فان الاصل في استمتاع كل من الزوجين بالاخر الاباحه ، الا ما ورد النص بمنعه: من اتيان المراه في الدبر، وحال الحيض والنفاس، وما لم تكن صائمه للفرض، او محرمه بالحج او العمره .
اما ما ذكر في السؤال من لعق احد الزوجين لفرج الاخر، وما زاد على ذلك من سبل الاستمتاع المذكوره في السؤال – فلا حرج فيه: للادله التاليه :
– انه مما يدخل تحت عموم الاستمتاع المباح.
– ولانه لما جاز الوطء وهو ابلغ انواع الاستمتاع، فغيره اولى بالجواز.
– ولان لكل من الزوجين ان يستمتع بجميع بدن الاخر بالمس والنظر، الا ما ورد الشرع باستثنائه كما قدمنا.
– قال تعالى: {نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم وقدموا لانفسكم واتقوا الله واعلموا انكم ملاقوه وبشر المؤمنين} [البقره :223]،
قال ابن عابدين – الحنفي – في “رد المحتار”: “سال ابو يوسف ابا حنيفه عن الرجل يمس فرج امراته وهي تمس فرجه ليتحرك عليها هل ترى بذلك باسا؟ قال: لا, وارجو ان يعظم الاجر”.
وقال القاضي ابن العربي – المالكي -: “قد اختلف الناس في جواز نظر الرجل الى فرج زوجته على قولين: احدهما: يجوز: لانه اذا جاز له التلذذ فالنظر اولى …
وقال اصبغ من علمائنا: يجوز له ان يلحسه – الفرج – بلسانه”.
وقال في “مواهب الجليل شرح مختصر خليل”: “قيل: لاصبغ: ان قوما يذكرون كراهته: فقال من كرهه انما كرهه بالطب لا بالعلم، ولا باس به وليس بمكروه, وقد روي عن مالك انه قال: “لا باس ان ينظر الى الفرج في حال الجماع”، وزاد في روايه : “ويلحسه بلسانه”.
وقال الفناني – الشافعي -: “يجوز للزوج كل تمتع منها بما سوى حلقه دبرها, ولو بمص بظرها”.
وقال المرداوي – الحنبلي – في “الانصاف”: “قال القاضي في “الجامع”: يجوز تقبيل فرج المراه قبل الجماع, ويكره بعده… ولها لمسه وتقبيله بشهوه ، وجزم به في “الرعايه ” وتبعه في “الفروع” وصرح به ابن عقيل”.
ولكن اذا تيقن ان تلك المباشره تسبب امراضا او تؤذي فاعلها، فيجب عليه حينئذ الاقلاع عنها: لقوله – صلى الله عليه وسلم : “لا ضرر ولا ضرار”: رواه ابن ماجه، وكذلك اذا كان احد الزوجين يتاذى من ذلك وينفر منه: وجب على فاعله ان يكف عنه: لقوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف} [النساء:19].
وينبغي هنا ان يراعي المقصد الاصلي من العلاقه بين الزوجين، وهو دوامها واستمرارها، فالاصل في عقد النكاح انه على التابيد، وقد احاط الله – تعالى – هذا العقد بتدابير تحفظ قوامه، وتشد من ازره، بما يوافق الشرع لا بما يخالفه، ويدخل في هذا عموم حل الاستمتاع بينهما،، والله اعلم.