استخدام كلمة ” انا ” علي و جهها الاصلى ، فالتعريف بالشخص ، او دلالة الانسان علي نفسة ، او نحو هذا : هو من مقتضيات الخطاب ، و ضرورات اللغة ، التي لا يكاد يستغنى عنها الناس فمعايشهم ، و تحاورهم .
ومثل ذلك لا ممكن ان يذم لذاتة ، او يرد الشرع بمنعة .
هذا لو لم يرد ما يدل علي جوازة استعمالة ، و وقوع هذا من نبى الله صلي الله علية و سلم ، و خيار الصالحين من بعدة .
فكيف ، و ربما و رد استعمالها فيما لا يحصي من الادلة و النصوص الشرعية .
قال النبى صلي الله علية و سلم : ( ان اتقاكم و اعلمكم بالله انا ) رواة البخارى (20) ، و فرواية : ( انا اتقاكم للة ، و اعلمكم بحدود الله ) رواة احمد (23682) ، و صححة الالبانى ف“الصحيحة ” (329) .
وقال صلي الله علية و سلم : ( انا سيد و لد ادم يوم القيامة ) رواة مسلم (2278).
وقال ابن عباس رضى الله عنهما فقولة تعالي : (ما يعلمهم الا قليل) الكهف/22
قال: ” انا من اولئك القليل الذين استثني الله ، كانوا سبعة و ثامنهم كلبهم ” .
انتهي من “تفسير الطبري” (17/ 642) .
ثم ربما يقترن بقولها من قصد القائل ، و حالة : ما يقتضى مدحة علي قولة انا ؛ كما لو قالها فمقام التواضع و الانكسار للة ، و الاعتراف بالذنب ، و الفقر و الحاجة الي رب العالمين .
وفى حديث الاستفتاح : ( اللهم انت الملك لا الة الا انت ، انت ربي، و انا عبدك، ظلمت نفسي، و اعترفت بذنبي، فاغفر لى ذنوبى جميعا، انه لا يغفر الذنوب الا انت ) رواة مسلم (771) .
وعلي عكس هذا : ربما يقترن بقولها من قصد صاحبها ، و حالة : ما يقتضى الذم علي قولة ، و التاديب علية ، و المنع منة ، فمثل هذا المقام .
قال ابن القيم رحمة الله :
” و ليحذر جميع الحذر من طغيان ” انا “، ” و لى “، ” و عندى “، فان هذة الالفاظ الثلاثة ابتلى فيها ابليس و فرعون، و قارون، (فانا خير منه) لابليس، و (لى ملك مصر) لفرعون، و (انما اوتيتة علي علم عندي) لقارون.
واقوى ما و ضعت ” انا ” فقول العبد: انا العبد المذنب ، المخطئ، المستغفر، المعترف .
ونحوة : ” لى “، فقوله: لى الذنب ، و لى الجرم ، و لى المسكنة ، و لى الفقر ، و الذل .
و”عندى ” ، فقوله: ” اغفر لى جدى ، و هزلى ، و خطئى ، و عمدى ، و جميع هذا عندى ” انتهي من “زاد المعاد” (2/ 434-435) ، و ينظر : “معجم المناهى اللفظية ” للشيخ بكر ابو زيد ، رحمة الله (150) .
والحاصل :
ان مجرد قول العبد ” انا ” لا يشرع الاستعاذة بالله منة ، بل تكلف هذا ، كما فالعبارة الواردة فالسؤال ، فعموم الاحوال : اشبة بتنطعات الطرقية و الصوفية ، و تكلفاتهم ، بعدها هو خارج عن معتاد البشر ، و لا ممكن ان يتلزمة احد فكل مقام .
- حكم استخدام كلمة انا
