حكاية ملك ظالم

 



قصة حاكم ظالم


هذة القصة لم تاتى من و حى الخيال و انما من عبق التاريخ لقد كانت شخصية بن تليس درسا انسانيا يحمل معانى كثيرة ليس للذين عايشوا و قائعها فقط بل لكل البشرية و الذي يمعن النظر فو اقعنا اليوم يقتنع ان الله سبحانة و تعالي دائما يسوق لنا الامثال لعلها تكون عبرة لكن الحكام و حتي الشعوب دائما لايعتبرون من التاريخ.


عند انتهاءك من قراءة هذة القصة حاول الاجابة علي الاسئلة الاتية :-


س1 ما هى السبل التي من خلالها حكم بن تليس قبيلته؟


س2 لماذا امعن فاذلال رعيته؟


س3 كيف استطاع المظلومين القضاء علي الظالم؟


القصه


مدينة صغار تقع اعلي الجبل العظيم و سط الصحراء . منقطعة عن العمران لصعوبة الوصول اليها؛ فالصحراء المهلكة التي تحيط بالجبل من جميع جانب ، تمنع الناس من التفكير فاجتيازها و الحضور الي مدينة الجبل الفقيرة . لذا يلجا بعض سكانها للخروج و السير مسافة بعيدة راكبين ظهور جمالهم ، حتي طريق القوافل . حيث يقايضون بعض ما عندهم من انتاج مدينتهم الشحيح ، من زيت الزيتون و التمر و التين ، ببعض الغلال و الحبوب يقتاتون عليها ، و يطعمون قطعان ما شيتهم عند الجفاف و قلة العشب . كان حاكم مدينتهم الصغيرة و المسمي ( تاليس ) هو من يقوم بالقسمة مناصفة بين القبيلتين الوحيدتين اللتين تقطنان المدينة . كان حاكما عادلا محبوب من سكان مدينتة . لا يفرق بين ابناء قبيلتة ، و القبيلة الاخري فالمعاملة فنال رضاء اهل القبيلتين . لم يكن ينغص علي حب الناس لحاكمهم الا تصرفات ابنة الشاب الطائش المتهور. كانوا كثيرون الشكوي منة لوالدة ، و لكن لم يفلح معة النصح او العقاب ، فيعود جميع مرة لايذائهم و يعودون للشكوي منة . فطردة الحاكم اسفل الجبل و كلف حارسين من حراسة بالاقامة معة و تنفيذ طلباتة ، و منعة من الصعود للجبل و ايذاء السكان


.


اقام ابن الحاكم بسفح الجبل مع الرعاة هو و حارساة . و صب جام غضبة من اهل المدينة ، علي رعاة قطعانهم من الغنم و الماعز . فاذاقهم الويل و اصبح كثيرا ما يسطو علي المواشى ، و يختار ما يعجبة منها فيقوم بذبحة و اكلة هو و حارساة . مهددا الرعاة المساكين من العواقب التي ستنالهم ، ان اخبروا احدا و وصل الخبر الي الحاكم عن طريقهم . فكانوا من خوفهم و كلما اخذ خروفا او جديا منهم ، قالوا للسكان ان الذئب اكلة او ما ت بسبب المرض ؛ و لان المدة كانت تطول قليلا بين جميع و جبة و وجبة ، لم يلاحظ السكان هذا و اعتبروا فقد خروف او جدى من حين لاخر امر طبيعى ؛ بسبب كثرة الذئاب اسفل الجبل ، و ثقتهم فحرص الرعاة و امانتهم


.


مرض حاكم المدينة فامر باحضار ابنة الية من اسفل الجبل . ظنا منة بان ابنة ربما تحسنت اخلاقة بالاقامة بعيدا عن الناس ، و تجربتة للوحدة و فقد بعض المتع التي كانت متوفرة له بالمدينة . و عند سؤالة للحارسين عن اخلاق ابنة طوال اقامتة معهم ، اخبراة عن سلوكة الرفيع ، و معاملتة الطيبة لهم و للرعاة ، و ان عقابة كان له درسا استفاد منة كثيرا . ففرح الحاكم و رضى عن ابنة الوحيد ، و وريثة علي عرش مدينتة الصغيرة . اما الشاب الذي لم يتغير من اخلاقة شى ، و انما ازداد حقدة علي اهل المدينة ؛ بسبب طردة منها فانة عندما لاحظ مرض و الدة الشديد توقع موتة قريبا ، فلزم بعض الهدوء و تظاهر بتغيرة ، فانتظار و فاة و الدة التي تاكد انها قريبة ، بسبب حالة و الدة الصحية التي تسوء جميع يوم ، و انتظر ان يحكم المدينة من بعدة و ينتقم من سكانها اجمعين .


ايام قليلة و توفي الحاكم . فحزن علية سكان المدينة حزنا شديدا ، و بعد دفنة تجمع اهالى القبيلتين ، و قرروا و فاء منهم لحاكمهم العادل ، تنصيب ابنة حاكم عليهم . فتولي ) ابن تاليس ) الحكم بعد و الدة ، و اول شى عملة هو الاجتماع باكابر شيوخ القبيلتين ، و طلب منهم الموافقة علي تقديم بعض الشباب من ابنائهم ، لتدريبهم و جعلهم من ضمن حرسة الخاص ، و وعد بانهم سوف يعاملون معاملة طيبة ، و ياكلون اطيب الاطعمة = ، و يرتدون الملابس التي تسترهم . فوافق الشيوخ بعد تردد بسيط ؛ فالمعيشة كانت صعبة و الناس ففقر و مشقة حتي الشيوخ منهم . كشر بن تاليس عن انيابة فو جة ابناء مدينتة ، الذين نصبوة حاكما بدلا من و الدة . انتقاما منهم علي شكواهم منة و عقاب و الدة له بسببهم. فاحتجز ابناء الشيوخ رهائن عندة للضغط عليهم، و هددهم بقتلهم جميعا ان لم ينصاعوا لاوامرة و يحققوا رغباته. كان اول طلب طلبة من سكان المدينة هو حصاد الشوك من اسفل الجبل و القيام بدرسة و تحويلة الي تبن ليقدمة علف الي حيواناتة التي و رثها عن و الده. و امهلهم لمدة بسيطة لبدء العمل، بعد ان قسمهم الي مجموعتين؛ قبيلتة تبدا العمل من الصباح الباكر و تستمر حتي الظهر، بعدها تعود الي سابق عملها العادى قبل حصاد الشوك. اما القبيلة الاخري فانها تقوم بعملها المعتاد حتي الظهر، و بعدين تبدا فحصاد الشوك حتي المساء. و امر الحراس بحبس و تعذيب من يتقاعس عن العمل من ابناء القبيلتين اشد العذاب، حتي يتمني حصاد الشوك علي ما ينالة من عذاب قاسى داخل السجن.


بدا العهد الجديد علي سكان المدينة الجبلية بالشقاء و الاذلال. كانوا مسالمين لا يملكون حتي السلاح البسيط الذي يدافعون بة عن انفسهم، حاكمهم السابق لم ينشر بينهم روح القتال؛ فمدينتهم بعيدة عن الاعداء و الصحراء تحميها منهم، و صعوبة الوصول اليها و المشقة فصعود الجبل زاد من راحة بالهم. و لكن لم يكن يخطر لهم علي بال، ان ابناء عمومتهم و اخوانهم، هم من سوف يذيقونهم اصناف من العذاب لا توصف. فقد التف حول الحاكم الجديد بعض ضعاف النفوس منهم، و شكلوا حرسا قويا يدافع عنه. جلب له السلاح من بعيد، و جعل نواتة حارساة القديمان و قت طردة من المدينة . ينتفعون بكل شيء نظير حماية الحاكم و تنفيذ اوامره. و شعبهم يعانى اشد المعاناة .


جلب الاشواك من سفح الجبل علي الظهور، و الصعود فيها و فرشها علي الارض بساحات داخل المدينة و السير عليها بالاقدام الحافية حتي هرسها و تحويلها الي تبن لين، يملا فشباك كبار و يتم حملة علي البغال و الحمير و تخزينة بمخازن ( بن تاليس ). عمل مرهق صعب شديد علي الرجال و النساء من سكان المدينة . لم يستمر الا بسبب الاهوال التي سمعها السكان، ممن خرج من سجن ( بن تاليس ) و عاد للعمل معهم. و قال ان درس الشوك بالاقدام الحافية نقطة من بحر العذاب داخل السجن. ذلك بالنسبة للرجال، اما النساء فتهديدهم بقتل اطفالهم و هتك اعراضهم، اجبرهم علي معاونة الرجال فالعمل الخفيف؛ كجمع التبن و شد الشباك و تحريض الرجال علي مواصلة العمل و عدم التمرد. فكمية الاشواك بسفح الجبل قاربت علي النفاذ، و سيرتاحون قريبا.


كانت جميع قبيلة تعمل لوحدها و فالفترة المخصصة لها؛ و لكن الحراس المشرفين علي سير العمل كانوا من القبيلة الاخرى؛ حتي لا يقوم احد بمساعدة اقاربة او العطف عليهم و الرافة بحالهم. السياط و الحراب و السيوف بايدى الحراس حتي نهاية العمل، و من يتقاعس او يتهاون يعاقب اشد العقاب و يهدد بتحويلة الي سجن ( بن تاليس ) فيعود مكرها خائفا الي العمل.


من عادات و اخلاق السكان بالمدينة ، عدم تكشف نسائهم و بناتهم علي الغريب من خارج العائلة . نساؤهم دائما يغطى و جوههن الخمار، و لا يكشفن علي و جوههن امام الغريب مهما كانت الاسباب. و لكن هاهى ( بشري ) ذات العشرين ربيعا تظهر عن المالوف؛ فتلقى بخمارها علي الارض و تكشف عن و جهها امام شباب و رجال قبيلتها، و قت العمل بدرس الاشواك و تعبئتها بالشباك بعد تحويلها الي تبن، و ليتها فعلت ذلك فقط بل لم تستر و جهها حتي عند حضور الحراس من قبيلة ( بن تاليس). مما اسباب نقمة بعض شباب قبيلتها عليها و شكوا امرها الي و الدها. و لكنها لم تبال باحد و ردت عليهم ردا افحمهم. و لم يعودوا يستطيعون تكرار شكواهم. كان ردها علي و الدها: ( اننى لا اري رجالا حتي اغطى و جهى خجلا منهم ). كان رد ( بشري ) اشد عذابا للرجال و الشباب من سيرهم علي الاشواك القاسية تحت اقدامهم؛ التي تعودت من كثرت العمل عليها فتحجرت اقدامهم و كونت جلدة سميكة ساعدتهم علي تحمل قسوة الاشواك.


ظهور ( بشري ) جميع يوم سافرة الوجة و قت العمل. زاد من اذلال رجال قبيلتها فلم يستطيعوا النظر اليها خجلا من انفسهم امامها، و حدث العكس عند مرورها امام الشباب و الرجال مرفوعة الراس منهمكة فعملها. يطاطئون هم رؤوسهم خجلا منها حتي تمر. كان الشباب يختلسون النظر الي جمالها الفاتن الذي لم يلاحظوة من قبل. رائعة جمالا يذهل العقل، فلا يشعرون بوخز الاشواك اسفل اقدامهم، و لا التعب او الملل ما دامت تشاركهم العمل كاى و احد منهم. و لكنهم كانوا يتقطعون الما و حسرة عندما يحضر الحراس و يشاهدون نظراتهم النهمة اليها. و لا يخفي عليهم تملق الحرس لها و الطلب اليها بان ترتاح من عناء العمل فالظل. و لكن كان يسعدهم عدم ردها عليهم او الانصات الي غزلهم المبطن حتي ظن الحرس انها صماء خرساء بسبب عدم تجاوبها معهم. و عند المساء و مع نهاية العمل اليومي ترتدى ) بشري ) خمارها تغطى و جهها، و تتجة الي بيتها دموعها تجرى علي خذها الوضاء حزنا علي ما يقاسية اهلها من هوان.


حب ( بشري ) سكن قلوب الجميع ، جمالها الساحر ، و عملها الدؤوب و مساعدتها لابناء قبيلتها ، و قلة كلامها زاد من تعلق الشباب فيها . و لكنهم لم يجدوا الشجاعة للتصريح بمكنون صدورهم نحوها . و احد فقط هو من تجرا علي اظهار مشاعرة تجاة ( بشرى) و عرض حياتة للخطر بسببها هو ( سيف الحق ) ، الذي و قف فو جة حراس ( بن تاليس ) الذين يراقبون العمل ، عندما تحلقوا حولها ذات مساء قبل انتهاء العمل بقليل . فهب اليهم و الشرر يتطاير من عينية غضبا من تصرفهم الاهوج، فانصرفوا خجلين ، و لم يتعرضوا لها او له خوفا من تاليب الناس ضدهم.


( سيف الحق ) فالخامسة و العشرين من عمرة ، ابوة فلاح بسيط من قبيلة ( بشري ) ؛ و لكنة حكيم من حكمائها كلمتة مسموعة و يحضي باحترام شيوخها و شبابها ، ربي ابنة علي الاخلاق الفاضلة الكريمة و عزة النفس ، فنشا شجاعا قويا لا يخشي احدا ، موقفة الاخير فحماية ( بشري ) تحدث عنة شباب و شيوخ قبيلتة همسا فيما بينهم ؛ خوفا من و صول ما قام بة الي اسماع ( بن تاليس ) فيتعرض سيف للاذي . كانوا معجبين بموقفة البطولى و شجاعتة امام عجز الحاضرين و خوفهم


.


ما قام بة ( سيف الحق ) لفت نظر ( بشري ) الية ، و لكن موقفها السابق لم يتغير . لم تشكرة علي ما فعلة من اجلها ؛ و ان لاحظ ابتسامة رضا علي ثغرها ، و مسحة من السرور اشرق بة و جهها الرائع . جعلتة سعيدا بفعلتة التي لم يدرك خطورتها ، لو تطور الامر الي اكثر مما حصل . و لكن الحب الشديد الذي يكنة ل( بشري ) كان هو الدافع بلا شك . من اول يوم حضرت فية للعمل ، و القت خمارها علي الارض و كشفت عن و جهها امام الجميع ، و ( سيف الحق ) يعانى اشد المعاناة ؛ احبها حبا جنونيا ملك علية اقطار نفسة و خوالج صدرة و دفين فكرة . لم يعد يري احدا الا هى ، و لا يفكر بشى الا بها ، و لا يحزنة الا عملها معهم سافرة يختلس الجميع النظر اليها


.


تطور الامر بينهما رويدا رويدا ، لم يعد ( سيف الحق ) يستطع البقاء بعيدا عنها . كان يختلق الحجج و ينتهز الفرص للتكلم معها . و زاد من اشتعال نيران حبة لها ، حكمتها ، و منطقها ، و رايها الصائب فعديد من الامور التي ناقشها معها . لفتت نظرة الي كثير من الحقائق التي كانت غائبة عنة . و فيوم من الايام و عند مغادرة ساحة العمل ، و قف بجانبها و قال لها بحسرة :


-لقد قاربت كمية الاشواك بسفح الجبل علي النفاذ ، فهل يا تري بعد انتهاء العمل بالساحة نلتقى من جديد ؟!


ردت علية بتهكم -يبدو انكم تعودتم علي العمل الشاق ، و هل تظن ان ( بن تاليس ) يترككم ترتاحون بعد انتهاء ذلك العمل ؟!! طبعا سيخترع لكم عملا اقصي منة يشغلكم بة لا اظن هذا فاقاربة و افراد قبيلتة يعانون كما نعانى !


-انكم و اهمون ، انتم فقط من يعانى من الاشواك و ليس رجال قبيلته


تسال باستغراب كيف


ردت علية : هم يشتغلون منذ الصباح الباكر ، عندما تكون الاشواك رطبة و ندية بفعل الرطوبة و الندي . يجمعونها بسهولة ، و يدرسونها باقدامهم فيجدونها لينة تحتهم تطاوعهم و تتحول الي تبن بدون ان تؤثر فيهم ، و لا ينتصف النهار حتي ينتهوا من عملهم و يرتاحون فالظهيرة ، فلا يؤذيهم الحر و قيظة ، و لا الشمس و حرارتها .


اما انتم فيبدا عملكم فعز الحر و الشمس فكبد السماء ، و تكون الاشواك جافة صلبة فقدت ليونتها و رطوبتها ، يؤذيكم حصادها و تخترق اقدامكم كالخناجر عند المشى عليها و درسها . فهل انتم كافراد قبيلة الحاكم ؟! قالت جملتها الاخيرة بغضب و اضح علي و جهها .. و تابعت بصوت عالى سمعة من كان قريب منهما


:


انتم صابرون علي الهوان و الذل ، و لا يصبر الحر تحت الضيم و انما يصبر الحمار !!


غادرت مسرعة ، و تركتة مندهشا من هول ما سمع منها .


فى الايام الاتية لم تكلم ( بشري ) احدا ، و لم ترد علي احد . تجاهلت ( سيف الحق ) تجاهلا تاما ، و ان حاول الاقتراب منها ابتعدت هى عنة . جن جنونة من صدها ، و ازداد عذابة من هجرها . منذ كلامها الاخير معة و كلماتها تتردد عالية براسة ، اكتشف انها علي حق فكل كلمة نطقت فيها ، و جرب بنفسة صدقها . حضر فصباح اليوم الاتي و خرج قليلا للعمل مع بعض اصدقائة الشباب من قبيلة ( بن تاليس ) ، جرب معهم قطع الاشواك الرطبة فالصباح و المشى عليها فالضحي ، و جدها عملية سهلة عذابها قليل بالمقارنة لما يعانية افراد قبيلتة من نفس العمل ، و لكن بفارق بسيط فالتوقيت . ادرك الان سر دموع ( بشري ) التي كانت لا تفارقها . و ازداد حنقة و غضبة من حاكمهم الجديد ، الذي بدا حكمة بعذابهم و الانتقام منهم . و لكن كيف السبيل لارضاء ( بشري ) حتي تعود الايام الي سابق عهدها ، حااظلمت الدنيا فو جة ( سيف الحق ) فهجران ( بشري ) زاد عن حدة ، افتقد ابتسامتها الرائعة ، و ضحكتها الجميلة التي نادرا ما تجود فيها بسبب الوضع الذي يعانى منة الجميع ، و افتقد ايضا حديثها العذب الشهى الذي كان يتمني ان يدوم لاطول و قت ما دام معها . كانت الزهرة الفواحة و سط غبار الاشواك الخانق ، و البلسم الذي يداوى الجميع بحنانها و رقتها .


طال غضبها هذة المرة اكثر من المعتاد ، و كانها فقدت املا كبيرا كانت ترجو تحقيقة و لم تفلح محاولاتها الجريئة فذلك . مرت هذة الخاطرة سريعا بذهن ( سيف الحق ) فاعاد ذكريات الماضى الحزين بتمهل و تفكر و تدقيق . ما الذي يدفع بنت رائعة ك( بشري ) للقيام بكل ما قامت بة دون غيرها من فتيات قبيلتة ؟! خرجت عن المالوف و المتعارف علية بقبيلتها، حطمت عادات و تقاليد تتبعها القبيلة منذ اجيال بعيدة ، شجاعتها و تفردها فكل ما تقوم بة ؛ زاد من اعجاب الجميع فيها رغم شذوذها عن القاعدة . اذن ما تقوم بة لا يتعارض مع قيم القبيلة و اخلاقها بدليل عجز افرادها علي منعها و ايقافها . هل هى رسالة هامة و خطيرة تقوم فيها ( بشري ) و لكنها مشفرة و لم يستطيع احد ان يفك شفرتها و يفهمها الي الان ؟! و لكن لماذا و منذ هجرها ازداد تعلق قلبة فيها اكثر من السابق و رغم قسوتها علية ، تتردد كلماتها و تلميحاتها و افعالها و حركاتها امام ناظرية فنومة و يقظتة ؟! هل بدا قلبة المحب لها بجنون يفك طلاسم سحرها الحلال ؟


وقف امامها فجاة و هى مشغولة فعملها ، لم تلاحظة هذة المرة من بعيد مترددا يحاول ان يقترب منها و يكلمها ، فتهرب من نظراتة و كلماتة و سط جموع اهل قبيلتها المنهمكين فالعمل الشاق حتي لا يستطيع ان يلحق بها. نظرتة اليوم و هيئتة مختلفة عن سابقاتها الذليلة المترجية عطفها ، الهدوء و الراحة تطغي علي ملامح و جة الصارم . طلب منها بلطف و رقة و عذوبة لم تعهدها منة ان تعطية قليلا من و قتها . هزت راسها موافقة و انتحت جانبا و قلبها يدق بعنف فانتظار كلماتة ، التي شعرت بانها ستكون و بلا شك حديثة لم تسمعها منة سابقا .


قال لها بعزم و تصميم ان رسالتها و صلت اخيرا ، و ان قلبة المحب لها اهتدي الي طريق الخلاص التي كانت تحرض علي اتباعها ، و سيضع روحة علي كفة فداء لاهل مدينتة الطيبين ، و حبة لها هو زادة فيما سيقدم علية من عمل خطير عزم علي تنفيذة . و رجاها ان لا تنسي مهما حدث له حبة العظيم لها ، الذي انار دربة و الهمة التضحية و المخاطرة فسبيل حرية شعبة و انعتاقة من عذاب ( بن تاليس ) . شدت علي يدة بقوة و اسارير الفرح بكلماتة تنير و جهها الصبوح ، و قالت له لم يخب ظنى فيك يا ( سيف الحق ) فالحرية اغلي من الحياة ، و الموت اهون من الذل . و لكن لا تتسرع و نفذ ما خططت له بتروى و حكمة ، و شاور من حنكتة الحياة بدروسها و الايام بتجاربها ، و اعلم بان اليد الواحدة لا تصفق و ان حمل الجماعة ريش . و ختمت كلامها بقولها : اننى انتظر علي احر من الجمر عودتك ظافرا منتصرا علي الظلم و اعوانة ، و جالبا لنا السعادة التي لا تحلي الحياة بدونها .


الليل يغطى مدينة الجبل الهادئة ، و السكان يغطون فنوم عميق بسبب التعب و الارهاق ؛ من عناء العمل بالاشواك و هولها الدائم منذ بداية حكم ( بن تاليس ) ، الذي مضت علية عدة شهور . ( سيف الحق ) و ثلاثة شباب من ابناء مدينتة يتسللون بحذر ، و سط الظلام الدامس متسلحين بسيف ، و رمح ، و خنجر ، و عصا ، لا غير متجهين الي قصر ( بن تاليس ) المنيع ذو الاسوار العالية الذي يعج بالحرس الاشداء المسلحين بمختلف نوعيات الاسلحة .


صحا ( بن تاليس ) مذعورا من نومة ، كانت الاصوات تاتى من الخارج عالية ، جلبة و صراخ و اصوات قتال ضارى فساحة قصرة . خرج من حجرة نومة يرتعش من الخوف . و بعد خطوات قليلة التقي باحد افراد حرسة مجروحا و الدم ينزف منة بغزارة . و عندما سالة عن الخبر قال له : لقد هجموا علي القصر و قتلوا حراس السجن و اخرجوا السجناء و ابناء الشيوخ الرهائن . و قاموا بتسليحهم بعد ان استولوا علي مخزن السلاح و هم فالطريق اليك . فانجو بنفسك يا سيدى . و سقط الحارس علي الارض لافظا انفاسة الاخيرة . اسرع ( بن تاليس ) يرتدى عدة حربة و خرج شاهرا سيفة لعلة يصل الي الاسطبل ، فيركب حصانة و ينجو بجلدة من العقاب الذي ينتظرة علي يد ابناء شعبة ، الذين اذاقهم فنون العذاب و لم يكن يظن انهم سينتفضون فيوم من الايام ضده


.


ولكن ما كاد يصل ساحة القصر حتي تجمد فمكانة من هول ما راي ؛ كانت جثث حراسة الاشداء تملا المكان ، و وجد ( سيف الحق ) و رجالة الابطال كانهم الاسود من و رائة فانتظار خروجة اليهم . و صاح بة ( سيف الحق ) : الي اين يا ( بن تاليس ) حانت ساعة القصاص فاين المفر . صاح ( بن تاليس ) : من انتم ؟ و كيف تمكنتم من التغلب علي حرسى القوى المدرب ؟ ضحك ( سيف الحق ) و رد علية : نحن تدربنا اكثر منهم ، شهور طويلة و نحن نتدرب اشق تدريب يتصورة العقل و كان بامرك ، هل نسيت ؟! و لكن رب ضارة نافعة ، تمارين الشوك فعلت فعلها بحرسك كما تري . و هجم علية بشدة و ما هى الا جولة قصيرة و سقط ( بن تاليس ) مضرجا بدمة و نال عقابة الذي يستحقة .


اقيمت الافراح علي طول المدينة و عرضها ، و فرح الناس بخلاصهم من الذل و المهانة علي يد ( سيف الحق ) و اصحابة و بمساعدة ابنائهم الرهائن و المسجونين فسجون ( بن تاليس ) الرهيبة . و اكتملت الفرحة بتنصيب ( سيف الحق ) حاكما علي المدينة ، بموافقة كامل شعبها و زواجة من ( بشري ) حبيبتة و معلمتة فنون التضحية و الفداء .


كاتب القصة ازكير

  • صور ملك كرتون
  • حكاية عن اطفال يشتغلون
  • قصة الشحيح أعذر من الظالم
  • قصة حاكم ضالم
  • قصة عن ملك ظالم
  • قصة ملك و حاكم
  • مسلسل قصرة الشوك


حكاية ملك ظالم