في كل بيت عرس و دمعتان

فى جميع بيت =عرس و دمعتان



فى جميع بيت =عرس و دمعتان

بقلم رائع حامد عبدالله/كاتب و صحفى من فلسطين المحتلة

عبثا اختزال الالم فموضوع من مئات او الاف الاحرف و عبثا تستطيع نقل دموعك الي الورق.. عبثا اقول اننى انقل الحقيقة التي لا يكتوى بنارها الا الاباء و الامهات من ذوى الشهداء و الجرحي و المعتقلين و المهدمة بيوتهم … و المصلوبين علي مذبح الامل….!

فنشيد الحسرة و الامل الذي اعقب حصار بيروت و تشتت الثورة فاصقاع العروبة الباردة ما زال يمثل الحالة الوجدانية للفلسطينى اينما تواجد و حط برحاله.. فالعرس هو العرس ما زال سيد الموقف فكل بيت =و حارة كما هى المعاناة التي تزيد ذلك الشعب تشبثا بالامل ما زالت ترتسم علي جدران الحى العتيق فقصبة نابلس و زاوية الخليل و منارة بيت =لحم و رام الله التحتا… و ما زال سهل مرج بن عامر يصدح لجنين القسام باغانى عشاق الارض.. و ما زال القطاع ببحرة يبتلع كافة المؤامرات و الحكومات و الانتدابات و الوصايات و الاحتلالات.

صمود و غموض


ثلاث مناسبات عزفت لحنا حزينا من قعر المعاناة المترسبة فجوف الامال بفضائنا العاصف بالالم بدات مع استقلالى سيارة الاجرة على( معبر) الخضر خلال توجهى لمدينة بيت =لحم … قابلنى بمرارة الرجال و احتراق الابوة علي بوابات جهنم و قال انتم الاعلاميون فاشلون……………..!

عن ما ذا تكتبون….. و واجبكم الكشف عن الحقيقة ………!؟

انتم تخليتم عن و اجبكم لان الحقيقة ضائعة و تائهة و محتجزة و معتقلة و اسيرة خوفكم فلماذا لا تعملون لكشف حقيقة صفقة ابعاد ابنائنا الي غزة و اليونان و بلجيكا و غيرها التي و قعها محمد رشيد … ان اعضاء المجلس التشريعى يقرون بان غموضا ما يكتنف هذة الصفقة ….. ما ذا يمكننا العمل فظل التنصل الاوروبى و العربى من الالتزامات الادبية و الاخلاقية التي قطوعها علي انفسهم حسب ما اشيع و اعلن فحينه.. و ما ذا يمكننا ان نعمل اذا ارتضي العالم ان يرتبط مصير ابنائنا برحمة الاحتلال و اشكاليات السياسة بعناصرها المختلفة و فضائها المثقوب برصاصة الرحمة الصهيو-امريكية ………………؟

لقد عرفنا المكان و اعتبرناة محرقة الروح فالوطن … يبقي الزمان …..فالي متي سنبقي نحتسى دموع الفراق علي و تر الغموض و متي سنرد للوطن اعتبارة بكشف الغموض الذي اكتنف الحقيقة باسم الوطن….. و دعت الرجل و الخجل يعترينى و جبهتى تتصبب عرقا و شفتاى ترتجفان بوعود قطعتها علي نفسى بان اكتب و ان اضيف تساؤلى الي 48 عائلة اوجعتها التساؤلات………………..!!؟

ابراهيم بحلتة الحديثة

انطلقت بطريقى الي ابو فريد الكادر اليسارى الذي عايش اوجاع المراحل و تنقل فحقول المعاناة التي رسمت تجاعيدا مخملية علي جبهته.. رغبت فمعايدة الرجل الذي غابت اطلالتة و ابتسامتة العريضة عن محتوي ايامنا الذي توشح بسواد الاحتلال و ممارساتة و افرازاتة و انعكاساتة …وجدت الرجل يخفى خلف ابتسامتة الخجولة دمعة ضاقت فيها مقلتية المفعمة بالدموع …..دمعة غطت مساحة اللقاء القصير الذي كان يجب ان يعج بالحديث عن ذكريات الماضى التي عادة ما تحمل معها الابتسامة بل الاسترسال بالضحك علي ما حفلت بة الذكريات من نهفات غريبة و ممارسات عفوية .. فاجانى بابنة ابراهيم الطالب فجامعة القدس المفتوحة الذي اخترقت رصاصة قناص “اسرائيلي” حاقد الفقرة الرابعة من عمودة الفقرى … فكان الشلل النصفى قدرا و مصيرا لروحية الشباب و شفافية الامل و لديمومة التحدى … لينتقل ابراهيم الي تحديا احدث بثوب احدث و هو يردد اغنيتة المحبوبة

منتصب القامة امشي….. مرفوع الهامة امشي..

تحرشت بى الذاكرة الي لحظات انهمرت فيها دموعى و امتزجت بدموع عشرات الامهات اللواتى بكين ابناؤهن الشهداء و الجرحي و المعاقين و الاسري و الموقوفين و المكسرين و المصلوبين علي الجدران و المشبوحين علي اعمدة الكهرباء تحت المطر….. فامتزجت بحزن صديقى و المة و هو يتحدث عن ابراهيم بحلتة الحديثة … و خرجت و انا اضيف هما جديدا و حزنا مسحوبا علي و جهى كسحابة كانون القاتمة قاصدا صومعتى التي احتسى بها كتاباتي.

يبحثون عن الحلوي فحفنات الملح


لم يكد يجف عرقى و لم تكد ملامح الرجل تغيب عن مسائى الحزين حتي و جدت نفسى امام شقيقتى التي تعتصر الما علي زوجها القابع فسجون الاحتلال … و هى تنتظر انطلاقة اضراب الاسري و حرب الامعاء الخاوية …. التي لم تخفى قلقها و اعتصارها الما علي زوجها و الاف المعتقلين معه…. و جدت نفسى مطالبا بالكتابة عن ثمانية الاف اسير يخوضون معركة الجوع مع المحتل.. و جدت نفسى امام ثمانية الاف عائلة فلسطينية ترفع ابتهالاتها الي الله ليحمى ابناءها و يعيدهم سالمين.. ثمانية الاف عائلة تتوشح بسواد الايام.. تزرق شفاهها و يرتسم الحزن و الهم و القلق علي محياها.

وجدت نفسى امام عشرات الالاف من ابناء الاسري الذين يبحثون عن قطع الحلوي فحفنات الملح التي يتجرعها الاباء حفاظا علي مجاريهم التنفسية من رائحة الجوع و التقرحات المعوية ..

وجدت نفسى ثانية = فشوارع المخيم استرق هذا النشيد و مع الغروب اغني..

فى جميع بيت =عرس و دمعتان.. ميعادنا فالقدس مهما نعاني..

لا تلبس السواد ام المكارم.. فموتة ميلاد و الفجر قادم..


في كل بيت عرس و دمعتان