الحجاب الشرعى للمراة المسلمة

الحجاب الشرعي للمراة المسلمة



الحجاب ايمان طهارة تقوي حياء عفه


دار القاسم


الحمد للة و حده، و الصلاة و السلام علي من لا نبى بعده، و بعد:

فقد لقيت المراة المسلمة من التشريع الاسلامى اعتناء فائقة كفيلة بان تصون عفتها، و تجعلها عزيزة الجانب، سامية المكان، و ان الشروط التي فرضت عليها فملبسها و زينتها لم تكن الا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة ، و ذلك ليس تقييدا لحريتها بل هو و قاية لها ان تسقط فدرك المهانة ، و وحل الابتذال، او تكون مسرحا لاعين الناظرين.

فضائل الحجاب

الحجاب طاعة للة عز و جل و طاعة للرسول :

اوجب الله طاعتة و طاعة رسول فقال: و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة اذا قضي الله و رسولة امرا ان يصبح لهم الخيرة من امرهم و من يعص الله و رسولة فقد ضل ضلالا مبينا [الاحزاب:36].

وقد امر الله سبحانة النساء بالحجاب فقال تعالى: و قل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن و يحفظن فروجهن و لا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها [النور:31].

وقال سبحانه: و قرن فبيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الاولي [الاحزاب:33]، و قال تعالى: و اذا سالتموهن متاعا فاسالوهن من و راء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم و قلوبهن [الاحزاب:53]، و قال تعالى: يا ايها النبى قل لازواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن [الاحزاب:59].

وقال الرسول : { المراة عورة } يعنى يجب سترها.

الحجاب عفة

فقد جعل الله تعالي التزام الحجاب عنوان العفة ، فقال تعالى: يا ايها النبى قل لازواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن هذا ادني ان يعرفن فلا يؤذين [الاحزاب:59]، لتسترهن بانهن عفائف مصونات فلا يتعرض لهن الفساق بالاذى، و فقولة سبحانة فلا يؤذين اشارة الي ان معرفة محاسن المراة ايذاء لها و لذويها بالفتنة و الشر.

الحجاب طهارة

قال سبحانة و تعالى: و اذا سالتموهن متاعا فاسالوهن من و راء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم و قلوبهن [الاحزاب:53].

فوصف الحجاب بانة طهارة لقلوب المؤمنين و المؤمنات لان العين اذا لم تر لم يشتة القلب، و من هنا كان القلب عند عدم الرؤية اطهر، و عدم الفتنة حينئذ اظهر لان الحجاب يقطع اطماع مرضي القلوب: فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي فقلبة مرض [الاحزاب:32].

الحجاب ستر

قال رسول الله : { ان الله حيى ستير، يحب الحياء و الستر }، و قال : { ايما امراة نزعت ثيابها فغير بيتها خرق الله عز و جل عنها سترة }، و الجزاء من جنس العمل.

الحجاب تقوى

قال تعالى: يا بنى ادم ربما انزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم و ريشا و لباس التقوي هذا خير [الاعراف:26].

الحجاب ايمان

والله سبحانة و تعالي لم يخاطب بالحجاب الا المؤمنات فقد قال سبحانة و تعالى: و قل للمؤمنات و قال الله عز و جل: و نساء المؤمنين .

ولما دخل نسوة من بنى تميم علي ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها عليهن ثياب رقاق قالت: { ان كنتن مؤمنات فليس ذلك بلباس المؤمنات، و ان كنتين غير مؤمنات فتمتعن بة }.

الحجاب حياء

قال : { ان لكل دين خلقا، و ان خلق الاسلام الحياء }، و قال : { الحياء من الايمان، و الايمان فالجنة }، و قال علية الصلاة السلام: { الحياء و الايمان قرنا جميعا، فان رفع احدهما رفع الاخر }.

الحجاب غيرة

يتناسب الحجاب كذلك مع الغيرة التي جبل عليها الرجل السوى الذي يانف ان تمتد النظرات الخائنة الي زوجتة و بناته، و كم من حرب نشبت فالجاهلية و الاسلام غيرة علي النساء و حمية لحرمتهن، قال على رضى الله عنه: “بلغنى ان نساءكم يزاحمن العلوج –اى الرجال الكفار من العجم – فالاسواق الا تغارون؟ انه لا خير فيمن لا يغار “.

قبائح التبرج

التبرج معصية للة و رسول

ومن يعص الله و رسولة فانة لا يضر الا نفسه، و لن يضر الله شيئا، قال رسول الله : { جميع امتى يدخلون الجنة الا من ابى، قالوا: يا رسول الله و من يابى؟ قال: من اطاعنى دخل الجنة ، و من عصانى فقد ابي }.

التبرج يجلب اللعن و الطرد من رحمة الله

قال رسول الله : { سيصبح فاخر امتى نساء كاسيات عاريات، علي رؤوسهن كاسنمة البخت، العنوهن فانهن ملعونات }.

التبرج من صفات اهل النار

قال رسول الله : { صنفان من اهل النار لم ارهما: قوم معهم سياط كاذناب البقر يضربون فيها الناس، و نساء كاسيات عاريات.. } الحديث.

التبرج سواد و ظلمة يوم القيامة

روى عن النبى انه قال: { كالرافلة فالزينة فغير اهلها، كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها }، يريد ان المتمايلة فمشيتها و هى تجر ثيابها تاتى يوم القيامة سوداء مظلمة كانها متسجدة فظلمة و الحديث – و ان كان ضعيفا – لكن معناة صحيح و هذا لان اللذة فالمعصية عذاب، و الطيب نتن، و النور ظلمة ، بعكس الطاعات فان خلوف فم الصائم و دم الشهيد اطيب عند الله من ريح المسك.

التبرج نفاق

قال النبى : { خير نسائكم الودود الولود، المواسية المواتية ، اذا اتقين الله، و شر نسائكم المتبرجات المتخيلات و هن المنافقات لا يدخلن الجنة الا كالغراب الاعصم }، الغراب الاعصم: هو احمر المنقار و الرجلين، و هو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء لان ذلك الوصف فالغربان قليل.

التبرج تهتك و فضيحة

قال رسول الله : { ايما امراة و ضعت ثيابها فغير بيت =زوجها، فقد هتكت ستر ما بينها و بين الله عز و جل }.

التبرج فاحشة

فان المراة عورة و كشف العورة فاحشة و مقت قال تعالى: و اذا فعلوا فاحشة قالوا و جدنا عليها اباءنا و الله امرنا فيها قل ان الله لا يامر بالفحشاء [الاعراف:28]، و الشيطان هو الذي يامر بهذة الفاحشة الشيطان يعدكم الفقر و يامركم بالفحشاء [البقرة :268].

التبرج سنة ابليسية

ان قصة ادم مع ابليس تكشف لنا مدي حرص عدو الله ابليس كشف السوءات، و هتك الاستار، و ان التبرج هدف اساسى له، قال تعالى: يا بنى ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما [الاعراف:27].

فاذن ابليس هو صاحب دعوة التبرج و التكشف، و هو زعيم زعماء ما يسمى بتحرير المراة .

التبرج كيفية يهودية

لليهود باع كبير فمجال تحطيم الامم عن طريق فتنة المراة و هم اصحاب خبرة قديمة فهذا المجال، حيث قال النبى : { فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء، فان اول فتنة بنى اسرائيل كانت فالنساء }.

التبرج جاهلية منتنة

قال تعالى: و قرن فبيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الاولي [الاحزاب:33].

وقد و صف النبى دعوي الجاهلية بانها منتنة اي خبيثة فدعوي الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية ، و ربما قال النبى : { جميع شيء من امر الجاهلية مقال تحت قدمى }، سواء فذلك تبرج الجاهلية ، و دعوي الجاهلية ، و حمية الجاهلية .

التبرج تخلف و انحطاط

ان التكشف و التعرى فطرة حيوانية بهيمية ، لا يميل الية الانسان الا و هو ينحدر و يرتكس الي مرتبة ادني من مرتبة الانسان الذي كرمة الله، و من هنا كان التبرج علامة علي فساد الفطرة و انعدام الغيرة و تبلد الاحساس و موت الشعور:

لحد الركبتين تشمرينا *** بربك اي نهر تعبرين

كان الثوب ظل فصباح *** يزيد تقلصا حينا فحينا

تظنين الرجال بلا شعور *** لانك قد لا تشعرينا

التبرج باب شر مستطير

وذلك لان من يتامل نصوص الشرع و عبر التاريخ يتيقن مفاسد التبرج و اضرارة علي الدين و الدنيا، لا سيما اذا انضم الية الاختلاط المستهتر.

فمن هذة العواقب الوخيمة :

تسابق المتبرجات فمجال الزينة المحرمة ، لاجل لفت الانظار اليهن.. مما يتلف الاخلاق و الاموال و يجعل المراة كالسلعة المهينة .

ومنها: فساد اخلاق الرجال خاصة الشباب و دفعهم الي الفواحش المحرمة .

ومنها: المتاجرة بالمراة كوسيلة للدعاية او الترفية فمجالات التجارة و غيرها.

ومنها: الاساءة الي المراة نفسها باعتبار التبرج قرينة تشير الي سوء نيتها و خبيث طويتها مما يعرضها لاذية الاشرار و السفهاء.

ومنها: انتشار الامراض لقولة : { لم تخرج الفاحشة فقوم قط حتي يعلنوا فيها الا فشا فيهم الطاعون و الاوجاع التي لم تكن فاسلافهم الذين مضوا }.

ومنها: تسهيل معصية الزنا بالعين: قال علية الصلاة و السلام: { العينان زناهما النظر } و تعسير طاعة غض البصر التي هى قطعا اخطر من القنابل الذرية و الهزات الارضية .قال تعالى: و اذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا بها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا [الاسراء:16]، و جاء فالحديث: { ان الناس اذا راوا المنكر فلم يغيروة اوشك ان يعمهم الله بعذاب }.

فيا اختى المسلمة :

هلا تدبرت قول الرسول : { نح الاذي عن طريق المسلمين } فاذا كانت اماطة الاذي عن الطريق من شعب الايمان فايهما اشد شوكة … حجر فالطريق، ام فتنة تفسد القلوب و تعصف بالعقول، و تشيع الفاحشة فالذين امنوا؟

انة ما من شاب مسلم يبتلي منك اليوم بفتنة تصرفة عن ذكر الله و تصدة عن صراطة المستقيم – كان بوسعك ان تجعلية فما من منها – الا اعقبك منها غدا نكال من الله عظيم.

بادرى الي طاعة الله، و دعى عنك انتقاد الناس، و لومهم فحساب الله غدا اشد و اعظم.

الشروط الواجب توفرها مجتمعة حتي يصبح الحجاب شرعيا.

الاول: ستر كل بدن المراة علي الراجح.

الثاني: ان لا يصبح الحجاب فنفسة زينة .

الثالث: ان يصبح صفيقا ثخينا لا يشف.

الرابع: ان يصبح فضفاضا و اسعا غير ضيق.

الخامس: ان لا يصبح مبخرا مطيبا.

السادس: ان لا يشبة ملابس الكافرات.

السابع: ان لا يشبة ملابس الرجال.

الثامن: ان لا يقصد بة الشهرة بين الناس.

احذرى التبرج المقنع

اذا تدبرت الشروط السابقة تبين لك ان كثيرا من الفتيات المسميات بالمحجبات اليوم لسن من الحجاب فشيء و هن اللائى يسمين المعاصى بغير اسمها فيسمين التبرج حجابا، و المعصية طاعة .

لقد جهد اعداء الصحوة الاسلامية لو ادها فمهدها بالبطش و التنكيل، فاحبط الله كيدهم، و ثبت المؤمنين و المؤمنات علي طاعة ربهم عز و جل. فراوا ان يتعاملوا معها بكيفية خبيثة ترمى الي الانحراف عن مسيرتها الربانية فراحوا يروجون صورا مبتدعة من الحجاب علي ان انها “حل و سط ” ترضى المحجبة بة ربها –زعموا- و فذات الوقت تساير مجتمعها و تحافظ علي ” اناقتها “!

سمعنا و اطعنا

ان المسلم الصادق يتلقي امر ربة عز و جل و يبادر الي ترجمتة الي و اقع عملي، حبا و كرامة للاسلام و اعتزازا بشريعة الرحمن، و سمعا و طاعة لسنة خير الانام غير مبال بما علية تلك الكتل الضالة التائهة ، الذاهلة عن حقيقة و اقعها و الغافلة عن المصير الذي ينتظرها.

وقد نفي الله عز و جل الايمان عمن تولي عن طاعتة و طاعة رسولة فقال: و يقولون امنا بالله و بالرسول و اطعنا بعدها يتولي فريق منهم من بعد هذا و ما اولئك بالمؤمنين، و اذا دعوا الي الله و رسولة ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون [النور:47،48]، الي قولة انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الي الله و رسولة ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا و اطعنا و اولئك هم المفلحون، و من يطع الله و رسولة و يخش الله و يتقة فاولئك هم الفائزون [النور:51،52].

وعن صفية فتاة شيبة قالت: بينما نحن عند عائشة رضى الله عنها قالت: فذكرت نساء قريش و فضلهن، فقالت عائشة رضى الله عنها: ( ان لنساء قريش لفضلا، و انى و الله ما رايت اروع من نساء الانصار اشد تصديقا لكتاب الله، و لا ايمانا بالتنزيل، لقد انزلت سورة النور و ليضربن بخمرهن علي جيوبهن [النور:31] فانقلب رجالهن اليهن يتلون ما انزل الله اليهن فيها، و يتلو الرجل علي امراتة و ابنتة و اختة و علي جميع ذى قرابته، فما منهن امراة الا قامت الي مرطها المرحل (اى الذي نقش فية صور الرحال و هى المساكن) فاعتجرت بة (اى سترت بة راسها و وجهها) تصديقا و ايمانا بما انزل الله فكتابه، فاصبحن و راء رسول الله معتجرات كان علي رؤوسهن الغربان ).

وصلي الله علي نبينا محمد و الة و صحبه.

  • الحجاب الشرعى للمراة المسلمة
  • الحجاب الشرعى للمراة المسلمة بالصور


الحجاب الشرعى للمراة المسلمة