اذاعه مطبوعه عن يوم عاشوراء كامله
الطيب الزاكي الذي لميجتمع….. يوما على زلل له ابوان
الطاهر النسوان والولد الذي…. من ظهرهالزهراء والحسنان
الحمدلله حمدا كثيرا طيبا .. والشكر له على ما اولى من نعم .. نحمده سبحانه ..
ونشهد ان محمدا صفيه و خليله صلى الله عليه وسلم … وبعد :
تحيه طيبه ملؤها الياسمين و سلام عاطر اليكن اجمعين
وبركاته وبعد ……….
مواسم الخير في ديننا كثيره ، ولا ينقضي منها موسم الا ويتبعه اخر داعيا المسلمين لاستغلاله
والنهل من نبع اجوره ، كي نستزيد طاعه وخيرا ، وتثقل الموازين اجرا وفيرا ..
انقضى موسم الحج وانقضت معه تلك الروحانيه الرائعه وكان منبعا للاجور لا ينضب،
واليوم ياتينا عاشوراء يوم عزه وتمكين، يوم مغفره وتطهير، يوم شكر وتحدث بالنعم.
ما اعظم معانيه! وما اجل عظاته!
وهذا من فضل الله علينا , ان منحنا هذه الجوائز العظيمه , نتطهر فيها من الذنوب نقبل على الله ونقوي صلتنا بالحبيب – جل وعلا – , فيارب اجعلنا من عبادك المخلصين .
لك في عاشوراء اخيتنا وقفات لا ينقطع نفعها، ومعين لاينضب صفاؤها، ورؤى تقر بها العين
ودعي عنك دعاوىاقوام احدثوا فيه اقوالا وافعالا ما انزل الله تعالى بها من سلطان.
فقفي…وتفكري… وسيري بيقين دربك الى موعود ربك.
واعلمي ان الايام شواهد،فاستوقفيها تنطق لكي ملء سمعك وفؤادك.
فاستنطقي شهاده هذا اليوم ليحدثك :
ايات مرتلات على مسامعكن مع الاخت ( … ) من سوره التوبه الايتان (36،37)
قد وردت احاديث كثيره عن فضل يوم عاشوراء والصوم فيه وهي ثابته عن رسول الله صلىالله عليه وسلم، ومن اهم فضائله واعظمها انه يكفر السنه الماضيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” صيام يوم عرفه احتسب على الله ان يكفر السنه التي قبله والسنه التي بعده وصيام يوم عاشوراء احتسب على الله ان يكفر السنه التي قبله ” رواه مسلم .
واعلمي ياغاليه ان المقصود بتكفير الذنوب الحاصل بصيام يوم عاشوراء : المراد به الصغائر ، اما الكبائر فتحتاج الى توبه خاصه .
قال النووي رحمه الله :
يكفر ( صيام يوم عرفه ) كل الذنوب الصغائر , وتقديره يغفر ذنوبه كلها الا الكبائر .
و جاء في حديث الربيع بنت معوذ قالت: ((من كان اصبح منكم صائمافليتم صومه، ومن ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداه عاشوراء الى قرى الانصارالتي حول المدينه كان اصبح منكم مفطرا فليتم بقيه يومه، فكنا بعد ذلك نصوم ونصومصبياننا الصغار منهم، ونذهب الى المسجد فنجعل لهم اللعبه من العهن، فاذا بكى احدهمعلى الطعام اعطيناه اياها حتى يكون عند الافطار) [متفق عليه]. وفي روايه : ( فاذاسالونا الطعام اعطيناهم اللعبه نلهيهم حتى يتموا صومهم(
لنستمع الى احاديث مختاره مع الاخت ( )
عن معاويه – رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((هذايوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وانا صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر)).[ متفق عليه].
لعاشوراء قصتان، قصه قديمه ، واخرى حديثه ، وكل واحده منهما مليئه بالعبر الجليله والدروس العجيبه ، كل واحده قصه لنبي من اولي العزم من الرسل، وكل واحده ذات علاقه ببني اسرائيل.
ارخي مسمعك : قصتا عاشوراء والاخت : ( )
القصه القديمه تبدا منذ مئات السنين حين تكبر فرعون وكفر، ونكل ببني اسرائيل، فجمعموسى _عليه السلام_ قومه للخروج، وتبعهم فرعون ، فجاء الوحي في ذلك اليوم العظيمبان يضرب موسى _عليه السلام_ البحر بعصاه “فاوحينا الى موسى ان اضرببعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ” [الشعراء : 63] فلما راى فرعون هذه الايه العظيمه لم يتعظ لج في طغيانه ومضى بجنودهيريد اللحاق بموسى _عليه السلام_ وقومه ، فاغرقه الله _عز وجل_ ، ونجى موسى ومن معهمن بني اسرائيل ، قال _تعالى_: “ولقد نجينا بني اسرائيل منالعذاب المهين” [الدخان : 30] الى هنا تنتهي القصه الاولى.
اما القصه الحديثه فهي ايضا منذ مئات السنين لكنها حديثه قياسا بالقصه الاولى ، وهي ايضامتعلقه ببني اسرائيل، لكن تعلقها بالمسلمين اهم ، كان اليهود يحتفلون بهذا اليوم،وراهم الرسول _صلى الله عليه وسلم_ يصومون ذلك اليوم في المدينه ، وكان _عليه الصلاه والسلام_ يصومه قبل ذلك، اخرج البخاري عن ابن عباس _رضي اللهعنهما_ قال: “قدم النبي _صلى الله عليه وسلم_ المدينه فراى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني اسرائيلمن عدوهم فصامه موسى – زاد مسلم في روايته: “شكرا لله _تعالى_ فنحننصومه”، وللبخاري في روايه ابي بشر “ونحن نصومه تعظيما له”-. قال: فانااحق بموسى منكم. فصامه وامر بصيامه” في روايه مسلم: “هذايوم عظيم انجى الله فيه موسى وقومه ، وغرق فرعون وقومه”.
هذا اليوم يحدثك… انك من امه لها من المكانه اسماها، وان التطلع الى بضاعه مخالفيها دنو تذل به النفس وتضيق به النظره ، فكان على افرادها اجتناب التشبهباعدائها ابقاء للتميز وحفاظا على سمو المكانه ، ولذلك امر النبي صلى الله عليه وسلمبمخالفه اليهود في صيام هذا اليوم بان يصام التاسع معه ..
هذا اليوم هو العاشر من ايام عامك الجديد تبدا معها مرحله من مراحل حياتك وانت لاتدرين متى ينقضي اجلك فيها، فلتكن بدايه طريقك دائما المسارعه في الخيرات والمبادره اليها، واجعلي حياتك قربات تتطلعين بها الى رضوان مولاك ومنازله العلا فتحري صومه يا رعاك الله
فقد كان نبيك صلى الله عليه وسلم يتحرى صيامه ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما رايت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره الا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان . ”
ومعنى يتحرى : اي يقصد صومه ويحرص عليه لتحصيل الاجر فيه ..
جعلني اللهواياك من اهل طاعته ورضوانه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومناتبعهم باحسان الى يوم الدين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.