ما حكم المراة التي تمزق ملابسها عند الغضب من زوجها و اولادها او فراق احد الاهل و الاحباب؟ و هل ذلك الفعل يظهر صاحبة عن ملة الاسلام؟
بسم الله، و الحمد للة و الصلاة و السلام علي رسول الله و بعد..
فيحرم علي المسلمة ان تشق ثيابها تعبيرا عن الحزن او الغضب، فهذة الافعال من بقايا الجاهلية و الواجب علي المسلم ان يتخلق بالحلم و الصبر، و الرضا بقضاء الله من اهم اركان الايمان، و الغضب و السخط لا يرد من قدر الله شيئا، و لا علاقة لتمزيق الملابس بالخروج من الملة و ما و رد من هذا فالحديث فهو للمبالغة فردع من يفعل ذلك، و الواجب علي من فعل هذا ان يبادر بالتوبة .
واليك فتوي فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسي عفانة -استاذ الفقة و اصولة بجامعة القدس بفلسطين-:
لقد ثبت فالحديث الصحيح عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنة ان الرسول صلي الله علية و سلم قال: ( ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب و دعا بدعوي الجاهلية ) رواة البخارى و مسلم.
قال الحافظ ابن حجر: ” قولة (ليس منا) اي ليس من اهل سنتنا و طريقتنا ، و ليس المراد بة اخراجة عن الدين ، و لكن فوائد ايرادة بهذا اللفظ ، المبالغة فالردع عن الوقوع فمثل هذا “.
وشق الجيوب يقصد بة شق الملابس و تمزيقها ، و الاصل ان الجيب هو ما يفتح من الثوب ليدخل فية الراس ، و شق الجيوب من افعال الجاهلية و هو من علامات السخط و عدم الرضا ، و كثير من النساء يقمن بشق الجيوب عند و فاة الزوج، او احد الاقارب، او عند الغضب الشديد ، و ذلك امر لا يجوز شرعا ، فقد ثبت فالحديث عن ابى بردة بن ابى موسي الاشعرى قال: “وجع ابو موسي و جعا فغشى علية و راسة فحجر امراة من اهلة ، فصاحت امراة من اهلة ، فلم يستطع ان يرد عليها شيئا فلما افاق قال: انا بريء مما برئ منة رسول الله صلي الله علية و سلم ، و ان رسول الله صلي الله علية و سلم ( برئ من الصالقة و الحالقة و الشاقة ) رواة البخارى و مسلم.
والصالقة هى التي ترفع صوتها بالبكاء و تصيح ، و الحالقة التي تحلق شعر راسها عند المصيبة ، كما كانت نساء الجاهلية يفعلن ، و الشاقة التي تشق ثوبها.
وفى رواية اخري عن ابى بردة قال: اغمى علي ابى موسي الاشعرى رضى الله عنة ، فاقبلت امراتة ام عبدالله تصيح برنة ، بعدها افاق فقال: الم تعلمى ؟ ، و كان يحدثها ان الرسول صلي الله علية و سلم قال: ( انا بريء ممن حلق و صلق و خرق ) رواة البخارى و مسلم.
قال صاحب مرقاة المفاتيح : ” و كان الجميع من صنع الجاهلية ، و كان هذا فاغلب الاحوال من صنيع النساء “.
وجاء فحديث احدث ، عن اسيد بن ابى اسيد عن امراة من المبايعات قالت: ( كان فيما اخذ علينا رسول الله صلي الله علية و سلم فالمعروف الذي اخذ علينا ، ان لا نعصية فية ، ان لا نخمش و جها ، و لا ندعو و يلا ، و لا نشق جيبا ، و لا ننشر شعرا ) رواة ابو داود ، و قال الشيخ الالباني: صحيح .
وجاء فحديث احدث عن ابى امامة : ( ان الرسول صلي الله علية و سلم لعن الخامشة و جهها و الشاقة جيبها و الداعية بالويل و الثبور ) رواة ابن ما جة ، و قال الشيخ الالباني: صحيح .
وخلاصة الامر ان هذة الاحاديث تدل علي حرمة الامور المذكورة من لطم الخدود ، و شق الجيوب و نشر الشعر ، لان هذا يعنى عدم الرضا بالقضاء .
والله اعلم
- تمزيق الملابس
- حككم تمزيق الملابس في الاسلام عند الغضب
