قصيدة عن الاباء والابناء

قصيدة عن الاباء و الابناء



حين امر الله تعالي ببر الوالدين فهو ظاهر بمعاناتهما من اجل سعادة الابناء، مطلع علي ما يكنان من حب و امانى لمستقبلهم و ما يتطلعان الية منهم من امال هى اكبر ما يتمنيان لنفسيهما من سعادة و توفيق و نجاح. و لكن هنالك من الابناء من لا يشعر بكل ذلك العطف و الحنان، بل قد تمادي انكارا لفضلهما و عقوقا لواجب برهما. و ربما يؤدى بة نجاحة فالحياة الي التطاول عليهما و ياخذة الغرور بتجهيلهما و تميزة بالفهم و المعرفة و ينسي فضل التربية و الدعاء الذي يواجهان بة عقوقه، كما حدث من ابن امية بن ابى الصلت الذي تجسد عقوقة ابيات لابية و ردت فكتاب «قصة الادب فالحجاز» للدكتور محمد عبد المنعم خفاجى و الاستاذ عبد الله عبد الجبار، و قيل ان هذة الابيات ابكت النبى صلي الله علية و سلم، عندما رواها له شيخ يشكو من عقوق ابنه، و تلك الابيات هي:

غذوتك مولودا و علتك يافعا

تعل بما ادنى اليك و تنهل

اذا ليلة نابتك بالشكو لم ابت

لشكواك الا ساهرا اتململ

كانى انا المطروق دونك بالذي

طرقت بة دونى و عينى تهمل

تخاف الردي نفسى عليك و انما

لتعلم ان الموت و قت مؤجل

فلما بلغت السن و الغاية التي

اليها مدي ما كنت فيك اؤمل

جعلت جزائى منك هجرا و غلظة

كانك انت المنعم المتفضل

وسميتنى باسم المفند رايه

وفى رايك التفنيد لو كنت تعقل

فليتك اذ لم ترع حق ابوتي

فعلت كما الجار المقاصب يفعل

فاوليتنى حق الجوار و لم تكن

على بمال دون ما لك تبخل

وامية بن ابى الصلت ثقفى من اهل الطائف ادرك الاسلام و لم يسلم، المة عقوق ابنة فعبر عن المة بتلك الابيات المؤثرة . و التفنيد بمعنى التسفيه.

وفى الادب الشعبى يروى المنديل رحمة الله فكتابة «من ادابنا الشعبية ج 9 » قصة بنت رائعة كلما تقدم خاطب لها تشترط ان يعزلها فمنزل مستقل عن بيت =و الديه. و هو شرط احترازى لدفع المشاكل التي ربما تؤثر فمسار الحياة الزوجية ، للغيرة التي تنشا بين الامهات و الزوجات، فقد يصعب علي الام مشاركة امراة لها فحب ابنها، و ذاك حب مضمخ بعاطفة الامومة و برها و تربية ابنها تربية بها تضحية و ايثار و امل بعدها يفضى ذلك المسار الي زوجة معقود حبها بود و رحمة و سكن و تطلع الي بناء اسرة صالحة . هذة العلاقة تواجة احيانا صراعا و مشاكل مختلقة تدفع الزوجة و اولياءها الي تفاديها فيشترط المنزل المستقل.

امى و ابوية ما لهم غير ظلى و الا انت ظلك يا اريش العين تلقاه

كان خطاب الفتاة الذين يوافقون علي شرطها يفاجاون بعدم موافقتها غير ان احدهم عندما و افاة مندوبة اليها يحمل شرطها اجابة بالابيات الاتية :

البارحة غض النهد مرسل لي

رسالة خلانى اسعي لفرقاه

ان كان ما صيدة علينا تغلي

والا انت يا المرسال طس انت و اياه

امى و ابوية ما لهم غير ظلي

والا انت ظلك يا اريش العين تلقاه

امى ليا شافت خيالى تهلى

كم ليلة بعدى عن النوم مقزاه

لى سنتين و ديدها عيشة لي

والعب علي المتنين و اقول يا ياه

هكذا اورد المنديل الابيات، و ربما يصبح لها بقية حيث اقتصر الشاعر علي ذكر الام دون الاطالة فالحديث عن الاب، و قد ركز علي الاكثر حاجة الية منهما، او ان هاجس الغيرة بين الام و الزوجة كان الارجح خشية من الزوجة .

علي اية حال عندما اطلعت الفتاة علي ردة فرحت و اشعرتة بموافقتها. كان هدف الفتاة ان تجد زوجا يبر بوالدية لترسخ هذة الفضيلة فابنائها، و لان البر فضيلة و حصيلة تربية فسيصبح محسنا الي زوجة و سيقتدي بة ابناؤة و ينشا بيت =الزوجية علي اسس تربوية قويمة .

ان ديننا الحنيف يحض علي البر بالوالدين «وقضي ربك الا تعبدوا الا اياة و بالوالدين احسانا» كيف لا نبرهما و نحسن اليهما و ربما تكبدا فسبيل نشاتنا ما تكبدا من الام و مسؤولية ، و كم عقدا من امال، و تمنيا من امنيات. و كم كان و قع اخلاف الظن بالابناء علي النفس من الام و حسرات، و يظل الابن طفلا فعيون و الدية حتي يفارقا الحياة و هذا من اشفاقهما عليه.

ان ابيات ابن ابى الصلت لاشك انها لم تفقد و قعها المؤثر رغم مرور اكثر من الف و اربع مئة و خمسين سنة ، هذا انها تحمل مشاعر الابوة الحقة فزمن لم يتاثر بتعاليم الاسلام و رفقة بالاسرة .

نحن اليوم نعيش زمنا تتفاوت فية فرص النجاح، فقد يصبح الابناء فية اكبر حظا من ابائهم لتحصيلهم العلمى و اجتهادهم و علاقاتهم، و ما يتهيا لهم من فرص مكتسبة عن طريق المهارة و الابداع، كما نري فمجال الرياضة ، و كرة القدم بخاصة ، عندما يحصل لاعب من ابوين فقيرين علي ملايين الريالات فتنقلب حياتة الي تصور و رؤية مختلفة و فق تفكيره، و ربما ينعكس هذا سلبا علي الاسرة اذ يكون الجاة و الضجيج الاعلامى مصاحبا لحياة الابن، و يكون الاب خاضعا او تابعا لاملاءات الوضع الجديد. و من تقاليد المعاصرة و المجال ما لا يتناغم مع قناعات الاب.

ولكن ينبغى ان نتواصي بابائنا و امهاتنا فان بريق الدنيا ظل زائل. و لنتذكر ما كابد الاباء و الامهات فسبيل اعدادنا لمستقبل خيرة يفيض علينا فضلا و سعادة لا ينالهما منها غير الفرح بما اصبح علية ابناؤهما، و شكر الله علي توفيقه. و كم شاهدنا من يتنكر لوالدية و يتافف من رؤيتهما بين محبية و اصدقائه، فيصبح محل نقد اجتماعي، و علي خلاف هذا من احتفظ بحق و الديه، و رد الفضل للة بعدها لتربيتهما له. و فقنا الله و اياكم و شرح صدورنا لفعل الخير، و خفضنا لهما جناح الذل من الرحمة ، و قلنا: رب ارحمهما كما ربيانا صغارا.

  • شعر عن الابناء
  • شعر عن حب الابناء


قصيدة عن الاباء والابناء