كيف اعرف ان الله يحبني
كيف تعرف ان الله يحبك ؟ , وكيف تعرف ان الله يكرهك ؟
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
المحمود هو الله جل جلاله، والمصلى والمسلم عليه محمد واله.
احبتي في الله ،،،
وبركاته، اشهد الله اني احبكم في الله اخوتي المؤمنون الموحدون. (اسال الله جل جلاله ان يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله، اللهم اجعل عملنا كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل فيه لاحد غيرك شيئا)
احبتي في الله ،،،
مبارك عليكم الشهر وهذه المره الثالثه ، كل عام وانتم بخير. (اسال الله جل جلاله ان يجعل هذا الشهر ابرك شهر مر في حياتك، اللهم اجعله عونا لنا على طاعتك، اللهم اجعله تثبيتا لنا على الايمان ورفعه لنا في الدرجات، اللهم اعتق رقابنا من النار – ولا تنسوا ان تسالوني عن العتق من النار وركز الان بقلبك في الدعاء- اللهم انه لك في كل ليله .. اللهم انه لك في كل ليله وعد حق اخبرنا عنه النبي محمد، اللهم انا نسالك بانا نشهد بصدق نبيك وبحق وعده ان لك في كل ليله عتقاء من النار، فاللهم فاجعلنا في هذه الليله من عتقائك من النار ومن المرحومين، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار ومن المرحومين، اللهم اجعلنا من عتقاء هذه الليله ومن المرحومين)
احبتي في الله ،،،
وانا احبكم في الله، مازال سؤال الحلقه الماضيه قائما:
كيف اعرف ان الله يحبني؟.. وكيف اعرف ان الله يكرهني؟
قد يقول احدكم: ليس الامر بهذه الصعوبه فانا اعرف ان الله يحبني..!
واقول لك: كيف عرفت ان الله يحبك؟
تقول: هكذا، انا اعرف فقط.
نقول لك: اذن ساعدنا لوجه الله واخبرنا كيف عرفت؟
تقول: انالا اطلب من الله شيء الا واعطاه لي، فهذا يعني انه يحبني.
وانا اقول لك: كلا، هذا لا يعني ان الله يحبك..
فتتساءل متعجبا: كيف لا يكون يحبني ..؟!!، ان كان الله لا يحبني .. هل كان سيعطني؟!!
واقول لك: نعم.. لان الله يعطي لمن لا يحبه.
تقول:كيف؟
اجيبك: هذه حقيقه ، وقبل ان افصلها لك دعني اقول لك شيئا.. هل تعرف ابليس.. الشيطان الرجيم؟
فتقول: نعم.
اقول لك: هل الله يحب ابليس ام يكرهه؟
فتجيب واثقا: يكرهه طبعا.
فاقول لك: ورغم ذلك.. ابليس طلب طلبا والله اعطى له {قال انظرني الى يوم يبعثون (14) قال انك من المنظرين (15)} الاعراف، فهل هذا يعني ان الله يحبه؟
تقول: لا ..
فاقول لك: اذن ليس شرط انه اعطاك.. انه يحبك، او كلما طلبت منه يعطيك.. فهذا ليس شرطا للمحبه ابدا.
فتقول: فما هو الشرط يا عم الشيخ؟
ساوضح لك.. يقول ابن القيم في مقدمه كتاب (مدارج السالكين في شرح اياك نعبد واياك نستعين) في باب الاستعانه : “واياك ان تظن ان استجابه الله لدعائك لكرامتك على الله، بل قد يستجيب الله دعاء العبد لهوانه عليه وسقوطه من عينه، فيعطيه ليطرده عن بابه”، فاذن موضوع الحب يرتكز على.. هل هو اعطاك لكي يقربك ام يطردك؟
فتقول: ماذا يعني ان يعطيني ليطردني؟
اقول لك: فاذا كان هناك شخص له دعوه واحده . يدعو بها ليل نهار.. يقول: “يا رب اعطني مليون جنيه.. مليون جنيه يا رب ولن اسالك غيره”، وكان الله غضبان على هذا الشخص، فيعطيه الله ما يريده حتى لا يسمع صوته بعدها، ولا يراه في بيت من بيوت الله.
فاذا اعطاه الله المليون جنيه وقام هذا الشخص بعمل شركه ، وانشغل بامواله واعماله، فلم يعد يصلي ولا يذكر الله. واذا سالته عن حاله يجيبك بلسان المستغني عن الله: “انا لا اريد من الله شيئا”… فهل هذا غضب ام رضا؟!!
واضرب لك مثلا اخر: رجل يريد ان يتزوج امراه .. فيظل يدعو “يا رب زوجني هذه.. يا رب زوجني هذه”، فيزوجها الله له فينشغل بها ويعشقها ويحبها وينسى ربنا. او اخر يدعو ويقول ليرزقه الله عمل ما فيدعو “يا رب اجعلني اعمل في هذا العمل”.. فيستجيب له الله، ثم ينسى الله وينشغل بعمله. واخر يطلب الشفاء من الله بشده وعندما يشفيه الله ويرفع عنه البلاء.. فيفجر بعد ذلك ويطغى، وبالتالي ليس معنى انه اعطاك او استجاب دعائك انه يحبك.
فتقول: هل معنىهذا “اذا اعطاني الله فهو يكرهني”؟
لا.. لم اقل هذا، بل قلت: لو اعطاك ما يبعدك عنه ويشغلك عنه، فهذا يعني انه يكرهك ولا يريدك، وان اعطاك ما يقربك منه ويجعلك بين يديه ويزيدك ايمان فهذا يعني انه يحبك.
فافهم.. فهذا هو مقياس العطاء والمنع: هل اعطاك (او منعك) ليقربك ام ليبعدك؟؟
فلو ان شخص مرض، قد يكون هذا المرض.. عطاء وليس منع.
قال شيبان الراعي لسفيان الثوري:
يا سفيان عد منع الله عطاء، فانه لم يمنعك بخلا ولكن منعك لطفا.
هل فهمت ام اترجم؟
واعلم هذه ايضا.. حينما اقول “اترجم” اقصد بها “اشرح”، فهل تريد ان اترجم؟
تقول: نعم.
حسنا ولكن قبل ذلك ..كم تدفع؟
الدفع: يكون بالصلاه على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالشيكات المقبوله لدينا فقط هي الصلاه على النبي (صل عليه)، ومن لم يصلي على النبي لا يحل له ان يسمعني؛ فكل شيء له ثمن.
“عد منع الله عطاء”.. فمثلا دعوت الله بان يرزقني ولد، (اللهم اجبر خاطر كل محروم، اللهم في ليالي رمضان المباركه ارزق كل مسلم ذريه ترضى بها عنه)
مثلا من الاسئله التي جاءتني لي.. هناك من تقول: انا اتمنى ان اتزوج ولم يتقدم لي اي شخص، واصبح عمري خمسه وثلاثون سنه ، ماذا افعل؟ فهل ما اطلبه من الله حرام؟ انني اطلب زوج ..شيء حلال.. لكن الله لم يعطيني، لهذه نقول: “عد منع الله عطاء”، فمن لم يعطه الله ولد، ومن لم يعطها الله زوج، ومن لم يعطه الله صحه ، ومن لم يعطه الله مال، فكل من لم يعطه الله.. فهذا عطاء.. عد هذا المنع عطاء.
قد تسال: كيف ذلك؟
اقول لك: هل انت توقن معي ان الله كريم ام لا؟
فتجيب: نعم.. كريم.
اذن انت توقن ان الله كريم، فاسالك الان: اذا اراد الله ان يعطي احد طلبه (اولاد.. مال كثير..) فكم ياخذ الله وقت لتجهيز ذلك؟.. لن ياخذ ذلك وقتا؛ {انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون}يس_ايه :82، فبمجرد ان يقول الله كن يرزق هذا بالاولاد.. وتلك بالزوج.. والثالث بالمال الكثير..فقط بقوله “كن”.
فتسال: ولكن لماذا الله لم يعطه؟!
واجيبك: ان هذا لطف..
فتسال: وما معنى ان هذا لطف؟
قال العلماء: اللطف نوعان لطف ظاهر ولطف باطن:
اللطف الظاهر: مثلا ان تكون في الطريق مع ابنك وزوجتك وانشغلت مع زوجتك عن ابنك فكادت سياره ان تدهس ابنك، لكنك استطعت ان تنقذ ابنك قبل ان تدهسه سياره .. فهذا لطف ظاهر.
اما اللطف الباطن: فانك لا تدركه.. فمثلا انك لا تاخذ اولادك معك من البدايه لاي سبب. فاللطف الباطن انت لا تعرف كنهه ولا تتوصل الى الحكمه فيه.
فمثلا احد الاخوه اكرمه الله بمرض السكر. (اللهم عاف كل مبتلى واشف كل مريض)
وقد تستغرب من قولي وتقول: اكرمه الله بمرض السكر يا عم الشيخ!! مرض السكر بلاء!!
واجيبك: نعم اكرمه، فالناس في البلاء ثلاث مراتب الصبر والرضا والشكر، فاذا ابتلي احد بمرض السكر او اي مرض الواجب عليه الصبر.
والصبر: يعني حبس القلب عن التسخط وحبس اللسان عن الشكوى وهو فرض.
والدرجه الثانيه : الرضا.. ان يكون راض.