نبوه النساء .. فيمنع منها نقص النساء الملازم لخلقتهن ، والايه فيها نفي مطلق الارسال الذي تدخل فيه النبوه ، ويؤيده تاكيد ذلك بقوله تعالى {نوحي اليهم} .. كما ان الله قد جعل لكل شيء قدرا ، ومن قدر المراه انها لا تنال الولايات الكبار ، والنبوه اعلاها.
واما الايحاء الى ام موسى ومريم .. فان كانت النبوه عند القائل بهذا مجرد الوحي من المعنى اللغوي للنبا ؛ فاصطلاح لا مشاحه فيه ؛ بشرط ان لا تحمل النصوص الشرعيه عليه.
وان كانت النبوه على المعنى الشرعي ، الذي خص الانبياء باحكام كثيره ؛ فلا بد فيها من ان يوحى اليه بشرع يعمل به ؛ وهذا القدر من النبوه موضع اتفاق بين العلماء ..
هذا غير ان الراجح في النبي انه يوحى اليه بشرع ويؤمر بالتبليغ ، لكن يكون تبعا لنبي قبله ، ولا يرسل برساله مستقله الى مخالفين.
واما الايحاء .. فله اطلاقات ، ومنه الايحاء الى النحل ، والايحاء الى مريم وان كان فوقه كما بين ابن حزم ، ولكنه يشاركه في اطلاق الوحي بالمعنى اللغوي ، الذي يدخل فيه الالهام وغيره.
واقل ما في الامر ، ان الادله التي استدل بها من قال بنبوه مريم وام موسى قاصره عن اثبات ذلك ، والادله المانعه ادنى امرها ان تمنع ثبوت النبوه ، ان لم تثبت امتناعها ، والله اعلم.