مشاكل نفسيه وعصبيه للشباب
من مشاكل الشباب النفسيه والعصبيه الاحباط وارجع بعض علماء النفس العدوان للاحباط. ويستخدم مصطلح الاحباط للاشاره الى ” حاله انفعاليه غير ساره ، قوامها الشعور بالفشل وخيبه الامل، تتضمن ادراك الشاب وجود عقبات او عوائق تحول دون اشباعه لما يسعى الى اشباعه، من حاجات ودوافع، وبلوغه الى ما يسعى الى تحقيقه من اهداف”.ولذا فهو يشير بالدرجه الاولى الى “المشاعر، التي يشعر بها الشاب؛ نتيجه للاعاقه او الارجاء. وهي مشاعر سلبيه ، تتضمن الضيق والتوتر والقلق وخيبه الامل، والمشاعر الاكتئابيه احيانا. والاحباط وفقا لهذا التصور كثيرا ما يؤدى الى العدوان الغاضب، وبالعكس فان العدوان من النوع الغاضب الانفعالى كثيرا ما يمكن ارجاعه الى الاحباط.
الشعور بالاحباط قد يكون اكثر ايلاما واشد وطاه على النفس في حالات معينه ، من بينها:
1- اذا ادرك الشاب ان الاهداف والدوافع المعاق اشباعها مهمه او ضروريه وحيويه ، ولا غنى له عنها ويستحيل استبدالها او تعويضها. فالقيمه ، التي يضيفها الشاب على دوافعه
واهدافه، تزيد من تازمه النفسي كلما كانت هذه القيمه عاليه .
2- اذا ادرك الشاب ان العقبات او العوائق، التي تحول دون اشباع دوافعه او تحقيق اهدافه، شديده ومستعصيه ، فالالم النفسي يزيد اذا شعر باستحاله تجاوز العائق، او التغيير في الوضع القائم.
4- اذا اقترب الشاب من تحقيق هدفه، ثم نشات عقبه ما وحالت دون بلوغه.
5- اذا فشل الشاب في تجاوز العقبه او العائق، الذي يعترض بلوغ غايته او تحقيق هدفه على الرغم من المحاولات المتكرره والجهد المتواصل.
وكما ذكرنا فان الاحباط يرتبط غالبا بالعدوان. و يظهر العدوان في عده اشكال: فقد يكون لفظيا، من خلال السب والشتم والتجريح ، وقد يكون بدنيا بالضرب والشجار ، او بفذف الحجاره او استخدام بعض الاسلحه ، وقد يكون عاطفيا من نوع الكراهيه والحقد. كما ان العدوان قد يكون مباشرا، اذ يتجه الى مصدر الاحباط (الاعاقه )، وقد يكون غير مباشر، فيتحول الى مصدر اخر.
والدراسات التى تمت حول علاقه الاحباط بالعدوان، تشير الى النتائج التاليه :
ا- توجد علاقه قويه بين مقدار العدوان ودرجه الاحباط. اذ تزيد الرغبه في العدوان، كلما زاد الشعور بالاحباط.
ب- يسهم العدوان على مصدر الاحباط، في تفريغ الطاقه النفسيه ، ويقلل اثاره العدوان، وبالتالي يتم التوازن الداخلي.
ج- قد يكبت الشاب عدوانه اذا ادرك انه سيواجه بعدوان اشد. وكبت العدوان في هذه الحاله قد لا يعني انه تم التخلص منه. فقد يحول الفرد المحبط عدوانه الى مصادر اخرى، او يوجهه الى نفسه. وتوجيه العدوان الى الذات يضر بالصحه النفسيه ، ولاسيما اذا اشتد تحقير الذات ولومها؛ لانه قد يؤدي الى عواقب وخيمه كالانتحار. وهو ما قام به مثلا محمد البوعزيزى .
د- ان اعاقه المحبط، في التعبير عن عدوانه، تشعره باحباط جديد. فاعاقه العدوان تمثل احباطا جديدا يزيد الاثاره والتوتر، وبالتالي يزيد الرغبه في العدوان.
ه- اذا تساوت رغبه المحبط في العدوان على مصدر الاحباط مع رغبته في كبت العدوان، فقد توقع المحبط في نوع من الصراع، الذي قد يؤدي الى احباط جديد، اذا لم يحل بتغليب احدى الرغبتين على الثانيه .
و- وجدت بعض الدراسات ان الاحباط لدى بعض الناس يؤدي الى نكوص في السلوك وارتداد الى اساليب سلوكيه غير ناضجه .
وهذا يعنى ببساطه ان شبابنا العصبى ، الذى يغضب ويثور ويتبادل السباب او يشتبك بالايدى ، او بقذف الطوب او حتى بحمل السلاح ، هو شباب محبط .
ان حالات الاحباط الشديد تؤدى الى ظهور قدر معين من العدوانيه الذى يعتمد على كميه المشاعر السلبيه الناجمه عن حاله الاحباط او الفشل ولما كان الاحباط مفتاحا للغضب , والغضب بدوره يؤدى الى العدوان ، والعدوان يعتبر بمثابه المولد الذى يقوم بتوليد العنف ، فان العنف يتحول الى سلوكيات مضطربه ومسالك داميه تتبلور فى نهايه المطاف لتصل الى الانتقام .