مطويه فضل عشر ذي الحجه مطويه فضل عشر ذي الحجه مطويه فضل عشر ذي الحجه مطويه فضل عشر ذي الحجه
ﻣﻄﻮﻳﺔ ﻓﻀﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﺸﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﻴد ﻭﺍﻷﺿﺤﻴﺔ ﻻﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ – رحمه الله
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ .
ﻭﺑﻌﺪ :
ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻨﺘﻪ ﺃﻥ ﺟﻌﻞ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﻳﺴﺘﻜﺜﺮﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ، ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻢ .
ﻋﺸﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻬﺎ ﺃﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎ :
1 – ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﻟﻴﺎﻝ ﻋﺸﺮ} [ اﻟﻔﺠﺮ:2،1 ] ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ – : ( ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻬﺎ ﻋﺸﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
2 – ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒاﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻴﻬﻦ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮ ” ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻭﻻ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻗﺎﻝ : ” ﻭﻻ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﺧﺮﺝ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﻲﺀ ”
3 – ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭيﺬﻛﺮﻭﺍ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ [ ﺍﻟﺤﺞ:27 ] ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : (ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮ)
[ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ].
4 – ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻋﻈﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻻ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮ ؛ ﻓﺄﻛﺜﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ” ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ .
5 – ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﻯ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ – ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﻲ .
6 – ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺢ :
(ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﻋﺸﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺤﺞ ، ﻭﻻ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ) .
ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ :
1 – ﺍﻟﺼﻼﺓ : ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺍﻟﺘﺒﻜﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ، ﻭﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ، ﺭﻭﻯ ﺛﻮﺑﺎﻥ ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ :
” ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻟﻠﻪ ، ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﺴﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺳﺠﺪﺓ ﺇﻻ ﺭﻓﻌﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﺩﺭﺟﺔ ، ﻭﺣﻂ ﻋﻨﻚ ﺑﻬﺎ ﺧﻄﻴﺌﺔ ” ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ.
2 – ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ : ﻟﺪﺧﻮﻟﻪ فﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ، ﻓﻌﻦ ﻫﻨﻴﺪﺓ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﻦ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ، ﻗﺎﻟﺖ : ” ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺼﻮﻡ ﺗﺴﻊ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ، ﻭﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ، ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ” ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ .
– ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻋﻦ ﺻﻮﻡ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﺐ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺑﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ.
3 – ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺤﻤﻴﺪ : ﻟﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ :
” ﻓﺄﻛﺜﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ” ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ – ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻳﺨﺮﺟﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻳﻜﺒﺮﺍﻥ ، ﻭﻳﻜﺒﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﻜﺒﻴﺮﻫﻤﺎ ” ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ : ” ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﻳﻜﺒﺮ ﻓﻲ ﻗﺒﺘﻪ ﺑﻤﻨﻰ ﻓﻴﺴﻤﻌﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﻜﺒﺮﻭﻥ، ﻭﻳﻜﺒﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺗﺞ ﻣﻨﻰ ﺗﻜﺒﻴﺮﺍ ” ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻜﺒﺮ ﺑﻤﻨﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ، ﻭﺧﻠﻒ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ، ﻭﻓﻲ ﻓﺴﻄﺎﻃﻪ ، ﻭﻣﺠﻠﺴﻪ ﻭﻣﻤﺸﺎﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺟﻤﻴﻌﺎ ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺐ ﺍﻟﺠﻬﺮ ﺑﺎﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻟﻔﻌﻞ ﻋﻤﺮ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﻭﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ. ﻭﺣﺮﻱ ﺑﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻧﺤﻴﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺿﺎﻋﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ، ﻭﺗﻜﺎﺩ ﺗﻨﺴﻰ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ – ﻭﻟﻸﺳﻒ – ﺑﺨﻼﻑ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ .
ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ :
ﺃ – ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻛﺒﻴﺮﺍ .
ﺏ – ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ .
ﺟ – ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ .
4 – ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻋرفه :
ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ : ” ﺃﺣﺘﺴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪﻩ ” ،
ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺮﻓﺔ – ﺃﻱ ﺣﺎﺟﺎ – ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻗﻒ ﺑﻌﺮﻓﺔ ﻣﻔﻄﺮﺍ .
5 – ﻓﻀﻞ ﻳﻮﻡ ﺍلنحر :
ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻭﻋﻦ ﺟﻼﻟﺔ ﺷﺄﻧﻪ ﻭﻋﻈﻢ ﻓﻀﻠﻪ ﺍﻟﺠﻢ ﺍﻟﻐﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ،
– ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ – :
” ﺧﻴﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺤﺮ، ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺞ ﺍﻷﻛﺒﺮ ” ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﻦ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ” ﺇﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺤﺮ ، ﺛﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮ ” .
ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮ ﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﻨﻰ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ، ﻭﻗﻴﻞ : ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ ؛ ﻷﻥ ﺻﻴﺎﻣﻪ ﻳﻜﻔﺮ ﺳﻨﺘﻴﻦ ، ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻳﻌﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻗﺎﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ، ﻭﻷﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺪﻧﻮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ، ﺛﻢ ﻳﺒﺎﻫﻲ ﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ، ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﺎﺭﺿﻪ ﺷﻲﺀ ، ﻭﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻓﻠﻴﺤﺮﺹ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﺎﺟﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﻘﻴﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺯ ﻓﺮﺻﺘﻪ .
ﺑﻤﺎﺫﺍ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺨﻴﺮ ؟
1 – ﺣﺮﻱ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺡ ، ﻭﺑﺎﻹﻗﻼﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻀﻞ ﺭﺑﻪ ، ﻭﺗﺤﺠﺐ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻦ ﻣﻮﻻﻩ .
2 – ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﺰﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻏﺘﻨﺎﻣﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻓﻤﻦ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ : {ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﻫﺪﻭﺍ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻨﻬﺪﻳﻨﻬﻢ ﺳﺒﻠﻨﺎ} [ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ:69] .
ﻓﻴﺎ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻏﺘﻨﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﺴﺎﻧﺤﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﻮﺗﻚ ﻓﺘﻨﺪﻡ ، ﻭﻻﺕ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻨﺪﻡ . ﻭﻓﻘﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻻﻏﺘﻨﺎﻡ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺨﻴﺮ ، ﻭﻧﺴﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻨﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﺣﺴﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ .
ﺑﻌﺾ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ :
ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﻬﺎ ﺍﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻀﺤﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﻈﻨﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﺕ ﻓﻼ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ ، ﻭﺍﻷﺿﺤﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ : –
[ﺍﻷﻭﻝ] :
ﺃﻥ ﻳﻀﺤﻲ ﻋﻨﻬﻢ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻸﺣﻴﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﻳﻀﺤﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ، ﻭﻳﻨﻮﻱ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ، ﻭﺃﺻﻞ ﻫﺬﺍ ﺗﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﷺ – ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .
{ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ} :
ﺃﻥ ﻳﻀﺤﻲ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻭﺻﺎﻳﺎﻫﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬﺍ ﻟﻬﺎ ﻭﺃﺻﻞ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻓﻤﻦ ﺑﺪﻟﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﻪ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺇﺛﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺪﻟﻮﻧﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻤﻴﻊ ﻋﻠﻴﻢ } [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:181] .
[ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ] :
ﺃﻥ ﻳﻀﺤﻲ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺗﺒﺮﻋﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ، ﻓﻬﺬﻩ ﺟﺎﺋﺰﺓ . ﻭﻗﺪ ﻧﺺ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻭﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻗﻴﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺑﺎﻷﺿﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﷺ – ﻟﻢ ﻳﻀﺢ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﺗﻪ ﺑﺨﺼﻮﺻﻪ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻀﺢ ﻋﻦ ﻋﻤﻪ ﺣﻤﺰﺓ ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﺰ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻋﻨﺪﻩ ، ﻭﻻ ﻋﻦ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ، ﻭﻫﻦ ﺛﻼﺙ ﺑﻨﺎﺕ ﻣﺘﺰﻭﺟﺎﺕ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺻﻐﺎﺭ ، ﻭﻻ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺧﺪﻳﺠﺔ ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﻧﺴﺎﺋﻪ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺿﺤﻰ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﺗﻪ . ﻭﻧﺮﻯ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻳﻀﺤﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺃﻭﻝ ﺳﻨﺔ ﻳﻤﻮﺕ ﺃﺿﺤﻴﺔ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ ،
(ﺃﺿﺤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ) ، ﻭﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﺃﺣﺪ ، ﺃﻭ ﻳﻀﺤﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺍﺗﻬﻢ ﺗﺒﺮﻋﺎ ﺃﻭ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻭﺻﺎﻳﺎﻫﻢ ، ﻭﻻ ﻳﻀﺤﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ، ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﺿﺤﻰ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﺷﻤﻞ ﺃﻫﻠﻪ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻟﻤﺎ ﻋﺪﻟﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺫﻟﻚ .
<ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺠﺘﻨﺒﻪ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ
ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ >
ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻀﺤﻲ ﻭﺩﺧﻞ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺇﻣﺎ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻫﻼﻟﻪ ﺃﻭ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﺮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﺃﻭ ﺃﺿﻔﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﺟﻠﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺬﺑﺢ ﺃﺿﺤﻴﺘﻪ ، ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ – ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﷺ – ﻗﺎﻝ :” ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﻀﺤﻲ ﻓﻠﻴﻤﺴﻚ ﻋﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﺃﻇﻔﺎﺭﻩ ”
ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻣﺴﻠﻢ ، ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ :
” ﻓﻼ ﻳﻤﺲ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﻻ ﺑﺸﺮﻩ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﺤﻲ ” ، ﻭﺇﺫﺍ ﻧﻮﻯ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺃﻣﺴﻚ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻧﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﺇﺛﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﺬﻩ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻀﺤﻲ ﻟﻤﺎ ﺷﺎﺭﻙ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺴﻚ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺬﺑﺢ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﻥ ﺷﺎﺭﻛﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻧﺤﻮﻩ ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﺠﻮﺯ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻤﻀﺤﻲ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺭﻫﻢ ﻭﺃﻇﻔﺎﺭﻫﻢ ﻭﺃﺑﺸﺎﺭﻫﻢ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺧﺎﺹ ﺑﻤﻦ ﻳﻀﺤﻲ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻀﺤﻰ ﻋﻨﻪ ﻓﻼ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﷺ – ﻗﺎﻝ :” ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﻀﺤﻲ … ” ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﺃﻭ ﻳﻀﺤﻰ ﻋﻨﻪ ؛ ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﷺ – ﻛﺎﻥ ﻳﻀﺤﻲ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻹﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ . ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﺃﻭ ﻇﻔﺮﻩ ﺃﻭ ﺑﺸﺮﺗﻪ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻻ ﻳﻌﻮﺩ ، ﻭﻻ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻻ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻧﺎﺳﻴﺎ ﺃﻭ ﺟﺎﻫﻼ ﺃﻭ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺑﻼ ﻗﺼﺪ ﻓﻼ ﺇﺛﻢ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺇﻥ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺬﻩ ﻓﻠﻪ ﺃﺧﺬﻩ ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﻇﻔﺮﻩ ﻓﻴﺆﺫﻳﻪ ﻓﻴﻘﺼﻪ ، ﺃﻭ ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻴﺰﻳﻠﻪ ، ﺃﻭ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﻪ ﻟﻤﺪﺍﻭﺍﺓ ﺟﺮﺡ ﻭﻧﺤﻮﻩ .
<ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻭﺁﺩﺍﺏ ﻋﻴﺪ ﺍﻷﺿﺤﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ >
– ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ، ﻧﺤﻴﻴﻚ ﺑﺘﺤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻚ :
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﻭﻧﻬﻨﺌﻚ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﺑﻘﺪﻭﻡ ﻋﻴﺪ ﺍﻷﺿﺤﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ،
ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻚ : ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺎ ﻭﻣﻨﻚ ، ﻭﻧﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﻚ ﻭﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ.
– ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ : ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ – ﷺ – ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻣﻮﺭ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ، ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻫﺪﻱ ﻧﺒﻴﻨﺎ – ﷺ – ، ﻟﺬﺍ ﺃﺣﺒﺒﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮﻙ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻷﺿﺤﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺤﺮ ﻭﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ، ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺟﺰﻧﺎﻫﺎ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻘﺎﻁ ﻫﻲ : –
(ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ) :
ﻳﺸﺮﻉ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﺠﺮ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺼﺮ ﺁﺧﺮ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻖ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻌﺪﻭﺩﺍﺕ} [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:203] .
(ﻭﺻﻔﺘﻪ) :
ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ : (ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ) ، ﻭﻳﺴﻦ ﺟﻬﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺃﺩﺑﺎﺭ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ، ﺇﻋﻼﻧﺎ ﺑﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭﺍ ﻟﻌﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺷﻜﺮﻩ .
(ﺫﺑﺢ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ) :
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻟﻘﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﷺ – :” ﻣﻦ ﺫﺑﺢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻠﻴﻌﺪ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺬﺑﺢ ﻓﻠﻴﺬﺑﺢ ”
ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ .
(ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺬﺑﺢ) :
ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ، ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺤﺮ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻖ ، ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﷺ – ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ :” ﻛﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻖ ﺫﺑﺢ ” (ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ) (2476) .
(ﺍﻻﻏﺘﺴﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻄﻴﺐ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻭﻟﺒﺲ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ) :
ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺳﺮﺍﻑ ﻭﻻ ﺇﺳﺒﺎﻝ ﻭﻻ ﺣﻠﻖ ﻟﺤﻴﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﺣﺮﺍﻡ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻴﺸﺮﻉ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺒﺮﺝ ﻭﻻ ﺗﻄﻴﺐ ، ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﺛﻢ ﺗﻌﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﺒﺮﺝ ﻭﺍﻟﺴﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻄﻴﺐ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .
(ﺍﻷﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ) :
ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﷺ – ﻻ ﻳﻄﻌﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻠﻰ ﻓﻴﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺿﺤﻴﺘﻪ (ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ) (1/441) .
(ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻣﺎﺷﻴﺎ ﺇﻥ ﺗﻴﺴﺮ) .
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺬﺭ ﻣﻦ ﻣﻄﺮ ﻣﺜﻼ ﻓﻴﺼﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ – ﷺ – .
(ﺍﻟﺼﻼﺓ مع ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ) :
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺭﺟﺤﻪ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻭﺍﺟﺒﺔ ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻓﺼﻞ ﻟﺮﺑﻚ ﻭﺍﻧﺤﺮ} [ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ:2] ، ﻭﻻ ﺗﺴﻘﻂ ﺇﻻ ﺑﻌﺬﺭ ، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﺸﻬﺪﻥ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﺗﻖ ، ﻭﻳﻌﺘﺰﻝ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﺍﻟﻤﺼﻠﻰ .
(ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ) :
ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺗﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﷺ – .
(ﺍﻟﺘﻬﻨﺌﺔ ﺑﺎﻟﻌﻴﺪ):
ﻟﺜﺒﻮﺕ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﷺ – .
ﻭﺍﺣﺬﺭ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ : –
ا – ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺑﺼﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ ،
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﺩﻳﺪ ﺧﻠﻒ ﺷﺨﺺ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ .
ب – ﺍﻟﻠﻬﻮ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺑﺎﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻛﺴﻤﺎﻉ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ، ﻭﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻷﻓﻼﻡ ، ﻭﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻶﺗﻲ ﻟﺴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﻡ ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ.
ج – ﺃﺧﺬ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻭ ﺗﻘﻠﻴﻢ ﺍﻷﻇﺎﻓﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻀﺤﻰ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ ﻟﻨﻬﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ .
د – ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻃﺎﺋﻞ ﺗﺤﺘﻪ، ﻭﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻴﻪ ، ﻭﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻨﻪ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﻻ ﺗﺴﺮﻓﻮﺍ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻤﺴﺮﻓﻴﻦ }[ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ:141] .
– ﻭﺧﺘﺎﻣﺎ :
ﻻ ﺗﻨﺲ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ، ﻭﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺒﺎﻏﺾ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ، ﻭﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺐ ﻭﻳﺮﺿﻰ ، ﻭﺃﻥ ﻳﻔﻘﻬﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ، ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ
– ﺃﻳﺎﻡ ﻋﺸﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ – ﻋﻤﻼ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻟﻮﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ .
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ .