الضرب: فانه خير يصيب المضروب على يدي الضارب، الا ان يرى كانه يضربه بالخشب، فانه حينئذ يدل على انه يعده خيرا فلا يفي له به. و(من راى) كان ملكا يضربه بالخشب، فانه يكسوه. وان ضربه على ظهره فانه يقضي دينه. وان ضربه على عجزه فانه يزوجه. وان ضربه بالخشب اصابه منه ما يكره. وقيل ان الضرب يدل على التغيير، وقيل ان الضرب وعظ. و(من راى) كانه يضرب رجلا على راسه بالمقرعه واثرت في راسه وبقي اثرها عليه، فانه يريد ذهاب رئيسه. فان ضرب في جفن عينه فانه يريد هتك دينه. فان قلع اشفار جفنه فانه يدعوه الى بدعه . فان ضرب جمجمته فانه قد بلغ في تغييره نهايته، وينال الضارب بغيته. فان ضربه على شحمه اذنه او شقها وخرج منها دم، فانه يفترع ابنه المضروب. وقيل ان كل عضو من اعضائه يدل على القريب الذي هو تاويل ذلك العضو. وقال بعض المعبرين ان الضرب هو الدعاء، ف(من راى) انه يضرب رجلا فانه يدعو عليه. فان ضربه وهو مكتوف فانه يكلمه بكلام سوء ويثني عليه بالقبيح.
و(من راى) ان رجلا يضربه على هامته بالمقرعه والتوت في راسه وبقى اثرها فانه يريد ذهاب رئيسه، فان وقعت في جفن عينيه فانه يريد هتك دينه، وان قلع اشفار جفنه فانه يدعوه الى بدعه ، وان ضرب جمجمته فانه قد بلغ تعبيره نهايته ونال الضارب بغيته، وان ضربه على شحمه اذنه وخرج منها دم فانه يقرع ابنه المضروب. و(من راى) انه ضرب على راس اخر بشيء ملتو فانه يضربه بامر يضر به، وكذلك ما يقرع به الراس من سوط او قضيب او شيء ملتو وما اشبه ذلك، و(من راى) منكم انه ضرب على عينه فيدل ذلك على غفلته وانه يستيقظ من هذه الغفله والله اعلم.
