لقد بدا الظلام يحل , و قريبا سيعم المكان باكملة , لم اعد اري شيئا , بدات فالشعور بالاختناق .
سنين طوال يحارب النور الظلام , و لكن الظلام انتصر ! و تبدلت اسطورة ان النور لا يقهر . و بما ان عنوان الاسطورة تبدل , سوف يتبدل مضمونها .
لقد اجبرتنا الظروف الي الاحتكاك ببعض و الصراع المستمر مع الحياة بكل اشكالها لكي نحيا فمجتمع قل فية الاحياء و انتشرت فية السيادة الحيوانية من ظلم و فساد و استبداد .
ولكني اتساءل هل ممكن لانسان ان يعيش فمثل هذة البيئة الفاسدة و المجتمع عديم الاخلاق و يظل محافظا علي مستواة الاخلاقي و الثقافى !؟
والجواب هو نعم , لا يستطيع انسان يقظ الضمير ان يري الظلم و الفساد بعينة و لا يحاول تغيرة , فالمحاولة فالتغير هي ارقي صور الاخلاق , اما من يتغاضي عن كهذة الافعال فلا تؤخذ علي النفس ما فعلتة و ندمت علية , و لا تؤخذ بما تورطت فية بعدها استنكرتة , فان الرجوع عن الفعل ينفي عن الفعل اصالتة .
ولكن من يتغاضي عن الخطا عن عمد و دون ان يندم فهذا يحتاج الي ان يراجع نفسة , لان الرسول صلي الله علية و سلم اوصي امتة فقال ( من راي منكم منكرا فاليغيرة بيدة , فان لم يستطع فبلسانة , فان لم يستطع فبقلبة , و هذا اضعف الايمان ) .
ان المجتمع و العصر و الظروف تصنع للجريمة شكلها , و لكنها لا تنشئ مجرما من عدم , و لا تصنع انسانا صالحا من عدم .
ان الفساد و الخطا و الظلم و الاستبداد و الصراع المستمر هو نتاج اناس قل دينهم و سادت حيوانيتهم علي انسانيتهم .
لماذا يسرق الناس بعضهم بعض و الخيرات من حولنا و الارزاق مطمورة فالارض ؟ و لكننا قررنا ان نوقف عقولنا و نستعمل اساليب حيوانية و اخذنا كلمة ” مستحيل ” مبدانا و نسينا ان لا حد بين الممكن و المستحيل سوي الجهل و القصور .
ولكني تذكرت ان ظلم الارض من عدل السماء , فيجب ان نبدل من احوالنا ليبدل الله من اقدارنا و ان نتوب عن ذنوبنا ليتوب الله علينا .