افضل مقالات مفيدة بالصور مواضيع جميلة

تاريخ سيدنا ادم

تاريخ سيدنا ادم 20161015 1918

تاريخ سيدنا ادم

تاريخ سيدنا ادم 20161015 1918

يروى ان الارض كانت، قبل خلق ادم (ع)، معموره بالجن والنسناس والسباع، وغيرها من الحيوانات، وانه كان لله فيها حجج وولاه ، يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
وحدث ان طغت الجن وتمردوا، وعصوا امر ربهم. فغيروا وبدلوا، وابدعوا البدع، فامر الله سبحانه الملائكه ، ان ينظروا الى اهل تلك الارض، والى ما احدثوا وابدعوا، ايذانا باستبدالهم بخلق جديد، يكونون حجه له في ارضه، ويعبد من خلالهم.
ثم انه سبحانه وتعالى قال لهم: {اني جاعل في الارض خليفه }. فقالوا: سبحانك ربنا: {اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} كما افسدت الجن؟ فاجعل الخليفه منا نحن الملائكه ، فها نحن {نسبح بحمدك ونقدس لك}، ونطيعك ما تامرنا. فقال عز من قائل: {اني اعلم مالاتعلمون}.
وبعث الله الملك جبرائيل (ع) لياتيه بتراب من اديم الارض، ثم جعله طينا، وصيره بقدرته كالحما المسنون، ثم كالفخار، حيث سواه ونفخ فيه من روحه، فاذا هو بشر سوي، في احسن تقويم.
خلق حواء وزواج ادم منها
سمى الله سبحانه وتعالى مخلوقه الجديد، ادم، فهو الذي خلقه من اديم الارض، ثم انه عزوجل، خلق حواء من الطين الذي تبقى بعد خلق ادم واحيائه.
ونظر ادم (ع) فراى خلقا يشبهه، غير انها انثى، فكلمها فردت عليه بلغته، فسالها: “من تكون؟” فقالت: “خلق خلقني الله”.
وعلم الله ادم الاسماء كلها، وزرع في نفسه العواطف والميول، فاستانس بالنظر الى حواء والتحدث اليها، وادناها منه، ثم انه سال الله تعالى قائلا: “يارب من هذا الخلق الحسن، الذي قد انسني قربه والنظر اليه؟!” وجاءه الجواب: “ان ياادم، هذه حواء.. افتحب ان تكون معك، تؤنسك وتحادثك وتاتمر لامرك؟” فقال ادم (ع): “نعم يارب، ولك الحمد والشكر مادمت حيا.” فقال عزوجل: “انها امتي فاخطبها الي”. قال ادم (ع): “يارب، فاني اخطبها اليك، فما رضاك لذلك؟” وجاءه الجواب: “رضاي ان تعلمها معالم ديني..” فقال ادم(ع): “لك ذلك يارب، ان شئت”. فقال سبحانه: “قد شئت ذلك، وانا مزوجها منك”.
فقبل ادم بذلك ورضي به.
تكريم الله لادم ورفض ابليس السجود له
اراد الله عزوجل، ان يعبد من طريق مخلوقه الجديد، فامر الملائكه بالسجود اكراما له، بمجرد ان خلقه وسواه ونفخ فيه من روحه، فخرت الملائكه سجدا وجثيا.
وكان ابليس، وهو من الجن، كان في عداد الملائكه حينما امرهم الله بالسجود اكراما لادم(ع). وكان مخلوقا من النار، شديد الطاعه لربه، كثير العباده له، حتى استحق من الله ان يقربه اليه، ويضعه في صف الملائكه … ولكن ابليس عصى هذه المره الامر الالهي، بالسجود لادم(ع)، وشمخ بانفه، وتعزز باصله، وراح يتكبر ويتجبر، وطغى وبغى، وظل يلتمس الاعذار الى الله سبحانه، حتى يعفيه من السجود لادم(ع).
وما فتئ يتذرع بطاعته لله وعبادته له، تلك العباده التي لم يعبد الله مثلها ملك مقرب، ولانبي مرسل… واخذ يحتج بان الله خلقه من نار، وان ادم مخلوق من تراب، والنار خير من التراب واشرف: {قال: انا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين}. {ااسجد لمن خلقت طينا}!.
ولما كان الله سبحانه وتعالى، يريد ان يعبد كما يريد هو، ومن حي يريد، لاكما يريد ابليس اللعين هذا، صب عليه سوط عذاب، وطرده من الجنه ، وحرمها عليه، ومنعه من اختراق الحجب، التي كان يخترقها مع الملائكه (ع).
ولما راى ابليس غضب الخالق عليه، طلب ان يجزيه الله اجر عبادته له الاف السنين، وكان طلبه ان يمهله الله سبحانه في الدنيا الى يوم القيامه، وهو ينوي الانتقام من هذا المخلوق الترابي، الذي حرم بسببه الجنه ، واصابته لعنه الله. كما طلب ايضا، ان تكون له سلطه على ادم وذريته، وظل يكابر ويعاند، ويدعي انه اقوى من ادم، وخير منه: {قال: ارايتك هذا الذي كرمت علي، لئن اخرتن الى يوم القيامه ، لاحتنكن ذريته الا قليلا}.
ادم (ع) يستعين بالله
اعطى الله سبحانه وتعالى، اعطى ابليس اللعين ماطلبه واحبه من نعيم الدنيا، والسلطه على بني ادم الذين يطاوعونه، حتى يوم القيامه ، وجعل مجراه في دمائهم، ومقره في صدورهم، الا الصالحين منهم، فلم يجعل له عليهم سلطانا: {قال: اذهب فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا… ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا}.
وعرف ادم ذلك، فلجا الى ربه مستعصما، وقال: “يا رب! جعلت لابليس سلطه علي وعلى ذريتي من بعدي، وليس لقضائك راد الا انت، واعطيته ما اعطيته، فما لي ولولدي مقابل ذلك؟” فقال سبحانه وتعالى: “لك ولولدك: السيئه بواحده ، والحسنه بعشره امثالها” فقال ادم (ع): “متذرعا خاشعا: يارب زدني، يارب زدني”. فقال عزوجل: “اغفر ولاابالي” فقال ادم (ع) “حسبي يارب، حسبي”.
نسيان ادم وحواء وخطيئتهما
اسكن الله سبحانه ادم وحواء الجنه ، بعد تزويجهما: {واذ قلنا ياادم اسكن انت وزوجك الجنه } وارغد فيها عيشهما، وامنهما، وحذرهما ابليس وعداوته وكيده، ونهاهما عن ان ياكلا من شجره كانت في الجنه ، تحمل انواعا من البر والعنب والتين والعناب، وغيرها من الفواكه مما لد وطاب: {وكلا منها رغدا حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجره فتكونا من الظالمين}.
وجاءهما الشيطان بالمكر والخديعه ، وحلف لهما بالله انه لهما لمن الناصحين، وقال: اني لاجلك ياادم، والله لحزين مهموم… فقد انست بقربك مني… واذا بقيت على هذا الحال، فستخرج مما انت فيه الى ما اكرهه لك.
نسي ادم(ع) تحذير الله تعالى له، من ابليس وعداوته، وغره تظاهر ابليس بالعطف عليه والحزن لاجله، كما زعم له، فقال لابليس: “وما الحيله التي حتى لااخرج مما انا فيه من النعيم؟” فقال اللعين: “ان الحيله معك:” {افلا ادلك على شجره الخلد وملك لايبلى}؟ واشار الى الشجره التي نهى الله ادم وحواء عن الاكل منها، وتابع قائلا لهما: {مانهاكما ربكما عن هذه الشجره الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين}.
وازدادت ثقه ادم(ع) بابليس اللعين، وكاد يطمئن اليه وهو العدو المبين، ثم انه استذكر فقال له: “احقا ماتقول”: فحلف ابليس بالله يمينا كاذبا، انه لادم من الناصحين، وعليه من المشفقين، ثم قال له: “تاكل من تلك الشجره انت وزوجك فتصيرا معي في الجنه الى الابد”.
لم يظن ادم(ع)، ان مخلوقا لله تعالى يحلف بالله كاذبا، فصدقه، وراح ياكل هو وحواء من الشجره ، فكان ذلك خلاف ما امرهما به الله سبحانه وتعالى.
الخروج من الجنه
ماكاد ادم وحواء، ياكلا من الشجره التي نهاهما الله عن الاكل منها، حتى نادى مناد من لدن العرش الالهي، ان: “ياادم، اخرج من جواري، فانه لايجاورني من عصاني”.
وبكى ادم(ع) لما سمع الامر الالهي له بالخروج من الجنه … وبكت الملائكه لهذا المخلوق الذي سجدت له تكريما. فبعث الله عز وجل جبرائيل(ع)، فاهبط ادم الى الارض، وتركه على جبل سرنديب في بلاد الهند، وعاد فانزل حواء الى جده ..
ثم ان الله سبحانه وتعالى، امر ادم ان يتوجه من الهند الى مكه المكرمه ، فتوجه ادم اليها حتى وصل الى الصفا… ونزلت حواء بامر الله الى المروه ، حتى التقيا من جديد في عرفه . وهناك دعا ادم ربه مستغفرا: اللهم بحق محمد واله والاطهار، اقلني عثرتي، واغفر لي زلتي، واعدني الى الدار التي اخرجتني منها.
الرحمه والغفران
{وتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه}.
واوحى الله عزوجل الى جبرائيل(ع): اني قد رحمت ادم وحواء، فاهبط عليهما بخيمه من خيم الجنه ، واضربها لهما مكان البيت وقواعده، التي رفعتها الملائكه من قبل، وانرها لهما بالحجر الاسود. فهبط جبرائيل(ع) بالخيمه ونصبها، فكان المسجد الحرام منتهى اوتادها، وجاء بادم وحواء اليها.
ثم انه سبحانه امر جبرائيل بان ينحيهما منها، وان يبني لهما مكانها بيتا بالاحجار، يرفع قواعده، ويتم بناءه للملائكه والخلق من ادم وولده، فعمد جبرائيل الى رفع قواعد البيت كما امره الله.
واقال الله ادم عثرته، وغفر زلته، ووعده بان يعيده الى الجنه التي اخرج منها. واوحى سبحانه اليه، ان: “ياادم، اني اجمع لك الخير كله في اربع كلمات: واحده منهن لي، ان تعبدني، ولاتشرك بي شيئا، وواحده منهن لك: اجازيك بعملك، احوج ماتكون، وكلمه بيني وبينك: عليك الدعاء ومني الاجابه ، وواحده بينك وبين الناس من ذريتك، ترضى لهم ماترضى لنفسك.
وهكذا، انزل الله على ادم(ع) دلائل الالوهيه والوحدانيه ، كما علمه الفرائض والاحكام والشرايع، والسنن والحدود.
قابيل يقتل هابيل
كان قابيل اول اولاد ادم(ع). فلما ادرك سن الزواج، اظهر الله سبحانه جنيه يقال لها جهانه ، في صوره انسيه ، فلما راها قابيل احبها، فاوحى الله تعالى الى ادم(ع) ان يزوجها من قابيل ففعل.
ثم لما ولد هابيل، الابن الثاني لادم (ع). وبلغ مبلغ الرجال، اهبط الله تعالى احدى حوريات الجنه ، فراها هابيل واحبها، فاوحى الله لادم (ع) ان يزوجه بها.
ثم ان الله سبحانه وتعالى، امر نبيه ادم (ع)، ان يضع مواريث النبوه والعلم عند ولده هابيل، ويعرفه بذلك… ولما علم قابيل بذلك، غضب واعترض اباه قائلا: “انا اكبر من هابيل، وانا احق بهذا الامر منه”.
وتحير ادم(ع)، فاوحى الله اليه ان يقول لابنه قابيل: “يابني، ان الامر لم يكن بيدي، وان الله هو الذي امرني بذلك، ولم اكن لاعصي امر ربي ثانيه ، فابوء بغضبه، فاذا كنت لاتصدقني، فليقرب كل واحد منكما قربانا الى الله، وايكما يتقبل الله قربانه، يكن هو الاولى، والاحق بالفضل ومواريث النبوه .
قدم قابيل قربانا من ايسر ملكه، وقدم هابيل قربانه من احسن ماعنده… فتقبل الله سبحانه قربان هابيل، بان ارسل نارا تركت قربان قابيل كما هو، مما اثار حفيظه قابيل، واجج نار الحقد في صدره.
ووسوس له الشيطان بان: اقتل اخاك فينقطع نسله، وتريح اولادك من بعدم ان كان لك ولد، ثم لايجد ابوك من يعطيه المواريث سواك، فتفوز بها، وذريتك من بعدك..
وسولت له نفسه قتل اخيه هابيل، فقتله… وكانت اول جريمه على وجه الارض، نفرت الوحوش والسباع والطيور، خوفا وفرقا.
ولم يدر قابيل كيف يخفي جريمته… وماذا يصنع بجسد اخيه الملقى على الارض بلا حراك؟… ويبعث الله تعالى غرابين يقتتلان في الجو، حتى يقتل احدهما الاخر، ثم يهوي وراءه الى الارض، فيحفر، بمخالبه حفره ، يدفن فيها صاحبه، وقابيل ينظر ويرى.
ادرك قابيل عجزه وضعفه وقال: “ياويلتا اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاواري سواه اخي} وادفن جثته، كما دفن هذا الطائر الصغير الحقير صاحبه المقتول؟! {فاصبح من النادمين

السابق
طريقة عمل الذرة المسلوق
التالي
كيفية تحضير ميرندا