ما هي ثمار تلاوة القران الكريم



الحمد للة و سلام علي عبادة الذين اصطفى


قال الله تعالي فكتابة الكريم: { انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله و جلت قلوبهم و اذا تليت عليهم ءاياتة زادتهم ايمانا و علي ربهم يتوكلون (1) فتلاوة ايات القران العظيم تزيد المؤمنين ايمانا.


عن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما قال: قال رجل يا رسول الله اي العمل احب الي الله ؟ قال: ” الحال المرتحل “. قال و ما الحال المرتحل؟ قال: ” الذي يضرب من اول القران كلما حل ارتحل”.


رواة الترمذى يؤكد رسول الله صلي الله علية و سلم فهذا الحديث فضيلة الشغف بتلاوة القران مرة بعد اخري كلما و جد المرء الي هذا سبيلا. و هو يشير فيما يشير الية الي فضيلة اتخاذ و رد مستمر من القران الكريم. قيل ان المراد بالحال المرتحل الحث علي تكرار الختم ختمة بعد اخرى، و يستحب اذا ختم القران و قرا المعوذتين ان يقرا الفاتحة و خمس ايات من اول سورة البقرة (الي قولة تعالى: هم المفلحون) لكى يتم المعني الحرفى للحديث الشريف ذلك بان لا ينهى ختمة الا و يبدا بالاخرى. ان هنالك الكثير من الاحاديث الشريفة التي تحدد اروع الاعمال، ك(اروع الاعمال الي الله ادومها و ان قل). و ذلك الحديث يعضد حديث الحال المرتحل، لانة حديث عام عن افضلية الاعمال المستمرة علي الاعمال المتقطعة ، و حديث الحال المرتحل يحدد فضل استمرار تلاوة القران. كما ان هنالك احاديث اخري تحدد اروع الاعمال بالجهاد فسبيل الله او بالحج المبرور و غيرها. و ممكن الجمع بين هذة الاحاديث جميعا بان هنالك اعمالا مؤقتة هى اروع من غيرها فاوقات محددة . فاذا حضر الجهاد فهو اروع عمل حتي من تلاوة القران او الصلاة ، و اذا و جب الحج فهو اروع الاعمال، و لا يمنع ادائة من تلاوة القران، لذا فان ذلك الحديث حين يشير الي فضل الاستغراق بتلاوة القران لا ينفى فضل اعمال اخرى، كما ان اجابات رسول الله صلي الله علية و سلم لمن يسال من اصحابة كانت احيانا بحسب حال السائل. فرب سائل ربما حج مرات و مرات يصبح استغراقة بتلاوة القران افضل، و رب سائل عند حضور ساعة الجهاد و هو متردد فالمشاركة فية فيصبح الجهاد له اروع الاعمال. و يفهم من الحديث ان للتلاوة فضلا علي غيرها من الاعمال بسبب التصاق الانسان بكتاب الله تعالي الذي هو مفتاح جميع خير.


وفية ذكر جميع الاعمال الصالحة . كما ان الاستمرار بالتلاوة يجعل المرء بصيرا بنفسة و مراقبا لها لانة دائم المرور علي ايات الوعد و الوعيد و من كان ايضا فاحري بة ان يتذكر ربة و يحسن عملة بين تلاوة و اخرى.


عن عبدالله بن مسعود (2) رضى الله عنة عن النبى صلي الله علية و سلم قال: ” من قرا حرفا من كتاب الله فلة بة حسنة . و الحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف و لكن الف حرف و لام حرف و ميم حرف”. و مضاعفة الحسنات بعشر امثالها ثابتة فكتاب الله تعالي بقولة {من جاء بالحسنة فلة عشر امثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي الا مثلها و هم لا يظلمون}(3). و ذلك الحديث يثبت ان جميع حرف من كتاب الله تعالي هو حسنة تضاعف بعشر امثالها كقاعدة و فق الاية الكريمة السابق ذكرها. و ذلك لا يناقض احاديث اخري تشير الي ان الله تعالي يضاعف الحسنات بعشر امثالها الي سبعمائة ضعف او قد اكثر. فالحسنات تضاعف اضعافا مضاعفة ان اخلصت النية للة تعالي و ان تسببت فحسنات اخر. و ذلك الحديث يشير فبعض ما يشير الية خصوصا الي الحروف من اوائل السور مثالا لا حصرا. هذة الحروف القليلة التي لا يدرك معناها اغلب الناس لهم بتلاوتها حسنات مضاعفة رغم عدم فهم معناها. و هى فالوقت نفسة تثير بالنفوس معانى و اشارات لا حصر لها فكيف بغيرها من ايات الله البينات. قال سهل بن عبدالله التسترى (4) رضى الله عنه: لو اعطى العبد لكل حرف من القران الف فهم لما بلغ نهاية ما جعل الله تعالي فاية من كتاب الله تعالي من الفهم لانة كلا الله تعالي و صفتة و كما انه ليس للة نهاية فايضا لا نهاية لفهم كلامة و انما يفهمون علي مقدار ما يفتح الله تعالي علي قلوب اوليائة من فهم كلامه. و لقد استنبط سلف الامة الصالح من كتاب الله تعالي علوما جمة اولاها علوم القران بما بها من سبب النزول و علوم القراءات و التجويد و المناسخ و المنسوخ و غريب القران و خطوط القران و اعراب القران و ترتيب النزول و قصص القران و امثال القران و اعجاز القران و احكام القران و احصاء سورة و اياتة و حروفه.


كل ذلك اضافة الي علوم التفسير و جميع العلوم الشرعية الاخري فكلها اساسها القران. و ان فالقران اشارات الي جميع العلوم حتي المادية و الطبيعية كالفلك و الرياضيات و الاحصاء و الطب و الهندسة و علوم النفس و الاجتماع و التاريخ، الا ان الكتاب الكريم ليس كتابا متخصصا فاى منها فهو كتاب لهداية البشر الي الصراط المستقيم كما قال الله تعالي {شهر رمضان الذي انزل فية القرءان هدي للناس و بينات من الهدي و الفرقان} (5). و هو ليس لتعليمهم علما خاصا من هذة العلوم رغم عدم تفريطة فشيء كما قال تعالى: {ما فرطنا فالكتاب من شيء} (6) و قولة تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء و هدي و رحمة و بشري للمسلمين}(7). قال بعض العلماء (8): ان تحت جميع حرف من كتاب الله كثيرا من الفهم مذخورا لاهلة علي مقدار ما قسم لهم من هذا و استدلوا علي هذا بايات من القران كقولة عز و جل: {ما فرطنا فالكتاب من شيء} و قوله: {وكل شيء احصيناة فامام مبين} (9) و قوله: {وان من شيء الا عندنا خزائنة و ما ننزلة الا بقدر معلوم} (10).


وقال عبدالله بن مسعود رضى الله عنه: من اراد علم الاولين و الاخرين فليتدبر القران.


عن ابى امامة رضى الله عنة قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: ما اذن الله لعبد من شيء اروع من ركعتين يصليهما و ان البر ليذر علي راس العبد ما دام فصلاتة و ما تقرب العباد الي الله بمثل ما خرج منة (يعنى القران).


وحكى عن الامام احمد رضى الله عنة (11). انه راي ربة فالمنام عدة مرات فقال و الله ان رايتة مرة اخري لاسالنة اي شيء يقرب العبد الي ربة فراي ربة جل شانة فقال: يا رب باى شيء يتقرب العبد اليك؟ فقال: بتلاوة كلامى يا احمد. قال فهم المعني او لم يفهم يا رب؟ قال فهم المعني او لم يفهم.


ان اشارة الحديث الي القران الكريم بانة خرج من الله تعالي توحى بان علي قارئ القران ان يستشعر عظمة كلام الله تعالي و كانة يسمعة منة عز و جل معترفا بعلوة و عظمتة و فضلة علي خلقه.


وقال بعض العلماء: ذلك القران رسائل اتتنا من قبل ربنا عز و جل بعهودة نتدبرها فالصلوات و نقف عليها فالخلوات و ننفذها فالطاعات و السنن المتبعات. هذة الايات هى نور بيت =من الله تعالى. كما قال عز و جل: (ياايها الناس ربما جاءكم برهان من ربكم و انزلنا اليكم نورا مبينا)(12). و تلي عمر بن الخطاب علي المنبر قولة تعالى: (فانبتنا بها حبا صلي الله علية و سلم و عنبا و قضبا صلي الله علية و سلم و زيتونا و نخلا صلي الله علية و سلم و حدائق غلبا صلي الله علية و سلم و فاكهة و ابا) فسال نفسه، ربما علمنا الفاكهة فما الاب؟ بعدها عاد لنفسة قائلا: و ما يضر ابن الخطاب ان لا يعلم ما الاب؟ تالله ان ذلك لمن التكلف الذي نهينا عنه. و كذا امن السلف الصالح بالقران سواء عرفوا ام لا ما داموا ربما ايقنوا انه كلام الله تعالي و ما داموا لم يهملوا تطبيق احكامة و اوامره. عن النبى صلي الله علية و سلم قال:


مثل المؤمن الذي يقرا القران كالاترجة ريحها طيب و طعمها طيب و كالمؤمن الذي لا يقرا القران كالتمرة لا ريح لها و طعمها حلو و كالمنافق الذي يقرا القران كالريحانة ريحها طيب و طعمها مر و كالمنافق الذي لا يقرا القران كالحنظلة لا ريح لها و طعمها مر.


رواة الخمسة (13).ومن المهم جدا جدا ان يعمل المرئ المسلم بالقران تلاوة و مضمونا لافقط لقلقة لسان فيكون تحت قولة تعالي (وقال الرسول يا رب ان قومى اتخذوا ذلك القران مهجورا )(14).


________

  • القرآن الكريم
  • do3aa
  • ثمار القرآن الكريم


ما هي ثمار تلاوة القران الكريم