ويعرف تسوس الاسنان بانه مرض معد مرتبط بالسكر، فهنالك ثلاثه عوامل يجب توافرها لحدوث التسوس، الاول هو البكتيريا التي تكون موجود في الفم وفوق اسطح الاسنان، فالبكتيريا هي التي تجعل تسوس الاسنان مرضا معديا لان الطفل عندما يولد يكون فمه خاليا منها، ولكن تصل اليه الجراثيم من الام عند اول قبله ، فالدراسات تؤكد ان معدل التسوس لدى الاطفال تزداد بازدياد معدلاتها لدى الاهل، ويرجع هذا الى انتقال البكتيريا اليهم صباح مساء بالاضافه الى توريثهم ابناءهم عادات غير صحيه فيما يتعلق بنظافه الفم والاسنان.
العامل الثاني هو السكر او الكربوهيدرات، فالبكتيريا تحتاج للسكريات لكي تتغذى وتتكاثر منتجه احماضا قويه تقوم بالتغلغل في طبقات السن مسببه طرد ايونات الكالسيوم والفوسفات مما يضعف بنيه السن ويؤدي الى تكوين حفره في المنطقه المتاثره . اما العامل الثالث فهي السن نفسها، فلا تسوس من دون وجود اسنان في الفم! ولكن ذلك لا يعني ان يهمل الاهل العنايه بنظافه فم الطفل قبل بزوغ اسنانه.
على الاهل تعليم الطفل كيف ينظف اسنانه ومتابعته في ذلك (الالمانيه ) |
اثناء الرضاعه
اما تسوس الرضع فهو فقدان بنيان السن الناجم عن نوم الطفل اثناء الرضاعه ، فالحليب يحتوي على سكر اللاكتوز الذي تهضمه البكتيريا مفرزه الاحماض التي تسبب حصول فجوات في الاسنان اللبنيه ، وعندما ينام الرضيع فان لسانه يحجز اخر رشفه من الحليب ويبقيها في الفم، مما يعني نقع الاسنان بالحليب الغني بسكر اللاكتوز طوال فتره قد تمتد لساعات، وهذا يؤدي الى حدوث التسوس في جميع الاسنان باستثناء الاسنان السفليه الاماميه ، فوضعيه اللسان تحميها من الحليب وتشكل اشبه ما يكون بمظله واقيه .
ومنذ اللحظه التي تبزغ فيها الاسنان اللبنيه -على عمر سته اشهر- يصبح الطفل معرضا لتسوس الرضع، وهو امر يقتضي من الاهل اتباع انماط صحيه في تغذيه الطفل والعنايه به، ويؤدي الاهمال الى عواقب وخيمه على صحه الطفل قد ترافقه لباقي عمره.
ويبدا تسوس الرضع بالظهور كبقع بيضاء على الاسنان تصبح بنيه في مرحله لاحقه وتتحول الى حفر في السن، وفي مراحل لاحقه قد يتاثر لب السن مما يستدعي علاجه -الذي سيكون صعبا بحكم صغر سن الطفل- او خلع السن.
المضاعفات
تبقى الاسنان اللبنيه في الفم حتى عمر العشر سنوات، وهي تقوم بعده وظائف منها المضغ وتقطيع الطعام، ولذلك يلاحظ ان الاطفال الذين يعانون من التسوس يواجهون صعوبات في التغذيه بسبب عدم قدرتهم عل تناول الطعام الناجم عن الالام المرافقه للتسوس او بسبب عدم قدرتهم على المضغ لان الاسنان اللبنيه مخلوعه .
كما تلعب الاسنان اللبنيه دورا اساسيا في نطق الطفل وتكوين الاحرف، ومظهرها الجميل يعطي الطفل الثقه بالنفس التي قد يفتقدها اذا كان يعاني من التسوس، وقد تتاثر نفسيه الطفل بعد الدخول في مجتمع المدرسه وتعرضه لسلوكيات السخريه من قبل الاخرين.
ويجب على الام فهم ان التسوس
مرض خطير يؤثر على حياه طفلها وصحته بشكل يمتد لباقي سنوات عمره، وهو مرض يمكن الوقايه منه من خلال اتباع الارشادات التاليه :
زياره طبيب الاسنان عندما ينهي الطفل عامه الاول ضروريه (الالمانيه ) |
- على الام ان تعتني بصحه فمها واسنانها باستخدام الفرشاه ومعجون اسنان يحتوي الفلورايد بعد كل وجبه ، واستعمال الخيط الطبي لتنظيف ما بين الاسنان مره واحده في اليوم، كما عليها زياره طبيب الاسنان بشكل دوري وعلاج اي تسوس او مشاكل في اللثه ، اذ ان التسوس مرض معد وهذا يعني ان العنايه بفم الام والاب سيقلل من البكتيريا الموجوده وبالتالي سيخفض من احتماليه انتقال العدوى للابناء وبدء حدوث التسوس على عمر مبكر.
- تقليل التواصل المعدي مع الطفل كتقبيله من الزوار واطعامه من قبلهم، كما يجب فصل ادوات طعام الطفل كرضاعته وكوبه عن ادوات باقي الاسره ، وعدم استعمالها من قبل الاخرين، وهو امر يجب ان يطبق على باقي افراد الاسره ايضا عبر تخصيص طبق خاص وكوب لكل فرد مما يقلل انتقال الامراض بينهم سواء داء التسوس او غيره.
- بعد ولاده الطفل وقبل ان تبزغ اسنانه (اي من تاريخ الولاده حتى عمر سته اشهر) يجب على الام مسح لثه الطفل بقطعه قماش نظيفه مبلله بالماء، وذلك لازاله بقايا الحليب ومنع البكتيريا من النمو والتكاثر في الفم.
- خلال السته اشهر الاولى يجب ان يقتصر غذاء الطفل على الحليب الطبيعي او الاصطناعي المخصص للرضع، فلا يسمح بشرب العصير او الشاي او حتى الماء، ويرجع ذلك الى عدم قدره جسمه على تقبل الاغذيه الاخرى والى صغر حجم المعده التي ان امتلات بالماء او العصير سوف تسد شهيه الطفل وتمنعه من شرب الحليب الذي يحتاجه لنموه وتطوره.
- يمنع ارضاع الطفل وهو نائم، ففي حال الرضاعه الطبيعيه يجب رفع الطفل عن ثدي الام حال نومه ووضعه في سريره، اما اذا كان يتغذى من الرضاعه فيجب سحبها من فمه حال استغراقه في النوم.
- اذا كان الطفل يواجه صعوبات في النوم دون الرضاعه فيمكن ملؤها بالماء الذي سبق غليه، وهذا لن يؤدي الى التسوس لان الماء لا يحتوي على سكريات.
- يمنع غمس مصاصه (لهايه ) الطفل في القطر او العسل واعطاؤها له، كما ان استعمال المصاصه بحد ذاته عاده مؤذيه وقد تتسبب في تطور مشاكل تقويميه في الاسنان والاطباق (كحدوث عضه مفتوحه فلا يعود الطفل قادرا على اغلاق اسنانه الاماميه ).
- بعد بزوغ اولى اسنان الطفل اللبنيه تبدا الام بتنظيف اسنانه باستعمال فرشاه صغيره الحجم والماء فقط بمعدل مرتين الى ثلاث مرات في اليوم، وذلك حتى يبلغ عمر السنتين.
- يجب زياره طبيب الاسنان عندما ينهي الطفل عامه الاول وذلك لفحصه وتحديد اي احتياجات خاصه او عوامل قد تؤثر على صحه فمه واسنانه.