دول العالم واسمائها السابقة

دول العالم و اسمائها السابقة



سراييفو: عبدالباقى خليفه


شهد العالم منذ القدم، تغييرات كثيرة علي اسماء الدول، سواء كان هذا جزئيا او كليا، و سواء كان هذا بسبب قناعات اهلها، او نتيجة تحالفات داخلية او اقليمية ، او جراء تعرضها لغزو خارجي، او بسبب تعرضها للتفكك و التحلل، كحال الدول التي تتعرض الي انقسامات عرقية و طائفية كباكستان التي انفصلت عن الهند سنة 1948، و كالفلبين التي اطلق الغزاة الاسبان عليها هذا الاسم، و كانت تسمي ب«امان الله»، و ربما حرف هذا الاسم ليطلق علي العاصمة ما نيلا. و ينطبق هذا علي استراليا، و هو اسم اطلقة المستعمرون الانجليز علي تلك القارة . و اذا نظرنا فخارطة العالم الجيوبوليتيكية ، و الانتربولوجية ، نجد ان معظم دول العالم، ان لم يكن كلها، تعرضت اسماؤها لتغييرات، جوهرية . ففي اوروبا الجديدة التي شكلتها الحروب، علي مدي قرون طويلة ، من شارلمان الي هتلر مرورا بنابليون بونابرت، شهدت ظهور دول حديثة ، و اختفاء اخري بعد تغيير الاسماء، و اضافة ، و حذف، اجزاء و اسعة من اراضى هذة الدولة او تلك، فبلجيكا و سويسرا و لكسمبورغ، ليست فقط دولا حديثة علي الخارطة الاوروبية ، اقتضت التوازنات القارية فالمائتى سنة الاخيرة قيامها، بل اسماء حديثة لوقع دولى جديد اعطاها صفة الدولة . و بالمقابل اختفت نحو 400 دولة اوروبية من الخارطة ، قبل قيام عصبة الامم و فق المؤرخين ا.ج جران ، و هارولد تمبرى فكتابهما «اوروبا فالقرنين التاسع عشر و العشرين 1789 1950». و المانيا القوية اليوم، هى نتيجة اختفاء 300 دولة ، كانت توصف بانها «فوضي شاءتها الاعتناء الالهية »، و هو ما جعلها، و هى متفرقة ، مطمعا لاكبر اربع امبراطوريات، قبل القرن التاسع عشر، هى النمسا، و روسيا، و بريطانيا و فرنسا التي استولت علي الالزاس و اللورين فالقرن السابع عشر. و كانت بروسيا اكبر الدول الثلاثمائة التي شكلت المانيا فعهد فردريك الاكبر، 1740 1786، بروسيا التي تغني فيها فولتير و اعتبرها نموذجا يحتذى. و بروسيا هى التي و حدت تلك الدول، لتستظل تحت اسم المانيا. كما قضت روسيا فعهد بطرس الاكبر علي عدد كبير من دول القوقاز و البلطيق، و كانت فالسابق يطلق عليها، امارة موسكو، و واصلت القيصرة الروسية ، من اصل الماني، كاترين 1761 1796 عمليات تغيير اسماء المستعمرات الحديثة . و هو ما فعلتة الصين حيث غيرت اسماء دول قائمة بذاتها كتركستان الشرقية ، و حولتها الي اقليم تابع تحت اسم شنغهاي.


وايطاليا نفسها كانت ثمرة توحيد عدد من الممالك الصغيرة المبعثرة ، فقد كانت هنالك جمهورية فالبندقية ، و جنوة ، و دوقات (مستقلة ) فميلانو و بارما و مودينا و توسكانا، اما نابولى فقد كانت مملكة ، اضافة للولايات الكنسية . و اذا نظرنا فخارطة العالم فالقرن التاسع عشر و حتي بداية القرن العشرين، نجد ان العديد من الدول اما غير موجودة ، او تحمل اسماء مغايرة لما هى علية اليوم. و فيما بين 1945 و 1980 تضاعف عدد الدول الاعضاء فالامم المتحدة ثلاث مرات. و لم تكن تلك الزيادة ناجمة عن الاستقلال و نهاية الاستعمار القديم المباشر بالدرجة الاولى، بل نتيجة للتقسيم و التجزئة التي خلفها هذا الاستعمار بالدرجة الاولى. و من هذا تضاعف عدد الدول العربية ، حوالى خمس مرات منذ تاسيس الامم المتحدة . و ف26 ابريل (نيسان) 1964 اتفقت تنجانيقا و زنجبار علي الاتحاد، و اطلقتا علي نفسيهما، اتحاد تنجانيقا و زنجبار، لكن الاتحاد ما لبث ان غير اسمة الي جمهورية تنزانيا المتحدة ، فالاول من نوفمبر(كانون الثاني) سنة 1964. و كانت الاولي عضوا فالامم المتحدة منذ 14 ديسمبر 1964(كانون الاول). و لا تزال تنزانيا دولة متحدة ، حتي الان. مثال احدث هو اتحاد الملايو، الذي اصبح يعرف باسم ما ليزيا، منذ 16 سبتمبر (ايلول) 1963، و كان يضم جميع من سنغافورة و صباح، بورنو الشمالية ، كما اصبحت سنغافورة دولة مستقلة منذ 9 اغسطس 1965. اما اليمن، فقد كان منقسما بين اليمن الشمالي، و اليمن الجنوبي، قبل ان يتحد اليمن برضا الطرفين ف22 ما يو (ايار) 1990. و ف3 اكتوبر(تشرين الاول) 1990 اتحدت المانيا الغربية و المانيا الشرقية تحت اسم المانيا برغبة الطرفين، و كان الحلفاء المنتصرون فالحرب العالمية الثانية =، ربما قضوا بتقسيم المانيا، بين جزء موال للمعسكر الشرقى و احدث للغربي، و قبلت عضوية الالمانيتين فالامم المتحدة بتاريخ 18 سبتمبر 1973. اي بعد 28 سنة من انتهاء الحرب العالمية الثانية = و اقامة الامم المتحدة علي انقاض عصبة الامم. و من الاسماء التي اختفت من الساحة الجيوسياسية ، الاتحاد السوفياتي، الذي كان يمتد علي رقعة و اسعة ممتدة فكل من قارتى اوروبا و اسيا، و كان عضوا مؤسسا للامم المتحدة سنة 1945. و كان الرئيس الروسى الاسبق بوريس يلتسين، ربما ابلغ فرسالة مؤرخة ف24 ديسمبر 1991، الامين العام للامم المتحدة ، بان روسيا الاتحادية ، ستواصل شغر و ظائف الاتحاد السوفياتى داخل مجلس الامن، و بقية منظمات الامم المتحدة بتاييد الدول ال11 المستقلة . و ربما عرفت عدة دول اسماء كثيرة تكون احيانا فردية ، و احيانا اخري مركبة ، كيوغسلافيا السابقة ، «يوغسلافيا الاشتراكية الاتحادية » و التي قامت علي انقاض مملكة يوغسلافيا، و التي كانت تسمي قبل هذا ب«المملكة الصربية الكرواتية السلوفينية ». و كانت، يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية ، ربما حملت ذلك الاسم فاعقاب الحرب العالمية الثانية =، و ساهم انهيارها فبداية التسعينات، الي ظهور دول حديثة تم الاعتراف فيها جميعا سنة 1992. ككرواتيا، و سلوفينيا، و مقدونيا، و البوسنة التي تم الاعتراف باستقلالها فما يو 1992. و فسنة 2003 تغير اسم يوغسلافيا الي صربيا و الجبل الاسود، بعد انفصال الجمهوريات المذكورة ، و من المتوقع ان تصبح صربيا، بدون، الجبل الاسود، ذلك الربيع. و كانت تشيكوسلوفاكيا، التي انضمت للامم المتحدة ف24 اكتوبر 1945، ربما بعثت برسالة الي الامم المتحدة عبر ممثلها الدائم لدي المنظمة الدولية ، تنبئها بانفصال التشيك عن سلوفاكيا، بعد اتفاق داخلى بينهما، و ف31 ديسمبر 1992 تم الانفصال، و ف8 يناير (كانون الثاني) 1993، اوصي مجلس الامن بقبول تشيكيا عضوا فالامم المتحدة ، بينما احتفظت سلوفاكيا بمقعد تشيكوسلوفاكيا السابقة تحت اسمها الجديد. و هذا ف19 يناير من نفس العام. و من الامثلة علي تغيير الدول لاسمائها، نذكر فهذا السياق زائير، التي كان اسمها فالماضى الكونغو كينشاسا و اصبحت تعرف باسم، الكونغو الديمقراطية ، رسميا، منذ 17 ما يو 1997. اما الدول التي ترفض تغيير اسمها، رغم التهديدات و الضغوط، فنجد مقدونيا، التي لا تزال علي خلاف مع اليونان حول الاسم، لاسباب تاريخية و سياسية و ثقافية ، منها الجدل الدائر الي اليوم، حول انتماء الاسكندر المقدوني، اهو لمقدونيا ام لليونان؟ اضافة لوجود مقاطعة يونانية تحمل اسم مقدونيا، و ربما اضطر الاتحاد الاوروبي، و الامم المتحدة ، لاطلاق اسم مقدونيا اليوغسلافية السابقة ، لتحاشى الد خول فمشاحنات بين الدولة الحديثة ، التي استقلت سنة 1992 و اليونان.

  • اعلام دول اوروبا واسمائها
  • اعلام دول اوروبا
  • اعلام دول الاتحاد الاوروبي واسمائها
  • دول اوروبا واعلامها واسمائها
  • اعلام الدول الاوروبية واسمائها
  • الصورة علم الدولة
  • اعلام الدول الاسيوية واسمائها
  • اعلام ودول
  • أعلام دول العالم مع الاسم
  • اسماء ريات العالم


دول العالم واسمائها السابقة