ما يمنع من دخوله الجنه الا الموت
974 – ( وعن علي – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : حال كونه ( على اعواد هذا المنبر ) : قال ابن حجر : ” كان حكمته بعد الدلاله به على مزيد البيان ” والاستحضار لتلك الواقعه هو التنبيه على تاخر هذا الامر عن وضع المنبر الخشب ، فانه عليه السلام كان اولا يخطب على الارض حتى عمل له منبر من خشب الطرفاء لما كثر المسلمون ليخطب عليه ويسمعهم كلهم ، وكان عمله سنه ثمان من الهجره عند جمع ، وقيل في السابعه ( يقول : ” من قرا ايه الكرسي في دبر كل صلاه ” ) ، اي : مكتوبه كما في روايه الحصن ( ” لم يمنعه من دخول الجنه ” ) ، اي : مانع ( ” الا الموت ” ) ، اي : على الشقاوه او الا عدم الموت ، قال الفاضل الطيبي : اي الموت حاجز بينه وبين دخول الجنه ، فاذا تحقق وانقضى حصل دخوله ، ومنه قوله عليه السلام ” والموت قبل لقاء الله ” وقال المحقق الصمداني المولى سعد المله والدين التفتازاني : معنى الحديث انه لم يبق من شرائط دخول الجنه الا الموت ، فكان الموت يمنع ويقول : لا بد من حضوري اولا ليدخل الجنه ، اقول : ويمكن ان يقال ( المقصود ) ، انه ( لا يمنع من ) دخول الجنه شيء من الاشياء البته ، فان الموت ليس بمانع من دخول الجنه ، بل قد يكون موجبا لدخولها فهو من قبيل :
”
ولا عيب فيهم غير ان سيوفهم
” .
البيت ، وهذا ليس بعيب فلا عيب فيهم اصلا ، فيكون من باب تاكيد المدح بما يشبه الذم ، ومنه قوله تعالى : وما نقموا منهم اي : ما كرهوا وعابوا الا ان يؤمنوا بالله ويمكن ان يكون المعنى : لم يمنعه من دخول الجنه [ ص: 773 ] الا ان يموت كافرا ، والعياذ بالله ، اشاره الى ان سائر المعاصي لم يمنعه ، والله اعلم ، ( ” ومن قراها حين ياخذ مضجعه ” ) ، اي : مكانه للنوم ( ” امنه الله ” ) ، اي : جعله امنا ، اي : امن خوفه من كل مكروه ( وعلى داره ” ) ، اي : على ما في داره ( ” ودار جاره ” ) ، اي : مالا ونفسا وغيرها ( ” واهل دويرات ” ) : جمع دويره تصغير دار ( ” حوله ” ) : بالنصب ظرف ، قال ابن حجر : اي وان لم يلاصق داره فاريد بالجار هنا حقيقته وهو الملاصق ، وان كان عرفا يشمله وغيره الى اربعين دارا من كل جهه من الجهات الاربع .
قال الطيبي : عبر عن عدم الخوف بالامن وعداه بعلى ، اي : لم يخوفه على اهل داره ( واهل دويرات جاره ) ، حوله ان يصيبهم مكروه او سوء كقوله تعالى : ما لك لا تامنا على يوسف الكشاف : لم تخافنا عليه ، ( رواه البيهقي في شعب الايمان ، وقال : اسناده ضعيف ) .
اعلم ان الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الاعمال مع ان صدر الحديث ذكره في الحصن ، ورمز للنسائي ، وابن حبان ، وابن السني ، وقال ميرك : كلهم عن ابي امامه الباهلي ، وقال الحافظ المنذري : ورواه النسائي ، والطبراني باسانيد احدها صحيحه ، وزاد الطبراني في بعض طرقه : ” وقل هو الله احد ” واسناده بهذه الزياده جيد ايضا ، قال ابن حجر : لكن له شاهد صحيح عن ابي امامه ، رواه النسائي ، وروى الطبراني احاديث اخر في فضل ايه الكرسي دبر الصلاه المكتوبه ، لكن قال النووي : كلها ضعيفه اه ، وتعدد الروايات يدل على ان لها اصلا صحيحا .