البنات والصراصير
الخوف من بعض الحشرات كالصراصير الى حد ان يصاب الانسان برهاب الصراصير فهو امر غير مقبول.
الصرصور يخيف البعض… وتصرخ النساء عند رؤيته!
لماذا نخاف الصراصير؟ سؤال لم نحاول معرفه اسبابه الحقيقيه ، ربما لعدم جدوى معرفتها، فمعظمنا يهرب عند مشاهده “الصرصور الاسود ذي الشوارب الطويله ” يطل من ثقب او يمر سريعا… والرعب الرعب اذا كان طائرا. تنطلق صرخات هلع واحيانا ترتفع اصوات بكاء وتدب الرعشه في الاجساد، لمجرد اختفائه فجاه وعدم معرفه مكان تربصه بنا “نحن الكائنات الضعيفه “. ويصيبنا الجمود اذا رايناه فوقنا او حتى اذا بقينا نظن انه رابض تحتنا
ونتخيل كيف سينقض علينا من عل ويزدردنا
ولا يرتاح البال الا حين يقتل سحقا او “معسا” امام اعيننا، على يد “المنقذ الصنديد”. حينئذ، نصاب بحكاك مستغرب فنرفع طرف الثوب ونتحسس الظهر والشعر…
ثم نعود ونتساءل من جديد لماذا نخاف الصراصير حين نراها او حين تدب علينا؟ اسئله كثيره ومواقف مضحكه وغريبه واراء عديده من مصابين ب”رهاب الصراصير”.
والان ناتي لراي الطب النفسي في هذه الحالات ::
بدايه ، تشير الاخصائيه النفسيه اماني الجحدلي الى المشكلات النفسيه التي تصيب الانسان بسبب الحشرات عموما “هناك خوف طبيعي من كل شيء قد يتسبب في الحاق الضرر بنا. وهناك حالات عديده يخرج فيها الخوف عن حده الطبيعي ليصبح مرضيا. ولكي نحدد انه كذلك لا بد ان نعرف الخوف في حالته المرضيه . وهو في ابسط تعريف له: خوف من موقف معين او شيء معين من دون ان يشكل خطرا حقيقيا على الفرد”.
وتتابع الجحدلي ان “الناس يختلفون، فاستجابتهم للمخاوف متفاوته . بعضهم يصل الى المستوى الطبيعي بينما البعض الاخر يخاف بشده الى درجه تظهر عليه اعراض جسديه ، يكشفها الطبيب او الاخصائي او المعالج النفسي، فلو اخذنا على سبيل المثال الخوف من القطط او الحشرات نجد انه يصنف ضمن خانه المخاوف من الحيوانات zoophobia. فبمجرد رؤيه الحيوان تبدا اعراض جسديه معينه في الظهور عليه كالتعرق والاغماء وزياده ضربات القلب.
ولابد من التدخل الطبي بحيث يخضع الفرد للعلاج ليتخطى هذه الحاله “. وترى الجحدلي ان “من الاسباب التي تؤدي الى ذلك: تخويف الاطفال باسماء الحشرات مثلا او الحكايات المخيفه التي تحكى لهم واحيانا يكون الخوف موجودا اساسا عند الكبار فينتقل الى الصغار بطريقه لا يعيها الوالدان. فتصبح العمليه وكانها مشاركه وجدانيه او مجرد تقليد للاباء وبعض الخبرات السالفه التي تكون ذات صله بموضوع الخوف”.
اما الحكاك، تشرح الجحدلي، “فهو استجابه شرطيه للموقف. اي ان الشخص ربما كان تعرض لموقف سابق وانتابه حكاك فتتعمم لديه رده الفعل هذه وتتكرر”.
تكوين الصوره المخيفه
ومن جانب اخر يتحدث الدكتور فلاح الغزوان، المدير التنفيذي لمركز “اراء للاستشارات والدراسات والتدريب” في دبي عن كيفيه علاج الاثار النفسيه الناتجه عن خوف الانسان من الصراصير فيقول: “لا يخفى علينا ان الكثير منا يتملكه بعض مشاعر الخوف عند مشاهده الصراصير وربما باقي الزواحف والحيوانات.
ومن الملاحظ بوضوح ان هذه الظاهره تعانيها الاناث اكثر من الذكور وهذا في الحقيقه يعود الى بعض الافكار التي ينسجها الذهن الانساني من خلال عمليه التامل السريع وربط الصور خلال مشاهدات تطبع صورا تخيليه مثيره للاشمئزاز”.
ويشرح الغزاون ان “عامل الخوف من هذه الحالات ناتج عن الافكار التي علقت بذهن الشخص والتي يبني عليها صورا جديده تثير حاله الخوف على الرغم من ان هذه الحاله في بعض الاحيان لا يوجد لها ما يقابلها في الواقع. ولكن الشخص يشكل صوره مخيفه لنفسه من خلال رؤيه عالقه في ذهنه بغض النظر عن صحتها. وهي مرتبطه بالانطباع الحسي الذي تشكل نتيجه رؤيته لها من قبل لان هذا سيقوم بتشكيل صوره ذاتيه نابعه عن رؤيه الشخص نفسه. ويبدو ان السبب الذي يجعل المراه تعاني اكثر في هذا الجانب يعود الى نعومتها وتعاملها مع مفردات حياتيه سهله بعيده عن العنف وكل ما يتعلق بالجوانب الشديده والمخيفه . وهذا امتداد طبيعي لانوثها”.
- قصص خوف نساء من صرصور مضحك