افضل مقالات مفيدة بالصور مواضيع جميلة

في كل بيت عرس و دمعتان

في كل بيت عرس و دمعتان 20161013 70

في كل بيت عرس و دمعتان

في كل بيت عرس و دمعتان 20161013 70

في كل بيت عرس ودمعتان

بقلم جميل حامد عبد الله/كاتب وصحفي من فلسطين المحتله

اعلان 3

عبثا اختزال الالم في مقال من مئات او الاف الاحرف وعبثا تستطيع نقل دموعك الى الورق.. عبثا اقول انني انقل الحقيقه التي لا يكتوي بنارها الا الاباء والامهات من ذوي الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهدمه بيوتهم … والمصلوبين على مذبح الامل….!

فنشيد الحسره والامل الذي اعقب حصار بيروت وتشتت الثوره في اصقاع العروبه البارده ما زال يمثل الحاله الوجدانيه للفلسطيني اينما تواجد وحط برحاله.. فالعرس هو العرس ما زال سيد الموقف في كل بيت وحاره كما هي المعاناه التي تزيد هذا الشعب تشبثا بالامل ما زالت ترتسم على جدران الحي العتيق في قصبه نابلس وزاويه الخليل ومناره بيت لحم ورام الله التحتا… وما زال سهل مرج بن عامر يصدح لجنين القسام باغاني عشاق الارض.. وما زال القطاع ببحره يبتلع كافه المؤامرات والحكومات والانتدابات والوصايات والاحتلالات.

صمود وغموض
ثلاث مناسبات عزفت لحنا حزينا من قعر المعاناه المترسبه في جوف الامال بفضائنا العاصف بالالم بدات مع استقلالي سياره الاجره على( معبر) الخضر اثناء توجهي لمدينه بيت لحم … قابلني بمراره الرجال واحتراق الابوه على بوابات جهنم وقال انتم الاعلاميون فاشلون……………..!

عن ماذا تكتبون….. وواجبكم الكشف عن الحقيقه ………!؟

انتم تخليتم عن واجبكم لان الحقيقه ضائعه وتائهه ومحتجزه ومعتقله واسيره خوفكم فلماذا لا تعملون لكشف حقيقه صفقه ابعاد ابنائنا الى غزه واليونان وبلجيكا وغيرها التي وقعها محمد رشيد … ان اعضاء المجلس التشريعي يقرون بان غموضا ما يكتنف هذه الصفقه ….. ماذا يمكننا العمل في ظل التنصل الاوروبي والعربي من الالتزامات الادبيه والاخلاقيه التي قطوعها على انفسهم حسب ما اشيع واعلن في حينه.. وماذا يمكننا ان نعمل اذا ارتضى العالم ان يرتبط مصير ابنائنا برحمه الاحتلال واشكاليات السياسه بعناصرها المختلفه وفضائها المثقوب برصاصه الرحمه الصهيو-امريكيه ………………؟

لقد عرفنا المكان واعتبرناه محرقه الروح في الوطن … يبقى الزمان …..فالى متى سنبقى نحتسي دموع الفراق على وتر الغموض ومتى سنرد للوطن اعتباره بكشف الغموض الذي اكتنف الحقيقه باسم الوطن….. ودعت الرجل والخجل يعتريني وجبهتي تتصبب عرقا وشفتاي ترتجفان بوعود قطعتها على نفسي بان اكتب وان اضيف تساؤلي الى 48 عائله اوجعتها التساؤلات………………..!!؟

ابراهيم بحلته الجديده

انطلقت بطريقي الى ابو فريد الكادر اليساري الذي عايش اوجاع المراحل وتنقل في حقول المعاناه التي رسمت تجاعيدا مخمليه على جبهته.. رغبت في معايده الرجل الذي غابت اطلالته وابتسامته العريضه عن محتوى ايامنا الذي توشح بسواد الاحتلال وممارساته وافرازاته وانعكاساته …وجدت الرجل يخفي خلف ابتسامته الخجوله دمعه ضاقت بها مقلتيه المفعمه بالدموع …..دمعه غطت مساحه اللقاء القصير الذي كان يجب ان يعج بالحديث عن ذكريات الماضي التي عاده ما تحمل معها الابتسامه بل الاسترسال بالضحك على ما حفلت به الذكريات من نهفات غريبه وممارسات عفويه .. فاجاني بابنه ابراهيم الطالب في جامعه القدس المفتوحه الذي اخترقت رصاصه قناص “اسرائيلي” حاقد الفقره الرابعه من عموده الفقري … فكان الشلل النصفي قدرا ومصيرا لروحيه الشباب وشفافيه الامل ولديمومه التحدي … لينتقل ابراهيم الى تحديا اخر بثوب اخر وهو يردد اغنيته المحبوبه

منتصب القامه امشي….. مرفوع الهامه امشي..

تحرشت بي الذاكره الى لحظات انهمرت بها دموعي وامتزجت بدموع عشرات الامهات اللواتي بكين ابناؤهن الشهداء والجرحى والمعاقين والاسرى والموقوفين والمكسرين والمصلوبين على الجدران والمشبوحين على اعمده الكهرباء تحت المطر….. فامتزجت بحزن صديقي والمه وهو يتحدث عن ابراهيم بحلته الجديده … وخرجت وانا اضيف هما جديدا وحزنا مسحوبا على وجهي كسحابه كانون القاتمه قاصدا صومعتي التي احتسي فيها كتاباتي.

يبحثون عن الحلوى في حفنات الملح
لم يكد يجف عرقي ولم تكد ملامح الرجل تغيب عن مسائي الحزين حتى وجدت نفسي امام شقيقتي التي تعتصر الما على زوجها القابع في سجون الاحتلال … وهي تنتظر انطلاقه اضراب الاسرى وحرب الامعاء الخاويه …. التي لم تخفي قلقها واعتصارها الما على زوجها والاف المعتقلين معه…. وجدت نفسي مطالبا بالكتابه عن ثمانيه الاف اسير يخوضون معركه الجوع مع المحتل.. وجدت نفسي امام ثمانيه الاف عائله فلسطينيه ترفع ابتهالاتها الى الله ليحمي ابناءها ويعيدهم سالمين.. ثمانيه الاف عائله تتوشح بسواد الايام.. تزرق شفاهها ويرتسم الحزن والهم والقلق على محياها.

وجدت نفسي امام عشرات الالاف من ابناء الاسرى الذين يبحثون عن قطع الحلوى في حفنات الملح التي يتجرعها الاباء حفاظا على مجاريهم التنفسيه من رائحه الجوع والتقرحات المعويه ..

وجدت نفسي ثانيه في شوارع المخيم استرق ذلك النشيد ومع الغروب اغني..

في كل بيت عرس ودمعتان.. ميعادنا في القدس مهما نعاني..

لا تلبس السواد ام المكارم.. فموته ميلاد والفجر قادم..

السابق
موضة لباس العروس 2024 بالصور
التالي
فوائد عصير الفراولة للجسم