ترك صلاه الجمعه
صلاه الجمعه واحده من اكبر العبادات التي فرضت بركن اصيل من الدين الاسلامي و هو الصلاه ، و قد احتفى بها المسلمون على مر الزمان فدائما ما كانت تقترن بخطبه الجمعه احداثا جساما و امورا ضخمه على مر التاريخ الاسلامي ، و لقد رغب الله عز و جل في حضورها و بادائها في جماعه في قوله تعالى : (( يا ايها الذين امنوا اذا نودى للصلاه من يوم الجمعه فاسعوا الى ذكر الله و ذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون )).
كذلك خص الله عز و جل يوم الجمعه بفضائل كثيره و ميزه عن باقي ايام الاسبوع فعده عيدا صغيرا للمسلمين يجتمع فيه الناس على ذكر الله و اعلاء قيم الخير و الحق و الجمال و اتعظوا بخطبته و اجتمعوا على طاعه و تالفت قلوبهم بالمحبه و الاخاء.
ورد فيما ورد عن الحث على عدم ترك صلاه الجمعه في جماعه انه صلى الله عليه و سلم قال : ” من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه ” رواه ابو داود ، و عنه ايضا صلى الله عليه و سلم انه قال : ” لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات او ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ” صحيح مسلم.
فترك صلاه الجمعه يورث في قلب المسلم الغفله عن طاعه الله حيث يختم الله على قلب الرجل بذنوبه فتكون بينه و بين الحق حاجزا فلا يتعظ و يضيق صدره بما به، مما يورثه الهم و عدم التلذذ بالطاعه او غيرها ولا يرى الحق حقا ولا يرى المنكر منكرا، فيقول ابن عبد البر : ( و الختم على القلوب مثل الطبع عليها ، و هذا وعيد شديد لان من طبع على قلبه و ختم عليه لم يعرف معروفا و لم ينكر منكرا).
كما ان المواظبه على ادائها في جماعه يزيد الايمان و يبارك في اليوم كله، كما يطهر المرء من ذنوبه ويجدد عهده بالله عز و جل دون ان يدري، فيقذف الله في قلبه بهجه هذا اليوم و شعورا بالسعاده يستمر معه، فقد ورد عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال في حديث طويل : ” الجمعه الى الجمعه مكفرات لما بينهن ” .
وقد ورد عن اثر السابقين انهم كانوا يواظبون على صلاه الجمع في جماعه حرصا على خيرها و اجرها فقال الزهري رحمه الله: (بلغنا ان رجالا من اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قد شهدوا بدرا اصيبت ابصارهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم و بعده فكانوا لا يتركون شهود الجمعه فلا نرى ان يترك الجمعه من وجد اليها سبيلا).
و عليه فان ترك صلاه الجمعه امرا غير مرجح و لا يستحب و شدد المشايخ و علماء الدين في عقوبه تاركها و ما يورثه ذلك من استهانه بترك الفريضه و ارتكابا للمعاصي، فعن سمره انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” احضروا الجمعه ، و ادنوا من الامام، فان الرجل يتخلف عن الجمعه ، فيتخلف عن الجنه ، و انه لمن اهلها”.
و ورد فيما ورد عن الاعذار المباحه شرعا لترك صلاه صلاه الجمعه في جماعه :
1. المرض.
2. مدافعه الاخبثين ( البول – الغائط ).
3. حضور الطعام عن جوع.
4. الخوف من كثره هطول الامطار او كثره الوحل بالطرقات.
5. الخوف من ضياع المريض الذي يلازمه صحيح وجبت عليه الصلاه .
6. اكل البصل او الثوم لما في ذلك من اذى لمن يجاوره.
7. النوم او النسيان دون تعمد بالطبع.