت فكثر ذكره في الكتب وكثر المنقبون عنه والمشتغلون به. وفي القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي، حيث وصلت الحضاره الاسلاميه الى اوجها وزينت قصور الخلفاء بشتى انواع الجواهر والمعادن التي جلبت من مختلف اصقاع الدوله الاسلاميه المتراميه ، اهتم كثير من الكيميائيين بطرق تنقيه هذه المعادن. فذكر البيروني في كتابه الجماهر في معرفه الجواهر طرق تنقيه الذهب وهو ما لا يختلف كثيرا عن الطرق المستخدمه اليوم. فيذكر البيروني في تعدين الذهب وتصفيته ما نصه:” ان بعض الذهب ما يتصفى بالنار اما بالاذابه وحدها او التشويه المسماه طبخا له، والجيد المختار يسمى لقطا لانه يلتقط من المعدن قطاعا يسمى ركازا واركز المعدن اذا وجد فيه القطع سواء معدن فضه او ذهب، وربما لا يخلو من شوب ما، فخلصته التصفيه حتى اتصف بالابريز لخلاصه، ويثبت بعدها على وزنه”.
وياتي البيروني في شرح تنقيه الذهب عندما يكون ممزوجا مع التربه او في الاحجار الكبيره ، ويصف الطريقه التي تستعمل لاستخراج الذهب مما شابه من التراب والحجر وصفا دقيقا لا يختلف كثيرا عما هو عليه الان. فيقول: “وربما كان الذهب متحدا بالحجر كانه مسبوك معه فاحتيج الى دقه، والطواحين تسحقه الا ان دقه بالمشاجن اصوب وابلغ في تجويده حتى يقال انه يزيده حمره ، وذلك انه ان صدق مستغرب عجيب، والمشاجن هي الحجاره المشدوده على اعمده الجوازات المنصوبه على الماء الجاري للدق، كالحال في سمرقند في دق القنب في الكواغد ، واذا اندق جوهر الذهب وانطحن، فسل عن حجارته وجميع الذهب بالزئبق، ثم عصر في قطعه جلد حتى يخرج الزئبق من مسامه، ويطير ما يبقى فيه منه بالنار فيسمى ذهبا زئبقيا ومزبقا والذهب الذي بلغ النهايه التي لا غايه وراءها من الخلوص، كما حصل لي بالتشويه بضع مرات، لا يؤثر في المحك كبيرا اثر ولا يكاد يتعلق به، ولكاد يسبق جموده اخراجه من الكوره ، فياخذ فيها في الجمود عند قطع النفخ، واغلب الظن في الذهب المستشفر انه للينه”.