موضوع بحث مقسم عن حفر قناة السويس

 

مقال بحث مقسم عن حفر قناة السويس



قناة السويس هى ممر ما ئى صناعى بطول 193 كم بين بورسعيد علي البحر الابيض المتوسط و السويس علي البحر الاحمر. و تقسم القناة الي قسمين شمال و جنوب البحيرات المرة . تسمح القناة بعبور السفن القادمة من دول المتوسط و اوروبا و امريكا الوصول الي اسيا دون سلوك الطريق الطويل – طريق راس الرجاء الصالح. استغرق بناء قناة السويس 10 سنوات (1859 – 1869) و بلغت ايرادات قناة السويس فعام 2023 نحو 4.8 مليار دولار امريكي. اكبر رسوم دفعتها سفينة للمرور فقناة السويس كانت 2 مليون و 28 الف دولار و دفعتها سفينة ايطالية حمولتها 59 الف طن عبرت السفينة قناة السويس ف7 سبتمبر 2023.

فكر المصريون القدماء فربط البحر الابيض المتوسط بالبحر الاحمر و كان الاسباب =الرئيسى لهذا التفكير هو موقع مصر المتوسط بين قارات العالم القديم و علي اساس هذا اصبحت معبرا لطرق القوافل لاجل التجارة .]

وقناة سيتي الاول عام 1310 ق.م و قناة نخاو عام 610 ق.م و قناة دارا الاول عام 510 ق.م و قناة بطليموس عام 285 ق.م و قناة الاسكندر الاكبر (335 ق.م) قناة الرومان (راجان) عام 117 ق.م قناة امير المؤمنين (عمرو بن العاص) عام 640 م الي ان امر الخليفة “ابو جعفر المنصور” بردم القناة تماما و سدها من ناحية السويس منعا لاى امدادات من مصر الي اهالى مكة و المدينة الثائرين ضد الحكم العباسي…ومن بعدها اغلق الطريق البحرى الي الهند و بلاد الشرق و اصبحت البضائع تنقل عبر الصحراء بواسطة القوافل و اغلقت القناة حتي عام 1820.

دراسات حفر القناة فالقرن ال 19

بعد قيام الرحالة فاسكو دى جاما باكتشاف طريق راس الرجاء الصالح لم تعد السفن القادمة تمر علي مصر بل تدور حول قارة افريقيا. و بعد ضم بريطانيا العظمي الهند الي ممتلكاتها اصبح طريق راس الرجاء الصالح حكرا علي بريطانيا و حدها. لذا فقد كان علي فرنسا ان تفعل شيئا يعيد لها مجدها و هيبتها لذلك ظهرت الحاجة لحفر قناة السويس. و لكن معظم تلك المحاولات باءت بالفشل بسبب و جود اعتقاد خاطئ بان منسوب مياة البحر الاحمر اعلي من مياة البحر المتوسط.


فى عهد نابليون بونابرت و خلال و جود الحملة الفرنسية بمصر و تحديدا ف14 نوفمبر 1799م كلف احد المهندسين الفرنسيين و يدعي لوبيير بتشكيل لجنة لدراسة منطقة برزخ السويس لبيان جدوي حفر قناة اتصال بين البحرين. الا ان التقرير الصادر عن لجنة لوبيير كان خاطئا و ذكر ان منسوب مياة البحر الاحمر اعلي من منسوب مياة البحر المتوسط بمقدار 30 قدم و 6 بوصات بالاضافة لوجود رواسب و طمى النيل و ما ممكن ان بسببة من سد لمدخل القناة مما ادي لتجاهل تلك الفكرة .وقد توفى بها من العمال 341080 مصرى نتيجة اعمال السخره


ثم و فخلال حكم محمد على باشا لمصر كان قنصل فرنسا بمصر هو مسيو ميمو و نائبة هو مسيو فرديناند دي لسبس و كان فذلك الوقت عام 1833 جاء اصحاب سان سيمون الفرنسى الاشتراكى الي مصر لانشاء قناة السويس و لاقا حفاوة بالغة من مسيو دي لسبس و عرضا الفكرة علي محمد علي باشا الا انه عرض الفكرة علي المجلس الاعلي و فضل انشاء قناطر علي النيل لمنع اهدار ماء النيل فالبحر.


فى عام 1840 و ضع المهندس الفرنسى لينان دي بلفون بك و الذي كان يعمل مهندسا بالحكومة المصرية و ضع مشروعا لشق قناة مستقيمة تصل بين البحرين الاحمر و الابيض و ازال التخوف السائد من علو منسوب مياة البحر الاحمر علي البحر المتوسط و اكد ان هذا لا ضرر منة بل علي العكس سوف يساعد علي حفر القناة و ان مياة النيل ايضا يجري ما ؤها من الجنوب الي الشمال و تصب فالبحر المتوسط.


فى 15 ابريل 1846 انشا السان سيمونيون بباريس جمعية لدراسات قناة السويس و اصدر المهندس الفرنسى بولان تالابو تقريرا فاواخر عام 1847 مبنيا علي تقرير لينان دي بلفون اكد فية امكانية حفر قناة تصل بين البحرين دون حدوث اي طغيان بحرى.


بعد ان تولي محمد سعيد باشا حكم مصر ف14 يوليو 1854 تمكن مسيو دى لسبس – و الذي كان مقربا من سعيد باشا – من الحصول علي فرمان عقد امتياز قناة السويس الاول و كان مكونا من 12 بندا كان من اهمها حفر قناة تصل بين البحرين و لمدة الامتياز 99 عاما من تاريخ فتح القناة و اعترضت انجلترا بشدة علي ذلك المشروع خوفا علي مصالحها فالهند.


قام مسيو دي لسبس برفقة المهندسين لينان دي بلفون بك و موجل بك كبيرا مهندسى الحكومة المصرية بزيارة منطقة برزخ السويس ف10 يناير 1855 لبيان جدوي حفر القناة و اصدر المهندسان تقريرهما ف20 ما رس 1855 و الذي اثبت سهولة انشاء قناة تصل بين البحرين و قام مسيو دي لسبس بتشكيل لجنة هندسية دولية لدراسة تقرير المهندسين بعدها قامت اللجنة بزيارة لمنطقة برزخ السويس و بورسعيد و صدر تقريرها فديسمبر 1855 و الذي اكد امكانية شق القناة و انه لا خوف من منسوب المياة لان البحرين متساويان فالمنسوب و انه لا خوف من طمي النيل لان بورسعيد شاطئها رملي.


فى 5 يناير 1856 صدرت و ثيقتان هما عقد الامتياز الثاني و قانون الشركة الاساسى و كان من اهم بنودة قيام الشركة بكافة اعمال الحفر و انشاء ترعة للمياة العذبة تتفرع عند و صولها الي بحيرة التمساح شمالا لبورسعيد و جنوبا للسويس و ان حجم العمالة المصرية اربعة اخماس العمالة الكلية المستخدمة فالحفر.


فى الفترة من 5 الي 30 نوفمبر 1858 تم الاكتتاب فاسهم شركة قناة السويس و بلغ عدد الاسهم المطروحة للاكتتاب 400 الف سهم بقيمة 500 فرنك للسهم الواحد و تمكن مسيو دي لسبس بعدين من تاسيس الشركة و تكوين مجلس ادارتها.

فترة حفر قناة السويس


فى 25 ابريل 1859 اقيم حفل بسيط ببورسعيد للبدء بحفر قناة السويس و ضرب مسيو دي لسبس بيدة اول معول فالارض ايذانا ببدء الحفر و كان معة 100 عامل حضروا من دمياط و لم يتمكن العمال بعدين من استكمال حفرهم بسبب معارضة انجلترا و السلطان العثماني (الباب العالى) لذا و استكمل الحفر ف30 نوفمبر 1859 و هذا بعد تدخل الامبراطورة اوجيني لدي السلطان العثماني و وصل عدد العمال المصريين الي 330 عامل و الاجانب 80 عامل و تم الاستغناء عن فكرة الاستعانة بعمال اجانب لعدة سبب من ضمنها ارتفاع اجورهم و اختلاف المناخ و اختلاف عاداتهم عن العمال المصريين.


فى اوائل عام 1860 بلغ عدد العمال 1700 عامل و لم يكن هذا العدد كافيا علي الاطلاق فقامت الشركة بتشكيل لجنة لجمع العمال و خاصة من منطقة بحيرة البيتة و واجهت ايضا مشكلة مياة الشرب فقامت باستيراد 3 مكثفات لتحلية مياة البحر.


فى عام 1861 ركزت الشركة علي انشاء ميناء مدينة بورسعيد فاقامت منارة لارشاد السفن و كوبري يمتد من البحر الي الشاطئ لتفريغ شحنات السفن و المعدات اللازمة للحفر و انشات كذلك حوضا ا للميناء و اقامت الورش الميكا…ية كالحدادة و الخراطة و النجارة و اقامت مصنعا للطوب و كانت الشركة ما زالت تواجة مشكلة نقص مياة الشرب فاتفقت مع السيد محمد الجيار صاحب مراكب الصيد علي نقل مياة الشرب من المطرية الي بورسعيد.


قام الخديوى سعيد ف12 ابريل 1861 بزيارة الميناء الذي حمل اسمة فيما بعد و زار الورش و اثني علي العمل و تسببت تلك الزيارة فرفع عدد العمال اللازمين لحفر القناة .


فى 19 ابريل 1861 ارسلت الشركة 3000 عامل لحفر ترعة المياة العذبة بدءا من القصاصين الي قرية نفيشة بالقرب من بحيرة التمساح و وصلت المياة اليها ف23 يناير 1863.


فى اواخر عام 1861 قام الخديوي بزيارة مناطق الحفر بجوار بحيرة التمساح و اختار موقع المدينة التي ستنشا بعد هذا و التي حملت اسم الاسماعيلية و طلب بعدين مسيو دي لسبس زيادة عدد العمال الي 25000 عامل شهريا و ربما كان هذا للوفاء باحتياجات الحفر الا ان العمال لم يكونوا يحصلوا علي مقابل ما دي مناسب.


فى 18 نوفمبر 1862 اقام مسيو دى لسبس احتفالا بمناسبة الانتهاء من حفر القناة البحرية المصغرة و وصول مياة البحر المتوسط الي بحيرة التمساح و اقيم الحفل فمنطقة نفيشة .


وكان الخديوي اسماعيل ربما تولي حكم مصر فيناير 1863 و تحمس للمشروع و لذا انشا محافظة القنال فما رس 1863 برئاسة اسماعيل حمدي بك و فاواخر هذا العام و تحديدا ف15 ديسمبر 1863 بلغت الترعة الروعة مدينة السويس.


ولان مشكلة مياة الشرب كانت ما زالت مستمرة و خاصة فبورسعيد فقد بدات الشركة ف10 ابريل 1864 فمد خط انابيب المياة العذبة من التمساح الي بورسعيد و قامت شركة المهندس لاسرو بذلك.


وبسبب كثرة العمال و عدم و جود رعاية صحية كافية لهم فقد انتشر اكثر من و باء بينهم قضي علي كثير منهم و من اشهر هذة الابئة و باء الكوليرا و ظهر ف16 يونيو 1865 و وباء الجدري فاواخر عام1866. و ف18 ما رس 1869 و صلت مياة البحر المتوسط الي البحيرات المرة . و ف15 اغسطس ضربت الفاس الاخيرة فحفر القناة و تم اتصال مياة البحرين فمنطقة الشلوفة .


و علية فقد تم استخراج 74 مليون متر مكعب من الرمال و التكاليف 369 مليون فرنك فرنسى و عدد العمال مليون. و يبلغ عدد الذين ما توا خلال الحفر 125 الف عامل و يبلغ طول القناة 165 كم و عرضها 190 م غاطسها 58 قدم.

حفل افتتاح قناة السويس


دعا الخديوي اسماعيل اباطرة و ملوك العالم و قريناتهم لحضور حفل الافتتاح و الذي تم ف16 نوفمبر 1869 و ربما كان حفلا اسطوريا و وصلت الحفلة الي مستوي فاق ما نسمعة عن حكايات الف ليلة و ليلة .


كان طبيعيا ان تكون البداية هى الاهتمام بزي العسكر و خاصة العاملين بالجوازات و الصحة لانهم فطليعة المستقبليين للملوك كما روعي الاهتمام بنظافة المدينة و تم حث التجار علي توريد الخضروات و اللحوم و الاسماك كبار الحجم لبورسعيد لمواجهة الطلبات المتزايدة كما روعي احضار الثلج من القاهرة ايضا جهز عدد من السفن لاحضار المدعوين من الاسكندرية الى بورسعيد.


وفي اوائل نوفمبر 1869 اخطر ديليسبس محافظة بورسعيد بان الخديوي اذن فبدء اعداد الزينات و علي الفور تم اخلاء الشوارع و ترتيب العساكر اللازمين لحفظ الامن و امتلات بورسعيد بالمدعوين و كان الخديوي ربما طلب من مديري الاقاليم ان يحضروا عددا من الاهالي بنسائهم و اطفالهم لحضور حفل الافتتاح فانتشروا علي خط القناة من فلاحين و نوبيين و عربان بملابسهم التقليدية حتي ان الامبراطورة اوجينى ابرقت الي الامبراطور نابليون الثالث بان الاحتفال كان فخما و انها لم تري مثلة فحياتها و مما زاد الامر ابهة اصطفاف الجيش و الاسطول المصرى فميناء بورسعيد بالاضافة لفيالقة علي ضفاف القناة .


واقيمت 3 منصات خضراء مكسوة بالحرير خصصت الكبري للملوك و الامراء و الثانية = الي اليمين لرجال الدين الاسلامى و منهم الشيخ مصطفي العروسي و الشيخ ابراهيم السقا و الثالثة الي اليسار و خصصت لرجال الدين المسيحى و جلس بالمنصة الكبري الخديوي اسماعيل و مسيو دي لسبس و الامبراطورة اوجينى امبراطورة فرنسا و فرنسوا جوزيف امبراطور النمسا و ملك المجر و ولي عهد بروسيا و الامير هنري شقيق ملك هولندا و سفيرا انجلترا و روسيا بالاستانة و الامير محمد توفيق و لي العهد و الامير طوسون نجل محمد سعيد باشا و شريف باشا و نوبار باشا و الامير عبدالقادر الجزائرى و ربما بلغ عدد المدعوين من ذوي الحيثيات الرفيعة زهاء ستة الاف مدعوا و حتي يوم 15 نوفمبر كان ربما تم استدعاء خمسمائة طباخ من مرسيليا و جنوة و تريستا.


واصطف العسكر عند رصيف النزول لحفظ الامن و منع الازدحام و كانت المراكب الحربية ربما اصطفت علي شكل نص قوس داخل ميناء بورسعيد فمنظر بديع و بعد ان تناول الجميع الغذاء علي نفقة الخديوي صدحت الموسيقي بالغناء و بعزف النشيد الوطنى و تلا الشيخ ابراهيم كلمة تبريك و قام الحبار من الدين المسيحى و انشدوا نشيد الشكر اللاتيني.


وفي المساء مدت الموائد و فيها شتي نوعيات الاطعمة = و المشروبات و انطلقت الالعاب النارية و التي تم استيرادها خصيصا لهذا الغرض و تلالات بورسعيد بالاضواء و انغام الموسيقي.


وقد استعمل اسماعيل تلك المناسبة لاظهار مدي حضارة مصر و لمحاولاتة اظهار مزيد من الاستقلالية عن الاستانة .

اثر نشاة ميناء بورسعيد علي المواني المصرية

تاثرت ميناء دمياط ايجابا مدة 3 سنوات عندما كانت مكاتب شركة القناة فيها فدمياط بعدها سلبا عندما انتقلت الشركة لمصر و تاثرت اعمال ميناؤها بالاضافة لميناء رشيد كما ادت الي ازدهار مدينة الزقازيق حيث كان مكان تجمع العاملين الفلاحين فحفر القناة و قام الخديوي اسماعيل بتوسعة ميناء الاسكندرية خوفا عليها من مزاحمة بورسعيد.


و تفوقت بورسعيد كذلك علي السويس و الاسماعلية بالرغم من ان بورسعيد كانت تابعة فالبداية للاسماعيلية قد لقربها من الدلتا و لادارتها لشركة قناة السويس و لتوسطها مجري القناة الا انها لم تجذب اليها الاجانب كما فبورسعيد.

بعد افتتاح قناة السويس للملاحة الدولية عام 1869 حدثت هجرة لبعض الكائنات البحرية من البحر الاحمر الي البحر المتوسط اثناء القناة و يطلق علي هذة الهجرة (Lessepsian Migration) و كانت الاسماك من بين المجموعات التي هاجرت من البحر الاحمر الي شرق البحر المتوسط و استوطنتة بل و نجحت فالوصول الي بعض المناطق فالغرب و بالتحديد الي تونس. و ربما سجل تقريبا 30 نوعا من الاسماك التي هاجرت الي البحر المتوسط و من اشهر هذة الانواع السيجان و البربونى. علي الجانب الاخر استطاع 5 نوعيات فقط من اسماك البحر المتوسط من عبور قناة السويس و العيش فالبحر الاحمر





 


موضوع بحث مقسم عن حفر قناة السويس