القصور الملكية فمصر
زخرت مصر بالكثير من القصور الملكية كالقصر العالى ، قصر نازلى هانم ، قصر ابراهيم باشا ، قصر محمد على ، قصر النيل ، قصر بنها ، قصر النزهة ، قصر القبة ، قصر المغارة ، سراى عابدين ، سراى الحلمية ، سراى الالهامية ، سراى الازبكية ، سراى ابراهيم باشا يكن ، و غيرها .
قصر القبة يعتبر من اكبر القصور فمصر ، و هو يستعمل حاليا كمقر لنزول الضيوف الاجانب من رؤساء و غيرهم ، و ربما بناة الخديوى اسماعيل فاوائل سنة ١٨٠٠ ، و هو و يبعد عدة كيلومترات شمال و سط القاهرة ، و كانت تحيط بة الحقول الزراعية و القري الريفية ، و تحول الى احد قصور رئاسة الجمهورية بعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ م .
وكذلك قصر عابدين هو اهم و اشهر القصور التي شيدت اثناء حكم اسرة محمد علي باشا لمصر ، فقد كان القصر مقرا للحكم من عام ١٨٧٢ حتي عام ١٩٥٢م ، و ربما شهد خلالها القصر اهم الاحداث التي كان لها دورا كبيرا فتاريخ مصر الحديث و المعاصر ، و كان الخديوى اسماعيل ربما امر ببناء قصر عابدين فور تولية الحكم مصر عام ١٨٦٣م ، و يرجع اسم القصر الي ( عابدين بك ) احد القادة العسكريين فعهد محمد علي باشا و كان يمتلك قصرا صغيرا فمكان القصر الحالى ، فاشتراة اسماعيل من ارملتة و هدمة ، و ضم الية اراضي و اسعة بعدها شرع فتشييد ذلك القصر العظيم و غيرها من القصور الاخري ، و سنتكلم عن قصر عابدين اليوم
قصر عابدين
شهد قصر عابدين احداثا لها دورا كبيرا فتاريخ مصر الحديث و المعاصر كما انه يعد البداية الاولي لظهور القاهرة الجديدة ففى نفس الوقت الذي كان يجري فية بناء القصر امر الخديوى اسماعيل بتخطيط القاهرة علي النمط الاوروبى من ميادين فسيحة وشوارع و اسعة و قصور و مبانى و جسور علي النيل و حدائق غنية بالاشجار و نوعيات النخيل والنباتات النادرة .
وكان الخديوى اسماعيل ربما امر ببناء قصر عابدين فور تولية الحكم فمصر عام 1863 و يرجع اسم القصر الي (عابدين بك) احد القادة العسكريين فعهد محمد على باشا و كان يمتلك قصرا صغيرا فمكان القصر الحالى فاشتراة اسماعيل من ارملتة وهدمة و ضم الية اراضى و اسعة بعدها شرع فتشييد ذلك القصر. و يحتوي قصر عابدين علي قاعات و صالونات تتميز بلون جدرانها فالصالون الابيض والاحمر و الاخضر تستعمل فاستقبال الوفود الرسمية خلال زيارتها لمصر اضافة الي مكتبة القصر التي تحوي نحو ما يقرب من 55 الف كتاب. كما يحتوي القصر علي مسرح يضم مئات الكراسى المذهبة و فية اماكن معزولة بالستائر خاصة بالسيدات و يستعمل الان فعرض العروض المسرحية الخاصة للزوار و الضيوف.
ويوجد بداخل القصر الكثير من الاجنحة كالجناح البلجيكى الذي صمم لاقامة ضيوف مصر المهمين و سمي ايضا لان ملك بلجيكا هو اول من اقام فية و يضم ذلك الجناح سريرا يعتبر من التحف النادرة نظرا لما يحتوية من الزخارف و الرسومات اليدوية .
ويضم القصر متحفا فغاية من الثراء التاريخى حيث كان ابناء و احفاد الخديوى اسماعيل الذين حكموا مصر من بعدة مولعين بوضع لمساتهم علي القصر و عمل الاضافات التى تناسب ميول و عصر جميع منهم، و ربما تم ترميمة ترميما معماريا و فنيا شاملا، و ربما شملت هذة الاعمال تطوير و تحديث متحف الاسلحة باعادة تنسيقة و عرض محتوياتة باحدث اساليب العرض مع اضافة قاعة الي المتحف خصصت لعرض الاسلحة المختلفة التي تلقاها رؤساء مصر من الجهات الوطنية المختلفة .
اما المتحف الثاني بالقصر خصص لمقتنيات اسرة (محمد علي باشا) من ادوات و اوانى من الفضة و الكريستال و البلور الملون و غيرها من التحف النادرة . و كذا اصبح قصر عابدين مجمع للمتاحف المتنوعة تم ربطها بخط زيارة و احد يمر من خلالة الزائر بحدائق القصر مما يتيح للزائر المتعة الثقافية و الترفيهية .
غرف القصر و قاعاتة :
ضم القصر عند انشائة 500 غرفة و قاعة بخلاف الممرات و كانت ارضياتها من الرخام الملون المنقوش انذاك بالمرمر.. اما الابواب و النوافذ فعملت من الزجاج الملون الذي رسمت علية لوحات ملونة لاشجار و بحار و ملائكة و طيور.. و احتوت الاسقف علي نقوش فنية دقائق هندسية بارزة و مذهبة .. تحتوي علي زخارف عربية و دينية و ايطالية .. اما السلالم فكانت تتسم بالفخامة و تم فرشها بالسجاد الاحمر .
واحتوي الدور الاول علي صالونين ، يؤدى احدهما الي صالون قناة السويس الذي انشئ ليتم الاحتفال بة بافتتاح قناة السويس ، و لكن لم يتم الاحتفال فية ، و ذلك الصالون يؤدي الي الشرفة المؤدية الي ميدان عابدين .
قاعات العرش :
تعتبر قاعة (محمد علي) من اكبر قاعات القصر و افخمها.. و امامها مسرح يعد قمة و تحفة فنية لا مثيل لها فذلك الوقت ، و يوضع علي باب المسرح حاليا مجموعة الات موسيقية للملكة نازلى .
اما قاعة العرش فهي عبارة عن ميدان فسيح بة قاعة عربية الطراز ارضيتها من الباركية ، و لها فيها باب يفصلها عن قاعة اخري هي قاعة الحرملك ، التي لا يسمح لاحد بالدخول اليها الا لمن يحمل علامات متميزة ، و من قاعة العرش كذلك يبدا ممر طويل يقود الي جناح الملك المفروش بافخر نوعيات السجاد ، و يتكون الجناح من عدة غرف احداها مكتب ، و اخري صالون ، بعدها حجرة النوم و الحمام و جناحا الملكة و الملكة الوالدة نازلي .
وهنالك كذلك جناح الضيوف الاجانب ، و جميع هذة الاجنحة اقيمت بالدور العلوي من القصر .
اما الدور الارضي فيضم حديقة القصر ، و صيدلية تحتكر الادوية النادرة ، و فمواجهتها المطبعة الملكية السابقة و ادارتها ، كما يضم مكتبا للملك فاروق ، كان يتناول فية اشهر الاطعمة =الساخنة ، و يضم ايضا و رشة المكوجية الحكومية و الخاصة .
التحف النادرة :
ان التحف و اللوحات النادرة التي توجد بقصر عابدين تعتبر من الكنوز ، فالقصر كان فية كمية من التحف و اللوحات الفنية الاصلية ، لا تقدر بثمن و ربما تعاقب علي شرائها و جمعها جميع الحكام الذين سكنوا القصر ، تحف من كل انحاء العالم ، و لو تم عرضها للبيع هذة الايام لبيعت بالمليارات .
اهمية القصر :
اكتسب قصر عابدين فقلوب المصريين اهمية كبار ، حيث انه و للمرة الاولي يترك بها الحاكم برجة بالقلعة لقلب العاصمة ، و يحتك بالجمهور بعد سقوط حكم الاتراك و المماليك ، مما يعتبر نقطة تحول خطيرة و نقلة كبار فحياة المصريين.. و التاريخ خير شاهد علي ذلك، فقد اقام عمرو بن العاصي مقر حكمة بعيدا عن تجمعات المصريين بالفسطاط المعروفة حاليا بمصر القديمة .. بعدها من بعدة جاء احمد بن طولون الذي اتخذ من القطائع مقرا للحكم.. اما مدينة القاهرة فقد فكر بها الفاطميون و اتخذوها مقرا للخلافة .. و حين قضي عليهم صلاح الدين الايوبى نقل مقر الخلافة الي القلعة .
احداث ساخنة :
وشهد قصر عابدين الكثير من الاحداث الساخنة .. و المؤثرة فتاريخ مصر.. و كانت نقطة تحول انتهت بثورة يوليو عام1952 .. و من اهم الاحداث مظاهرة 9 سبتمبر عام 1881 بقيادة الزعيم احمد عرابي الذي قدم بها مطالب الامة و الجيش ، و نزل الخديوي توفيق علي سلالم القصر ، و طلب كبير الياوران ان يترجل عرابي عن فرسة فرفض ، و قال كلمتة الماثورة ( لقد خلقنا الله احرارا و لم يخلقنا تراثا او عقارا ) .
والحدث الثاني المهم هو حادث 4 فبراير 1942 حين اصر السفير البريطاني علي تولي مصطفي النحاس رئاسة الوزراء، لدرجة انه و جة انذارا للملك فاروق، بتدخل بريطانيا فشؤون مصر ان لم يعينة قبل السادسة مساء.. و تقدمت الدبابات البريطانية و قابل السفير البريطاني الملك فاروق.. و خيرة بين تولي النحاس الوزارة او التنازل عن العرش، فما كان من فاروق الا ان امر بتعيين النحاس رئيسا للوزراء .
ومن الاحداث المهمة و الساخنة ايضا فتاريخ مصر التي شهدها القصر، هى الازمة التي نشبت بين محمد نجيب و جمال عبد الناصر.. و المعروفة بازمة ما رس عام 1954 بعد قيام الثورة ، حيث شهد ذلك العام تقديم محمد نجيب استقالتة ف25 فبراير، و لما تراجع عنها عاد للقصر و وقف بالشرفة و التف حولة المتظاهرون فشعارات تعارضة انذاك .
اهمال القصر :
رغم جميع المقومات الفنية و المعمارية و التاريخية للقصر فان يد الاهمال عملت فية و فعلت بة فعلتها فبعض السنوات، و اقتطعت اجزاء كبار من القصر بعضها لمؤسسات حكومية لمحافظة القاهرة ،وبعضها للاتحاد الاشتراكي الذي صار مقرا للحزب الوطنى فيما بعد، كما تم بناء مدرسة بشكل عشوائى داخل حدود القصر، مما اثر تاثيرا بالغا علي حالة القصر و اغلاقة بعد هذا .
ولكن فاواخر عهد السادات بدىء العناية بالقصور، و منها قصر عابدين الذي كان قريبا من مسكنه، و اصبحت القصور الملكية قصورا للرئاسة ، كما تبني الرئيس حسني مبارك قضية الاهتمام بالقصور و من بينها قصر عابدين، و امر باعادة القصور لما كانت علية من رونق و جمال، بصفتها من كنوز مصر، و بالفعل تم تجديد قصر عابدين و اعادتة الي ما كان علية بقدر الامكان.. كما تم تجديد و ترميم المتاحف الموجودة بة لاهميتها التاريخية و الاثرية .. منها متحف الملك فؤاد و العائلة المالكة و يضم جميع هدايا و مقتنيات الاسرة الحاكمة من فضيات و كريستالات و صينى، بالاضافة الي و ثائق اثرية من عهد محمد على حتي فاروق .
كما تم ترميم متحف الاسلحة و متحف الاوسمة و النياشين.. و اعادتها الي ما كانت عليه، و تم فتح جميع هذة المتاحف للجمهور و السائحين بدلا من ان ترص داخل المستودعات و المخازن .
هذا هو قصر عابدين ، الذي تحول من الملكية الي الجمهورية ، القصر الذي تعاقب علية 6 ملوك و شهد اسخن الاحداث ، و الذي اتخذة بعد هذا الرئيس السادات مقرا للحكم بعد ان تركة الرئيس جمال عبد الناصر الي قصر القبة بمنشية البكرى ، و جددة الرئيس محمد حسنى مبارك ليشهد بعظمة مصر و تاريخها القديم و الحديث .
يعد قصر عابدين تحفة تاريخية نادرة بالشكل الذي حولة الي متحف يعكس الفخامة التي شيد فيها القصر و الاحداث الهامة التي شهدها منذ العصر الملكى و حتي قيام ثورة يوليو 1952. و يحرص العديد من المهتمين بالمتاحف علي زيارة قصر عابدين الذي يعد من اهم و اشهر القصور التي شيدت اثناء حكم اسرة محمد على باشا لمصر حيث كان مقرا للحكم من عام 1872 حتي عام 1952.
- القصور الملكية في مصر
