اشعر بعدم التركيز
ان مثل هذا النوع من الاعراض نتعامل معه بان نبحث في اسبابه اولا، ونحن دائما نحاول ان نتاكد انه لا توجد اسباب عضويه ، واذا اقتنعنا انه لا توجد اسباب عضويه فبعد ذلك نتدارس الامر من المنظور النفسي ونضع التحليل والتفسير المناسب حسب الحاله .
انت لم تذكري عمرك، وكان هذا سوف يساعدنا حقيقه كثيرا؛ لان هنالك بعض الامراض العضويه قد تظهر في اعمار معينه وقد تؤدي الى مثل هذه الاعراض، خاصه اذا كان العمر فوق الاربعين.
عموما – اختي الكريمه الفاضله – الذي ارجوه منك هو ان تجري فحوصات طبيه عامه ، فيجب ان تتاكدي من قوه الدم (هيموجلوبين Hemoglobin) لديك، وتتاكدي من وظائف الكبد ووظائف الكلى، وفحص الغده الدرقيه الذي يعتبر ايضا هاما وضروريا، لان عجز افراز الغده الدرقيه قد يؤدي الى ضعف في التركيز والى شعور عام بالاجهاد والتكاسل وعدم الرغبه فيما هو مفرح وايجابي، لكن لا اتوقع انه توجد لديك عله اساسيه ، ولكني ذكرت لك هذا من قبيل التاكد واكمال المعلومات الطبيه ، لاننا في موقعك اسلام ويب حريصين دائما ان نقدم افضل ما يمكن تقديمه.
ياتي بعد ذلك النواحي النفسيه ، فان هذه الاعراض من عدم القدره على التركيز والشعور بالنعاس المستمر وكثره التفكير وقله الجهد او قله المقدره وعدم القدره على اي بذل من الجهد الجسدي او الذهني، هذا كثيرا ما يكون مصاحبا لمرض الاكتئاب النفسي، هذا نوع معين من الاكتئاب معروف لدينا في علوم الطب النفسي، كما ان القلق النفسي ربما يؤدي الى اعراض مثل هذه الشاكله ، ولكن الاكتئاب النفسي هو الغالب في مثل هذه الحالات.
سوف اتعامل مع حالتك على انها اكتئاب نفسي ومن ثم اود ان انصحك بالاتي:
اولا: حاولي ان تتخلصي من كل الافكار السلبيه التي تراودك او تسيطر على تفكيرك.
الحياه توجد بها الصعوبات ولكن الحمد لله توجد ايضا اشياء جميله ، حاولي ان تتاملي في حياتك وان تعيدي تقييم نفسك بصوره ايجابيه ، ولا تجعلي الزمن يسبقك، ولا تضيعي وقتك، ويجب ان تكوني فاعله ، والفعاليه تاتي من خلال تنظيم الوقت ومعرفه قيمه الزمن، فالانسان لابد ان يستفيد من زمنه، ولابد ان يستفيد من وقته، والمسلم مكلف بذلك، فارجو ان تضعي خارطه ذهنيه يوميه بالطريقه التي تصرفين بها شؤونك اليوميه .
فلابد ان تخصصي وقتا للراحه ، ووقتا للتواصل الاجتماعي، ووقتا للعباده ، ووقتا للقراءه ، والترويح عن النفس بما هو مشروع، الرياضه مهمه ايضا جدا، والراحه والنوم المعقول يجب ان تخصصي له وقتا، واذا كنت تعملين او كنت في دراسه بالطبع لابد ان تخصصي وقتا لذلك.
فينبغي على الانسان ان يضع هذه الخارطه الذهنيه ويلتزم بها ويطبقها .. هذا ضروري ومهم جدا.
ثانيا: لمثل حالتك تعتبر الرياضه مهمه جدا، لان الرياضه من اكبر مدعمات ومقويات النفس والجسد، واتضح الان ان هنالك مسارات كيميائيه وبيولوجيه في المخ لا تاخذ شكلها الطبيعي او شكلها الصحيح الا بممارسه الرياضه ، فارجو ان تكوني حريصه على ذلك، وسوف تحسن الرياضه من تركيزك وتعطيك جهدا جسديا ونفسيا وسوف تلاحظين ان مستوى طاقاتك بدا في الارتفاع.
ثالثا: سوف نصف لك بعض الادويه ، فهنالك بفضل الله تعالى ادويه ممتازه وجيده جدا مقاومه للاكتئاب، وسوف تجدد لك طاقاتك النفسيه والجسديه .
الدراسات تشير ان العقار الذي يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac) هو من الادويه الجيده والممتازه لمثل هذه الحالات، فارجو ان تبدئي في تناوله بجرعه كبسوله واحده (عشرين مليجراما) بعد الاكل وتستمرين على هذه الجرعه لمده شهر، ثم بعد ذلك ترفعين الجرعه الى كبسولتين في اليوم وتستمرين عليها لمده سته اشهر، ثم تخفضين الجرعه الى كبسوله واحده في اليوم لمده ثلاثه اشهر.