لا يحمل اي مخاطر صحيه على الام الحامل السليمه وجنينها
الرياض: د. حسن محمد صندقجي
الاشكاليه في سفر المراه الحامل، والنصائح الطبيه حول ذلك، هي ان ما يتبادر الى ذهن الكثيرات مقتصر على ان السفر بالطائره للحامل شيء خطير، بينما الحقيقه عكس ذلك تماما! والاشكاليه الاخرى، والمترتبه على الاولى، ان ذهنهن ينصرف الى الطائره فقط، ولا ينصرف الى عمليه السفر نفسها، بكل ما للسفر من تبعات على البعد عن اماكن توفر الخدمات الطبيه العلاجيه عند الحاجه اليها، وسهوله التعرض لاي اصابات او اي امراض ميكروبيه معديه خلال السفر، وتاثيرات تغير البيئه المناخيه والجغرافيه التي تم فيها الحمل وبدء مشواره.
تؤكد اداره مراكز السيطره على الامراض والوقايه بالولايات المتحده في نشرات عام 2008 لارشادات السفر الطبيه ، ان مجرد سفر المراه الحامل بالطائره المعتاده لا يحمل اي مخاطر صحيه على الام الحامل الطبيعيه والسليمه من ايه امراض، ولا على الجنين السليم والخالي من ايه اضطرابات صحيه . بل وتؤكد الكليه الاميركيه لطب النساء والتوليد في نص كلام ارشاداتها على ان الاصحاء من النساء، اللواتي يحملن جنينا واحدا، بامكانهن السفر بكل امان حتى بلوغهن الاسبوع 36 من عمر الحمل، اي بدايات الشهر التاسع.
فتره السفر الامن
* ومع هذا، ووفق ارشادات الكليه الاميركيه لطب النساء والتوليد، فان الفتره الاكثر امانا لسفر المراه الحامل هي الثلث الثاني من الحمل. اي الفتره ما بين الاسبوع 18 والاسبوع 24 لعمر الحمل. وخلال هذه الفتره ، تشعر المراه الحامل بانها مرتاحه اكثر وتتدنى احتمالات تعرضها للمخاطر الصحيه جراء السفر وما يجري بالعاده خلاله من احداث محتمله . وتحديدا تتدنى احتمالات حصول الاجهاض التلقائي spontaneous abortion او مخاض الولاده المبكر premature labor.
وتضيف الكليه القول، يجب نصح المراه الحامل، في فتره الثلث الاخير من الحمل، بان تبقى في محيط مسافه 300 ميل من منزلها. وذلك بسبب الاهتمام في توفير الخدمه الطبيه لها فيما لو حصلت اضطرابات مرضيه مصاحبه للحمل. مثل ارتفاع ضغط الدم الحملي او التهابات الاورده او مخاض الولاده المبكر. وتشدد على ضروره ان تستشير الحامل طبيبها، المتابع لحاله الحمل، حول اي قرارات قد تتخذها ازاء احتمالات سفرها. وهنا يثمر التعاون فيما بين طبيب الحمل والمتخصص الصحي في طب السفر، في وزن فوائد او مخاطر السفر. وذلك بناء على الوجهه المراد السفر اليها، وطبيعتها الجغرافيه والمناخيه والسكانيه ، ومدى توفر الخدمات الصحيه فيها، ووسيله الانتقال، والمده الزمنيه لذلك.
موانع محتمله
* وثمه موانع محتمله التاثير السلبي على الحمل او الام او الجنين. وبالعموم، كما تقول اداره المراكز الاميركيه للسيطره على الامراض والوقايه في اصدارتها حول طب الرحلات لعام 2008، ان المراه الحامل التي لديها حاله مرضيه مهمه يجب نصحها بعدم السفر الى مناطق نائيه او غير المتوفره فيها وسائل الرعايه الصحيه الجيده .
وتقسم المراكز السفر الى سفر محلي وداخلي، وسفر خارجي دولي. وبالنسبه للسفر الدولي الخارجي، تقسم الموانع المحتمله التاثير السلبي الى ثلاثه انواع. نوع يتعلق بعوامل خطوره ذات علاقه بالحمل نفسه، ونوع يتعلق بتلك المرتبطه بمخاطر طبيه عامه ، ونوع يحمل مخاطر لها صله بمنطقه الوصول.
– عوامل مرتبطه بالحمل. وهي ما تشمل حصول اسقاط سابق للجنين. او وجود خلل في احكام اغلاق عنق الرحم. او حصول حمل سابق في خارج الرحم، مع الحرص على التاكد من عدم وجود الحمل الحالي خارج الرحم. او حصول مخاض للولاده مبكر او تهتك مبكر للغشاء الاميوني. او وجود اضطراب في المشيمه ، من نواحي عملها وموقع التصاقها وغيره. او وجود حاله من الاجهاض المهدد او نزيف من خلال المهبل، خلال الحمل الحالي. او تعدد الاجنه خلال الحمل الحالي. او وجود اضطرابات في الجنين وصحته. او حصول تسمم في اي حمل سابق او ارتفاع في ضغط الدم او مرض سكري الحمل. او ان يكون الحمل لاول مره لدى من تجاوزت سن 35 سنه او يقل عمرها عن 15 سنه .
– عوامل طبيه عامه . وهي ما تشمل حصول جلطات وريديه في السابق، خلال الحمل وما بعده او مما لا علاقه لها بالحمل. او وجود ارتفاع في ضغط الدم الرئوي. او وجود ربو شديد، او اي امراض رئويه مزمنه اخرى. او وجود امراض احد الصمامات بدرجه مؤثره على قدرات المراه . او وجود فشل في عضله القلب بدرجه مؤثره ، اي من الدرجه الثالثه او الرابعه وفق تصنيف رابطه نيويورك للقلب. او وجود ارتفاع في ضغط الدم، او مرض السكري، او فشل الكلى، او انيميا فقر الدم الحاد، او احد امراض الهيموغلوبين.
– عوامل محليه لمنطقه الوصول، اي التي ذات ارتفاع عال، او التي توجد بها اوبئه متفشيه ذات طبيعه مهدده للحياه ، منتقله اما عبر تناول الاطعمه والمياه، او التي تنقلها واحده من الحشرات. او المناطق الموبوءه بانواع شرسه من الملاريا، اي المقاومه لبعض انواع ادويه الوقايه منها مثل عقار كلوروكوين. او المناطق التي تتطلب زيارتها تلقي لقاحا يحتوي ميكروبات مضعفه .
تحضير الحامل للسفر
* ما ان تقرر المراه الحامل السفر، فان عده امور يجب عليها الاهتمام بها قبل مغادرتها لمنطقه اقامتها. وهي:
* التاكد الطبي من وجود الحمل داخل الرحم، ونفيه لوجود اي حمل خارج الرحم.
* التاكد من توفر وسريان التامين الطبي في المنطقه المراد السفر اليها.
* البحث عن مدى توفر مرافق تقديم الرعايه الصحيه للحامل، متى ما تمت الحاجه اليها. وخاصه ان تكون ذات كفاءه في التعامل السليم مع مضاعفات الحمل او الولاده ، واجراء العمليه القيصريه .
* التاكد من توفر متابعه الحمل لدى الطبيب المختص، وخاصه عند طول مده السفر او وجود اضطرابات صحيه تتطلب ذلك. وعلى الحامل عدم اغفال استمراريه المتابعه وفق الجداول الزمنيه لذلك.
وبالاضافه الى الطقم المعتاد للادويه والمستحضرات الطبيه اللازم اصطحابها خلال السفر، فان على الحامل اخذ بودره التلك، وميزان لقياس درجه حراره الجسم، وحبوب الفيتامينات، واحد مضادات الفطريات الموضعيه للمهبل، وحبوب بانادول او تايلينول لتخفيف الالم وخفض الحراره ، وكريم “صن سكرين” لوقايه الجلد من اشعه الشمس. وعلى الحوامل في الثلث الاخير من الحمل اخذ جهاز صغير لقياس ضغط الدم واشرطه تحليل البول لرصد اي زياده في افراز البروتينات او السكر. وعليهن استشاره طبيبهن حول حمل اي ادويه اخرى، مثل التي تستخدم في نزلات البرد او الحساسيه او الاسهال او الامساك او غيرها من الحالات.
نصائح عامه للحامل المسافره
* يجب نصح المراه الحامل ان لا تسافر منفرده ، بل بصحبه شخص واحد على اقل تقدير، كما تقوله صراحه المراكز الاميركيه للسيطره على الامراض والوقايه ، التي تضيف بانه يجب اخبار الحامل بان السفر سبب في عدم راحتها. والمشاكل المعتاده خلال ذلك تشمل الاجهاد والتعب، وحرقه المعده ، واضطرابات الهضم، والامساك، وافرازات المهبل، والم الساق، وتكرار التبول، والبواسير. ولذا عليها ان تحرص على تقليل تناول الاطعمه المتسببه بالغازات او الامساك، مع ملاحظه ان اختلاف الضغط الجوي في الطائره سبب في زياده تمدد حجم الغازات، مقارنه بحجمها حال التواجد على سطح الارض. وتحرص على شرب السوائل قبل ركوب الطائره ، مع الحرص على تناولها خلال الرحله لتقليل احتمالات الاصابه بجلطات اورده الساق. وعلى ممارسه نوع من التمارين، لتحريك الساقين اثناء الجلوس في الطائره او السياره او القطار. ولان عواقب التعرض للمطبات الهوائيه اثناء السفر بالطائره قد تؤثر على الحامل بشكل اكبر مما قد يحصل مع غيرها، فان عليها الابقاء على حزام الامان مربوطا طوال الرحله . وكذلك من الضروري ربط حزام الامان حال ركوب السياره او حافله النقل. وفائده ربط الحزام للوقايه من عواقب التعرض لاي حوادث تفوق تاثيراته السلبيه الضاغطه على الجنين، لان الجنين يسترد عافيته بسهوله بعد تعرضه لضغط هذه الاحزمه ، كما تؤكده المصادر الطبيه . ومن المهم التذكير بضروره مراجعه الطبيب، للاطمئنان على سلامه الحمل والجنين، بعد التعرض لاي حوادث تصيب البطن، سواء اثناء التنقل او السقوط او الارتطام او الدفع والمشاحنات. والسبب ان هذه الاصابات قد ترى الحامل انها غير مؤثره ظاهريا بينما قد تكون لها تاثيرات داخليه على المشيمه او الرحم او الجنين او غيره. ومن الضروري معرفه العلامات والاعراض المتطلبه في الحال مراجعه الطبيب. وهي نزيف المهبل، خروج قطع من الدم المتجلط او الانسجه عبر المهبل، الم او تقلصات في البطن، انقباضات الرحم، تهتك الغشاء الاميوني وخروج سوائل من المهبل، انتفاخ او الم في احد الساقين او كلاهما، صداع شديد، اضطرابات في الابصار< الحوامل ولقاحات السفر
* يجب على المراه التي في سن الخصوبه ، وخاصه حينما تخطط للحمل وترتفع احتمالات نجاحها في ذلك، ان تفكر جديا في تلقي اللقاحات الواقيه من الاصابه بمجموعه مهمه من الامراض الفيروسيه والبكتيريه . وهو ما سيحميها وسيحمي اطفالها. ولان ما يربو على 50% من حالات الحمل، وفي بعض المجتمعات اكثر من 80%، تحصل دونما تخطيط مسبق، فان على المراه في سن الانجاب ان تحافظ على مستوى مناعتها ضد الامراض التي تتوفر لها لقاحات، عبر تلقيها بانتظام ووفق الارشادات الطبيه الخاصه بذلك.
ووفق مكونات محتواها، ثمه اربعه انواع من اللقاحات. وهي:
* لقاح يحتوي ميكروبات ميته . ويتم انتاجها عبر قتل الميكروبات الحيه باستخدام الحراره او مواد كيميائيه . ومن امثلتها لقاح الكوليرا والانفلونزا الموسميه .
* لقاح يحتوي ميكروبات مضعفه . ويتم انتاجها اما عبر تعريض الميكروبات الحيه الى عوامل تفقدها القدره على التسبب باي مرض، مثل لقاح الحمى الصفراء والحصبه والحصبه الالمانيه والنكاف. او باستخدام ميكروبات قريبه الشبه بالميكروبات المرضيه ، وذلك لكي يتعرف الجسم عليها وينمي قدرته على مقاومتها، مثل بعض انواع لقاح السل (الدرن).
* لقاح يحتوي على سموم مضعفه . وهي سموم تفرزها ميكروبات معينه ، يتم تعطيل مفعولها، مثل لقاح التيتانس (الكزاز) والدفتيريا.
* اجزاء من الميكروب. وبدلا من استخدام ميكروبات ميته او مضعفه ، يتم استخدام اجزاء من تلك الميكروبات في تنشيط تفاعل المناعه . مثل لقاح التهاب الكبد الفيروسي من نوع بي.
والاصل ان اخذ اللقاحات في الفتره التي تسبق الحمل افضل من تلقيها في فتره الحمل نفسها، وذلك لحمايه الجنين من اي مضاعفات محتمله ، ولو نظريا. وتنص ارشادات مراكز السيطره على الامراض والوقايه على ان فوائد تلقي اللقاحات تفوق المخاطر المحتمله لذلك، وخاصه في الحالات التي يرتفع فيها احتمال الاصابه بذلك المرض، او حال ان الاصابه قد تتسبب باذى بالغ على الام او الجنين، او ان اللقاح لا يحمل مخاطر على متلقيه. وحين تلقي اي من تلك اللقاحات، وخاصه الانواع التي تحتوي على ميكروبات مضعفه ، فان النصيحه الطبيه ، وفق ما تشير اليه المراكز الاميركيه للسيطره على الامراض والوقايه ، هي تاخير الحمل الى فتره تتجاوز اربعه اسابيع من بعد تلقى ذلك النوعيه من اللقاح. اي مثل اللقاح الثلاثي MMR للحصبه والحصبه الالمانيه والنكاف، ومثل لقاح الحمى الصفراء yellow fever. والسبب ان ثمه مخاوف نظريه في تسبب تلقي تلك النوعيه من اللقاحات، المحتويه على ميكروبات حيه وضعيفه ، بانتقالها عبر المشيمه الى الجنين، واصابته بالامراض الناجمه عن اي من تلك الميكروبات. وبالرغم من تاكيدها على هذا الارشاد الطبي، تشير اداره المراكز الاميركيه للسيطره على الامراض والوقايه الى انه لم يثبت التبليغ عن اي ضرر للتلقي غير المقصود في فتره الحمل لمثل هذه النوعيه من اللقاحات على الاجنه . كما تشير ايضا الى انه من غير المنصوح به طبيا انهاء الحمل واسقاط الجنين لمجرد تلقي احد تلك النوعيه من اللقاحات. وتطعيم النساء، الاكثر عرضه للاصابه بالحصبه الالمانيه او الجديري المائي، ممكن خلال فتره ما بعد الولاده مباشره ، اي قبل الخروج من المستشفى، حتى لو كانت الامر سترضع الطفل من ثدييها.
ولانه لا يتوفر اي لقاح ضد فيروس اي Hepatitis E لالتهاب الكبد الفيروسي، ولان هذا الفيروس خطير على الحوامل، حيث تشير الاحصائيات الى ان الحوامل عرضه للوفاه جراء الاصابه به بنسبه قد تصل الى 30%، فان على الحامل ان تتبع افضل وسائل الوقايه منه. خاصه عند زياره مناطق موبوءه بهذه النوعيه من الفيروسات. ومعلوم ان هذا الفيروس ينتقل عبر شرب ماء، او تناول اطعمه ، ملوثه به.
والحقيقه ان على الحامل، في السفر او الحضر، ان تتنبه الى ضروره الاحتياط في تناول الماكولات او المشروبات النظيفه ، لان انتقال الميكروبات الي جسمها، يختلف في الحمل عن خارجه. وثمه قائمه طويله لتلك الميكروبات التي قد تضر الجنين بشكل مباشر عبر الانتقال اليه من خلال المشيمه ، او بشكل غير مباشر عبر تاثيراتها على صحه الام.
وللتذكير، فان عقار ازيثرومايسن Azithromycin ، المضاد الحيوي المتناول عن طريق الفم، هو اكثر المضادات الحيويه امانا للحوامل حال الحاجه الى تناول اي منها، وفق ما تؤكده المصادر الطبيه . وان عقاقير وقف الاسهال، مثل لوبريمايد loperamide او غيره، يجب تناولها بحذر ووفق الاشراف الطبي.
سفر الحوامل بالطائرات
* لا يحمل السفر، بحد ذاته، على متن الطائرات التابعه لشركات الطيران اي مخاطر صحيه على المراه الحامل او على الجنين او على عمليه الحمل. ولذا تؤكد كل من الكليه الاميركيه لطب النساء والتوليد والمراكز الاميركيه للسيطره على الامراض والوقايه ، على ان بامكان المراه الحامل بجنين واحد، والتي ليس لديها اي اضطرابات صحيه ، السفر بامان على متن الطائره التجاريه ، حتى بلوغها الاسبوع 36 من عمر الحمل.
ومكمن الاشكاليات الطبيه ، والتي تدور حولها المناقشات العلمي، هي تاثيرات مقدار الضغط الجوي داخل مقصوره الركاب، ونسبه الاوكسجين التي من الممكن ان تستخلصها الرئتان عند التنفس، ودرجه رطوبه الهواء في المقصوره ، وقله الحركه اثناء الجلوس في المقاعد، وخاصه الضيقه منها في قسم الدرجه السياحيه ، والاشعاعات الكونيه . والضغط الجوي داخل مقصوره الركاب، في الطائره التجاريه ، يعادل ما يتراوح بين اما الوجود في مناطق على ارتفاع 8 الاف قدم، اي حوالي 2500 متر، فوق سطح البحر، او الوجود في مناطق بارتفاع حوالي 5 الاف قدم، اي حوالي 1500 متر، فوق سطح البحر. والاختلاف هذا في مقدار الضغط الجوي مبني على تفاوت تقنيات انتاج شركات صناعه الطائرات لطائرات ذات بنيه هيكليه تتحمل عمل قائد الطائره على معادله الضغط الجوي داخل مقصوره الركاب بما يقارب ما امكن ذلك المقدار للضغط الجوي عند سطح البحر. ولذا فان الطراز الحديث لطائرات شركات بوينغ او ايرباص مثلا، هي الافضل في هذا الجانب من الطائرات القديمه .
وتاثيرات اختلاف الضغط الجوي، تشمل عده امور، منها اختلاف الضغط الواقع على جانبي طبله الاذن وتسببه بالم الاذن لدى البعض، وهو ما سبق طرحه اخيرا في مجله “صحتك”، وتسببه في تمدد الغازات، وخاصه التي في الجهاز الهضمي، ما يتسبب بالاضطرار الى اخراجها. وتاثيراته ايضا على الجروح الطبيه او الاجهزه التي بها غازات. لكن الاهم من كل هذا هو تاثيره على كميه الاوكسجين، وليس نسبته للغازات الاخرى في الهواء، الموجوده في الهواء الذي يتنفسه الركاب داخل المقصوره . وبالتالي تاثيره على من لديهم بالاصل مشاكل في الرئه او في دورتها الدمويه او في الدم وهيموغلوبينه، او في القلب، او الحوامل وتزويد الجنين بالكميات اللازمه من الاوكسجين. وهنا تشير المصادر الطبيه الى ان الحامل السليمه ، وبجنين واحد، لا تتاثر كثيرا بالامر. اما في حال الحمل باكثر من جنين، او وجود اي امراض في الدم او الرئه او القلب، او في الحمل نفسه، فان الحذر واجب واستشاره الطبيب ضروريه .
وقله الحركه اثناء السفر بالطائره ، قد تكون سببا في اثاره نشوء جلطات الساق او الفخذ، خاصه مع اما زياده وزن الجسم خلال مرحله الحمل، او قله تناول السوائل، من ماء وغيره، اثناء الرحله الجويه . وهو ما يحصل لدى السيدات نتيجه لتحاشيهم تكرار الحاجه للذهاب الى دوره المياه للتبول. او حصول جلطات سابقه في الاورده ، مع الحمل او من دونه، او بسبب جفاف هواء مقصوره الركاب. ولذا من المهم ممارسه بعض تمارين تحريك العضلات للقدم والساق والفخذ، وتناول السوائل، والمشي في الممرات كل نصف ساعه .
ويمكن لجفاف هواء المقصوره ان يتسبب بجفاف الجهاز التنفسي العلوي، لكن الاهم هو جفاف الجسم. وجفاف الجسم سبب في قله تزويد الجنين بالدم وفي رفع احتمالات الاصابه بجلطات الاورده . ولذا فان من الضروري الاهتمام بشرب السوائل، حتى لو ادى الى تكرار الحاجه للذهاب الى دوره المياه للتبول.
ولم يثبت علميا حتى اليوم، كما تؤكد الاداره الاميركيه المتقدمه الذكر، ان لتعرض الحامل للاشعه الطفيفه في الاجهزه الامنيه لتفتيش الركاب، ضرر على الاجنه . وبالرغم من تاكيدها ذلك الا انها تنصح بتفتيش الحامل يدويا دون تعريضها لاشعه الاجهزه تلك. وافضل الاماكن لجلوس الحامل هي المقاعد التي على الممر، وفي منطقه الجناح. وعلى الحامل ربط الحزام حول اسفل البطن، بشيء من الراحه .
ويجب مراعاه الانظمه التي تتبناها كل شركه طيران بالنسبه لسفر الحوامل، والتي غالبا ما تتطلب تقريرا طبيا عن حاله الحامل وموعد ولادتها. وتشترط للرحلات الداخليه ان يكون عمر الحمل اقل من 36 اسبوعا، وللرحلات الدوليه اقل من 35 اسبوعا.
اما بخصوص مضيفه الطيران الحامل، فان قوانين العمل لدى الكثير من شركات الطيران العالميه ، تحضر عليها العمل كمضيفه بعد تجاوز حملها عمر 20 اسبوعا.
الحوامل والملاريا
* والملاريا جانب اخر مهم، عند السفر الى اماكن موبوءه بها. والسبب ان الاصابه بالملاريا خلال الحمل تحمل مخاطر حقيقه على الام وعلى الجنين وسلامه الحمل برمته. والاصل هو نصيحه المراه الحامل بتجنب السفر الى مناطق موبوءه بالملاريا، ما امكن ذلك. وان كان لابد، فعليها الحرص الشديد على اتباع وسائل الوقايه من اصاباتها.
ولانه لا يتوفر لقاح للملاريا حتى اليوم، ولان اتباع تلك الوسائل بدقه لا يعني عدم احتمال الاصابه بها، فان من المهم التنبه الى علامات الاصابه بالملاريا متى ما بدت على انسان ما، للتوجه الى الطبيب واجراء الفحوصات الخاصه بذلك، ومن ثم معالجتها ان ثبتت الاصابه .
وتشير ارشادات المراكز الاميركيه للسيطره على الامراض والوقايه ، للحوامل في مناطق الملاريا باتباع التالي:
* البقاء في داخل مكان الاقامه ما بين الغسق، اول الظلام، الى الفجر. لان البعوض ينشط في تلك الفتره ، خاصه خارج البيوت.
* لو اضطررت للخروج بالليل، فارتدي ملابس ذات الوان فاتحه ، وسابغه ، وطويله الاكمام، وجوارب، واحذيه .
* البقاء في اماكن ذات تكييف للهواء وبها انظمه تهويه جيده وعلى الشبابيك والابواب شبك لمنع دخول البعوض.
* استخدام الناموسيه bed nets على اسره النوم.
* استخدام مستحضرات طرد البعوض، المحتويه على ماده دي اي اي تي DEET، للوضع على الجلد المكشوف من الجسم. وخاصه عند الخروج من مكان الاقامه . واستخدام بخاخ القضاء على البعوض، او ما يسمى “فلييت”.
* البقاء في المدن، دون الذهاب الى الارياف، ما امكن.
اما من ناحيه استخدام العقاقير الطبيه ، فهناك جانبان مهمان من الحديث حولهما، ويهم الحامل وزوجها ادراك ذلك. وتستخدم ادويه معالجه الملاريا لسببين. الاول، للوقايه قبل واثناء وما بعد الذهاب الى المنطقه الموبوءه . والثاني، لمعالجه الحالات التي ثبت اصابتها بالملاريا.
وفي جانب الوقايه ، تقسم مناطق العالم الموبوءه بالملاريا الى نوعين، مناطق ذات ملاريا مستجيبه للعلاج بعقار كلوروكوين chloroquine ، ومناطق ذات طفيليات ملاريا مقاومه للكلوروكوين. وهذا ما يمكن معرفته بسؤال الطبيب. وتناول الام الحامل، وفي اي ثلث من الحمل، لعقار كلوروكوين، للوقايه او للعلاج، لم يثبت ضرره على الاجنه .
وتتم الوقايه في المناطق المقاومه الملاريا فيها للكلوروكوين، بتناول عقار مفلوكوين mefloquine. وتناول هذا العقار امن للحوامل في الثلث الثاني والثالث من الحمل. كما انه، بالرغم من بعض التوجس الطبي، لم يثبت اي ضرر له على الجنين حينما تتناوله الام في الثلث الاول من الحمل.
ولعدم ثبوت اي ضرر لتناول هاذين العقارين على سلامه الجنين، او على نموه الطبيعي، فان المراه ، التي لم تكن حاملا حينما تناولت اي منهما، ليس عليها الانتظار اي فتره قبل محاوله الحمل. وفق ما تؤكده الاداره الاميركيه للسيطره على الامراض والوقايه . اما عقار دوكسيسايكلين Doxycycline وعقار بريماكوين primaquine ، المستخدمان للوقايه من الملاريا، فلهما تاثيرات ضاره على الجنين. ولذا يجب عدم اللجوء لاستخدام الحامل اي منهما.