الطائر الطيب العجيب
كانت نباتات البطيخ الاخضر تملا هذا الحقل الكبير و هى فرحة بانها نضجت و اصبحت جاهزة للقطاف و جميع بطيخة
كانت تتخيل مصيرها: هل ستقع فيد مسافر عطشان.؟… ام ستنتقل علي العربات الي البعيد من البلدان؟. هل سيقطفها الصغار من
الصبيان لياخذوها الي بيوتهم و ياكلوها مع و جباتهم؟…ام ستاتى الفلاحات النشيطات لقطفها و جمعها ثم.
توزيعها علي اهل القرية جميعا من المساكين العطشانين؟
كل ثمار البطيخ بالوانها الخضراء الزاهية كانت تضحك، ما عدا و احدة منها هى اضخمها و اكبرها حجما.. كانت قشرتها ربما اصبحت
سميكة و صفراء، و تكاد تنفجر من كثرة نضجها و امتلائها
قالت البطيخات لهذة البطيخة الام.
انت لم يقطفك احد الموسم الماضي… اليس كذلك
قالت
انا مثلكن… زرعونى ذلك الموسم، لكن بذرتى كانت كبار و قوية ، و نموت بسرعة اكثر منكن. .
وهم زرعونى لغاية غير الغاية التي من اجلها زرعوكن.
قالت البطيخات الشابات بفضول:
هيه… قصى علينا قصتك… بعدها ما هى هذة الغاية ؟
قالت البطيخة
الام اكبر البطيخات:
قصتى هى اننى ساظل فمكانى هنا حتي انفجر و تظهر بذورى مني.
صاحت بطيخة صغار بفزع
ولماذا؟ الا تذهبين معنا و تنفعين الناس. و ينتهى الامر؟ و الا لماذا خلقنا؟ ضحكت البطيخة ال كبار ام البطيخات، و قالت
اننى انتظر هنا صديقى الطائر الطيب… هذا الرسول الامين الذي سينقل بمنقارة ما استطاع من بذوري، بعدها يطير فيها الي مسافة بعيدة
ويرميها فارض لا تعرف البطيخ.. فانبت من جديد هنالك و اكون سعيدة بسعادة الناس بي.
قالت البطيخات الشابات
كان الله فعونك… ستظلين هنا و حدك مع ريح الليل، و شمس النهار… و قد هطلت الامطار عليك فافسدت جميع شيء
قالت البطيخة الام:
وماذا تظنين انت و مثيلاتك ايتها البطيخات الشابات؟ من اين اتيتن الي ذلك المكان و لم يكن يعرف البطيخ ابدا انه الطائر الطيب العجيب
هذا الذي حمل اول بذرة و القاها فبلاد بعيدة .. و كانت مغامرتة مفيدة و سعيدة … و كذا يفعل
قالت بطيخة ناضجة اكثر من سواها:
دعينا من ذلك الكلام.. انه من الوهم او الاحلام… انهم يزرعوننا بذورا… و لم نسمع هذة الحكاية الا منك
هزت البطيخة العجوز براسها، و قالت
صحيح… انها حكاية … لكننى احبها، و اتشوق ان تحصل معي… و لعل الطائر الطيب سيرسل بدلا منة اخرين من المزارعين الطيبين
ياخذونني… و يستغلون بذورى لاعود فانبت مع جميع بذرة من جديد
ونظرت البطيخات جميع منها الي الاخري و تشاورن… من تريد ان تبقي مع البطيخة الام لتغدو من جديد هى الام؟
وبينما هن ايضا رفرف طائر فوق حقل البطيخ.. و لم يعرف اسمة احد.. و لم يعرف سرة احد.. و اخذ يهبط و يطير فوق حقل
البطيخ، و هو يزقزق بحبور… و يبحث بين التراب عن البذور
