فصة زوجها

فصة زوجها



اصيب سائق التاكسي، المدعو سيد، بصدمة كبار و هو يتابع حديث الرجلين اللذين استقلا سيارتة و راحا طوال الطريق يرويان حكاية قديمة عن جارهما سعيد، هذا الشاب الذي كان يافعا و فجاة شعر بحالة اعياء نقل علي اثرها الي المستشفى، ليكتشف الاطباء انه انثي بعد خمسة عشر عاما من مولده،ولابد من اجراء عملية تحويل جنسية له،وهو ما حدث بالفعل. اما اسباب صدمة السائق فهو اكتشافة ان ذلك الشاب الذي يتحدث عنة الرجلان ما هو الا زوجتة سعيدة !

لم تكن الحقيقة التي عرفها سيد الا مجرد صدفة ساقها فكيفية القدر، ليعرف السر الذي اخفتة عنة زوجتة منذ حضرت من بلدتها فو سط الدلتا للاقامة فالقاهرة ، حيث تختفى العديد من التفاصيل و الحقائق بفضل الزحام و الكثافة السكانية التي تحظي بها، و هو ما امنت بة زوجته، دون ان تدرى ان زوجها سيعود الي البيت فيوم من الايام كالثور الهائج و هو يحمل معة هذة الحقيقة فيلقيها فو جهها كالقنبلة . عبارات صادمة خرجت من الراكبين علي سبيل الذكريات و هما يحضران الي القاهرة للمرة الاولي فحياتهما من بلدتهما فمحافظة الغربية ، يتذكران ثالثهما الذي اجبرة عالم الانوثة علي الابتعاد و الرحيل مع اسرته، بعد ان الصقت بهم الفضيحة رغما عنهم بسبب ما حدث، و جاؤوا الي القاهرة للاختفاء و سط الزحام.

حلم اللقاء


تمني الرجلان ان يلتقيا بصديق الصغر و هما فطريقهما من محطة القطار الي و زارة الصحة لانهاء بعض الاجراءات الخاصة بسفرهما للخارج للعمل باحدى الدول العربية ، حلما لو و جداة رجلا كما كان و يسافر معهما حتي يهون عليهما عناء السفر و الابتعاد عن اسرتيهما. سعيد فتحي، كان اسم الصديق الذي ذكرة الراكبان فحديثهما و هما يطالعان الوجوة من خلف زجاج السيارة الاجرة التي يستقلانها، يبحثان بينها عن صديقهما ليثيرا الكثير من الشكوك و التساؤلات لدي سيد، فزوجتة تدعي سعيدة فتحي؛ و تنتمى عائلتها لنفس البلدة التي ذكرها الرجلان.

علامات استفهام


دون ان يدرى و جد سيد نفسة كالمحقق يوجة الاسئلة و احدا تلو الاخر لراكبيه؛ علة ينفى المخاوف التي تولدت بداخله، لكن للاسف جاءت كل الاجابات لتاكدها، و مع كثرة الاسئلة بدات علامات الاستفهام ترتسم علي الرجلين عن سر اهتمام السائق بحكايتهما، فما يرويانة جاء علي سبيل اضاعة الوقت فظل الزحام الذي تشهدة الشوارع فطريقهما.


حاول سيد تبرير اهتمامة بان القصة التي يسمعها مثيرة جذبت انتباهه، لكنة فشل فاخفاء علامات التوتر التي بدت عليه، ليصل الرجلان الي مقصدهما و هما فحيرة من امر ذلك السائق.

الزوجة الرجل


فجاة تحولت الدنيا الي ظلام فو جة سيد، فلم يعد امامة اي بارقة امل فان يصبح ذلك الشاب الذي و دع رجولتة لا علاقة له بزوجته، فكافة التفاصيل تنطبق عليها، اسم و الديها و عدد اشقائها و اسماؤهم، حاول ان يطرد ذلك الهاجس من امامه؛ لكن صورة زوجتة الرجل كانت تخرج له فكل طريق يسلكه.

اضطر سيد لركن السيارة التي يعمل عليها مقابل اجر يومي يتحصل علية من ما لكها، و جلس علي احد المقاهى يحاول ان يتدبر امرة مع ذلك الرجل الذي يعيش معة منذ سبع سنوات و هو لا يعرف حقيقته، يصب علي نفسة اللعنات، فكيف كان مغفلا الي هذة الدرجة ؟!

حساب النفس


محاكمة قاسية عقدها سيد لنفسة و هو يجلس يحتسى كاسات الشاى و القهوة و احدا تلو الاخر، يفكر كيف كانت و الدتة رافضة لهذة الزيجة بفضل التكوين الجسمانى لزوجتة الذي يشبة الرجال، الا انه اصر عليها بعد زيجتة الفاشلة بابنة خالتة التي لم تستمر سوي ثلاثة اشهر و كانت رائعة ، لكن ما ذا جلب له الجمال سوي المعاناة و المشاكل، و امام هذا قرر الزواج من سعيدة التي جاءت مع اسرتها للاقامة فمنزل مجاور لمنزلة منذ عامين، و عاشا فسلام بعيدا عن اصطناع اي مشكلة مع جيرانهما.


كانت سعيدة بمائة رجل كما يقولون، فقد و قفت بجوار سيد فجميع المواقف الصعبة التي مر بها، فعندما مرضت و الدته، و رغم علمها بانها لا ترغب بها زوجة لابنها، ذهبت اليها و اهتمت فيها حتي صعدت روحها لملاقاة خالقها، و عندما تعرض زوجها لحادث اخر تلفيات بالسيارة التي يعمل عليها و اعجزتة اصابتة عن العمل لدفع ثمن الاصلاحات لصاحب السيارة ، خرجت هى للعمل فالمنازل لتسدد ديونه.

محاسن كثيرة تذكرها سيد لزوجتة دون ان تشفع لها امام حالة الغضب؛ التي تملكتة و هو يتذكر كيف كان مغفلا سهلا خداعة لاخفاء هذة الحقيقة ، التي لا يصدقها حتي الان، فدفع حساب المشروبات التي تناولها اثناء ثلاث ساعات و انطلق كالوحش الكاسر يبحث عن فريستة لينقض عليها.

لحظة الانتقام


لم تكن الفريسة الا سعيدة التي فوجئت بثورة زوجها و هو يقتحم عليها البيت ينهال عليها بالضرب المصحوب بالسباب و اللعنات؛ دون ان تعرف ما الذي حدث ليفعل معها ذلك، و بصعوبة بالغة استطاع و الدها الذي حضر من منزلة المجاور بعد استغاثة الجيران بة لينال هو الاخر نصيبة من السباب و اللعنات، و سط حالة ذهول من الجميع مما يحدث. عبارات سيد التي و جهها الي و الد سعيدة كانت كفيلة بان تجعلة يدرك بان زوج ابنتة اكتشف السر، الذي كان يخفية طيلة تسع سنوات منذ ان ترك حياتة فمحافظتة و قرر ان يبدا حياة حديثة فمحافظة لا يعرف احد بها عنة شيئا، علة ينجح فالهروب من عار لم يكن له او ابنتة دخل فيه.

قرار المواجهه


اصطحب الاب ابنتة و توجة الي منزلة عاجزا عن التفكير، و بعد لحظات عصيبة قرر الا يتخاذل هذة المرة فالتعامل مع الموقف و يهرب من و اقعة كما فعل فالماضي، خاصة انه لم يقترف اي جريمة يهرب منها، فما حدث كان بعيدا عن ارادتة فاصطحب ابنتة مرة ثانية = و توجة فيها الي احد المستشفيات ليحصل علي تقرير طبى بالاصابات التي لحقت فيها من فعلة زوجها، و توجة الي قسم شرطة الشرابية و حرر محضرا باعتداء زوج ابنتة عليها بالضرب المبرح. امام تقرير طبى بالاصابات و شهادة مجموعة من الجيران؛ كان علي رجال الشرطة ان يتحركوا لالقاء القبض علي سيد غريب؛ زوج سعيدة ، تنفيذا للقرار الصادر من النيابة بضبطة و احضاره.

جريمة بلا دليل


تحول سيد من ضحية خدعة مثيرة علي مدار سبع سنوات و هو يعيش مع امراة ؛ هى فالاصل رجل، الي متهم يواجة عقوبة بالحبس فو اقعة اعتدائة علي زوجته، فاخرج ما فجعبتة من اسرار، يروى كيف خدعتة زوجتة و اسرتة و اخفت عنة ما ضيها الذكورى حتي عرفة بالصدفة ، و رغم حجم الماساة التي كان يعيش فيها، الا انه لا يملك دليلا و احدا علي ان زوجتة لم تصارحة بماضيها، و يظل هو مدانا امام القضاء يستجدى عطف الجميع بصرخاتة و هو يردد «زوجتى رجل».


فصة زوجها